“لورنس العرب”: الرجل والأسطورة
أمير العمري
سنركز في هذا المقال على جانب واحد هو كيفية تناول شخصية لورنس- سينمائيا- في فيلم “لورنس العرب” Lawrence of Arabia للمخرج ديفيد لين الذي أصبح احد أهم الكلاسيكيات في تاريخ السينما.
جوهر الفيلم هو شخصية لورنس التي تأتي من المشاهد الأولى في الفيلم محاطة بالكثير من الغموض والسحر. لورنس الذي يرسل من قبل رؤسائه في القاهرة إلى الأمير فيصل في مكة لكي يقنعه بدعم بريطانيا في حربها ضد تركيا، ثم يقع في غرام الصحراء ويعيش دور البطل الذي يوحد العرب ويقودهم إلى العقبة ودمشق، وخلال ذلك تتحول شخصية لورنس وتكتسب ملامح جديدة- كما سنرى- تجعله يتجاوز كثيرا دوره كضابط بريطاني موفد في مهمة محددة.
يبدأ الفيلم بمشهد مصرع لورنس في حادث طريق أثناء سيره بدراجته النارية في طريق ريفي في بريطانيا في 19 مايو 1939. وفي المشهد التالي مباشرة نرى مخبرا صحفيا يوقف عددا من الشخصيات البريطانية المرموقة من بينها الجنرال أللنبي، وهم يهبطون على سلالم كاتدرائية سان بول في لندن بعد تأبين لورنس، ويطلب رأيهم في شخصية لورنس. إجابات هؤلاء، ما بين الإعجاب الشديد أو الرفض التام، أو إنكار العلم به أصلا، لا تلقي أي ضوء على الشخصية بقدر ما تثير التساؤل حولها وتجعلها أكثر غموضا وسحرا وتناقضا.
من هذا المدخل يعود الفيلم إلى رواية قصة لورنس.. إرساله أولا من قبل “دريدن” المسؤول السياسي البريطاني عما يسمى بـ”المكتب العربي” في القاهرة، إلى الجزيرة العربية لجس نبض الأمير فيصل ومدى استعداده لمساعدة الإنجليز في حربهم ضد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، ثم كيف ينجح في إقناع فيصل بحشد قوة عربية للهجوم على العقبة والاستيلاء عليها برا، ومن ثم الزحف فيما بعد على دمشق، مقابل وعود بالاستقلال بعد نهاية الحرب.

هذا هو موجز قصة الفيلم. لكن المدخل الأساسي إلى الشخصية ليس المدخل التاريخي بل شخصية لورنس: البطل.. القادم من الخارج، الذي ينتمي للجنس الأوروبي ويتناقض في ثقافته تماما مع ثقافة العرب، لورنس إبن مجتمعات الوفرة وكيف يمكنه أن يقهر كل المصاعب والفروق ويصبح واحدا من “العرب”، يرتدي ملابسهم ويأكل طعام البدو ويركب الجمال، لورنس المثالي الذي يندفع نحو تحقيق مهمته بل ويتجاوز رؤسائه في رؤيته “العبقرية” لمسار الأحداث، فهو هنا صاحب رسالة، أقرب إلى الأنبياء والرسل، الوصلة الإنسانية بين الغرب والشرق، والداعية الذي يدعو العرب إلى التوحد ونبذ خلافاتهم القبلية، من أجل تحقيق الهدف المشترك، أي أنه يحاول أيضا أن يصبح، على نحو ما، زعيما عربيا. لكن العرب لا يستطيعون الثقة به. يتعين على لورنس، الشاحب البشرة، الذي يمكن أن يموت عطشا وهو يعبر صحراء “النفود” أن يثبت لهم أنه “بدوي” مثلهم، وأنه يستطيع أن يصمد للحرارة والقيظ والعواصف الرملية والرمال المتحركة، وأن شجاعته تفوق شجاعتهم حتى يكسب احترامهم بل وتقديسهم له على نحو ما.
من المشاهد الأولى في الفيلم تقدم لنا شخصية لورنس كصاحب رسالة. إنه يقول للشريف علي عند لقائهما الأول بعد ان يقتل علي رجلا من قبيلة أخرى بسبب اعتدائه على بئر مملوكة لقبيلة بني حارث: سيظل العرب أمة صغيرة، سخيفة، همجية، لا قيمة لها طالما ظلوا يقاتلون بعضهم البعض بدلا من أن يتوحدوا!
النبوءة
اللقاء الأول بين لورنس والأمير فيصل يتم في خيمة فيصل في الصحراء بصحبة رئيسه الكولونيل بريتون (أنطوني كويل). يحذره الكولونيل من الإفراط في الحديث بل ويطالبه بالتزام الصمت وعدم مخالفة التعليمات لكن لورنس لا يعجبه مسار الحديث بين فيصل وبريتون، فالأول يطالب الإنجليز بتزويده بالمدافع لمواجهة الأتراك، لكن الانجليز لا يريدون أن يمنحوا العرب سلاحا قويا قد يستخدمونه ضدهم فيما بعد للحصول على الاستقلال. أما بريتون فهو يعتذر لفيصل بدعوى أنهم لا يستطيعون نقل المدافع إليه في أقاصي الصحراء قرب مكة، فيطلب منه فيصل نقله إلى العقبة أي عن طريق البحرية البريطانية. يقول له بريتون إن البحرية مشغولة بمهمة أخرى. لكن فيصل لا يستسلم بل يقول إن حماية قناة السويس أمر يهم الإنجليز (ولا يهمنا) فيعود بريتون لكي يؤكد له أن الأتراك يحتلون العقبة ويوجهون مدافع ضخمة نحو البحر.. ولكنه يستدرك قائلا “إلا إذا تمكنت أنت من الاستيلاء على العقبة”. عند نهاية الحديث يغادر بريتون خيمة فيصل الذي يستبقي لورنس ويسأله رأيه فيقول له إنه لا يوافق على موقف العسكريين من بلاده مما يجعل فيصل يندهش: هل أنت وطني؟ نعم؟ كيف؟ هل يمكن أن تكون إلى جانب العرب وإلى جانب بلادك في وقت واحد!
في نهاية الحديث بين فيصل ولورنس يقول فيصل: “إن العرب في حاجة إلى أمر من إثنين: إلى الإنجليز… (ويتوقف قليلا) أو إلى معجزة!
تلمع عينا لورنس. يغادر الخيمة وفي المشهد الثاني وهو أحد أهم مشاهد الفيلم وأكثرها قوة من الناحية الفنية، يسير لورنس في الرمال، يبتعد، ويبتعد، ويتطلع إلى الأفق، وهو غارق تماما في التفكير. المشهد يدور في المساء ثم في الليل.. عاصفة صحراوية خفيفة تجعل الرمال تتطاير من حوله وهو يغوص أكثر وأكثر في الصحراء. زرقة السماء تتناقض مع بياض الصحراء. صوت خافت لعاصفة تتجمع في الأفق. الخادمان يتبعانه في صمت. يهبط الليل عليه فيجلس أسفل تلة من الرمال بينما خادماه الصغيران يراقبانه من أعلى التلة. إنه مستغرق تماما في التأمل.. في الصمت.. أحد الخادمين يرمي حجرا صغيرا في اتجاهه لعله يوقظه من تلك الحالة من الصمت. في اللقطة التالية نراه يجلس قبالة الخادمين.. الجميع صامتون. لورنس لايزال مستغرق في التأمل وكأنه يستوحي. وجهه متجمد.. عيناه تبرقان.. فجأة يرتجف وتتشنج يده وكأنه قد اصابه مس أو هبط عليه وحي من السماء. وعندما يفيق أخيرا من تأمله الطويل، يردد: العقبة.. العقبة.. العقبة عن طريق البر. في اللقطة التالية نراه قبالة الشريف علي يقول له إنه عثر على المعجزة: الاستيلاء على العقبة بطريق البر. إعطني خمسين رجلا وسأستولي على العقبة.. أنظر.. العقبة هناك علينا فقط أن نتحرك ونأخذها”. الشريف علي يتطلع إليه في عدم تصديق ويقول له: أنت مجنون!
لكن فيصل يتجاوب مع تلك الرغبة- النبوءة- المعجزة القادمة ويوافق على منحه ما يريد، وعلى مسايرة ذلك الإنجليزي الممسوس. وينجح لورنس ورجاله في مفاجئة الأتراك والتغلب عليهم والاستيلاء على المدينة. لقد تحققت المعجزة التي لا يصدقها حتى أكبر القيادات العسكرية البريطانية في القاهرة. الآن ولدت “أسطورة” لورنس.

الألم والعنف
في بداية الفيلم، في مقر الجيش البريطاني بالقاهرة يقرب لورنس عود ثقاب مشتعل من إصبعه إلى أن تلسعه النار لكنه لا يبدي أي شعور بالألم بل بالتلذذ والمتعة. يعلق زميله في دهشة: إنه مؤلم. فيرد لورنس: نعم إنه كذلك. يعلق الضابط: ما هو السر إذن؟ فيكون جواب لورنس: السر هو ألا تمانع في كونه مؤلما!
إنه ليس رجلا (عاديا) إذن.. فلديه قدرات خاصة تبهر زملائه. وفيما بعد سيقرأ الجنرال أللنبي، قائد القوت البريطانية في الشرق الأوسط، تقريرا يصفه بأنه رومانسي، مثقف أي أنه ليس محاربا. لكن لورنس سيفتن أللنبي بحنكته السياسية وتقديراته العسكرية وقدرته على القيادة، كما سيدهش فيصل بعزيمته وقوة شكيمته وبعد نظره رغم أن فيصل يبدي تشككه فيه في البداية عندما يخبرونه عن قدومه فيعلق بقوله: آه.. “إنجليزي آخر من هؤلاء الذي يعشقون الصحراء”!
لورنس (المصاب ��نزعة تميل إلى إيذاء النفس) لا يصبح ضحية ضعيفة، بل يستخدم هذه الحالة- الميزة- العيب- الخاصية النفسية، لكي يتحول إلى رجل يستعذب الألم، يتحمل المشاق، يضع أمامه هدفا يسير نحوه مهما تعرض للمصاعب.
وعندما يكلفه دريدن بالتوجه إلى الجزيرة العربية والعثور على الأمير فيصل “في مكان ما على بعد 300 كيلومتر من المدينة” يكون تعليق لورنس: شكرا يادريدن.. سيكون هذا أمرا ممتعا!
دريدن يبدي استغرابه ويعلق قائلا له: “لورنس..هناك نوعان فقط من المخلوقات يجدان متعة في الصحراء: البدو والآلهة. وأنت لست أيا منهما. خذها مني نصيحة: بالنسبة للرجل العادي الصحراء تحرق وتشوي”.
لكن رد لورنس يأتي بكل بساطة: سيكون الأمر ممتعا!
لورنس “مازوكي” يجد متعة في الألم والتألم، لكن مازوخيته ستتحول على المدى البعيد مع اندماجه في القيام بدوره، إلى “سادية”، حينما سيجد متعة في القتل وسفك الدماء وسيكتشف في نفسه تلك الوحشية الكامنة التي يجدها أيضا أمرا مبررا، فهو سيصل إلى القناعة بأنه قد أصبح “صاحب رسالة إنسانية كبرى” وبالتالي مغفور له أن يستخدم أي وسيلة من أجل تحقيق العدالة، وقهر العدو.
وبعد النصر في العقبة يأتي مشهد مخفر درعا. يصور الفيلم كيف يقع لورنس في أيدي الأتراك عندما يقوم بكل ثقة، بإظهار نفسه وهو يرتدي الملابس العربية أمام دورية من الجنود الأتراك في مدينة درعا التي يذهب إليها مع الشريف علي، لكي يتفقدا الوجود العسكري التركي فيها. يرفض لورنس التخفي، ويمتنع عن الهرب رافضا النصيحة، ويبدو وكأنه قد أصبح بالفعل محصنا ضد القوى الأرضية. لا أحد يستطيع أن يمسه بسوء. وعندما يقبضون عليه يدركون أنه ليس عربيا لكنه لا يكشف أبدا عن هويته الحقيقية. يتعرض للجلد على أيدي الجنود، في حين يراقبه عن بعد باستمتاع خفي البك، قائد المخفر التركي، ويرى كيف يتحمل بجلده الأبيض الناعم الضرب بالسياط من دون أن يبدر منه أي شعور بالألم.
إن قوة التحمل بل والاستمتاع الخفي بالألم، مرادف لما سيحدث له فيما بعد عندما يبدأ في الشعور بالاستمتاع بممارسة العنف. وهذه الصورة تندرج في إطار إضفاء الطابع الأسطوري على شخصية لورنس. لكن انكساره أمام البك التركي سيترك ابلغ الأثر في نفسه، سيتحول إلى مزيد من السادية والعنف.
أثناء عبور لورنس ورفاقه من العرب صحراء النفود الوعرة في طريقهم نحو العقبة يضل “جاسم”، فيوقف لورنس القافلة ويصر على أن يعود بنفسه للبحث عن جاسم وإنقاذه رغم معارضة الشريف “علي” له بشدة: “ستقتل نفسك.. إتركه.. جاسم ميت لا محالة.. لقد حانت ساعته.. هذا مكتوب”.
يقول له لورنس: لا يوجد شيء مكتوب.. إفسح الطريق.
يرد علي قائلا: إذهب إذن أيها الإنجليزي الكافر.. إذهب.. أنت لن تصل أبدا إلى العقبة.
إنه يعتبره “كافرا” لأنه يرفض أن يؤمن بالمكتوب أي بالقضاء والقدر.إلا أن لورنس يجيبه بثقة: سأصل إلى العقبة.. إنه مكتوب هنا (مشيرا إلى رأسه أي إلى عقله)!
هذا تجسيد بليغ للتناقض بين عقليتين، بين العربي والغربي، بين المؤمن بالقضاء والقدر، والمؤمن بأن عزيمته “البشرية” يمكن أن تهزم القدر، بين إنسان (عادي) وآخر يعتقد أنه مبارك من السماء!
المشهد التالي هو أحد أهم المشاهد في الفيلم. إنه مشهد محوري في فهم الشخصية بل وفي معرفة خصائص أسلوب ديفيد لين السينمائي الذي يعتمد على التصوير والمونتاج والحركة والتكوين والموسيقى، ويمزج كل تلك العناصر معا لتحقيق أكبر قدر ممكن من المتعة البصرية والسمعية. إنها تلك “السينما الخالصة”.

المشهد ينقسم إلى ثلاثة أحداث تدور في وقت واحد. أولا هناك “جاسم” الذي نراه يسير في الصحراء ليلا قبيل الفجر، يسير ويسير ويتوغل وحده في فضاء متسع خال. السماء زرقاء قاتمة، والأرض بيضاء صخرية جافة. موسيقى تعكس نوعا من التوتر والقلق تعتمد أساسا على إيقاع دقات الطبول المتواترة.. تدريجيا ينبثق الفجر، وتسطع الشمس في الصحراء ثم تقوى وتشتد. يستخدم لين لقطات للسماء، ولقطات عامة من زاوية مرتفعة لجاسم وقد بدأت قوته تخور. لقد بدأ يتخلص من أحزمته ومن سيفه لكي يصبح اكثر قدرة على مواصلة السير. لكن الألم والضعف الذي نلمحه على وجه الممثل ثم ميله بجسده للامام، يشي بأن طاقته قد أوشكت على أن تفرغ. في الوقت نفسه نرى لورنس فوق جمله على مرمى الأفق.. من بعيد في لقطة عامة جدا.. الجمل يتحرك فوق الرمال، ثم نرى لقطة للخادم الأول للورنس أي “داود” وهو يركب جملا واقف في الصحراء يرقب في قلق منتظرا. نعود إلى لورنس لكي نراه وهو يقترب من جاسم ويتمكن من انتشاله. ونعود إلى قافلة المحاربين البدو بقيادة علي. نرى مجموعة من الجمال تشرب من مياه بئر فنعرف أنهم قد وصلوا إلى منطقة الآبار بعد أن عبروا المنطقة الأخطر في صحراء النفود. ونرى الخادم الثاني للورنس أي “فراج” وهو يتطلع في قلق وتوتر عودة زميله “داود” أو رؤية لورنس في حين يبدو الشريف علي غاضبا حانقا يضرب بعصى في الأرض فتنكسر. إنه غاضب على ذلك “الإنجليزي الأحمق” الذي أصر على ذلك الفعل الانتحاري، أو على تحدي المستحيل!
نعود إلى دواد وهو يرقب ثم يبدأ في التحرك ببطء بالجمل نحو الاتجاه الذي اختفى فيه لورنس عن الأنظار. موسيقى لترقب والقلق تتصاعد تدريجيا. تتحول زاوية الكاميرا إلى أعلى الجمل أي تتخذ رؤية داود وتتحرك إلى الامام كما لو كانت من عيني داود وهو يعتلي الجمل. الحركة تسرع أكثر فأكثر والموسيقى تتصاعد إلى أن يرى داود لورنس فوق جمله وقد نجح في إنقاذ جاسم وأتى به معه. وفي لقطة من بعيد نرى داود يجري بالجمل في اتجاه لورنس ثم يدور حوله ويلتف ويسير أمامه. هنا تتصاعد الموسيقى وتتخذ نغمة أخرى تعكس الفرح وحالة النشوة التي يشعر بها داود الذي نراه ياخذ في إطلاق صيحات الفرح ويرفع عصاه ومن الناحية الأخرى يلوح له لورنس بعصاه في زهو. ويبلغ المشهد هنا قمته في الإثارة والمتعة والغنائية. إنه مشهد كلاسيكي في القدرة على استخدام المونتاج وكيفية خلق إيقاع من خلال استخدام الأحجام المختلفة للقطات، وزوايا التصوير وتحريك الكتل في الفضاء.
في اللقطة التالية نرى الخادم الآخر “فراج” يتطلع في قلق ويلمح جمل لورنس ومعه فراج ثم داود. فينطلق فرحا بينما يهب الشريف علي ورفاقه واقفين مذهولين.
هذه الشجاعة والقدرة الخارقة التي راهن الجميع على أنها ستهزم، تجعل لورنس يرتفع في أنظار العرب. إنهم قوم يعرفون كيف يقدرون الشجاعة. ومنذ تلك اللحظة، يتغير موقف الشريف علي الذي كان متشككا فيه بل ورافضا له من البداية، ليبدي له الود والاحترام، وينظر إليه برهبة، ويطلق عليه “الأورانس” باستخدام أداة التعريف التي يجد أنها تضفي نوعا من المهابة والأصل الكريم على أصحابها. أما التعليق الأكثر دلالة الذي يبدر من علي عندما يرى لورنس وقد نجح في العودة بجاسم فهو يأتي على النحو التالي: “حقا بالنسبة لبعض الرجال لا يوجد شيء مكتوب إلا ما يكتبونه هم بأيديهم”. لقد أصبح علي “مؤمنا” بـ”نبوة” لورنس أو بقدراته الخارقة. ومنذ تلك اللحظة سيظل يتبعه بكل طاعة وخضوع. إنه يقوم بحرق ملابسه العسكرية ويمنحه الملابس العربية البيضاء.. ذلك الثوب الذي سيجعل لورنس يبدو مثل كائن هبط إلى الصحراء من السماء، أي مثل ملاك أبيض في الصحراء بعينين زرقاوين!