“أيام قرطاج السينمائية” تُصبح مهرجانا
صالح سويسي – تونس
أعلنت درة بوشوشة مديرة “أيام قرطاج السينمائية” خلال ندوة صحفية أقيمت في العاصمة التونسية صباح أمس الثلاثاء أن التظاهرة الأهم عربيّا وإفريقيا ستصبح موعدا سنويا بعد أن ظلّت تنتظم مرة كل عامين بالتوازي مع “أيام قرطاج المسرحية”.
![]() |
مديرة المهرجان درة بوشوشة
|
وقالت بوشوشة أن أجواء الانتخابات الرئاسية ألقت بظلالها على الدورة الجديدة خاصة من خلال الاِهتمام الكبير بهذا الاِستحقاق التاريخي فضلا عن غياب المستشهرين الكبار وهو ما يؤثر بشكل أو بآخر على الأيام.
وأضافت بوشوشة في سياق تقديمها للدورة الجديدة التي تنتظم من 29 تشرين الثاني وحتى 6 من كانون الأول “تأخذ هذه الدورة صِبغة خاصة، سينمائية كما هو معلوم ولكن تاريخيّة وسياسيّة أيضا” حيث “اِختار بلدنا أن يُغيّر ما بنفسه، وحثّ المنطقة بأسرها على أن تتحمل مسؤوليتها، وهو اليوم مخبر للحريّات..”
وأضافت مديرة المهرجان “اليوم يبلغ المهرجان عامه الخمسين، خمسون عاما من الاِنفتاح، مثّل أثناءها نافذة على العالم، نقطة اِلتقاء للتبادل الفكري، ويتطلع لأن يكون قاعدة متميزة يُعبّر من خلالها الشباب عمّا يريدون، هذا الشباب الذي يأتي على رأس أولوياتنا، يجد في هذا المهرجان فرصة لإبراز موهبته واِهتمامه بالثقافة عبر الأفلام المعروضة واللقاءات والنقاشات، ويجد نفسه من حيث الأفلام المُختارة التي كانت في أغلبها أوّل أو ثاني أعمال مُخرِجيها”.
وبالمقابل تحدث إقبال زليلة في الدورة الحالية، عن ثلاثة مبادئ أساسية اِعتمدها المنظمون، وهي أولا الِاهتمام الخاص بالمخرجين الشبان عن طريق اِختيار عديد الأفلام والتي هي الأولى لأصحابها وفي المسابقات الثلاثة، ولكن أيضا بقسم خاص “طرشيقات”، المخصصة لأفلام أُخرجت بتمشٍّ يمزج بين السعادة والحرية، وأشار أن هذا لن يكون بالسقوط في ما يمكن تسميته بالشبابية، وأضاف “إن اِهتمامنا ينصب على جودة الأفلام المختارة والتي خدمت السينما وبعيدا عن على الحسابات الجيوسياسية أو الديبلوماسية..”
السينما التسحيلية
![]() |
جانب من الندوة الصحفية
|
ثمّ سيتم التركيز على الأفلام الوثائقية عن طريق تكريم فقيدي السينما “سمبا فليكس ندياي” و”عمر أميرالاي”، هذين المخرجين الكبيرين الذين واجها الواقع بكل تعقيداته وحثّا العالم على التفكير عن طريق الكاميرا، وأشار زليلة أنّ “في تكريمهما اِعتراف بأن الوثائقي فنّ سياسي باِمتياز وهو في ذات الوقت أخلاق وجمال، وهو ذات السياق الذي ينخرط فيه الجيل الجديد من مخرجي الأفلام الوثائقية في المنطقة..”
وقال أنّ الحركية التي تعرفها السينما الوثائقية في المنطقة العربية والإفريقية تدل على رغبة لديهم في مصارعة الواقع وأن يكونوا شهداء على عصرهم، وتحدث زليلة أيضا عن المساحة الهامة التي أولتها إدارة المهرجان للأفلام التسجيلية التي ما فتئت تشهد تطوّرا كبيرا كمّا وكيفا، مع وجود أقطاب في هذا المجال مثل تونس والمغرب ومصر ولبنان وفلطسين وجنوب إفريقيا، مشيرا إلى ضرورة مواكبة هذه الطفرة، مؤكدا أن أكبر عدد من الأفلام متوفر في مسابقة الأفلام التسجيلية.
والمبدأ الثالث الذي أشار إليه زليلة هو الوفاء لخط توجيهي معروف عن أيام قرطاج السينمائية، وهو الانفتاح على سينما العالم عبر بانوراما ثرية من الأفلام البارزة طيلة العقدين الأخيرين، تكريم السينما الرومانية والشيليّة، واستذكار “موريس بيالا”.
أرقام
وفي ذات السياق قال إقبال أنّ عدد الأفلام التي وصلت لإدارة المهرجان بلغ 547 شريطا من 148 بلدا فيها 115 شريطا روائيا و138 شريطا وثائقيا و294 شريطا قصيرا، وأفرزت عملية الفرز 50 شريطا من 22 دولة فيها 15 عملا روائيا و19 عملا وثائقيا و16 عملا قصيرا.
ومن تونس تمّ الاِختيار على شريط روائي واحد من جملة 10 أعمال تقدمت للمهرجان فضلا عن اِختيار عملين وثائقيين من مجموع 28 وعملين قصيرين من بين 76 شريطا، ومثّلت نسبة المشاركة العربية في الدورة الحالية 68% أما الدول الإفريقية فقد ظفرت بـ 32%، وقال زليلة أنّه لا توجد إنتاجات إفريقية باِستثناء جنوب إفريقيا نظرا للمشاكل التي تواجهها تلك الدول على مستوى الإنتاج وهو ما قلّص حضورها في المهرجان.
وتدخل تونس المسابقة الرسمية بعمل روائي واحد وعملين وثائقيين فيما يشارك 12 شريطا في المسابقة الوطنية وهي أفلام تسجيلية وأفلام خيال، و20 شريطا في قسم “بانورما من السينما التونسية”.
تكميل
![]() |
شهد عام 1992 ميلاد قسم جديد مستوحاة من “سينيمارت” في روتردام سُمّي “ورشة مشاريع أيام قرطاج السينمائية”. واِعتمادا على منح للتنمية، ساهمت هذه الورشة في إبراز عدد المواهب الإفريقية والعربية، وبمرور الزمن وزيادة على المساهمين الأوفياء كـ”هوبار بالس”، المنظمة الدولية للفرنكوفونية والمركز الوطني للسينما (فرنسا)، قدمت عديد الصناديق دعمها لهذا المشروع.
وقرر المنظمون خلال هذا العام أن يمنحوا الأفلام التي توشك على النهاية اِمتيازا، عبر تطوير الورشة إلى “تكميل” الذي يمنح مجموعة من كتاب السيناريو الأفارقة والعرب جوائز مالية أو خدماتية لإنهاء الفلم وإيصاله لمرحلة يرى فيها النور. ويتضمّن القسم 9 ماريع 3 منها خيال و6 وثائقيات وهي من تونس ومصر وسوريا والسينيغال والمغرب ولبنان وبوركينا فازو.
تتكون لجنة التحكيم الدولية من مهنيين ذوي قيمة كبرى سيوظفونها لمصلحة المشاركين.
ليس هناك من هو أقدر على النهوض بالسينما في المنطقة من مبادرة أيام قرطاج السينمائية، التي ستوحي لمهرجانات أخرى بالنسج على منوالها، مثلما كان الحال مع ورشة المشاريع.
ضيوف المهرجان
ككل دورة سوف يكون للمهرجان ضيوف شرف واِختار المنظمون هذا العام، ليلى علوي وآسر ياسين وباسم سمرة من مصر والفرنسين كانتونا إيريك وجولي غاييه والمخرج الفرنسي جان لوك غودار.
لجان التحكيم
تضمّ لجنة التحكيم الكبرى في المهرجان الأمريكي داني غلوفر وريما خشاش من لبنان وموسى توري من السينعال ومنّة شلبي من مصر وسلمى بكار من تونس ونذير مقناش من الجزائر وريناتو بيرتا من سويسرا.
أما مسابقة الأشرطة الوثائقية فيترأسها رضا بن جلون من المغرض بمشاركة رجاء العماري من تونس وويليام مباي من السينيغال وخديجة سالمي من اليمن وبيار أبي صعب من لبنان.
فيما يخصّ لجنة المسابقة الوطنية فتضمّ عبد الكريم بهلول من الجزائر وأليس كاروبي من فرنسا، أما لجنة تحكيم “تكميل ففيها جاك فيشي من فرنسا ونيوتن أدواكا من نيجيريا وريما مسمار من لبنان وغالية لاكروا من تونس ورائد عندوني من فلسطين.