40 فيلما في خمس مدن لمهرجان الفيلم المقاوم
الجزيرة الوثائقية – بيروت

انطلق “مهرجان الفيلم المقاوم” في سينما متروبوليس في بيروت محاولا فتح نافذة ثقافية لسكان المدن التي ستشهد عروضه، بمشاهدة نحو 40 فيلما قديما وجديدا تُركّز في معظمها على الحروب، وانعكاساتها العنصرية والطائفية وتداعيات ذلك على العلاقات الانسانية.
يسعى المهرجان لإيصال موضوعاته إلى أمكنة مختلفة من لبنان، وإلى المدن التي حُرمت الكثير من الأنشطة السابقة إن بسبب الظروف الأمنية المتلاحقة كطرابلس، أو بسبب الإهمال كبقية المناطق، منها صيدا وصور وزحلة، ووجّه المهرجان تحية إلى المخرج ومصور الفيديو السوري شعب محمود الذي قُتل قبل أشهر في سوريا، بعرض مجموعة من أفلامه.
أفلام
افتُتح المهرجان بفيلم “ناغيما” لزانا ايسابايافا من كازاخستان، ويروي قصة فتاتين يتيمتين تواجهان مصاعب الحياة، في أجواء مؤثرة قاسية.
واللافت من بين الأفلام، فيلم وثائقي ألماني الإنتاج عنوانه “فيديو كارتوغرافيا: عايدة فلسطين” يستعيد صراع سكان مخيم عايدة في بيت لحم مع الاحتلال من خلال خرائط رسموها عن البيئة التي يعيشون فيها .

المخرجة الجزائرية ناريمان ماري بن عمار تقدم في فيلم “لوبيا حمرا” مجموعة من الشبان الذين تنقلب حياتهم فجأة ويذهبون إلى الحرب. كما يتناول المخرج الجزائري طارق تقية الصراعات الطائفية في العالم العربي في “ثورة الزنج”.
فيلم “ايلو ايلو” من الافلام الاجتماعية البارزة للسنغافوري أنتوني تشن وقد شاهده 30 مليون شخص في العالم، وهو قصة عائلة تنقلب حياتها بعد قدوم مدبرة منزل فيليبينية إليها.
“روايات” فيلم إيراني لرخشان بني ايتيماد وهو كناية عن سلسلة من الروايات القصيرة، تعالج فيه المخرجة إشكالات الحياة الإيرانية سلبياتها وإيجابياتها. أما فيلم “الأكثرية الصامتة تتكلم” للإيراني بني خوشنودي، فيروي الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية 2009، والانتهاكات التي وقعت فيها من قبل السلطات الأمنية.
الفيلم التونسي “7 حيوات” لليليا بلايز وأمين بوفايد، وثائقي طويل – 108 دقائق – يُضيء على الحياة التونسية بعد أحداث 2011، ويظهر أن التونسيين يشعرون بالأسف على رحيل أيام بن علي رغم الأزمات والمآسي والديكتاتورية.
“شتي يا دنيي” للبناني بهيج حجيج عن رامز المختطف في الحرب، وأُطلق سراحه فجأة بعد عشرين عاما من الاعتقال، فيلمس تغيرا كبيرا في الحياة والعلاقات في غيابه، ويتيه في الشوارع حتى يلتقي بسيدة فقدت زوجها في ظروف مماثلة.
أفلام كثيرة أخرى منها “ناس عاديون” لفلاديمير بيريسيك الصربي، و”أنوار آسيا” للألماني فرانز أوستن، و”الحوار” لوانغ وو الصيني، و”عندما يأتي الشهر العاشر” للفيتنامي نات مينغ دانغ، و”خلص” للبناني برهان علوية، وأفلام من هايتي والفيليبين واليابان وكوريا وفرنسا وتايوان.
ضيوف
حضر المهرجان عدد من الضيوف العالميين والعرب البارزين، منهم المخرج الإسباني بنيتو زامبرانو الذي نال أول فيلم روائي طويل له بعنوان “سولاس” العديد من الجوائز العالمية، والمخرجة والكاتبة التايلاندية إنج ك، ولها خمس وثائقيات أثار بعضها سخط السلطات وأبرزها فيلم “شكسبير يجب أن يموت”. والمخرج الصربي فلاديمير بيريسك الذي نال فيلمه الروائي “بشر عاديون” جوائز كثيرة، والجزائري طارق تاغيا الذي برز بفيلمه روما أفضل منك”، والهنديين فهد مصطفى، وديبيتي كاكار التي ركزّت أفلامها على المواضيع الإنسانية والإجتماعية.
يختتم المهرجان في 17 من الشهر الحالي بعرض فيلم ألماني صامت من العام 1925 عنوانه “أضواء من آسيا” سيرافق عرضه عزف حي و يتناول سيرة بوذا.
ونظرا لمعاييره العالية، قُدّمت نبذة عن المهرجان في مهرجان كان السينمائي 2014 من قبل ?variety? ( إحدى أهم مجلات السينما في الولايات المتحدة)، مُسلطّة الضوء على برمجته المبتكرة ولجنة تحكيمه المؤلفة من أكاديميين سينمائيين ومديري مهرجانات على مستوى مرموق بالإضافة إلى معايير مخرجي الأفلام المشاركين.

المهرجان أسسّته المخرجة جوسلين صعب2013، ويُقدّم بالتعاون مع فريق عملها وكل من وزارتي الثقافة والسياحة. وتقول صعب في تصريح لها أن المهرجان “يدعو إلى التفكير في مواضيع لا تُحدّد زمنيا، في التاريخ والفن والمرأة والشباب، وهدفه أن يجمع اللبنانيين عبر السينما بعيدا عن الخلافات الطائفية “.
وتتابع “هذا المهرجان ليس فقط مهرجانا يعنى بعرض الأفلام، بل هو حركة التزام بالنضال لمستقبل موحد”.
أما المنسقة الإعلامية للمهرجان ريتا باسل فتناولت معنى الثقافة تقاوم، وقالت أنها “التزام الأفلام بموضوعات عامة، فحين نعرف كيف تتراجع الأوضاع الاجتماعية والإنسانية، فإن المهرجان يختار أفلاما تطرح موضوعات تُعارض السائد المتردّي، وتطرح كيفية الخروج من الخراب والدمار”.
وعما يُميّز المهرجان لهذا العام، قالت أنه “سيُعرض في خمس مدن لبنانية، وشئنا أن نحلم بتوحيد البلد بالثقافة. المدن هي طرابلس وبيروت وزحلة وصيدا وصور، وبعض المراكز في جبل لبنان. وهذا العام انفتح المهرجان على أفلام آسيوية، ونركز على صوت المرأة وعلى حقائق التاريخ، وعندنا مسابقتان، واحدة عن النقد، وقد أجرينا لقاء مع الطلاب من مختلف المدارس اللبنانية، وهناك لجنة تحكيم أكاديمية شاركت في عروض مع الطلاب، وسيُقدّم الطلاب نقدا لما حضروه، وستتولى اللجنة تقييم أعمالهم”.
المسابقة الثانية شرحتها باسل وهي “عن معرض رشيد كرامي الذي وضع هندسته المهندس البرازيلي الشهير أوسكار نيماير، والدعوة إلى المسابقة موجهة إلى رسامين هندسيين، وكتبة، ومصورين، وشعراء، وناشطين في مختلف أصناف الفنون، منها السينما الوثائقية، والتحريك، والتركيب، بهدف وضع تصور جديد، وإحياء، للمعرض الذي يحتل مليون متر مربع، بدأ العمل فيه في السبعينات، ولم يُستكمل بسبب الأحداث.
وستتولى لجنة متخصصة فرز المشاريع وتقييمها، وسينال ثلاثة من المشاركين جوائز إقامة في برازيليا، المدينة التي أسسها نيماير، ولوسيو كوستا.
كما سيُقدّم المهرجان عروضا في الجامعات والمدارس، من زاوية إعطاء أهمية كبيرة للشباب.