الجزيرة الوثائقية 2015 “خطوات” نحو الأفضل
الضاوية خليفة – الدوحة
شكل مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية في دورته العاشرة المختتمة منذ أيام بالعاصمة القطرية الدوحة محطة هامة لمناقشة الكثير من القضايا المتعلقة بالإنتاج السينمائي وتحديات القطاع مستقبلا في ظل الانتشار الواسع للإعلام الجديد والتحولات التي تعيشها بعض الدول خاصة المنطقة العربية وانعكاس ذلك التحول على صناعة الفيلم الوثائقي، كما كان المهرجان ومن خلال عديد الورشات والندوات المقامة بالموازاة فرصة أيضا لعرض الحلة الجديدة التي ستطل بها قناة الجزيرة الوثائقية خلال السنة المقبلة 2015 ببرامج وفقرات استحدثت بعد دراسات معمقة وشاملة أجريت لمعرفة ما يريده الجمهور والمشاهد مرورا بعدد ساعات الإنتاج السنوي مستقبلا وحتى الأوقات الجيدة لعرض هذا العمل حتى تصل القناة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافها التي سطرتها منذ انطلاقتها سنة 2007، ومن خلال هذا الحوار الذي جمعنا بمدير الجزيرة الوثائقية الأستاذ “أحمد محفوظ نوح” سنتعرف على الاستراتيجية الجديدة للقناة التي تعمل دائما لصالح الإنسان وتنحاز إليه بكثير من الدقة والموضوعية، والشكل الذي ستظهر به للمشاهد، وعن استفادتها من التكنولوجيات الحديثة والإعلام الجديد.
![]() |
المخرج السينمائي أحمد محفوظ مدير قناة الجزيرة الوثائقية
|
لو نتعرف في البداية على التوجهات التحريرية للجزيرة الوثائقية وشبكتها البرامجية التي ستطلق بحلول السنة الجديدة، وهل يمكن أن تغير القناة من سياستها بتغير الظروف والأوضاع ؟
المسألة يمكن النظر إليها من شقين أساسيين، الأول له علاقة بالمنطق الكمي، والشق الثاني له علاقة بالمنطق الكيفي، وما يهمنا في هذا الجانب هو عدد الساعات التي سننتجها العام المقبل، فذلك سيساعد المنتجين ومن يتعامل مع الجزيرة الوثائقية على تقديم أفكارهم وأعمالهم، كما يُمكننا من تحديد أولويات الإنتاج وهذا ما ينقلنا إلى المستوى الكيفي والتحريري حتى نضبط المعايير والتوجهات التحريرية التي بناء عليها نقوم باختيار المواضيع التي تتناسب وسياستنا، بالعودة إلى الشطر الثاني من السؤال عن إمكانية تغير هذه التوجهات التحريرية بتجدد الأحداث أو تغير المعطيات التاريخية أو السياسية وما إلى ذلك فهنا أقول أن ذلك نادرا ما يحدث لأننا لا نسعى لمتابعة الأحداث الآنية أو ملاحقة التغيرات السياسية والاجتماعية فذلك من اختصاص القنوات الإخبارية التي تنجز بعض الوثائقيات أو الأفلام السياسية المتعلقة بالحدث، ولهذا اهتمامنا ينصب على ما وراء الخبر، بالبحث عن الأسباب التي أدت لوقوع هذا الأمر أو ذاك بعيدا عن النقل الإخباري المعلوماتي الآني، وبالتالي السياسة التحريرية لا تتغير بتغير الأحداث الواقعة في المجتمعات أو المرتبطة بالسياسات، أما بالنسبة للتوجهات التحريرية لسنة 2015 سترتكز على بعض النقاط التي نعتبرها من الأولويات وهي الاهتمام بكل ما هو ثقافي فني، اجتماعي، اقتصادي وإنساني، لأن دور الجزيرة الوثائقية يقوم على إعادة الاعتبار لمفردات الثقافة والهوية العربية فمن واجبنا العمل على اكتشاف أنفسنا ثقافيا كي نعرف فيما بعد ذواتنا عند الآخر ونتخطى بذلك الحدود الجغرافية والسياسية التي تؤثر بشكل كبير في النظرة الأحادية الاتجاه التي يبرزها الإعلام تحت ظرف وضغط سياسي معين، إذا تحدثنا عن الجزائر أو المغرب مثلا مع سعودي أو مصري فنجد أنه غالبا لا يعرف عن شعوب ومنطقة البلدين إلا ما تقدمه القنوات والإعلام ككل والعكس بالعكس طبعا فهذا التعريف المحدود نريده أن يتغير حتى تتعارف شعوب الدول العربية فيما بينها وتقترب أكثر من زخمها الثقافي والتاريخي ببعده الحضاري العريق، وعليه نحاول في الوثائقية أن نكون أكثر التصاقا ووضوحا وإبرازاً لما هو إنساني وواقعي بعيدا عن ذلك التصور المنتشر في فكر هذا أو ذاك، الأمر الآخر في التوجهات التحريرية هو أننا بدأنا هذه السنة خطوة هامة نُعد لها منذ ما يقارب السنتين وهي كيف يمكن أن تصبح جدولة القناة الوثائقية جدولة علمية مرتبطة بما تم الوصول إليه من خلال المعطيات البحثية والإحصائيات في تحديد طبيعة المشاهدة وتوقعات المشاهدين تجاه القناة وإثبات شكلها وصورتها التي تهتم بالإنسان وتبتعد عن التصوير الإخباري والآني للأحداث المرتبط أساسا ببعض المتغيرات السياسية والاجتماعية والجغرافية باعتبار أن قيمة الفيلم تنتهي بتغير الحدث، فالفيلم السينمائي يختلف تماما عن غيره من الأنواع الأخرى، ولهذا تهمنا كثيرا استمرارية وصلاحية الفيلم.
![]() |
ورشة عمل قناة الجزيرة الوثائقية ضمن فعاليات مهرجان الجزيرة
|
خلال عرضكم لاستراتيجة وتوجهات القناة دعوتكم المخرجين والمنتجين إلى الاهتمام أكثر بفيلم الدقيقة للمكانة التي بات يحتلها اليوم ونظرا لقيمته الفنية الكبيرة، مؤكدين دعمكم الكبير للموهبة أليس كذلك ؟
بالفعل تطرقت إلى هذه النقطة في معرض حديثي خلال ندوة “التوجهات التحريرية لانتاجات الجزيرة الوثائقية” وأشرت إلى الإحصائية التي قام بها مؤخرا صندوق النقد الدولي وتفيد بأن عدد الشباب في الوطن العربي وصل إلى مئة مليون شاب وفي مصر وحدها مثلا 60 بالمائة منهم لم تتعد أعمارهم بعد 25 سنة، وهذا يعني أن هؤلاء الشباب يتجهون بقوة إلى الإنترنت والإعلام التفاعلي وكل ما هو متاح في هذا العالم السريع الانتشار والمتطور في نفس الوقت، ولذا نحن نريد أن نواكب طبيعة الإنترنت والإعلام الجديد فضروري أن يكون الفيلم هادفا وقصيرا، كأن يكون فيه تركيز على الغرافيك مثلا، إذن هناك معايير نريد أن تتلاءم والخط الجديد للقناة التي أعطت اهتماما كبيرا للإعلام الجديد والتكنولوجيات الحديثة، فكان لزاما علينا أن نبحث مع المنتجين والمخرجين الذين يتعاملون معنا عن كيفية الخروج من القوالب المتعارف عليها تلفزيونيا إلى قوالب جديدة تكون متاحة للجميع ولها فرص وحظوظ أكثر للعرض كي تتماشى وطبيعة الإعلام الجديد.
من خلال الإحصائيات والدراسات التي تم بناء عليها إعداد الشبكة البرامجية الجديدة هل تم مراعاة الجمهور في كل ذلك على الأقل لمعرفة ما يريده هذا الأخير سواء على الشاشة أو المحتوى الرقمي ؟
طبعا، فنحن كل خطواتنا تقوم بالأساس على دراسات خاصة بالجمهور والسوق وأخرى متعلقة بوضع الجزيرة الوثائقية على خارطة الإنتاج العربي والتلفزيونات العربية، وهذا بالتأكيد يؤثر على قراراتنا التحريرية إذ لا ننساق فقط لما يريده الجمهور ولكن أيضا لدينا أولويات فيما نريد نحن أن نوصله للمتلقي، الأمر الآخر هو أننا نعتبر أنفسنا مشروعا تنويريا حضاريا وثقافيا وليس مجرد قناة تلفزيونية تكتفي بعرض الأفلام، وهذا المشروع المتكامل الذي يقوم على الفيلم الوثائقي يتطلب أن يكون لدينا حس تنويري وتوعوي للجمهور يوفر له رؤى ومصادر مختلفة ومتعددة للتثقيف والمعرفة، وذلك من خلال فيلم وثائقي منجز بكل موضوعية واحترافية وتقنية عالية.
ومثلما صرح به سابقا “أحمد مجاهد” مدير المحتوى الرقمي للجزيرة الوثائقية فان هذا الأخير سيظهر بشكل جديد أيضا يتوافق وشكل القناة ويتماشى والتطور التكنولوجي الحاصل ؟
صحيح وهذا ما أشرت إليه سابقا في حديثي أيضا عن ضرورة تعميق استفادتنا من الإعلام الجديد حتى لا نكتفي بعرض أجندة وبرامج القناة أو التعريف بها، ولذا نريد أن نطور المسألة لنكون أكثر فعالية وتفاعلا مع زوار الموقع ومتابعي القناة في نفس الوقت، ويتولى هذه المهام طاقم جديد متخصص بدأ يعمل على ذلك منذ ثمانية أشهر، وتلك الجهود ستكلل إن شاء الله بموقع إلكتروني متميز على أكثر من مستوى ونقلة نوعية ستشمل الشكل والمحتوى، حاليا نحاول التواجد في كل مواقع التواصل الاجتماعي مثلا الآن على الفيسبوك لدينا أكثر من أربعة ملايين ومائتي ألف متابع، والعمل متواصل على تويتر ويوتوب وإنستغرام، أو من خلال المجلة الإلكترونية وأؤكد لك أن هذه أصبحت أولوية لدينا، فلم تعد المسألة اليوم مقتصرة على شاشة واحدة بل يجب أن تتعدد الشاشات، شاشة التلفزيون لا بد أن تصاحبها شاشة الكمبيوتر والتابلت والتلفون المحمول فهذا يكمل ذاك ولا يستقيم الأمر إذا نظرنا إلى شاشة واحدة بمعزل عن باقي الشاشات، والإحصائيات تقول إن نسبة متابعة التلفزيون بدأت تتضاءل وتقل مقارنة بالكمبيوتر والهواتف الذكية، هذه الإحصائيات قمنا بدراستها مع قطاع التطوير المؤسساتي لشبكة الجزيرة للإعلام الذي وفر لنا هذه المعلومات لنعيد النظر والتفكير في منتجاتنا حتى تتناسب والإعلام الجديد الوافد والقادم بقوة.
ننتقل للحديث عن أفلام الربيع العربي، كيف وثقت القناة لتلك الأحداث، وإلى أي مدى أثرت تلك الأعمال الصناعة الوثائقية ؟
شخصيا أرى أنه كان لزاما علينا أن نتابع وثائقيا وتوثيقيا الأحداث التي عرفتها بعض دول الربيع العربي، تونس كانت مفاجأة كبيرة جدا ولم نستطع مواكبة التطور السريع الذي حصل هناك، ولكن تونس كانت إرهاصا مهما لما حدث بمصر في 25 يناير 2011 وما تلاها من حراك سياسي واجتماعي وثورات في ليبيا و اليمن وسوريا فيما بعد، فما نشاهده الآن هو نتاج تغيرات اجتماعية في سلوكيات الفرد العربي ومجتمعاتنا ككل، هذا التغير لا يمكن الفصل فيه بين ما هو سياسي وما هو ثقافي أو اجتماعي لأننا أمام تراكمات كبيرة ومتداخلة، وبالتالي توثيقنا لثورات الربيع العربي ككل وصل تقريبا 50 ساعة تلفزيونيا أما توثيقنا لثورة 25 يناير بمصر بلغ عشرين ساعة، والوثيقة التلفزية الوحيدة التي ستبقى في التاريخ من ليلة 24 يناير إلى غاية 12 فبراير هو ما أنتجته الجزيرة الوثائقية ضمن ما يسمي بيوميات الثورة المصرية، عمل يتضمن شهادات لأناس يتحدثون عن الثورة وإعجابهم بها واعتزازهم بما حققوه ومن ثم ينقلبون عليها، يعني فيه شهادات للتاريخ وتوثيق للحظة والوقائع تلك، وتعاطينا معها لم يكن إخباريا بل كان بهدف التوثيق، حيث ذهبنا إلى ما هو أبعد بحثا عن أسئلة كثيرة، من هم هؤلاء الناس الذين تواجدوا في يوم من الأيام بميدان التحرير، ولماذا نزلوا، لماذا انفضوا لما قيل أن مبارك تنحى أو خلع ؟ فالفيلم الوثائقي ميزته أنه لا يكتفي بالنقل اليومي بل يبحث في ما وراء الخبر ويتعمق ليعرف الكثير وأسباب حدوثه وانعكاساته ومن يقف وراءه، وبالتالي تغطية الثورات العربية وتوثيقها كان لحظة تاريخية فارقة كان لزاما على الجزيرة الوثائقية أن تقوم بدورها الأخلاقي والمهني والإعلامي في نفس الوقت، والفيلم هناك كان وثيقة هامة للتاريخ وكشاهد على تلك المرحلة ومرجعا أساسيا ستعود إليه الأجيال مستقبلا لترى الحقائق وتكون لها رؤيتها أيضا لما حدث بناء على ما أنجز من وثائقيات، فالأمر يتعلق بماضي أمة وتأريخ لمرحلة هامة من تاريخنا.
من المكاسب الهامة التي ستعتز بها الجزيرة الوثائقية تقنية أو تطبيق الجزيرة بلس، ممكن نتعرف على ميزة هذا التطبيق وكيف ستكون الاستفادة منه ؟
هو تطبيق الكتروني جديد متوفر فقط باللغة الإنجليزية يعني ويهم حتى الآن الجمهور الأوروبي والأمريكي الناطق بهذه اللغة، يتجه إليه الناس ليتعارفوا ويكونوا على اطلاع دائم بآخر الأخبار، المتابعون له يزيد عددهم يوميا بشكل متسارع وكبير، شخصيا قمت بالتواصل مع مدير قطاع التطوير المؤسسي وسألته عن مدى إمكانية استفادة الجزيرة الوثائقية من هذه التقنية والاشتراك بها والتفاعل معها لأن لها متطلبات تحريرية وتقنية خاصة مثلا لا يمكن أن نعرض في هذا الفضاء التفاعلي فيلما من 50 دقيقة، بينما الأمر ممكن مع فيلم لا تتعدى مدته 7 دقائق على أن يكون ناطقا أو مترجما إلى اللغة الانجليزية، يعني هناك معايير وشروط لاستخدامه وكل هذا سعيا منا لمواكبة آخر التكنولوجيات وتفعيل الإعلام الجديد داخل منظومة شبكة الجزيرة الوثائقية.
![]() |
ملصق الحملة الترويجية
|
اخترتم إطلاق الحملة الترويجية للقناة من المغرب فلماذا وقع الاختيار على المغرب هل كان ذلك نظير النهضة الكبيرة التي يعرفها القطاع السينمائي هناك أم لأسباب أخرى ؟
في الحقيقة أطلقنا الحملة في سبع دول، واخترنا المغرب لعدة أسباب منها ما له علاقة بقناة الجزيرة الوثائقية فأكبر نسبة مشاهديها من المغرب، كما أن هذا البلد يعكس تنوعا بارزا لأطياف متعددة من الثقافات، وهذا التنوع في الزخم الحضاري والثقافي تماشى بشكل متناسق مع مفهوم الحملة التي رفعت شعار “عوالم مختلفة، عصور مختلفة على شاشة واحدة”، كما أن عدد السينمائيين المغاربة الذين يتعاملون مع القناة كبير جدا، ولأننا شعرنا بأن المغرب ظلمت كثيرا إعلاميا وفنيا فارتأينا أنه حان الوقت للتعريف بالبلد والتفتح عليها وتخطي كل الحدود السياسة والجغرافيا حتى تكون كل الفنون والثقافات حاضرة من خلال شاشتنا بما فيها البلدان التي تمنع فيها الجزيرة من العمل كالجزائر مثلا التي لنا بها محاولات جيدة جدا لإنجاز بعض الأفلام كفيلم عن الرئيس الجزائري الراحل “هواري بومدين” بعنوان “ثائر يبني دولة”، كما لنا تجارب ومحاولات مع مخرجين جزائريين كعبد القادر مام الذي أنجز وثائقيا جميلا عن كالدونيا الجديدة، ولنا وثائقي عن المفكر “مالك بن نبي” أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، وآخر عن منطقة القبائل وعمل أيضا عن موسيقى الراي، وهذا حتى نساهم في إبراز الثقافة الجزائرية تماما مثلما نبرز ثقافات دول أخرى لأن كل هذا يشكل مفردات الثروة الثقافية التي يمتلكها الوطن العربي.
وهل ستتفتح الجزيرة الوثائقية مستقبلا أكثر على جوانب أخرى هامة من تاريخ وثقافة وتراث الجزائر ؟
طبعا ونحن مازلنا نبحث عن فتح آفاق أكبر مع منتجين ومخرجين جزائريين، الباب مفتوح أمام من أراد العمل والتعاون معنا بنفس المعايير التي نتعامل بها مع باقي المنتجين والمخرجين وبنفس منطق الجزيرة الوثائقية في اختيار الأفلام والمشاريع، نتمنى أن تكون هناك مبادرة من المنتجين الجزائريين بمحاولة الاتصال بنا والتواصل معنا وصنع أفلام تتوافق مع رؤيتنا ومعاييرنا التحريرية لكن بعيدا عن المنطقة السياسية الملتهبة والمتغيرة في العديد من الدول العربية فهذا الأمر يترك للقنوات الإخبارية، نتمنى أن نحظى بدعوة رسمية من أحد المهرجانات بالجزائر لتكون فاتحة خير تمهد لتعارف وتعاون مع مهنيين وسينمائيين جزائريين خاصة وأن التجربة السينمائية الجزائرية هامة على المستوى العربي والدولي، ونحن نعمل على إعادة ربط شبكة العلاقات من خلال شاشة الجزيرة الوثائقية حتى تكون كل الأطياف والألوان السينمائية الفنية حاضرة بهذا المنبر الذي يسعى دوما للتعريف بفنون وثقافات المنطقة العربية خاصة.