خريبكة المغربية تحتضن مهرجان السينما الإفريقية
خريبكة ـ المصطفى الصوفي
تتحول مدينة خريبكة الواقعة على بعد 180 كيلومتر جنوب العاصمة الرباط، كل عام إلى لوحة تشكيلية افريقية تراقصها ألوان السفانا، ومشاهد إبداعية وسينمائية قل نظيرها، تينع بقضايا افريقية عدة، ومواضيع ذات بعد كوني وأنساني، ووجداني، تقدم للجمهور، مساحات حرة للمتعة البصرية، وتلك هي متعة الفن السابع والشاشة الكبرى في أبهى التجليات.
يتعلق الأمر، هنا، بتنظيم مهرجان سنوي، حول السينما الإفريقية، منذ 1977، بمبادرة من النادي السينمائي المحلي وعدد من الغيورين على السينما، والذي تخصصت فيه، مدينة خريبكة، الشهيرة بعاصمة الفوسفاط، والتي تعتبر الاولى عالميا من حيث تصدير معدن الفوسفاط ، منذ العشرينيات من القرن الماضي.

في هذا الصدد استضافت مدينة العمال، التي تتميز بقراها المنجية، وعمالتها في أوربا، وبخاصة في ايطاليا، وفرنسا، والفنون الشعبية والتراثية الممثلة في فن(عبيدات الرما) من 14 الى 21 من شهر يونيو الجاري، الدورة ال 17 لمهرجان السينما الإفريقية، وذلك برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبشعار إبداعي رمزي يتحدد في (متعة السينما في إفريقيا…افاق واعدة وتحديات).
(الصوت الخفي) يفوز بالجائزة الكبرى
وفتحت لجنة تنظيم هذا المهرجان الذي تعقده مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بالتعاون مع عدد من الشركاء، من بينهم المجمع الشريف للفوسفاط، ومحافظة الإقليم والمركز السينمائي المغربي، والمجلس البلدي، فضلا عن مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة صندوق الايداع والتدبير، وغيرهم، مسابقتين، الأولى، هي المسابقة الرسمية، التي يمنح جوائزها المجمع الشريف للفوسفاط وقيمتها المالية تزيد عن 40 الف دولار أميركي، والثانية يطلق عليها اسم جائزة(سينفيليا ـ دون كيخوتي) والتي ترأس لجنة تحكيمها احمد سليم، وتضم في عضويتها كلا من السينمائيين بوبكر حيحي، ومحمد الفاضيل.
وتمنح هذه الجائزة من طرف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وهي ذات حمولات ثقافية، ورمزية تقدم لدعم الأعمال السينمائية التي أنجزها سينمائيون بنوع من التحدي لتجاوز عوز الإمكانات المالية.
هكذا تواصلت فعاليات المهرجان، طيلة الأسبوع، تخللتها، العديد من الأنشطة والفقرات المتنوعة، التي رامت في الأساس، تقديم الفرجة السينمائية للجمهور، ودعم المواهب الشابة في هذا المجال، بالإضافة الى خلق مزيد من التواصل والإشعاع الثقافي للمنطقة، والبحث عن جديد عالم السينما في القارة السمراء، وذلك من خلال افلام جديدة، تطرح قضاياها في أسلوب سينمائي مشوق للغاية.
وفي اليوم الأخير من المهرجان، أعلنت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي ترأسها المخرج الايفواري تميتي باسوري، وضمت في عضويتها كل من المنتجة الايطالية كارولين لوكاريدي، والإعلامي والكاتب المغربي عمر سليم، والمخرج الكاميروني بياسيك با كوبيو، ودياز هوكيز مدير المركز السينمائي من السنغال، والمنتجة المغربية رشيدة سعدي، ثم الممثلة البينينة ساندارا ادحاهو، عن جوائزها، حيث فاز بالجائزة الكبرى، ويطلق عليها اسم جائزة( عثمان صامبين)، وقيمتها ازيد من 10 الاف دولار امريكي، الفيلم المغربي(الصوت الخفي) لمخرجه كمال كمال، الذي تسلم الجائزة من يد عامل المحافظة عبد اللطيف شدالي.

ويحكي الشريط ومدته الزمنية 94 دقيقة، وهو من بطولة كل من آمال عيوش ومحمد خيي ومحمد بسطاوي، قصة مغربي اسمه موسى، صديق مغربي للثورة الجزائرية، يتولى تسهيل عبور المجموعات السرية(اللاجئون) عبر الجبال من الجزائر الى المغرب، غير ان الطريق الواقع على خط منطقة تدعى (موريس)، والذي يشكل حزاما طويلا تبلغ مساحته سبعمائة كيلومتر، ممتدا على الحدود المغربية الجزائرية يظل كله طريق الغام.
وفي الفيلم، الذي فاز بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للفيلم المغربي بمدينة طنجة شمالا شهر فبراير الماضي، وشارك في مهرجانات دولية وعربية، من أبرزها مهرجان دبي السينمائي، تبدو المشاهد اكثر حزنا وتأثيرا برائحة الموت، اثناء حرب الجزائر، حيث الطريق المؤدية إلى المغرب، يصعب عبورها، لكن مع تحدي ومغامرة الجندي المسيحي(هانز) الجندي الشيوعي الألماني، الذي فقد ساقه في الحرب، تتوالى الأحداث والمشاهد اكثر كثافة، في قالب حكائي وسينمائي مشوق، بحثا عن الخلاص. هذا الخلاص، الذي شكل بؤرة حدث سينمائي ال تصفيق الجمهور، ورضا لجنة التحكيم، فكان المتوج بلا اعتراض.
الزيمبابوي”غبار وثروات” يفوز بجائز الدون كيخوتي
وتواصل حفل توزيع الجوائز بفضاء المركب الثقافي للمدينة، في اجواء احتفالية افريقية جميلة، حيث آلت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الكاميروني “واكا” لمخرجته فرانسواز الكونغ، وجائزة إلإخراج للفيلم الجنوب الافريقي( سم دربان) لمخرجه أندرو وورس دال، فضلا عن جائزة السينارسيو، التي فاز بها الفيلم المغربي(وداعا كارمن) لمخرجه محمد أمين بنعمراوي.
ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للمخرج الرواندي جويل كاريكيزي عن فيلمه(العفو)، وكذلك للممثلة هينوك تادلي للأداء الملفت الذي قدمته في الفيلم الإثيوبي “آفاق جميلة” لمخرجه ستيفان جزير.
اما جائزة احسن دور نسائي اول فكانت نصيب الممثلة بريدانس ميدو لتألقها في فيلم “أرصفة دكار”، فيما جائزة احسن دور رجالي اول، فعادل للممثل المصري خالد أبو النجا لأدائه الجيد والرفيع في فيلم “فيلا 69” لمخرجه المصري ايتن أمين، فيما حصلت الممثلة التشادية أناييس مونوري جائزة أحسن ثاني دور نسائي عن فيلم “كري كري” ، وفاز الممثل المغربي محمد الشوبي بجائزة أحسن ثاني دور رجالي عن فيلم “الصوت الخفي” للمتوج بالجائزة الكبرى لهذا المهرجان.
أما بخصوص جائزة السينيفيليا (دون كيخوتي)، خلال حفل اختتام الدورة الذي شهد تكريم المخرج المغربي عبد الرحمان التازي، وتقديم وصلات فنية من التراث الشعبي، استحسنها الجمهور، فعادت إلى الفيلم الزيمبابوي”غبار وثروات” لمخرجه جوستيس شابوانيا موكوينا.
13 دولة مشاركة وساحل العاج ضيف شرف
وشارك في الدورة، التي حضرتها دولة ساحل العاج كضيف شرف، وتم تكريمها في حفل الافتتاح، الذي شهد لوحات فنية مغربية وافريقية، 13 بلدان إفريقيا، وهي مصر ومالي وزيمبابوي والكاميرون، وتشاد والكونغو، وغينيا بيساو، وإثيوبيا والسنغال وجنوب إفريقيا ورواندا وتونس ثم البلد المنظم المغرب. حيث شاركت هذه الدول بأربعة عشر شريطا سينمائيا مطولا، فيما المغرب شارك بشريطين مطولين، وهما(الصوت الخفي) لمخرجه كمال كمال، الذي ظفر بأرفع جائزة، ثم الشريط(وداعا كارمن) لمخرجه محمد امين بنعمراوي، لولا جائزة السينارسيو، كان سيخرج بخفي حنين، لقوة التنافس بين الأفلام الإفريقية المشاركة.

وتخللت الدورة العديد من الأنشطة، من ندوات، ولقاءات، وسمر ليلي بين المشاركين، حول تجاربهم السينمائية، فضلا عن مناقشة الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية بعد عرضها، ومحترفات فنية أطرها خبراء ومتخصصون، ومنها، محرفات، (كتابة السيناريو) وأطرها محمد عريوس ويوسف ايت همو، و(من السيناريو إلى الصورة) من تأطير عبد المجيد سيداتي ، و(المونتاج الرقمي) أطرتها لطيفة نمير واحسان بودريك، و(إدارة التصوير) التي اطرها فاضل اشويكة وعبد الكريم الدرقاوي ، و(ادارة الممثل) اطرها توفيق حماني ومحمد زين الدين، ثم محترفا الإخراج السينمائي، والتحريك الثلاثي الأبعاد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة.
وتندرج محترفات وورش هذا المهرجان، الذي يهدف إلى التعريف بخصوصيات وإمكانيات السينما المغربية وتفاعلها مع سينما الدول الإفريقية، وخلق فرص الحوار والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب بين السينمائيين الأفارقة، مع خلق فضاء لترويج المنتوج السينمائي والثقافي الإفريقي والتعريف، في إطار تحفيز الشباب على الخلق والإبداع للطاقات الشابة المهتمة والمولعة بثقافة الصورة و الصوت، ومن أجل صناع الصورة ، وخاصة المثقفون والمتمكنون أكاديميا من الثقافة الصناعة السينمائية.
ندوة دولية حول (الدولة والسينما في إفريقيا)
وبالموازاة مع فعاليات المهرجان، تم بفضاء المركب الثقافي، في مستهل الدورة، افتتاح معرض للصور الضوئية والفوتوغرافية، التي تؤرخ لمجموعة من الزيارت التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الى عدد من البلدان الإفريقية.
وقال السكرتير العام لمؤسسة المهرجان السينما الافريقية الحسين اندوفي في تصريح بالمناسبة ان هذا يحمل الكثير من المعاني والدلالات، لما للعلاقات المغربية الإفريقية من دور كبير في تعزيز سبل التعاون المشترك في كثير من المجالات، مبرزا قيمة السينما، كفن سامي، يقوم بدور مهم، فيما يسمى يسمى بالدبلوماسية الثقافية الموازية، وذلك بهدف تبادل التجارب والخبرات، فضلا عن تقوية عرى التواصل والحوار والتضامن والعمل المغربي الإفريقي المشترك، ومن خلال ذلك تعزيز العلاقات المغربية العربية الدولية، في المجال السينمائي والثقافي والتنموي عموما.
وتميزت الدورة أيضا بتنظيم ندوة دولة مهمة، هي الرئيسية، وتمحورت حول موضوع (الدولة والسينما في إفريقيا)، وشارك فيها عدد كبير من الباحثين السينمائيين والأكاديميين والمهنيين، فضلا عن مخرجين وممثلين مغاربة وأفارقة. حيث اجمع المشاركون ان الدولة والحكومات الإفريقية، ما تزال مقصرة في حق السينما، ومن واجبها دعم التجارب السينمائية في القارة الإفريقية، لما لها من أهداف ومرامي سامية، ذات ابعاد إبداعية وفرجوية وتنموية.
ونشط هذه الندوة، التي قدمت باللغة الفرنسية، رئيس مؤسسة مهرجان السينما الافريقية نور الدين الصايل، ومدير السينما بالسنغال، ومستشار الشؤون الثقافية هوكو دياز، ثم الكاتب والسينمائي الكاميروني باسيك ايميل، الذين قدموا مداخلات ركزت بالخصوص على العديد من التجارب السينمائية الناجحة في القارة الافريقية، وبخاصة في نيجيريا، والسنغال والمغرب، والكاميرون، وغيرها، فضلا عن الصعوبات التي تعرض تطور ونمو القطاع السينمائي الافريقي.
كما طرحوا العديد من التوصيات والتصورات، من اجل تطوير القطاع السمعي البصري عموما، والنهوض بالقطاع السينما، وذلك في افق ندرة الدعم، واغلاق القاعات السينمائية، وعزوف الجمهور في متابع الافلام، اضافة الى الطفرة التكنولوجية، وتفشي ظاهرة القرنة، التي ساهمت في تراجع الإنتاج السينمائي في العالم، كالتعجيل بالدعم وضرورة التكوين، وتعزيز التعاون المشترك وحماية الانتاجات السينمائية، فضلا عن دعمها، حتى يكون الابداع السينمائي رافضا من ورافد التنمية الاقتصادية.
خريبكة عاصمة السينما الافريقية
وبالمناسبة اثنى وزير السياحة المغربي لحسن حداد، خلال افتتاح المهرجان الذي حضره وفد رفيع المستوى، فضلا عن جمهور عريض، على فعاليات الدورة، لمت تتضمنه من طبق فني متنوع مهم، ويخدم الأجندة الثقافية والفنية، واصفا مدينة ب”عاصمة السينما الافريقية” خلال هذا الاسبوع.
واكد الوزير حداد ان السينما تعتبر ممارسة ابداعية وديمقراطية في مدينة مناضلة، مبرزا قيمة النادي السينمائي بالمدينة، الذي قام بجهود كبيرة من اجل اضاءة مسار التاريخ السينمائي الوطني عموما، ولعبه ادورا طلائعية في استمرار وتطور هذا المهرجان بعد نقطاعات متكررة.

كما اشار الى ان هذه الفعاليات ستشكل محطة مهمة للسينمائيين المغاربة ونظرائهم الافارقة للحوار والتواصل، وبحث قضايا السينما وابداعية السينمائيين الافارقة ومساهمتهم في زرع ثقافة التسامح والسلام وتلاقح الثقافات الافريقية.
من جانبه اوضح المدير العام لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية نور الدين الصايل ان تكريم السينما الايفواررية خلال هذه الدورة هو تكريم لوزارة الثقافة والسفارة الايفواريتين، مؤكدا ان الذين يقولون بان السينما لاتأتي بشيء هم ليسوا على صواب، وان المستقبل في المغرب هو في انتاج هذه الصور الإبداعية التي نجدها في السمرح والسينما وغيرهما.
ولفت الصايل بالمناسبة الى ان الديمقراطية ليست كلمة فحسب، بل تمر عبر قناة حرية التعبير، والابداع، مثنيا في الوقت ذاته على العلاقات المشتركة المغربية الايفوارية في شتى المجالات وعلى كل من انخرط في انجاح هذه الدورة، ومؤكدا على ان سنة 2014 هي سنة السينما الإفريقية بامتياز.
مرآة حقيقية تعكس احلام ورؤى ومستقبل القارة
من جهته اكد مدير المهرجان حسن مازي ان الدورة 17، تعتبر متميزة، ومن أنجح الدورات واروعها، وذلك بالنظر الى المستوى الرفيع الذي جرت فيه مختلف الفقرات والانشطة الموازية، مثنيا على لجان التنظيم، التي قامت بواجبها كما هو مسطر لها، وهو ما ساهم في اعطاء المهرجان قيمة مضافة، واهمية كبرى، الامر الذي سينعكس بشكل كبير على مسيرة وتاريخ المهرجان، الذي يعتبر من اقدم المهرجانات في القارة السمراء.
كما اشاد مازي الناشط الجمعوي بالمناسبة، الدور الذي لعبته وسائل الاعلام الوطنية والدولية، على جهودها الطيبة ومواكبتها اولا باول لهذا الحدث الثقافي والفني الكبير، والذي يعد مفخرة للإقليم وللمغرب، لما يقدمه من رهانات كبرى، وبخاصة على مستوى الإشعاع الثقافي والتنموي، وتعزيز قيم الحوار والتواصل بين مختلف المشاركين.
واشار الى ان المهرجان يعد مراة حقيقية تعكس احلام ورؤى ومستقبل القارة الافريقية على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مبرزا في الوقت ذاته قيمة الافلام المشاركة، التي توضح هي الاخرى صورة افريقيا، ومن خلالها صورة مستقبل القارة ومنتوجها الابداعي والسينمائي الجديد.
ووصف السينمائي عز الدين كريران مدير المالية والانتاج للمهرجان الدورة ال17، التي عرفت حضور ما يقارب 500 ضيف، ب”النوعية والمتفردة”، وذلك لعدة اعتبارات ومميزات قال انها مشجعة وراقية، مؤكدا ان الدورة، لبست حلة جديدة على جميع النواحي، وهو ما يجعل هذه التظاهرة السينمائية الدولية، ترقى الى المهرجانات الدولية والعالمية والاحترافية سواء من ناحية التنظيم او من ناحية قيمة الافلام ونوعية الضيوف.
وحول الميزانية المرصودة للمهرجان ومدى كفايتها لنجاح الدورة، قال كريران ان الميزانية مقارنة مع مهرجان مغربية اخرى، كالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والمهرجان الدولي لفيلم المراة بمدينة سلا ضواحي العاصمة الرباط، وغيرهما، وذلك بالنظر الى كثرة المصاريف، فضلا عن قلة البنيات التحية التي تعاني منها المدينة، من فنادق ومركبات ثقافية وغيرهما.
اما عامل المحافظة عبد اللطيف شدالي فقد دعا في لقاء سابق حول المهرجان، الى بذل المزيد من الجهود والبحث عن الإمكانيات الضرورية للارتقاء بمهرجان السينما الإفريقية، الذي أصبح يشكل موعدا هاما في أجندة السينما الإفريقية.
كما طالب شدالي في كلمة بمناسبة انعقاد المجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية، بكيفية جعل هذا الموعد الثقافي السنوي محطة للتنشيط الثقافي للساكنة والانفتاح على مختلف مكونات وفعاليات المدينة للمساهمة في تنويع العروض والأنشطة الموازية للمهرجان.
وكانت الدورة ال 16، التي عرفت مشاركة 17 فيلما يمثلون 15 دولة افريقية، قد توجت بمنح الفيلم التونسي (مملكة النمل) لمخرجه التونسي شوقي مجري، وحكم لجنة التحكيم رئيسها المخرج البوركينابي فاديكا كرامولانصا، بمساعدة المخرج الغابوني بول موكيطا، ومدير الادارة الوطنية للسينما بالبنين الناقد دورتي دوكنون، والفرنسية كاري جون جوزيف سينتوك، فضلا عن ثلاثة مغاربة وهم المخرج لحسن زينون، والفنانة حنان الفاضلي، والممثلة سناء العلوي.