عربي يحقق البعدين السادس والسابع في السينما

بيروت- الجزيرة الوثائقية

خطوة جديدة إلى الأمام تحققت في عالم السينما الواسع بتطوير عبدالرحيم الصمدي- 1983من طرابلس اللبنانية- لصناعة السينما وتحقيق البعدين السادس والسابع فيها، بعد أن توصل الغرب إلى تطويرها السابق إلى البعدين الرابع والخامس في السنوات القليلة الماضية.

 

ومن المعروف أن التطوير الكبير الذي شهده عالم السينما كان منذ نحو 12 عام بتحقيق تقنية البعد الثالث (3 دي- 3D) التي نقلت المشاهد من الصالة إلى قلب الفيلم بعد أن كانت السينما قد ارتكزت على البعدين الفيزيائيين-الرياضيين الأفقي والعمودي.

وجاء تحقيق البعد الثالث بعد جهود سابقة لجعل المشهد السينمائي أكثر قربا من الواقع والحقيقة باسلوب السينراما (الشاشة المنحنية) والسوبر سينراما (الشاشة المثلثة).

وإذا كان للبعد الثالث معنى علميا نظريا، فإن الأبعاد الباقية كانت إدخال مؤثرات بالتدرج على عالم السينما بحيث يعيش المشاهد أكثر فأكثر بالحقيقة وكأنه في قلب الحدث، بينما هو خارجه بالفعل.

التحقق
داخل المركز التجاري الأبرز في طرابلس اللبنانية -السيتي كومبلكس- يطالع العابر لباحته الداخلية إعلان عن ال  7D Theater، وأغلفة أفلام تجمع بين التشويق والإثارة والرعب، تغطي جوانب غرفة خشبية صغيرة لا تتعدى أبعادها المترين، تعلو مدخلها شاشة تظهر ما يجري داخل الغرفة حيث جرى تثبيت تسعة مقاعد، وشاشة صغيرة.

واجهة صالة العرض لأفلام الأبعاد السبعة

على المشاهد وضع نظارتين سوداوين، قبل أن تقفل مديرة العمل الباب، وتعطي إشارة الانطلاق للفيلم. يتشوق الداخل للمرة الأولى لمعرفة حقيقة ما سيشاهد بعد أن سمع الكثير من الإثارة والتشويق إن من الإعلان أم من الرواد. ينتقل المشاهد للتو إلى عالم آخر مع انطلاق الفيلم. إنه ال Roller Coster. فيلم المغامرة على سكة حديد القطار السريع الذي يعبر الآفاق، فوق الوديان والبحار، وعلى الجبال والمنحدرات الرهيبة، وقد تنقطع السكة لكنها لا تلبث أن تعيد التواصل، وتمضي الرحلة بتشويق وحذر، مع المعرفة بأن ما يجري هو مجرد صورة، يزيد تأثيرها تحرك الكرسي ارتجاجا وانحناء يمنة ويسرة، إلى الأمام عند الانحدار، وإلى الخلف عند الصعود بطريقة متوازية مع اتجاه السكة، مع مؤثرات أخرى كرذاذ الماء عند عبور الغيوم، أو قرب الأنهر، وسقوط الثلوج في عبور الجبال، وقد لا يصدقها العقل للوهلة اولى.

الأبعاد الجديدة
منحت وزارة الاقتصاد اللبناني شهادتي براءة ذمة عامي 2011 و2012 لمطور البعدين السادس والسابع، عبد الرحيم الصمدي المتخصص بالالكترونيات وشؤون الحاسوب، وهو افتتح له عدة فروع في لبنان، وفي دول الخليج، وراجت تقنيته أكثر ما راجت في المملكة العربية السعودية وقطر. تحدث الصمدي عن معاينته لتطوير البعدين الرابع والخامس، وقال ل”الجزيرة دوك”: “سابقا اعتمد نظام ال3دي الذي أصبح نسبيا برنامجا قديما، وطوروه في أميركا إلى ال”4دي” وهو تطوير لل3دي بإضافة مؤثر الهواء. ثم طوره الكنديون ليصبح 5دي، حيث أضيفت إلى التقنية حركة الكراسي لكن باتجاهات محدودة، فوق وتحت ويمين ويسار”.

عبد الرحيم الصمدي مخترع البعدين السادس والسابع

أضاف: “تعرفت على 5دي في إحدى زيارات إلى تركيا، وشغلي بالكومبيوتر، فدمجت بين الأمرين. وعملت مع فريق من الزملاء على وضع معدات، وإعادة برمجة للأفلام، وأدخلت المؤثرات من هواء وماء وفقاقيع وثلج، مع تطوير لحركة الكرسي، وخلال مشاهدتي للفيلم أضع البرمجات الضرورية”.

الأفلام قد تكون من إنتاج محلي أو من صناعة خارجية، وأغلبها مستورد من الخارج، وغالبها أفلام تحريك،(4دي أو 5 دي)  ويعيد الصمدي برمجتها وفق ما يريد من إضافات، ويقول: “اختراعي الخاص يتضمن نظام الميكانيك والالكترونيك والكومبيوتر”، مضيفا: “هناك إمكانية لصناعة أفلام من عندنا، وهناك فيلم سنحضره قريبا وهو عن الحج والعمرة، يظهر مناسك العمرة بكل تفاصيلها، مع كافة المؤثرات”.

الأبعاد الجديدة أضافت حقائق على تحسس المشاهد لما يعيش، ولم يعد المشاهد مشاهدا بقدر ما أصبح جزءا فعليا من الحدث. متعة أحبها كثيرون، كبارا وصغارا، يتهافتون عليها ليعيش واحدهم حالة الإثارة، فأصبحت المغامرة الأمينة هويته وإدمانه، ليخرج بعد نهاية الدقائق القليلة، المتراوحة بين ال3 و12 دقيقة بحسب طول الفيلم، بكثير من السعادة والارتياح الباديتين على الثغور المتبسمة.


إعلان