“يوم في.. الجزائر”
الجزيرة الوثائقية – الدوحة

تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية هذا الشهر مادة برامجية جديدة بعنوان “يوم في.. “ تعرض من خلالها في الجمعة الأخيرة من كل شهر مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي عن الجوانب المتعددة سياسيا وثقافيا واجتماعيا وتراثيا لبلد من البلدان العربية.
بدءا من يوم الجمعة 30 يناير، سيتم عرض هذه المادة البرامجية، افتتاحا بالجزائر، حيث تعرض القناة من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشر مساء بتوقيت مكة المكرمة، ثمانية أفلام عن الجزائر.
يُفتتح البرنامج بفيلم “قصور وادي مزاب” الذي يدور في معقل الإباضية بالجزائر، حيث يتناول حياتهم، وكيف يحاولون الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية لمواجهة التحولات التي لا تنفك تؤثر على وحدة المجتمع الجزائري عاملة على محو كل الخلافات، وجميع الخلفيات عبر التاريخ.
يليه فيلم “ثورة الحراشي” الذي يحكي عن دحمان الحراشي وهو أسطورة فنية فريدة من نوعها قلما تكررت والذي خلّف تراثا غنائيا فريداً حيث عُرف بأدائه المميز لأغنية «يا الرايح وين مسافر» التي تم إعادة إحيائها من قبل رشيد طه. في سنة 1949 انتقل إلى فرنسا وهناك ازدادت شعبيته من خلال حفلاته في بعض المقاهي الخاصة بالمهاجرين. تميَّز بصوته القوي وبكونه واحداً من أشهر عازفي آلة البانجو. يضم سجل دحمان الحراشي الفني الأكثر من 500 أغنية، تطرق من خلالها إلى مواضيع جديدة منها ما كان يُعتبر من المحرمات في وطنه الجزائر كالنساء الكحول والهجرة، ولكن القدر لم يمهله حيت لقي حتفه في 31 آب سنة 1980 إثر حادث سير.
ثم يُعرض فيلم “مخلوفي” وهو ضمن سلسلة “أحرار الملاعب” التي تتناول في كل حلقة حكاية لاعب والتجاذبات التي تحدث في حياته بين الرياضة والسياسة والمجتمع، وهذه الحلقة تتناول حياة اللاعب الجزائري “رشيد مخلوفي” وهو أول من حمل الرقم 10 في منتخب الجزائر الذي كان يدعى آنذاك في حقبة الاحتلال الفرنسي بفريق “جبهة التحرير الوطني”.وعن المفكر الجزائري الكبير يُعرض ضمن سلسلة بصمات فيلم “مالك بن نبي.. المجهول في قومه” والذي يحكي قصة حياته وأثره وإسهاماته في الفكر الإسلامي في مختلف البلدان.

أما المدينة الساحرة التي تغنّى بها الجزائريون طويلا فهي موضوع فيلم “وهران.. يا حسرا” الذي يحكي عن تاريخ المدينة التي بناها الأندلسيون لتحمل ملامح احتلال أسباني طويل، وكيف تتقاطع في شوارعها ملامح متعددة برؤى وهموم مختلفة، تتجمع كلها في مدينة واحدة، المؤرخ والمعماري والأديب والفنان يعشقون وهران ويبكونها.
جولة سريعة من خلال “تاكسي المدينة” داخل شوارع الجزائر تُعرض في حلقة “الجزائر”، مسلطة الضوء على سيارات الأجرة التي تُشكّل جزءا أساسيا من صورة المدينة حيث يأتي السائق كممثل للطبقة الشعبية والذي يلعب في الوقت نفسه دور الشاهد والحكواتي العارف بأحياء المدينة وأزقتها لتتحول سيارته إلى صالون نقّال يستضيف الحكايات والوجوه والشخصيات ويرويها.
في مدينتي تلمسان ومعسكر لازالت الأعراس الجزائرية التقليدية تُقام كما كانت منذ آلاف السنين وكأن التاريخ يسكنها. هناك تدور أحداث فيلم “أعراس الجزائر”، حيث يواكب الفيلم مراحل وخطوات العرس الجزائري ابتداءً بعادة التعارف عند النساء ومروراً بالخطبة وقراءة الفاتحة وعادة الحناء للعريس والعروس والزفاف وما يصاحب هذه المراحل من عادات خاصة بالجزائريين، ويشترك في هذا الفيلم ثلاثة أعراس، حيث يتعرض الفيلم لتفاصيل اللباس الخاص بالعروس والتجهيز والأكل الذي يقدم في العرس والأهازيج والرقصات واللباس التراثي الذي ترتديه العروس في كل مرحلة إضافة لعادة الزفة برفقة الخيّالة وهم بلباس الحرب القبائلي وبصحبتهم البارود، يتخلل الفيلم مداخلات من مختصين في التراث والتقاليد الجزائرية.

انتهى الاستعمار الفرنسي للجزائر منذ سنوات طويلة لكن ما خلّفه وراءه ظل باقيا وكأنه بلا نهاية. ضمن سلسلة “هذا انا” يُختم برنامج “يوم في..” بعرض الفيلم المهم: “كاليدونيا.. مظلمة النفي” الذي يكشف تفاصيل وخفايا حملات النفي القسري التي مارستها السلطات الاستعمارية الفرنسية ضد الآلاف من المقاومين الجزائريين للاحتلال الفرنسي خلال الفترة ما بين عامي 1870 و1880 نحو جزيرة كاليدونيا. هؤلاء الآن يشكلون مجتمعا عربيا إسلاميا من نحو عشرين ألف شخص، بما يقارب خُمس سكان الجزيرة التابعة لفرنسا في جنوب المحيط الهادئ.
وغالبية هؤلاء من أحفاد المنفيين من الجيل الثاني وحتى الرابع لايزال معظمهم يتجرع الآلام والعذاب ومرارة فقد الأصل والنسب وضياع الوطن والهوية. يتناول الفيلم السرد التاريخي لقصة هؤلاء المنفيين والمظالم التي مارسها المحتل ضد المقاومة وما ألحقه بالمقاومين من تعذيب وقهر وإبعادٍ سَلبهم هويتهم وأفقدهم ذاكرتهم.
وعن سبب اختيار هذا الموضوع تحديدا يحكي مخرج الفيلم “عبدالقادر مام” أنه منذ كان طفلا جذبه ذكر “المنفى” ورسوخه في المخيلة الجزائرية حتى على مستوى الأهازيج الشعبية كالأغنية الشهيرة “يا المنفي” والتي يقول مطلعها: “قولوا لامي ما تبكيش يا منفي ولدك ربي ما يخليش يا منفي..” من هنا بدأ شغفه لتتبُّع الخيط ومعرفة سبب الوجود الدائم لموضوع المنفى في التراث الجزائري، وما يصاحبه من حكايات لا تنتهي عن الألم والحنين والسرد الإنساني للتاريخ والثورة، فكان فيلمه: “كاليدونيا.. مظلمة النفي”.
يوم في .. الجزائر يأتيكم الجمعة 30 يناير اعتبارا من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة كما تُعاد البرامج في نفس اليوم بمواقيت مختلفة.