“عجلات الحرب” أفضل وثائقي بمهرجان بيروت
بيروت- الجزيرة الوثائقية
انتهى حفل ختام “مهرجان بيروت الدولي للأفلام” بتتويج الجزيرة الوثائقية بجائزة “ألف” لأفضل فيلم وثائقي ضمن جوائز المهرجان في دورته الخامسة عشرة، لجنة التحكيم منحت الوثائقية الجائزة عن فيلمها “عجلات حرب” للمخرج اللبناني رامي قديح، الفيلم يتحدث عن مجموعة شبان لبنانيين من عدة طوائف عاصروا الحرب الأهلية اللبنانية وشاركوا فيها، غير أن شغف الدراجات النارية لديهم كان أقوى من أزيز الرصاص وصوت القنابل فطوّروا شغفهم ليصبح رياضة.
وشهد الحفل الختامي توزيع جوائز المسابقات التي تضمنها، وجرت أعماله بين سينما مونتانيي Montagne التابعة للمركز الثقافي الفرنسي، و”السينما الكبرى” Grand Cinema في الأشرفية ببيروت.
وفيما يلي باقي النتائج:
![]() |
رامي قديح يتسلم جائزة أفضل وثائقي
|
جائزة “ألف” الذهبية لأفضل فيلم قصير: “سمير شيخ الشباب” للمخرجة اللبنانية كريستيل يونس، وجائزة “ألف” الفضية للأفلام القصيرة: “السماء أرسلتك” للمخرج اللبناني بيار أبو جودة، وجائزة “ألف” البرونزية للأفلام القصيرة: “لبين ما يجو” للمخرجة اللبنانيّة كارمن بصيبص.
جائزة “ألف” لثاني أفضل فيلم وثائقي: “حضور أسمهان الذي لا يُحتمل” للمخرجة الفسلطينية عزّة الحسن.
جائزة مصرف “سوسييتيه جنرال”-راعي المهرجان- لأفضل فيلم روائي (وفق تصويت الجمهور): Taklub للفيليبيني بريانتي ميندوزا.
أقيم حفل الختام في صالة ?Montaigne ?، وتم اعتماد تصويت الجمهور فيها بعد تعذر حضور أعضاء لجنة التحكيم الدولية بسبب الأوضاع الراهنة في لبنان، كما تغيب غالبية المخرجين غير اللبنانيين بسبب الظروف الراهنة.
المهرجان
شارك في المهرجان سينمائيون من 28 جنسية، وتبنى ثمانين فيلما من فئات مختلفة، وتوزعت الأفلام على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، وفئتين خارج المسابقة هما “البانوراما الدولية” و”الساحة العامة”، فيما غابت مجددا مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية.
تصدر أعمال المهرجان الفيلم التحريكي “الأمير الصغير” The Little Prince للمخرج الأميركي مارك أوسبورن، والختام بالفيلم الوثائقي “سمّاني مالالا” He named me Malala، الذي يطلق في الولايات المتحدة في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، ويطلق عالمياً في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهو من إخراج الأميركي ديفيس غاغانهايم، ويتناول حياة حاملة جائزة نوبل للسلام الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي.
![]() |
كوليت نوفل
|
وتحدثت مديرة المهرجان كوليت نوفل ل”الجزيرة الوثائقية” عن المهرجان وانتقاء لجنته نخبة من الأفلام بمواصفات غير تجارية، وأبدت ارتياحها لسير المهرجان، وتطوراته، وحضور العديد من الأفلام من الصف الأول، وقالت: “حرصنا أن يكون مستوى العروض عاليا، فقد بتنا نعرف أن الجمهور متذوق للسينما، ويتزايد اهتمامه، وإلمامه بها، وهو يتطلب الأفلام القيمة غير التجارية الهوليوودية، ولم نسع للأفلام البارزة في المهرجانات الدولية كمهرجان “كان” أو سواه”.
نوفل اشارت إلى “ازدياد مطرد بالرواد، وكذلك بقدوم صناع السينما، والمخرجين”، لافتة إلى أن “الجيل الجديد يهتم بالسينما، لكن الحالة العامة في البلاد صعبة، ولا تشجع على التقدم بسرعة، وقد كان حضور الجمهور أكبر من العام المنصرم، دون أن يعني ذلك أننا عبأنا الصالات بالرواد”.
عن الأفلام، أكدت على اختيارها على اسس نوعية، ولذلك فليست كل الأفلام من الأكثر شهرة، ولكنها كلها أفلام هامة بنظرنا. هي، كما قالت، “أفلام يغلب عليها الاهتمام الفني على التجاري”.
وأشارت نوفل إلى أن “لجنة التحكيم كان من المفترض أن تكون برئاسة كل من الكاتب والمخرج الفرنسي من اصل ارجنتيتني سانتياغو أميغورينا، والمخرج الاميركي من اصل برازيلي جوناثان نوسيتر، وأن تضم الكاتب الاميركي مايكل غرينبرغ والناقدة السينمائية النمساوية الكسندرا زاويا، والمخرجة والممثلة التونسية من اصل روسي دوريا سفيتلانا عاشور، لكن التطورات منعت حضورهم”.
ولفتت إلى أن العناوين العامة للأفلام تناولت عواقب العولمة، ومنها مسائل النازحين، والإندماج الإجتماعي وعودة النزعات القومية، بالإضافة لأفلام كلاسيكية حديثة، وأفلام الخيال العلمي والدراما والأفلام التحريكية وغيرها.
وزع المهرجان على عدة فئات، منها البانوراما الدولية، وفيها 24 فيلما من جنسيات مختلفة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الشرق أوسطية تضمنت خمسة أفلام، من مصر وتركيا والأردن وفلسطين، وفيلم ناطق بالكردية. ومسابقة الأفلام القصيرة وفيها 14 فيلم بينها خمسة من لبنان، وأخرى عربية ودولية حديثة الصنع.
فئة “الساحة العامة” ضمت أفلاما خارج المسابقة، شارك فيها 37 فيلماً، تناول عدد منها قضايا تتعلق بالأطفال الذين يعانون التشرّد والحرب والخطف، فيما تمحورت أفلام أخرى مثلاً على مرض التوحّد، والمثلية، وقضايا السجناء، وسوء معاملة النساء، والتطرف الديني وأوضاع المسيحيين والإيزيديين والأكراد، وسواها من موضوعات.
وقيم المسؤول الإعلامي للمهرجان باسم الحاج أعمال المهرجان وتطوراته، وقال: “ككل عام، يوفر المهرجان للجمهور اللبناني فرصة حضور أفلام عادة لا تتوفر في الصالات التجارية، والمهرجان يتيح الفرصة أمام المخرجين الشباب، لبنانيين وعربا، للتعبير عن تجاربهم السينمائية. وتبين أن هناك كمية كبيرة من الأفلام اللبنانية التي كانت على مستوى عال جدا”.
![]() |
لقطة جامعة للفاي?زين مع مسو?ولي المهرجان ووزير السياحة اللبناني ميشال فرعون ثانيا ا?لى اليسار
|
عن نتائج المهرجانات المتكررة في لبنان، قال أن المهرجانات هي من الحوافز التي سببت ازدهار الأفلام اللبنانية. التشجيع المعنوي، والدعاية، والفوز الذي يحققه المخرجون، كان بمثابة حافز لانتاج أفلام بجودة عالية. وعلى صعيد الجمهور، لا يزال الاقبال نخبوي، وليس جماهيريا واسع”.
وتناول الحاج أهمية الأفلام الفائزة، ففيلم قديح “عجلات الحرب” يصوّر مقاتلين سابقين في الميليشيات اللبنانية المتحاربة، جمعتهم بعد الحرب الأهلية هواية واحدة كرسوا حياتهم لها، وهي دراجات “هارلي ديفيدسون” النارية.
فيلم “حضور أسمهان الذي لا يُحتمل” للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن (الجائزة الثانية)، تناول حياة الفنانة الراحلة أسمهان. يضيء الفيلم على جوانب من حياتها المثيرة للجدل، وعلى الغموض الذي لفّ موتها غرقاً.
فيلم “سمير شيخ الشباب” لكريستال يونس (جائزة الراعي سوسييتيه جنرال) -أفضل فيلم قصير، قصة عجوز يستطيع خلال تشييعه أن يسمع ويرى ما يحدث حول نعشه، وكذلك يمكن ان يقرأ ما يفكر المحيطون به، فيكتشف المشاركين في جنازته على حقيقتهم ويدرك نياتهم الفعلية. والمميز في الفيلم أنه لقطة واحدة، إذ أن الكاميرا لا تتحرك لمدة 20 دقيقة وهي بمثابة راس الميت وعينيه.
الفيلم الكوميدي “أرسلتك السماء” ?C’est le ciel qui vous envoie!? للبناني بيار أبو جودة (الجائزة الفضية في مسابقة الأفلام القصيرة، عن شاب يرتدي زيّ كاهن للمشاركة في سهرة تنكرية، وفي طريقه إليها يلتقي مصادفة امام الكنيسة فتاة تعتقد أنه فعلاً رجل دين، فتسأله ان يرافقها لكي يستمع إلى اعتراف والدها المنازع، فيلبي طلبها.
فيلم “لبين ما يجو” لكارمن بصيبص (المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة)، وثائقي مع جرعة روائية يتمحور على امرأة سبعينية تعيش وحيدة في منزلها، لأن أولادها الثلاثة يعملون خارج لبنان، لكنها تحارب وحدتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. ويبدو أن بصيبص استلهمت واقعا عاشته أمها.
فيلم ?Taklub? للفيليبيني بريانتي ميندوزا (جائزة مصرف “سوسييتيه جنرال” لأفضل فيلم روائي)، الفيلم صور معاناة ناجين من كارثة بركانية بصدق وواقعية.
فيلمان لم يحصلا على ترخيص بالعرض هما: Wasp لفيليب عودة- قصة علاقة غرامية بين مثليين وفتاة، ينجذب أحدهما إليها، ويدخل الثلاثة في دوامة الغيرة والتورت ونزوع التملك.
وفيلم ?Life is waiting? للبرازيلية لارا لي الذي تناول موضوع الصحراء الغربية والعنف الذي يعانيه سكانها تحت الاحتلال المغربي ونضالهم اللاعنفي نحو الحرية.