“يوم في مصر”
الجزيرة الوثائقية – الدوحة

يتجدد موعد متابعي قناة الجزيرة الوثائقية مع مادتها البرامجية: “يوم في ..” والتي تُبث في الجمعة الأخيرة من كل شهر وتحكي عن الجوانب المختلفة لبلد من البلدان العربية، سياسيا وثقافيا واجتماعيا.
نلتقي هذا الشهر مع “يوم في مصر”، حيث تُعرض طوال يوم الجمعة 30 أكتوبر، أفلام تتعلق بمصر وتروي حكاياتها التي لا تنتهي.
نبدأ مع فيلم “علي بدرخان” والذي يقترب من مشوار ورحلة المخرج علي بدرخان من خلال الأرشيف السينمائي الخاص به، ومن خلال أفلامه وشهادات الأصدقاء والنقاد، ورحلة عمل نقابي وكفاح من أجل الحرية وصولا إلى الثورة المصرية في 25 يناير 2011.
يليه عرض فيلم “الغناء الشعبي” والذي يتناول ظاهرة الغناء الشعبي في مصر منذ بدايته، ويُحلِّل عوامل ظهوره وانتشاره في مصر، ومدي ارتباط هذا الظهور بالتغيُّرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مُحلِّلاً عوامل جاذبيته وانتشاره بين طبقات المجتمع المصري. حيث يعرض مقابلات مع أبرز المطربين الشعبيين في مصر في محاولة لاكتشاف نجوم هذا العالم الخفي وأصولهم الاجتماعية والثقافية، معايشاً أجواء الأفراح والمناسبات في المناطق الشعبية، أيضا يحتوي الفيلم علي مقابلات مع عدد من النقاد لشرح أبعاد الظاهرة ونقدها ووضعها في سياقها الصحيح. كما يغوص الفيلم متأمِّلا في محتوى الأغاني الشعبية وما تتضمنه من إسقاطات متنوعة سواء سياسية أو اجتماعية وثقافية.
جولة في الإسكندرية، بلد الفن والأدب والتاريخ، تأخذنا إليها حلقة من “تاكسي المدينة: الإسكندرية” حيث يأتي السائق كممثل للطبقة الشعبيّة والذي يلعب في الوقت نفسه دور الشاهد والحكواتي ليُعرّفنا بكل أحياء المدينة وتصبح سيّارته وكأنها (صالون) نقّال يجمع نماذج من المجتمع.

يعرض بعد ذلك فيلم “البلكونة” والذي يتناول البلكونة بمعانيها وأشكالها المختلفة في مصر عبر التاريخ في أماكن وأزمان ووظائف مختلفة للحياة. حيث يتتبع الفيلم رحلة طالب جامعي ومصور فوتوغرافي داخل شوارع وحارات مصر المختلفة باحثا عن الأشكال المختلفة للبلكونات وهل يحمل أصحابها شخصيات تتشابه مع بلكوناتهم. وهل البلكونة يمكنها أن تضع تصورا للتغيرات الاجتماعية والسياسية الثقافية والاقتصادية التي تمرّ بمصر؟!
حتى إذا ما أذنت شمس النهار بالمغيب.. جلسا معا على شاطئ القنال.. فلامست أنامله أوتارها الخمسة.. فباحت له بسرها.. غناء ليس كمثله غناء.. وحكاية ليس كمثلها حكاية.. وأجيال كموج البحر تتعاقب.. لتروى قصة الوطن والحب والثورة في فيلم “ع السمسمية”.
وعن المقاهي التي تشتهر بها مصر، نتجول خلال أربع حلقات من السلسلة الوثائقية “مقاهي عتيقة” لنمرّ في الحلقة الأولى على “مقهى جروبي” والذي يستعرض فيه تاريخ المقهى من بدايته وحتي وقتنا الحاضر بما يتضمنه من التغيرّات التي حدثت للمالكين أو الزبائن والعاملين بالمكان، ونرى من خلال أرشيف الصور والواقع الحالي كيف تحوّل هذا المكان الذي كان من أفخر وأهم مقاهي القاهرة إلى مقهى لا يدخله أحد.
وفي حلقة “مقهى ريش” نكشف أكثر عن مقهى ريش الذي تجاوز دوره كمقهى بل وشهد العديد من الأحداث السياسية مثل وجود المطبعة التي استخدمها الثوار أثناء ثورة 1919 لطبع منشوراتهم السرية، كذلك شهد مسرح كافيه ريش، أولى حفلات أم كلثوم لدى وصولها من الريف للقاهرة و حفلات منيرة المهدية وروزااليوسف و لاحقا في الستينات كان مقصدا لأديب نوبل نجيب محفوظ لعقد لقائه الثقافي الأسبوعي والذي ألهمت أحداث المثقفين في المقهى روايته الشهيرة الكرنك. كما كان المقهى اللقاء الأول بين الشاعر أمل دنقل وزوجته الكاتبة عبلة الرويني و العديد من الروايات و الحركات الثقافية و السياسية التي خرجت من جلسات المثقفين في مقهى ريش.
ثم حلقة “مقهى بعرة وجلابو” والتي تتناول قصة تلك المقاهي من خلال حكايات الكومبارس والمطربين الذين كانوا يترددون عليها وذكرياتهم فيها كما نستمع لبعض أغانيهم خلال الفيلم.
يليها أخيرا عرض حلقة “مقهى الفاروق”.

فيلم “سور الأزبكية” يرصد قصة وحكاية هذا المكان باعتباره معلمًا ثقافيًا مصريًا وعربيًا بحكم ارتباطه بمثقفِّي مصر والوطن العربي. ويتناول الفيلم المراحل التي مرّ عليها السور عقب ثورة 1952م والمشاكل التي تعرّض لها في كل مرحلة بعد ذلك من التاريخ المصري الحديث، وكذلك الصعوبات التي يواجهها أصحاب المكتبات من أجل الحصول على الكتب.
وللمرة الأولى على شاشة الجزيرة الوثائقية يُعرض فيلم “البحث عن رشدي” والذي يوثِّق رحلة المخرج أحمد نادر للبحث عن رشدي أحد مصورِّي الشواطئ في الإسكندرية والذي التقط صورة لوالده في سبعينيات القرن الماضي، ومثلت الخدعة البصرية التي تحتوي عليها الصورة حافزا قويا له للبحث عن هذا المصور الذي يبدو أنه أكثر من مجرد مصوِّر شاطئ، تصحب الكاميرا مخرج الفيلم أثناء رحلة بحثه لتسجل كل ما يقوم به ولتكشف شيئا فشيئا عالم مصورِّي شواطئ الإسكندرية المندثر.
أخيرا، وعن حكايات الشوارع يُعرض فيلم “شارع محمد علي” والذي أخذ شهرته من أنه شارع الفنانين والموسيقيين في مصر، حيث خرج منه العديد من المطربين وأغلب الموسيقيين في مصر، كما اشتُهر بصناعة الأدوات الموسيقية. في هذا الشارع ظهرت أول نواة لتأسيس معهد الموسيقى العربية. ورغم الصيت الموسيقي للشارع إلا أنه ضمّ بين جنباته متحف الفن الإسلامي الذي افتُتح في العام 1903 ليكون أكبر مجمع للآثار الإسلامية، و دار الكتب والوثائق والتي تم تحويلها إلى مركز للدراسات العربية والشرقية. كما أنه يربط بين أشهر ميدانين في مصر، حيث يبدأ عند ميدان العتبة الخضراء وينتهي عند القلعة حيث يقع أحد أجمل مساجد مصر على الإطلاق وهو مسجد السلطان حسن، فضلاً عن مسجد الرفاعي والقلعة ذاتها بما تحويه من متاحف ومساجد. كان شارع محمد علي أول الشوارع التي أُسسّت لتربط بين قاهرتين؛ القاهرة الفاطمية القديمة ورمزها القلعة، ثم القاهرة الخديوية والتي تعرف الآن بوسط القاهرة حيث المعمار الأوروبي وطراز بناء الركوكو ومعمار البواكي الذي يميز الشارع.