يوم سينمائي في الجامعة اللبنانية
بيروت – الجزيرة الوثائقية
أحيت الجامعة اللبنانية في بيروت الدورة الأولى من “اليوم السينمائي” الذي جرى خلاله عرض تسعة أفلام هي مشاريع تخرج لعدد من الطلاب، حازت على جوائز وتنويهات مختلفة في مهرجانات سينمائية بين أعوام 2011 و2014.
![]() |
بوستر اليوم
|
والغاية من إقامة اليوم هو تكريم الطلاب الذين تميزوا، بحسب سمير حبشي-رئيس قسم السينما والمسرح في الجامعة اللبنانية- الفرع الثاني الذي أوضح في حديث ل”الجزيرة الوثائقية” إن “الجامعة اللبنانية أطلقت قسم السينما والتلفزيون منذ سبع سنوات، وهذا الفرع يعتبر جديدا في الجامعة، ولا نزال حتى الآن نقتصر على درجة الإجازة الجامعية بثلاث سنوات، ونسعى لإفساح المجال للماستر”.
وأفاد عن تخريج الجامعة لأربع دفعات وبدء الطلاب بالالتحاق بالمهرجانات، ويشاركون بها بأفلامهم، وقد حققوا تقدما ملحوظا ونجاحات، ونالوا جوائز مهمة.
وقال: “ارتأينا أن نسلط الضوء على عطاءاتهم، واخترنا من الأفلام ما هو متميز منها، وأقمنا يوم عرض لها. ونأمل أن نكرر الحدث سنويا”.
وذكر حبشي وهو مخرج سينمائي وتلفزيوني- إن “طلاب الجامعة ينتجون عشرين فيلما كل عام، أي أنتجنا ثمانين فيلما في السنوات الأربع المنصرمة، بينما اخترنا للعرض اليوم فقط تسعة أفلام من التي تميزت في المهرجانات ونالت جوائز”.
الطالب وسيم جعجع، معد فيلم “صورة جدي”، قال ل”الجزيرة الوثائقية: “هذا اليوم السينمائي هو شيء إنتظرناه طويلا، فحتى لو شاركت أفلامنا في مهرجانات سينمائية عديدة، وحازت على جوائز عديدة، يكون للتكريم من الجامعة التي تعلم الطالب فيها أصول المهنة طعم آخر، فهو لا يأتي فقط كنتيجة لجودة الفيلم الذي قدمته بل أيضاً لمسيرة الطالب خلال فترة الدراسة”، مضيفا أن “احتضان الجامعة للطلاب وتسليط الضوء من خلالها على أعمالهم يدفعهم للتطور والتقدم في سوق العمل”.
عن سبب اختياره للسينما قال: “السينما هي شغف، عشق، جنون. هي سحر يخطفك إلى عالم آخر، إلى عالم من صنعك، وإلى شخصيات من كتابتك. هي وسيلة لك لتعبر عن كثير من المشاعر والأحاسيس التي تختلج في نفسك”.
أضاف: “قد يكون من الجنون في وطن مثل لبنان اختيار هذا المجال للعمل فيه، لكنني أشعر هنا أن هناك شيئا يشبه ” الدعوة ” يقودني إلى هذا العمل فأشعر أنني إن لم أصنع أفلاماً تعبر عني أبقى ناقصاً كل حياتي”.
وذكر أن الجامعة وضعت الإمكانات الكاملة بين أيدينا وكانت كافية لتعلمنا أصول المهنة، وتمكننا من التطور والتقدم، فالأهم من كل تلك التقنيات هو الإبداع الذي يتحلى به الطلاب، والكادر الأكاديمي الذي يحيطهم به الأساتذة يدفعهم إلى إخراج ذلك الإبداع والشغف الكامن داخلهم. في النهاية لا يخرج الإبداع من الغرف المخملية ” ومش حلو الفن بلا عذاب”.
وعن سبب اختياره لموضوع فيلمه، قال: منذ اليوم الأول في الجامعة كنا نركز كثيرا على أن تكون الأفلام التي نريد كتابتها، تشبهنا كثيرا، تعبر عنا، ونعرفها جيداً. لذا عندما بدأت البحث عن أفكار لأحولها لفيلم لم أبحث بعيدا عني، بل بحثت داخلي، وداخل المجتمع الذي أنتمي إليه”.
وتابع: “أردت للفيلم أن يكون على علاقة وثيقة بذاكرتي، وقريبا مني، ومن مجتمعي، يعبر عن شغفي بالفن السينمائي. فلطالما كبرت دون أن أعرف أي شيء عن الفن السابع سوى الشغف الذي قادني إلى هذا العالم، بالإضافة إلى علاقتي بالصورة الفوتوغرافية، هذه الصورة الذي تحفظ لك أوقاتا أحداث أماكن وأشخاص قد يكون الزمن طوى صفحته عنها، كلها أحداث وأفكار دفعتني لصناعة هذا الفيلم الذي كنت سعيداً بنجاحه”.
ا
![]() |
من فيلم سيدة بالعنب لمايك مالاجليان
|
لطالب مايك مالاجليان شارك بفيلمه تحت عنوان “أنثى بالعنب”، قال: اليوم السينمائي مهم جدا، لكي تعرض الأفلام في حضور طلاب من جامعات أخرى، فيحصل التواصل، ويتم تبادل الرؤى والخبرات بالمناسبة، كما أن اليوم هو دعم معنوي للطلاب صانعي الأفلام، بإعادة عرضها مجددا على جمهور”.
وعن اختياره السينما، رأى أن “الذي يحب الفن، يحب الدخول إلى مكان يعبر عن أحاسيسه، وعن ذاته، فهناك من يختار الرسم، أو الموسيقى، وأنا اخترت السينما لأنني أحببتها، وكنت أحضر الأفلام منذ صغري. وأجد في السينما طريقة تعبير جيدة توصل الأحاسيس والرأي بشكل جيد”.
عن الدراسة في الجامعة اللبنانية، قال إن “الدراسة كانت مهمة، لكن على المرء أن يعطي بجهده ومن عمله، وهذا ينطبق على كل المجالات، ويبدأ التحدي الفعلي بعد التخرج من الجامعة.
وتحدث عن دوافع الفيلم التي كانت “بسبب رغبتي أن أقدم تجربة شخصية، وأن أطورها، وكما تعلمنا في الجامعة ففي كتابة السيناريو، سيحقق الشخص عن أمر يعرفه كتابة جيدة، أفضل من تأليف قصة لم يعشها. فقصة الفيلم انطلقت من حادثة وقعت معي وأنا صغير، وطورتها، وأعتقد أن نسبة هامة من نجاح الفيلم ترجع إلى ماخبرته في الواقع وعشت أحداثه. فأنا هو الولد الذي نظر من ثقب المفتاح في الفيلم”.
الأفلام
*”صورة جدي” لوسيم جعجع، فيلم قصير من 12 دقيقة ونصف الدقيقة، عرض في مهرجان السينما الأوروبية سنة 2011، وفي مهرجان الفيلم العربي ونادي لكل الناس سنة 2012، ونال مرتبة أفضل فيلم لبناني قصير.
يتحدث الفيلم عن حاجة عصام للمال من أجل تظهير نيغاتيف صورة لجده لاستكمال فيلم كان يصنعه بتجميع صور عائلية.
*”سيدة بالعنب” لمايك مالاجليان، قصير من عشر دقائق، أعده لنيل الدبلوم، وعرض في مهرجان بيروت الدولي للسينما 2012، ونال جائزة ثاني أفضل فيلم قصير في الشرق الأوسط، في مسابقة أفلام الشرق الأوسط.
يتحدث الفيلم عن الفتى سيفاك في الثامنة من عمره، يلعب لعبة الغميضة مع صديقته ماريا. وبينما كان يحاول الاختباء في الفندق، شاهد رجلا وامرأة يدخلان إلى غرفة، فدفعته حشريته لأن ينظر إليهما من ثقب المفتاح، ليجد أن الرجل يضع عنبا على بطن السيدة، وما هي إلا ثوان حتى يدخلان في جدل، وينجم عن ذلك هوسه بها.
*”في فتحة الصرة” لفادي قازان، قصير من 12 دقيقة ونصف الدقيقة، أعده لنيل الدبلوم، وحصل على المرتبة الأولى لأفضل فيلم قصير في “المهرجان الأوروبي للفيلم” 2013.
يروي الفيلم قصة أم تعيش مع ابنها في مكان مهجور، وقد ربطت به بسلسلة حديد. تجد المرأة نفسها تصارع الزمن للحفاظ على هذه العلاقة قوية قدر المستطاع. ويدخل الاثنان بمواجهة مع الحقيقة، وتواجه الأم أخيرا مما خافت منه كثيرا وأمضت حياتها تصارع لإبعاده، وهو الانفصال.
*”دخان” لجاد سليمان، قصير من 16 دقيقة، أعده لنيل الدبلوم 2014، وحصل على أفضل إخراج، وأفضل تصوير سينمائي مهرجان جامعة سيدة اللويزة (NDU).
يرى سليمان أنه في المتسقبل القريب، ستكون المعامل قد ملأت الكرة الأرضية وسممت الهواء، والناس يعيشون في الفلات المهملة حيث يغطي الدخان السماء ويخفي الشمس. لكن ليثوبس، بنت في 12 من عمرها، وأختها مياسما، تكافحان من أجل البقاء، في أرض مهجورة للنفايات.
هدفت ليثوبس أن تتحسس أشعة الشمس على جلدها، وأن تتنفس هواء نظيفا في عالم خال من العناصر الطبيعية. رحلتها هدفت إلى تحقيق حريتها وهويتها الانسانية.
*”لمحة بصر” لسيلين مكرزل، أعدته 2014 لنيل الدبلوم، ونال جائزة خاصة من “جمعية آميل شاهين للسينما”.
مهرج يسكن صندوقا، يراقب الحياة السعيدة للأطفال، يشعر برغبة الخروج ليكتشف الحياة. لكنه يتأسف لذلك، بعد أن وجد جمهورا من المتقدمين في السن ينتظرونه ليفرحهم ويجعلونه مهرجهم.
*”
![]() |
من فيلم هدوء نسبي لرنا معلوف
|
سراب” لطوني حاتم، أعد لنيل الدبلوم 2011، قصير يناهز ال12 دقيقة. يروي قصة ليلى اسيدة العجوز في السبعين، يائسة، بعد أن فقدت الكثير ممن تحب، النوافذ مقفلة، والزهور تذبل على الشرفات، ومع مرور الوقت، النوافذ لم تعد تقفل جيدا. وكلما وجدتها مفتوحة حاولت إقفالها لتمنع نور الشمس. لكن، ذات يوم، تزهر وردة فتأخذ ليلى إلى حياة جميلة آملة.
*”هدوء نسبي” لرنا معلوف، أعدته لنيل الدبلوم2014، من عشرين دقيقة. يتحدث عن جاد ابن التاسعة عشرة، يعيش مع أمه، يلتقي السيدة المتزوجة ياسمين، في أواخر ثلاثينياتها، ويبدو أنه أعجب بها عندما تعرف على عالم زوجها المدهش، وهي التي تشعر بفراغ في حياتها سرعان ما تجد كل ما تريد.
*”في شرنقتي” لجورج حازم ونادين أسمر، فيلم تجريبي 2014، من تسع دقائق و33 ثانية، وفيه تحاول كندرا إيجاد نوع من التيه لماضيها.
*”مقطع البئر” لجوليا معلوف أعدته 2014 تكريما للمخرج اندريه تاركوفسكي، وفاديم يوسف في فيلمه “طفولة إيفان”. تمر إيفان خلال مهمة لها بالقرب من البئر الذي يذكرها بوالدتها التي قتلت على يد النازيين خلال الحرب.