“المرأة” محور الدورة السابعة من “كابريوليه”
الجزيرة الوثائقية – بيروت

مهرجان “كابريوليه” في نسخته السابعة قدّم 42 فيلما تمحورت كلها حول موضوع المرأة، وجرت عروضه على درج الجميزة في بيروت. جلس جمهور كثيف تجذبه فكرة الهواء الطلق، يحضر الأفلام على مدى ثلاثة أيام، وازدحمت به أدراج المحلة. ظن كل منهم أنه يركب سيارة مكشوفة تدعى بالأجنبية “الكابريوليه”، حيث استمدّ منظم المهرجان ابراهيم سماحة تسمية مهرجانه منها.
يمضي سماحة، وفريقه، فصول السنة في استقبال الأفلام المتقدمة، ويستمرون في تصفيتها حتى بلوغ فصل انقطاع المطر، وحلول الدفء لكي يتمتع الجمهور بالعروض في الهواء الطلق. كثير من المقاهي القديمة قدمت عروض الأفلام في الهواء الطلق خصوصا لسكان المدن اللبنانية الذين يبقون فيها صيفا حيث لا مكان لهم في الجبال التي يهرب إليها كُثر تجنبا لحر الصيف في بيروت والمدن الساحلية.
ومع تراجع السينما بصورة عامة، لم تعد مكيفات الهواء تجذب المشاهدين، وتعيدهم إلى السينما، ولا حتى عروض الهواء الطلق، إلا أن مهرجان “كابريوليه” تمكن من جذب كثيرين من محبي السينما الذين وجدوا في فكرته المرتاحة، والمتحررة، مكانا لتنفيس احتقانات النهار، وتأزم الحياة اليومية اللبنانية، خصوصا منها البيروتية، في ظل ما يجري في المحيط.
إبراهيم سماحة، مؤسس مهرجان “كابريوليه” في سنته السابعة، تحدث عن مبادرة العام الجاري، وقال في تصريح لـ”الجزيرة الوثائقية” أن “هذا العام ركزنا العروض على موضوع المرأة، ولا ندخل فيه صرعة أفلام كثيرا ما تروج في العديد من المهرجانات، ولا نمانع أن تكون الأفلام كلاسيكية، تعود للثلاثينات أو الأربعينات من القرن الماضي. المخرجون والإدرايون يشاهدون أفضل الأفلام في الموضوع المعين، والحضور يشارك بنسبة معينة في تحديد الأفلام. هناك عشرون بلدا مشاركا، وفيها عشرون وجهة نظر حول الموضوع”.

ولاحظ سماحة أننا “في الشرق، نفكر بطريقة معينة، ونعتقد أن كل الدنيا تفكر بهذه الطريقة حول الموضوع عينه. مهرجان هذا العام يعرض عبر الأفلام القصيرة كيف تفكر بقية الحضارات في ما نطرحه بطريقة مغايرة”. وعن موضوع المهرجان المقبل، قال إنه “الصراع”، لافتا إلى أنه “بعد أربعة أيام نفتح المجال لاستقبال أفلام العام المقبل، وسنحتفل بالأفلام في جبيل، في شهر آب (أوغسطس)”.
سماحة تابع ردا على سؤال عن الدافع لاختيار موضوع المرأة فقال إن “موضوع المرأة موضوع هام، فهي تكمل المجتمع، ولا أحد يستطيع تجاهل ذلك. هي أكبر صرخة صامتة في المجتمع من الداخل، ونحن هنا لا نطرح مواضيع التعنيف أو نقوم بحملة معينة. ما نقوم به هو إظهار وجه معين في قلب المجتمع الذي هو الوجه الآخر للرجل”.
عرض كابريوليه 42 فيلم من أصل 538 فيلم تقدمت للمهرجان، كما أفاد سماحة، مردفا: “استمرينا بالتصفية لمدة شهر ونصف حتى تمكنّا من حصر العدد. نصف الأفلام لبنانية دائما، والبقية تتوزع على 19 دولة مشاركة من مختلف الدول العالمية. من الدول العربية لدينا من مصر والأردن ونشعر أن المشاركة العربية ضعيفة، فالشباب العربي لا يتابع أفلامه على مختلف المواضيع”.
وفي لفتة هامة من “كابريوليه”، أشار سماحة إلى تعاقد مهرجانه مع “22 مهرجان عالمي، والجائزة هي أن نتيح للمخرج عرض فيلمه أمام هذا الكم الكبير من المهرجانات العالمية. فهذه الأفلام في مهرجاننا ستنتقل إلى المهرجانات الـ 22 حول العالم، بمعنى آخر، يكون الفيلم قد شارك هنا، وكذلك في 22 مهرجان آخر”.
عن بعض المهرجانات التي يتعاقد “كابريوليه” معها، ذكر سماحة “مهرجان روما المستقل” الذي قدم عروضه بين11- 15 أيار، وهناك، كما قال، “مهرجان برشلونة” الذي نجري التحضيرات له، وهناك 8 عروض في نيويورك، وكميات أخرى من العروض في أمكنة أخرى.
توزيع الأفلام
طابع الأفلام قصير تلبية لشعار المهرجان “الأقصر الأفضل”، أقصرها مدته خمس دقائق، ومنها أربعة أفلام: “اسكتي” للبنانيين مالك الحاج وشربل سمور، 2013، يشير إلى نبرة الرجل الشرقي في مخاطبته المرأة، و”سلوى” لراند بيروتي من الأردن، 2014، وهو روائي، و”كان عمري خمس سنوات عندما أصبحت امرأة” لمريم تفكري من بريطانيا، 2014، وهو تجريبي، و”سيدات” للبريطانية فلورا برادويل، روائي 2013. أطول الأفلام القصيرة مدته 18 دقيقة عنوانه “بنت من ذهب”، لغرانت سيكلونا من أوستراليا، 2011 أقدم الأفلام تعود للعام 2011، الفيلم هو “يوم ثان” لشيارا أرمانتانو، من الولايات المتحدة الأميركية وهو روائي من 13 دقيقة.
من الوثائقيات، ثمة فيلمان: “فيكتوريا” للبناني سيرج هليل، 2013، مدته 11 دقيقة. ووثائقي آخر للبنانية ناتالي ربيز 2015، عنوانه “إرادة قوية”، مدته 17 دقيقة. أكثر العروض روائية، وبينها أفلام فيديو آرت، وتجريب.
وفي لفتة تكريمية اختار المهرجان فيلما للفنانة الراحلة سلوى قطريب عنوانه “تحية إلى سلوى قطريب”، وثائقي للبناني ريمون أفتيموس، 2013 من 19 دقيقة.
كما جرى عرض خاص لثلاثة أفلام منتقاة من مبادرة “سينما التحدي” (Movie Challenge) وموضوعها العنف الجندري، واختار الأفلام الثلاثة لجنة من كبار السينمائيين وهم آميل شاهين، والممثلة تقلا شمعون، والمخرج أمين درة.