مهرجان بيروت الدولي للأفلام
Published On 25/10/2016

الجزيرة الوثائقية – بيروت
ختم “مهرجان بيروت الدولي للأفلام” عروض دورته السادسة عشرة، باحتفال أقامته إدارة المهرجان في صالة سينما فوكس في الحازمية بضاحية بيروت الشرقية، والصالة شهدت جزءا من العروض، بينما استضافت صالات الـ “أ ب ث” في الأشرفية الجزء الآخر.
الحفل الختامي تميز بإعلان نتائج المسابقات، وجرى فيه توزيع الجوائز، على النحو التالي:
في فئة الأفلام القصيرة، نال فيلمان جائزة “سوسييتيه جنرال”: الأول “مرايا شاحبة” (Pale Mirrors) للمخرج الإيراني سالم صواتي، والثاني “الماطور” للمخرج السعودي محمد الهليل.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى The south pole للمخرج التركي أمين أكبينار.
وذهبت الجائزة الثانية لأفضل فيلم قصيرٍ إلى فيلم The next one للمخرج التركي قندز سفدي.
وأسندت اللجنة الجائزة الثالثة لأفضل فيلم قصير إلى فيلم The Holy pole للمخرج اللبناني إيلي شاهين.
في فئة “الأفلام الوثائقية”، فاز فيلم Robert للمخرجة اللبنانية غنى عبود بجائزة “ألف”، وحصل المخرجان الإيرانيان فرناز ومحمد رضا جورابشيان على جائزة أفضل مخرج عن فيلمهما “مرفوض” (Overruled) الذي يتمحور حول حياة وآمال لاجئين أفغان شباب في إيران.

ومنحت اللجنة تنويها خاصا بالتساوي إلى فيلمين هما: “هي هيه الغربة” للمخرج الجزائري يسير بن شلاح (ماني)، و”محبة” للمخرج السوري وضاح الفهد.
أما جائزة أفضل فيلم روائي وفق تصويت الجمهور فكانت من نصيب الوثائقي “Letters from Baghdad” لسابين كراينبوهي وزيفا أولباوم.
تميز المهرجان بملاحظة حجم الأفلام المتقدمة للمشاركة، وبروز أفلام جديدة متعددة تعالج الأوضاع العامة، السائدة ميدانيا في العالم العربي، وكأن بذار الأحداث قد بدأ يؤتي ثمارا على الصعيد السينمائي.
ويحرص القيمون على المهرجان أن تكون خياراته مبتعدة عن النزعة التجارية، قدر الإمكان، مع التركيز على الأفلام التي تحمل رسائل اجتماعية، وتعالج قضايا إنسانية وبيئية مختلفة، وتتناول في مساراتها الفردية أمورا ذات بعد عام، بعيدا قدر الإمكان من الإثارة والتشويق الجاذب لجمهور استهلاكي، يبحث عن الرائج التجاري المثير فقط، لكن دون مقاطعته بصورة تامة.
ويعتقد المدير الإعلامي للمهرجان باسم الحاج في تصريح لـ”الجزيرة الوثائقية” أن “الصيغة الفضلى للسينما هي الجمع بين العنصر الفني الراقي، والمقبولية، والنجاح التجاري-الجماهيري. هكذا خلطة قد تكون الأنسب بعد التجارب السينمائية الطويلة”.
تقدمت مئات الأفلام للمشاركة واختير منها ٧٦ فيلما، ويعطي الحاج مقارنة لتوضيح صورة اتسّاع رقعة المشاركة بالقول إنه “تقدم لفئة الأفلام القصيرة نحو أربعمائة فيلم. وهناك البانوراما وبقية الأصناف، والمسابقات، تبلغ أيضا أربعمائة”، مردفا ملاحظة “غزارة في الأفلام الوثائقية القصيرة، التي تجلّى التركيز عليها عند الشباب والمتخرجين الجدد، بينما هناك من يريد أن يوصل الفكرة بأفلام طويلة روائية”.

وتحدث الحاج عن مميزات أخرى منها “تحقيقنا حضورا في تنوع الأفلام وجنسياتها، فبينما كان التركيز سابقا على الأفلام التي شاركت بمهرجانات عالمية معروفة كمهرجان “كان”، حدث تنويع أكثر هذه السنة، وتقدمت للمشاركة أفلام من العديد من المهرجانات”.
وعن أهمية أخرى للمهرجان، أضاف الحاج: “الملموس أن المهرجان يفتح مجالا للجمهور اللبناني للاطلاع على الأفلام التي لا تعرض في الصالات التجارية، وهي أفلام مهرجانات، وأفلام غير تجارية، وليست منتشرة”، “كما أنه يأتي “لإتاحة الفرصة للشباب بمحاولاتهم المشاركة في صنع الأفلام، والأفلام بمجملها، تتناول قضايا عامة، اجتماعية وسياسية، وهي موضوعات بيئة وصحة وحروب وحريات”، خاتما بالقول إن “غالبها أفلام هادفة”.
مديرة المهرجان كوليت نوفل قالت: “برز عندنا بعد خمس سنوات من الأحداث في العالم العربي العديد من الأفلام المنتجة حديثا تعكس مشاكل المنطقة، والقضايا المخفية، وصعوبات اللاجئين، والتشرد، وقضايا النساء، والهجرة في البحار”.
لم ينج مهرجان هذا العام من الرقابة، ومحاولات المنع. لكن إدارة المهرجان يسعدها المنع لأنه يشهر أفلامها، كما يلفت النظر على أعمالها. ومن الأفلام التي طلب بترها، الفيلم السوري “كأس العالم”، ومنع فيلم مها الحاج – الفلسطينية المقيمة في أراضي ١٩٤٨باعتبار أنه من إنتاج إسائيلي. وأحيل فيلم لمحسن مخملباف الإيراني على لجنة لدراسة إمكانية عرضه، لكن سُمح به لاحقا.
نوفل تحدثت عن الممنوعات، وذكرت أن “فيلم “كأس العالم” (World Cup) يحكي عن الحرب في سوريا، وهو مشترك لمحمد وأحمد ملص، وطلبت السلطات المختصة أن نقص بعض فقراته، ونحن لا صلاحية لنا بالتلاعب بالأفلام، والمخرجون لا يقبلون بذلك. وهناك فيلم الفلسطينية المقيمة في الأراضي المحتلة مها الحاج Personal Affairs من أعمال هذا العام، ويعتبر إنتاجا إسرائيليا، وهي من حيفا، ويندرج منع الفيلم في قانون مقاطعة إسرائيل. ونحن اخترنا عرضه لأنه يعبر عن تطلعات ومعاناة الشعب الفلسطيني”.
ولم تظهر نوفل انزعاجا من منع بعض الأفلام، لأن المنع بنظرها “يشهر الأفلام أكثر وأكثر، ويعطي حماسا للمهرجان أفضل من السابق”.
قسم “بانوراما” غطى الحيز الأكبر من العروض وبلغ عددها ٢٢ فيلما طويلا، وأربعة أفلام قصيرة، وهي إجمالا غربية الصناعة، مع قلة شرقية.
قسم جديد من نوعه استحدث في المهرجان وهو قسم “جبهة الرفض” (Rejection Front)، وفيه ١٨ فيلما متنوعا قالت نوفل عنه إنه “يضم افلاما تعبر عن قضايا معروفة ومحددة، ولها رسالة معينة، رافضة لواقع معين قائم، وهي غير مدرجة في المسابقة”.
تألفت لجنة التحكيم من كارلوس شاهين المتمرس بالفنون والسينما في معاهد وكليات فرنسية، وندى دوماني وتعمل في مجال الإعلام والتواصل منذ ثلاثين سنة، وبيار أبي صعب نائب رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” البيروتية التي أطلق وأدار صفحاتها الفنية والثقافية.
استمر المهرجان بين الخامس و١٣ تشرين الأول (أوكتوبر).
