مهرجان الإسماعيلية الـ18.. أهم الأفلام
رشا حسني
سرد لأهم أفلام الدورة الثامنة عشرة لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة:
الأفلام التسجيلية
هدية من الماضي A Present From The Past 2015
فيلم تسجيلي طويل للمخرجة كوثر يونس، تدور أحداث الفيلم حول الهدية التي قررت كوثر أن تقدمها إلى ;والدها الدكتور مختار يونس في عيد ميلاده السبعين، وهي عبارة عن تذكرتي ;سفر إلى ;روما التي درس بها الإخراج السينمائي وذلك ليُقابل حبه الأول “باتريتسيا” التي تزوجها أثناء فترة دراسته والتي وعدها بأن يعود إليها مرة أخرى، ;ذلك اللقاء الذي تأخر 33 عاماً لتجد كوثر في ذلك الوعد ;وتلك الرحلة فكرة لمشروع تخرجها من معهد السينما.

“هدية من الماضي” هو رحلة بحث ذاتية عن الماضي، فقد التقطت كوثر خيطاً رومانسياً من ماضي والدها وهو حبه الأول والذي تكلل بالزواج، فقررت أن تذهب خلفه بحثاً عن مغامرة إنسانية عندما يتقابل ذلك الحبيبان بعد مُضي 33 عاماً. دائماً ما تمتلئ حيواتنا وحيوات أقرب الناس ألينا بتفاصيل مثل هذه فمن منا لم يحب والده قبل والدته ولم تتعلق والدته بابن الجيران قبل أن تقابل زوجها ووالد أولادها لذلك كانت فكره الفيلم علي ذاتيتها فكرة عامة تلمس الكثيرين.
نفذت المخرجة فكرتها عن طريق أبسط الوسائل الفنية والتقنية من خلال كاميرا شخصية تتابع بها والدها طوال الوقت منذ بداية الرحلة ومتابعة ترتيبات السفر مثل الحصول على ;الفيزا والبحث عن صور وخطابات ورسائل “باتريتسيا” والتي كانت تحمل عنوانها، فقد تركت المخرجة العنان للكاميرا لتتابع والدها في كل حالاته وأوقاته حتى في أوقات المشاحنات والخلافات التي مرت بهما سوياً سواء في القاهرة أو في روما وهي اللحظات التي أعطت للفيلم خصوصيته، وفي مثل هذه النوعية من الأفلام تطغى ;الفكرة وطريقة معالجتها على ;أسلوب تنفيذها فيمكن أن نتقبل هزات الكاميرا وهناتها وعدم ضبط كادراتها في خضم سيل جارف من المشاعر الأبوية بين كوثر ووالدها التي أرادت أن تقدم له في عيد ميلاده هدية غير تقليدية.
بين شقيقتين Between Sisters 2015

بين شقيقتين هو للمخرج الايطالي مانو جيروسا يتناول من خلاله قصة شديدة العذوبة والرقة والإنسانية بين شقيقتين هما “أورنيلا وتيريزا”. “تيريزا” هي خالة “مانو جيروسا” مخرج العمل والتي اعتنت به في صغره الذي وجد في علاقته بتيريزا وعلاقتها بوالدته وعلاقة هذه الأسرة بالحياة موضوعاً إنسانياً يصلُح لأن يكون فيلماً وثائقياً.
يعتمد المخرج طريقة سرد غير معتادة في الأعمال الوثائقية وهي تسريب المعلومات عن الفكرة وعن العائلة شيئاً فشيئاً ليجعل المُشاهد دائم الترقب لتوليد رغبة مُلحة في المتابعة لاكتشاف خطوط الحكاية التي لم تكن معتادة منذ البداية. نتابع منذ اللحظات الأولي سيدة طاعنة في السن تبدو عليها علامات الشيخوخة والكبر التي لا تريد الاعتراف بها بل نراها في أحيان كثيرة سيدة مُتسلطة وغيورة، فهي تغير من أختها كونها لازالت تقيم علاقات عاطفية رغم كبرها في السن، إلي أن ينتهي الفيلم بسر عائلي يزلزل كيان “تيريزا” ويجعلها أكثر امتناناً لعائلتها التي ترعاها وتساندها في شيخوختها.
توك توك Tuk-Tuk 2015… ثلاثية الفقر والجهل والقهر

يتعرض المخرج روماني سعد من خلال فيلمه التسجيلي الطويل توك توك إلى ;العديد من القضايا مثل عمالة الأطفال، من هم الأطفال الكبار ولماذا يكبرون قبل أوانهم، ماذا فعلت الثورة بالفقراء التي قامت من أجلهم، ماذا يُمثل التوك توك لمئات العائلات المصرية الآن وغيرها من القضايا والتساؤلات المادية والمعنوية.
أهم ما يُميز توك توك هو أنه يُذكرنا لوهلة بكلاسيكيات الواقعية الجديدة للسينما الروائية وما تميزت به من رصد لأدق تفاصيل حيوات أبسط فئات المجتمع، لشوارعهم، لحواريهم، لتفاصيل كسبهم لأقواتهم إلا أن الفرق الجوهري ما بينهما هو أن توك توك ليس من وحي خيال روماني سعد فلم يقم بكتابة سيناريو أو حوار كي يلتزم به أبطال العمل بل هو من ذهب إليهم ليعرف عنهم وليُفسح لهم المجال للحديث عن أنفسهم ومعاناتهم التي لا يعلم الكثيرين بوجودها.
يقترب توك توك من تفاصيل الحياة اليومية لعبد الله وشارون كما يُطلق عليه أصدقائه، هذين الطفلين اللذين يتجولان يومياً ما بين شوارع القاهرة المزدحمة بدلاً من تلقيهما العلم من خلال أحد المدارس التي تركوها لأنهم أيقنوا عدم استفادتهم منها أجلاً أم عاجلاً فلا هم يتلقون العلم ولا هم يستطيعون المُضي في تفاصيل تلك العملية التعليمية الزائفة التي تستنزف دخول أسرهم دون عائد ولا فائدة.
أكثر ما يبقي عالقاً في الذهن بعد مشاهدة فيلم توك توك هي مشاهد والد عبد الله الذي يبكي كونه عاجزاً عن إطعام أفراد عائلته “فرخة” أو وجبة جيدة بدلاً من اعتمادهم يومياً على ;الأرز والمكرونة، ودموع والد عبد الله التي تبللت بقهره ومرضه وقلة حيلته وإشفاق طفليه عليه وهو يبكي ما آلت إليه أحوالهم.
تابع روماني سعد شخصيات فيلمه في أغلب أوقاتهم وهو ما جعلنا نُكون صورة بانورامية جامعة عن حياة هذه الشخصيات، فقد تابعهم في أوقات عملهم علي التوك توك وأثناء ضيقهم وشكواهم ثم أثناء لحظات فرحهم ; وغنائهم التي يحاولون اقتناصها من الزمن أيضاً لحظات طيشهم وتماديهم في لعب أدوار فرضتها عليهم طبيعة حياتهم.
الأفلام الروائية القصيرة
حار جاف صيفاً.. الإحساس بالتفاصيل وليس فقط رؤيتها

فيلم الافتتاح “حار جاف صيفاً” للمخرج شريف البنداري ومن بطولة محمد فريد وناهد السباعي. تدور أحداث الفيلم حول يوم في حياة كلاً من شوقي ” محمد فريد”، رجل مُسن مريض بالسرطان في طريقه لمقابلة طبيب ألماني متخصص في حالته يزور مصر لأيام قليلة ودعاء عروس ليلة زفافها تتجول ما بين الخياطة والكوافير وأستوديو التصوير دون العريس لتنجز أخر تفاصيل ليلة عمرها والأهم عندها من الليلة ذاتها.
تبدو حكاية الفيلم بسيطة ولكن تفاصيل الحكاية هي ما يميزها، فقد اهتم شريف البنداري مخرج الفيلم بالتركيز علي تفاصيل العمل سواء علي مستوي الشخصيات أو علي مستوي الأحداث، فنجد شخصية دعاء” ناهد السباعي” تنضح بالعديد من المعلومات عن شخصيتها دون التصريح بها عن طريق جمل حوارية مثلاَ، فتُمثل شخصية فتاة بسيطة تتمحور سعادتها بليلة زفافها وعمرها من خلال ارتدائها للفستان الأبيض و التصوير مع زوجها صورة الزفاف التقليدية بغض النظر عن الشخص ذاته والذي يبدو بوضوح عدم اكتراثه بها بالقدر الذي تنشده حيث أنه تركها في تلك الليلة الخاصة جداً ترتاد الشوارع المزدحمة وتستخدم المواصلات العامة في تنقلاتها حاملة علي يديه فستانها الأبيض وصحبة ورد الزفاف.
عزز البنداري الجانب النفسي لشخصية دعاء الراغبة في الزواج ولو حتى بهذا الأسلوب ولهذه الأسباب ببعض التفاصيل الشكلية من شأنها إبراز الجانب الاجتماعي مثل ماكياج ناهد الذي يُفصح بوضوح عن المستوي الاجتماعي والتعليمي لدعاء، ذلك الماكياج ذو الأوان الزاعقة والصارخة والكثير من بودرة تفتيح البشرة الغير متناسقة مع لون بشرتها وجلدها وأيضاً طريقة وضعها الموبايل داخل الطرحة التي كانت ترتديها، بالإضافة إلي تلك الخُصلة الصفراء المنُسدلة من تحت “حجابها” الذي رفض زوج المستقبل خلعها له في ليلة عمرها. دعاء فتاة بسيطة أحلامها بالأمان والمستقبل والفرحة تتمثل في ضل حيطة يوفر لها الفستان الأبيض وصورة الزفاف.
أما شوقي فهو رجل يُصارع السرطان اللعين الذي ييأس أغلب المُبتلين به من الشفاء منه إلا أنه لازال يحاول ولازال يطرق أبواب الطب والأمل في الشفاء لعل وعسي أن يُفتح له واحداً من تلك الأبواب. يبدأ شوقي رحلته بعبوس شديد على ;جبهته ووهن وضعف جسماني واضح، تبدو عينيه ذابلتين حزناً من تكرار الرحلة وطرق أبواب الطب والعلاج إلى ;أن يلمعا عندما يخرج شوقي عن روتينه اليومي وروتينه المرضي ويختبر لنصف يوم إحساس جميل يُعيد له لمعة عينيه ;وربما خفقة قوية لقلبه الذي كان مُثقلاً بالهموم والمشاكل، فنراه بعد عدة سنوات يجلس على ;كرسيه الهزاز ليستمع إلى ;عبد الوهاب وهو يستمتع بأكل الأيس كريم في شرفة منزله بعد أن بدأ شعره في النمو في مصير ينافي تماماً ما تنبأ له به الطبيب الألماني الذي تعجب من ; بقائه حياً في تلك الحالة المتدهورة مؤكداً أنه لن يمر عليه سوى ;أسابيع قليلة ثم يُفارق الحياة.
تبدو تفاصيل القاهرة بطل رئيسي من أبطال الفيلم، من حيث التفاصيل الشكلية الخارجية كالطراز المعماري للعمارات والشوارع ومعظم أماكن التصوير التي تخيرها المخرج لتصوير أحداث فيلمه، فنرى ;العمارات ذات المداخل والطرقات الواسعة والتي تحتوي على ;الأسانسير ذو الطراز الحديدي، كما نرى ;أتيليه مدام إيزيس خاصة غرفة البروفات التي تحتوي علي مكان للقياس تعلو أرضية الغرفة بدرجة كنا قد افتقدنا رؤيتها منذ أفلام الأبيض والأسود. كما يرصد البنداري بعض من الملامح الشكلية للشخصية المصرية منها الطارئ ومنها الأصيل، مثل تحية الناس ; وركاب العربيات لدعاء أثناء تواجدها بالتاكسي وبعد ارتدائها لفستان الزفاف الأبيض، فهي مجاملة اعتاد عليها المصريين عند رؤيتهم لموكب عرس دون حتى معرفة مُسبقة بأحد الطرفين كنوع من أنواع مشاركة الفرحة، ثم نرى ;في أحد مشاهد الفيلم تعنيف عاملة الكوافير لشوقي بعد دخوله قسم المحجبات ورده عليها بأنهم لا يضعوا أية لافتة تدل على ;أن هذا هو القسم الخاص بالمحجبات فترد عليه العاملة بأن “البلد كلها محجبة يا حاج ديه بقت بلد وطالعلها حجاب” في إشارة واضحة إلى ;انتشار الحجاب بأشكال كثيرة منها ما لا يمُت بصلة للحجاب كما أن مصر كلها أصبحت أقل انفتاحاً وتقدماً ورقياً بعد وضع ذلك الغطاء وبعد أن تم تحجيب الكثير من العقول وحجبها.
تعامل البنداري مع فيلمه القصير من منطلق سينمائي بصري بحت ليس له علاقة بطول مدة الفيلم ولا نجومه وليس كما يعتقد البعض بأن الفيلم القصير أقل في الأهمية والاهتمام ومراحل العمل من الفيلم الطويل، بل أنه أكد من خلال فيلمه علي صعوبة إنتاج مثل هذا الفيلم القصير والتي ربما تفوق صناعة فيلم طويل، فالفيلم القصير كما يحتاج للتكثيف علي مستوي الوقت فهو أيضاً يحتاج إلي التكثيف علي مستوي الأثر الذي يتركه كل مشهد بمدته الزمنية القصيرة وجمله الحوارية الأقصر وهو ما يجعل مهمة اختيار فريق عمله من أصعب عوامل انجاز الفيلم وهو ما وُفق فيه البنداري بشكل ملحوظ سواء علي مستوي الأداء التمثيلي أو علي مستوي التصوير للمتميز فيكتور كريدي الذي أضفي علي صورة الفيلم ملمساً باهتاً في بداية الفيلم ظل يتدرج حتى وصل إلي مرحلة الدفء مع أخر مشاهد الفيلم والذي كان يبعث كثيراً من الدفْ والأمل في نفس الوقت.
حوض الاستحمام The Bathtub 2015

تدور أحداث الفيلم الألماني حوض الاستحمام للمخرج تيم إلريك حول ثلاثة أشقاء هم جورج والكسندر ونيكولاس يحاولون إسعاد والدتهم المريضة بطريقة غير تقليدية عن طريق إعادة التقاط صورة لهم معاً كانت التقطت لهم وهم أطفال في حوض الاستحمام بنفس أوضاعهم القديمة ومن نفس زاوية الالتقاط. تدور أحداث الفيلم في مكان واحد هو الحمام طوال مدة الفيلم البالغة 13 دقيقة والفيلم عبارة عن مشهد واحد فقط دون تقطيع أو نقلات.
يتميز الفيلم بطزاجة فكرته القائمة على ;تقليد قد انتشر مؤخراً في ;العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وهي إعادة التقاط صورة قد تم التقاطها قديما بنفس الشخصيات والتفاصيل ونفس الأماكن، كما تميزت معالجة تلك الفكرة البسيطة وتدعيمها بعمق إنساني أثرى ;الفكرة والتنفيذ على ;حدٍ سواء.
على ;المستوى ;السردي ومن خلال مشاهدة الأخوة الثلاثة واجتماعهم بعد فترة غياب تبدو كبيرة نلاحظ حالة من الجفاء تسود علاقتهم وطريقة حديثهم إلى ;بعضهم البعض تصل في بعض الأحيان إلى ;الشجار كما لو كانوا لازالوا أطفالاً صغار إلى ;الحد الذي يصل بأحدهم إلى ;رفض الفكرة واستنكارها ومهاجمة الأخوين الأخريين له واتهامه بعدم اكتراثه بوالدته وبالتأثير الايجابي الذي ستتركه هذه الصورة عليها، فمن خلال ذلك الشجار وتلك الحوارات تتضح أمام المشاهد طبيعة كل شخصية ومع تصاعد الحوار تتطور الشخصية بطبيعية شديدة إلى ;أن ينتهي الفيلم بالأخوة الثلاثة قد اقتنعوا واتفقوا ضمنياً على ;انجاز تلك المهمة الثقيلة وبعد أن يحرك ذلك الشجار في أنفسهم مياه ركدت منذ سنوات بعيدة لتتجدد نتيجة حالة شعورية من المد والجذر ولدت في النهاية صورة للثلاثة أخوة لا تشبه القديمة في نفس التفاصيل والأوضاع ولكنها تشبهها في نفس الحالة الإنسانية والضحكات الصافية من القلب للثلاثة أخوة معاً.
جعل إلريك الكاميرا بطلاً رئيسياً داخل الفيلم وعنصراً مؤثراً فلم يفصلها عن الفيلم ولكنه جعلنا نري الفيلم من خلالها فجعلها ثابتة علي حامل لا تتحرك طوال أحداث الفيلم، يذهب إليها كل أخ مرة يقوم بضبطها فتهتز وتتغير ملامح الصورة وحدود تأطيرها حتى تم التقاط الصورة فعلاً في نهاية أحداث الفيلم، في محاولة لخلق حالة من التوحد بين المشاهد والكاميرا والحدث وتقريب المشاهد وجدانياً وشعورياً من تلك الفكرة والقصة الإنسانية البسيطة.
أشياء بسيطة Simple Things 2015

هو فيلم تشيلي للمخرج ألفارو أنجويتا يتناول الحياة اليومية لبينيلوبي الموظفة الحكومية والتي تعيش مع والدتها التي تعاني من مرض الزهايمر، إلى ;أن تجمعها الصدفة برجل مُسن دون مأوى ;يُعاني أيضاً من نفس المرض لتبرق في ذهنها فكرة تعتقد أنها ستُريحها من معاناتها مع والدتها، فأتت بذاك الرجل المُسن وأقنعته وأقنعت والدتها بأنه والدها وبالفعل عاش الرجل معهم في المنزل علي أنه زوج الأم ووالدها وشيئاً فشيئاً بدأ بتحمل بعض أعباء الأم المريضة لتتنفس بينيلوبي الصعداء قليلاً، حتى تظهر عائلة وأبناء لهذا الرجل ثم يعود ويختفي من حياتهم مُجدداً وتعود حياتهم لنفس روتينيتها.
معالجة مثل هذا النوع من الأفكار المُبتكرة تُعد العمود الفقري للفيلم خاصة وان كان فيلماً قصيراً، وقد تميزت معالجة “أشياء بسيطة” بالتلقائية والتركيز علي الفكرة في كافة مراحلها بداية من الحالة الروتينية لبينيلوبي ووالدتها ثم الحالة الكوميدية التي تولدت نتيجة لاقتناع الأم والرجل بأنهم زوجان بالفعل واتفاقهم علي بينيلوبي ثم عودة مرة أخري للحالة الروتينية مع تغليفها بشئ من الحزن بعد ذهاب الغريب من المنزل وخروجه من حياة بينيلوبي ووالدتها. ;
مدام بلاك Madam Black 2015

هو فيلم نيوزيلندي للمخرج ايفان بارج وتدور أحداثه حول مصور محترف يقوم بدهس قطة طفلة صغيرة تظل تسأله عن طفلتها يومياً حتى يخترع لها أكاذيب عن أن القطة قد سافرت تجوب العالم وظل على ;علاقة بالطفلة ثم نشأت بينه وبين والدتها علاقة عاطفية نتيجة اقترابه منهم لتقتنع الطفلة في النهاية بأن قطتها قد تزوجت وبأنها تعيش حياتها في سعادة في عدة أماكن بالعالم.
;فكرة الفيلم بسيطة للغاية ولكن المُبهر في الفيلم هو طريقة تنفيذ الفكرة البسيطة بشكل بصري مُعبر مثل تطويع مهنة بطل العمل وهي التصوير في خدمة فكرة إقناع الطفلة بأن قطتها لا تزال حية فيقوم المُصور بعمل جلسات تصوير للقطة التي يحفظها بثلاجة منزله ويضع لها خلفيات سياحية شهيرة كي تقتنع الطفلة بوجود قطتها، هذا بالإضافة إلي تكثيف مراحل علاقة المصور بالطفلة دون إسهاب لا في المشاهد ولا في الحوار.
أفلام التحريك
مُحاصر Canned 2015

فيلم تحريك للمخرجين (ناثينيل هاتون، آيفان جوي، تانيا زمان)، تدور أحداثه حول شاب في مدينة ري ودي جانيرو بالبرازيل يرسم جرافيتي لفتاة جميلة على ;جدار بالشارع ثم تطارده عربات الشرطة، فتتجسد فتاة الجدار في هيئة امرأة تحاول إنقاذ الشاب الذي بعثها الجمال والحياة وتساعد في إخفائه من عربات الشرطة التي تطارده، ما يميز هذا الفيلم أنه يُمثل قيمة مهمة جداً وهي ما يُمثله الفن بالنسبة للفنان فهو ما يحرره من قيوده ويبُث فيه الحياة وما يُمثله له من عون في أوقات الشدة. يُثبت فيلم مُحاصر عكس الفكرة السائدة في مجتمعاتنا العربية عن أفلام التحريك حيث أننا نعتقد أنها موجهة بالأساس للأطفال وتتناول بالضرورة أفكار ساذجة طفولية يتم تناولها بمعالجة فنية أكثر سذاجة.
السماء تسمعنا كلنا God Must Be Deaf 2015

تدور أحداث الفيلم في مدة لا تزيد عن 8 دقائق ولكنه يتعرض من خلالها لقضية من أهم قضايا مجتمعاتنا المعاصرة، قضية تغلفها الحساسية الشديدة في الحديث عنها أو تناولها من خلال أي عمل فني. الفيلم إنتاج سيريلانكي للمخرج كاوشاليا باتيرانا يعرض من خلاله رؤية موضوعية عن فكرة احتكار طائفة معينة للدين ظناً منها أنها موجودة وحدها وفقط وما يترتب عي ذلك الاعتقاد من مغالاة واضحة في استرعاء انتباه الإله بالصوت العالي والمظاهر الغير مؤثرة في جوهر علاقة العبد بربه تحت مظلة أي من الديانات السماوية وفي أي وقت من الأوقات، وكيف أن تلك المغالاة لا تتسبب إلا في مزيد من التفرقة والبُعد بين البشر وبعضهم وبينهم وبين إلههم. ;
السيد The Master 2015 ;
;فيلم السيد هو نموذج آخر هام جداً على ;إمكانية تناول فكرة من أهم الأفكار التي يتم التعرض لها دائماً بالبحث والتحليل من خلال الكتب والأبحاث العلمية بشكل فني ممتع وجذاب، الفيلم من استونيا للمخرج ريهو أونت ويتعرض من خلاله لفكرة السلطة المُطلقة ومراحلها بداية من إحداثها للفوضى ثم مراحل تمكن المُسيطر علي من يُسيطر عليهم ; وإخضاعهم له في البداية ثم تعايشهم معاً رغبة في حياة آمنة ثم مرحلة الثورة وعدم الخضوع نهاية بالنتيجة الحتمية لسوء استخدام السلطة والقوة الغاشمة، كل هذا من خلال حكاية بسيطة لكلب وقرد يعيشان معاً في نفس المنزل بعد أن غاب عنهما سيدهما لأيام. ;
اميليا ودوارتي Amelia amp; Duarte 2015
هو فيلم من البرتغال للمخرجين أليس جيماريايس ومونيكا سانتوس، ويتناول مراحل تطور العلاقة العاطفية لاميليا ودوارتي كمثال على ;كثير من العلاقات العاطفية، من خلال مزج بعض العناصر الفنية المختلفة وغير التقليدية والتي أضفت علي الفكرة التقليدية تجديداً ملحوظاً، فقد مزج المخرجون ما بين أسلوب التحريك واستخدام الممثلين واستخدام الصور الفوتوغرافية في التعبير عن الحالات المختلفة للثنائي اميليا ودوارتيٍ ليخرج الفيلم عبارة عن تضافر أساليب فنية مختلفة للتعبير عن فكرة إنسانية رقيقة.