رقم قياسي لنسبة التردد على السينما في فرنسا

الفرنسيون يرتادون السينما أكثر من أي وقت مضى

ندى الأزهري- باريس

أعلن المركز الوطني للسينما أن التردد على دور العرض في فرنسا بلغ في العام الفائت رقما قياسيا هو الثاني خلال خمسين عاما.

 ويجري المركز الفرنسي، إضافة لدعمه المالي للإنتاج السينمائي في فرنسا والعالم، إحصاءات شهرية ودراسات عن وضع السينما في فرنسا، وينشر نهاية كل عام إحصاءً يبين نسبة التردد على دور العرض الفرنسية خلال السنة السابقة. وتظهر الأرقام أن عام 2016 حقق رقما قياسيا مع بلوغ عدد التذاكر المباعة نحو 213 مليون تذكرة بزيادة قدرها 3.6 في المائة عن 2015، وتعتبر هذه النتيجة الأفضل لثاني مرة خلال خمسين عاما بعد 2011 التي وصل فيها عدد التذاكر إلى 217 مليون. بهذا يكون عام 2016 الثالث الذي يتجاوز فيه عدد البطاقات المباعة المائتي مليون، وتظل فرنسا متصدرة الدول الأوربية في نسبة تردد مواطنيها على دور العرض السينمائي. وفي تعليق له على الاحصائيات الأخيرة اعتبر رئيس المركز الوطني للسينما هذا الرقم القياسي” تاريخيا ويشهد على حيوية السينما في فرنسا ويبدي من جديد أنها متعة الفرنسيين المفضلة في المجال الثقافي”. 

وتتوزع الحصص في السوق الفرنسية على الفيلم الأميركي والفرنسي والدول الأخرى التي لا يتجاوز معدل تواجدها في دور السينما الـ 13 في المائة. فيما تتقارب حصص الأفلام الأميركية والفرنسية في بعض السنوات ( 2014 حوالي 44 في المائة لكل منهما) أو ترجح بوضوح لصالح الفيلم الأميركي كما حصل العام الماضي حيث تجاوزت ال 52 في المائة  مقابل 35 في المائة للفيلم الفرنسي. أما المعدل العام خلال العشر سنوات الأخيرة  فيتجاوز ال 48 في المائة للفيلم الأميركي و38 للفرنسي، وهو معدل يعتبر ممتازا للسينما الفرنسية لاسيما مقارنة بالفيلم الأوربي عامة.

حصة السوق حسب جنسية الأفلام (٪)

 أفلام الرسوم المتحركة: صعود مدهش

ويعود الفضل في ارتفاع نسبة التردد على السينما في فرنسا العام الفائت إلى أفلام الرسوم المتحركة! حيث تتضمن لائحة العشرة أفلام الأكثر شعبية ستة، منها أربعة أنتجتها ديزني. أولها Zootopia الذي استقطب قرابة الخمسة مليون مشاهد ويعرض لمدينة تسكنها الحيوانات والصراعات التي فيها المشابهة بالطبع لما يحدث في عالمنا! وكانت الثلاثة الأخرى ” فيانا، أسطورة نهاية العالم” و” كتاب الأدغال” و” عالم دوري”. كما تضمنت اللائحة فيلم “العائد” للمخرج اليخاندرو غونزالس ايناريتو مع الممثل ليوناردو دي كابريو، وفيلما فرنسيا وحيدا هو ” تاتش2، الحلم الأميركي” بجزئه الثاني الذي يسرد مغامرات عائلة فرنسية بسيطة تزور الولايات المتحدة الأميركية. لكن أيا من هذه الأفلام العشرة لم يجذب اكثر من خمسة مليون مشاهد وهو ما لم نعهده في السنوات الماضية حيث كان عدد البطاقات المباعة لبعض الأفلام يتجاوز بكثير الخمسة مليون.

ثلاثة من بين ستة أفلام الأكثر شعبية في فرنسا

واعتبر عام 2016 عاما جيدا للسينما الفرنسية مع ارتفاع نسبة التردد عليها بمقدار 3 في المائة مقارنة بعام 2015 وكذلك مع ازدياد أعداد الأفلام التي تجاوز عدد بطاقاتها المباعة المليون والتي بلغت 18 فيلما. وعلى خلاف المعتاد لم تكن أكثر الأفلام الفرنسية التي استقطبت الجمهور الفرنسي فكاهية في معظمها. فصحيح ان تلك تصدرت لائحة الأكثر مشاهدة خلال العام الفائت مع ” تاتش2″ و” كامبينع 3″ و” بخيل” للنجم الكوميدي الفرنسي داني بون، إلا أن وجود أفلام الدراما مثل ” شوكولا” لرشدي زم، وأفلام الكوميديا الاجتماعية” طبيب الريف”، والمغامرات” الأوديسة”،  والتحريك “باليرينا” و” حياتي كحبة كوسا”، والأفلام الوثائقية” الفصول” و”شكرا للمعلم” في نفس اللائحة، يشير إلى تراجع الإقبال على الفيلم الكوميدي الفرنسي الذي لم يعد ضمانا مؤكدا للنجاح واكتساح الشاشات واحتكارها لأسابيع طويلة.

ويذكر أن فرنسا لا تدعم السينما الفرنسية فحسب بل هي تشارك في إنتاج ودعم الأفلام المستقلة من دول أخرى كذلك. وتبدي نظرة على لائحة الفيلم الأجنبي المرشح للأوسكار لهذا العام أن فرنسا شاركت في إنتاج 15 فيلما منها وهي الأفلام التي رشحتها للجائزة كل من النمسا، سويسرا، ايطاليا، البوسنة، رومانيا، كندا، كوبا، تشيلي، المكسيك، سنغافورة، النيبال، إيران ( الزبون لأصغر فرهادي)، ومصر ( اشتباك لمحمد دياب) و الأردن( 3000 ليلة لمي المصري).


إعلان