جوائز “السيزار” فن وعواطف وسياسة وتنديد..
ندى الأزهري- باريس
اجتمع عالم الفن السابع في باريس مساء الجمعة ليقدم جوائزه لأفضل ما أنتجته السينما الفرنسية خلال العام الفائت، وكان فيلم ” إلهيات” للمخرجة الفرنسية من أصل مغربي هدى بن يمينة الرابح الأكبر بفوزه بثلاث جوائز.

وتخصص جوائز “السيزار” التي توزع سنويا في فرنسا لمكافأة الأفلام الفرنسية في مختلف أقسامها، جائزة أيضا للفيلم الأجنبي كما تكرم سنويا مشاهير من عالم السينما، وكانت تسمية المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي كرئيس للحفل هذا العام قد أثارت استهجانا وأشعلت جدالا في فرنسا لاسيما من قبل الجمعيات النسائية بسبب اتهام سابق له بالاغتصاب في الولايات المتحدة، ما جعل المخرج الشهير يتخلى عن هذه المهمة تجنبا لإثارة المزيد من الهجوم عليه وعلى الأكاديمية الفرنسية التي تمنح جوائز السيزار. وهكذا تمّ الحفل بدون رئيس!
أما الجوائز فنذكر الرئيسة منها وهي جوائز الإخراج والتمثيل وأفضل عمل أول. فاز فيلم” ألهيات” Divines لهدى بن يمينا بجائزة أفضل فيلم أول فيما حصدت بطلته عليا عمامرة جائزة أفضل ممثلة واعدة وشريكتها ديبورا لوكمونيا جائزة أفضل ممثلة لدور ثان. وكان الفيلم قد شارك في” أسبوعي المخرجين” في مهرجان كان الأخير وفاز بالكاميرا الذهبية. وهو يسرد يوميات ثلاث شابات من أصول عربية وأفريقية يعشن في الضواحي الفرنسية ويحاولن فرض وجودهن في أحياء يسودها العنف والظلم وسوء الفهم.

أما جائزة أفضل فيلم فمنحت لـ ” هي” Elle للمخرج الهولندي الأميركي بول فيرهوفن، وفازت بطلته إيزابيل هوبير، كما كان متوقعا، بجائزة أفضل ممثلة. والفيلم عن الاغتصاب والعلاقة بين الضحية والجاني. يذكر أن هوبير مرشحة للأوسكار عن نفس الدور بعد أن سبق وفازت بالغولدن غلوب.

ولم يخرج” فقط نهاية العالم” فيلم الكندي كزافييه دولان من قائمة الجوائز الكبرى التي كان مرشحا لها، فنال ثلاث منها هي الإخراج والتمثيل (غاسبار أوليل) والمونتاج. أما فيلم” فرانتز” للفرنسي فرنسوا أوزون الذي وضعته الترشيحات في مكان متقدم على لائحة معظم الجوائز، فلم يفز سوى بجائزة وحيدة وهي التصوير. كما خرجت أفلام مثل “فيكتوريا” و”ما لوت” و”البريئات”، والتي كانت ضمن الترشيحات النهائية، من لائحة الجوائز الممنوحة ولم تنل أي جائزة.
واختير ” أنا دانيال بليك” لكين لوش، كأفضل فيلم أجنبي متفوقا بهذا على ستة أفلام أخرى مرشحة ومن بينها الفيلم الألماني” طوني أردمان” و” بكالوريا” و” فقط نهاية العالم”.
وذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة إلى ” حياتي كحبة كوسا” لكلود برّاس، أما جائزة أفضل وثائقي فنالها فرنسوا رافان عن ” شكرا يا معلم” في سخرية من أصحاب المصانع الفرنسيين الذي يغلقون تلك في فرنسا ويفتحون أخرى بدلا عنها في أوربا الشرقية وآسيا. وكانت لحظة تسلم هذا المخرج لجائزته من اللحظات الاكثر تأثيرا في الحفل بسبب خطبته القصيرة التي ندد بها بانفعال بالغ ما يحصل في فرنسا من إغلاق للمعامل وطرد للعمال وقال “لماذا يتكرر هذا الأمر منذ ثلاثين عاما؟! لماذا يستمر؟ لأن الضحايا هم العمال وهؤلاء لا أحد يكترث لهم “وتابع غاضبا” لو كان الأمر يتعلق بممثلين فرنسيين.. أو بنواب فلن يُسمح بهذا الأمر أبدا”!

كما حضرت السياسة في الحفل من خلال خطبة الممثل الأميركي جورج كلوني الذي كرمته أكاديمة السيزار عن مجمل أعماله، فندد هو الآخر بالرئيس الأميركي دون أن يذكر اسمه وقال متأسفا “بينما نحن هنا، يعيش العالم تغيرات تاريخية لاتسير به نحو الأفضل”، لكن على الرغم من هذا رغب النجم الأميركي وهو يتسلم تمثاله الذهبي بتوجيه رسالة أمل فأكد على أن الحب سينتصر على الكراهية والشجاعة على الخوف والعدالة على الظلم”.
وأثار وجود الممثل الفرنسي جان بول بلموندو (83 عاما) عاصفة من التصفيق وهو يتسلم جائزة تكريمه عن مسيرته المهنية الحافلة.