افتتاح الدورة الـ29 لأيام قرطاج السينمائية.. الثقافة تنتصر
بلال المازني

تعيش تونس هذه الأيام على وقع واحد من أهم المهرجانات العربية والأفريقية التي تحتضنه دوريا. “أيام قرطاج السينمائية” يعود هذه السنة في جو يتضمن الكثير من الخصوصية والتحدي خاصة بعد أيام قليلة من حادثة تفجير إرهابي في قلب العاصمة تونس مما يفسر الحضور الأمني الكبير في سهرة الافتتاح أمس السبت.
وكان المدير العام لأيام قرطاج السينمائية نجيب عياد قد قال إنّ أيام قرطاج السينمائية ستبقى صورة تونس العاكسة للحرية والتسامح، متشبثة بقناعتها، و”لن تنحني أمام حاملي المشاريع الظلامية، وتصدح عاليا وبقوة بأن الثقافة هي السد المنيع والوحيد ضد الجهل وأعداء الحياة”.
ورغم الوضع السياسي والأمني الحساس يمكن القول إن سهرة الافتتاح كانت ناجحة، حيث عجت مدينة الثقافة برموز السينما العربية والأفريقية والعالمية تحت إشراف رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي شدد أن رسالة الدورة الحالية هي أن الثقافة تنتصر.

كما شارك حفل الافتتاح رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من الوزراء والنواب والسفراء.
وعلى السجادة الحمراء لهذه الدورة وجدنا عددا من النجوم العرب على غرار الممثلة المصرية ليلى علوي، والسوري أيمن زيدان، والسوري عابد فهد، والسوري الفلسطيني عبد المنعم العمايري.
كما حضر نجوم تونس وكبار فنانيها في مدينة الثقافة على غرار غالية بن علي وأحمد الحفيان ونجيب بلقاضي ونضال السعدي ورشا بن معاوية.
قدمت حفل الافتتاح الممثلة والكوريغراف (فن تدوين حركات الرقص) “سندس بلحسن” باللغتين العربية والفرنسية. وفي كلمته تحدث مدير عام أيام قرطاج السينمائية نجيب عياد عن خصوصية هذه الدورة التي بلغ عدد الأفلام المشاركة فيها 206 أفلام تم اختيارها من بين 800 فيلم تمثل 47 دولة. وقال “نحن في قلب القرن الـ21، نفخر بخصوصيتنا ولا نطمح للتشبه بأي مهرجان آخر”.

وقُدمت لجان تحكيم مختلف مسابقات المهرجان وعلى رأسها رضا الباهي الذي يرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بمشاركة كل من ليشينو آزيفيد وديبورا يانغ وبيتي إيليرسون ومي مصري وميمونة نداي والممثلة اللبنانية ديامون أبو عبود التي تخلفت عن حضور الافتتاح.
وترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة المخرجة التونسية كوثر بن هنية بمشاركة كل من جيونا نزارو ولازا ورائد عندوني وتيرنو إبراهيما ديا. أما لجنة تحكيم مسابقة الطاهر شريعة للعمل الأول فيرأسها المخرج العراقي هشام زمان ويشارك في عضويتها كل من نادية قاسي وبالافو باكوبا كانيند.

وكان للحاضرين موعد مع عرض للفيلم المغربي “بلا موطن” أو “أباً تريد” للمخرجة نرجس نجار، وهو فيلم روائي طويل من بطولة عدد من الممثلين منهم الغالية بن زاوية وعزيز الفاضلي ونادية نيازي وزكرياء عاطفي وأفيشاي بنعزرا.
ويتناول “بلا موطن” قضية 350 ألف مغربي تم طردهم من الجزائر عام 1975 مما تسبب في مأساة تهجير وتفريق شمل عدد من العائلات التي لا تزال حتى اليوم تطالب بحقوقها، وذلك من خلال قصة ”هنية” الشابّة من دون موطن، تحاول جاهدة البحث عن عائلتها المشتتة على الحدود والممزقة بين وطنين منذ 1975، وفي الأثناء تقع قصّة حبّ تربك قوانين اللعبة وتحدث الفوضى.