أحزاب اليمين والإسلاموفوبيا.. قصة عرب أوروبا في ظل تصاعد موجات الكراهية

بصعود أحزاب أقصى اليمين المتطرفة إلى أماكن صنع القرار في أوروبا، يثار قلق لدى الجاليات العربية هناك، في ظل دعوتها المعلنة إلى مناهضة الفكر الإسلامي.

فهذه الأحزاب ترفض مفهوم الاتحاد الأوروبي بشكله الحالي، وتسعى لإعادة تشكيله على أساس الخصوصية الوطنية وفرض القوة لحماية السيادة والحدود أمام الهجرة.

تناولت حلقة يوم الاثنين 5 أغسطس/آب 2019 من برنامج “للقصة بقية” قضية عرب أوروبا في ظل تصاعد موجات الكراهية ضد العرب والمسلمين، حيث أصبحت كراهية المهاجرين والأجانب برنامجا انتخابيا للأحزاب كما جرى في النمسا.

فقد ارتفعت جرائم الكراهية في النمسا بشكل غير مسبوق عام 2018، وشملت اعتداءات لفظية وجسدية على العرب والمسلمين بواقع 540 اعتداء، بزيادة نسبتها 74% عن عام 2017، وذلك حسب مؤسسة نمساوية للتوثيق.

وأشار مستشار الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية طرفة بغجاتي إلى أن حجم الجالية السورية في النمسا تنامى بشكل كبير بعد عام 2015 لأكثر من 20 ضعفا عن عام 2011.

وأكد بغجاتي أن هذه الزيادة تضع عبئا أمام قدرة هذا الكم الكبير من المهاجرين الجدد على الاندماج، في الوقت الذي يتنامى فيه اليمين المتطرف والعداء على الإسلام، معرّفا الاندماج بأنه المشاركة الثقافية والسياسية والاجتماعية في دولة المهجر.

واعتبر أن الفكر العنصري المتطرف لم يعد يقتصر فقط على تصرفات فردية، بل تحول إلى منهج سياسي متمثل في أحزاب يمينية متطرفة صاعدة في الائتلاف الحكومي.

ارتفعت معدلات جرائم العنف والعنصرية في النمسا بمقدار 74% في عام 2018
ارتفعت معدلات جرائم العنف والعنصرية في النمسا بمقدار 74% في عام 2018

تطرف مقابل اندماج

أما عضو البرلمان ومجلس مدينة فيينا عمر الراوي فاعتبر أن الخطر الذي يحدق بالجاليات العربية لا يكمن في الاندماج مع المجتمع الأوروبي، بل في قدرة تلك الجالية على مواجهة الكراهية والتطرف الذي تنادي به الأحزاب اليمينية والعديد من المتطرفين داخل المجتمع الأوروبي.

وتحدث الرواي عن أحقية الجالية العربية الحاصلة على جنسية أوروبية في المشاركة بأي انتخابات تجرى في تلك البلاد، إلا أنه أشار إلى غياب الوعي السياسي لدى الناخب العربي عند مشاركته في الحلبة السياسية.

وعزا بغجاتي قلة الوعي السياسي إلى الثقافة العربية القادم منها، التي لا تحض أبناءها على المشاركة في الانتخابات وتقلل من قيمة أصواتهم في الحياة السياسية بشكل عام.

وبحسبه، فإنه يتوجب على العرب الحرص على تعلم لغة دولة المهجر التي يقيمون فيها، وملاحقة عجلة التطور الأوروبي بالعلم والتثقيف.