مهرجان إدفا السينمائي الـ34.. رحلة إلى ماضي الحروب والأزمات العربية

محمد موسى

من الجحيم الذي عاشه سكان مخيم اليرموك أثناء حصار الجيش السوري له بين عامي 2013-2015، إلى شهادات لجنود إسرائيليين عن الفظاعات التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين منذ عام 1967 وحتى اليوم، مرورا بالثورة الليبية ومآلاتها وكيف باعدت بين أخت وشقيقتها؛ تنوعت الأفلام التسجيلية العربية التي عُرضت في الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان إدفا للسينما التسجيلية، والتي عُقدت بين 17-28 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام.

وإذا كان من الممكن الحديث عن ميزة خاصة تميز الإنتاج التسجيلي الذي يتناول قضايا من المنطقة العربية، فيمكن القول إن التذكر وإعادة التقييم هي ما يميز أفلام هذا العام، إذ يتناول كثير منها آثار الأحداث والتحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة على حياة الأفراد والمجتمعات.

كما تحضر قناة الجزيرة الوثائقية بقوة في دورة هذا العام، إذ عُرضت في مسابقات المهرجان وبرامجه خمسة أفلام شاركت الجزيرة الوثائقية في إنتاجها، من بينها فيلم “فلسطين الصغرى.. يوميات الحصار” للمخرج السوري الفلسطيني عبد الله الخطيب، ويستعيد بتفصيلية مرعبة يوميات الحصار الذي عاشه سكان مخيم اليرموك على أطراف دمشق من قبل الجيش السوري.

“أربع رحلات”.. عودة إلى جريمة الإنجاب في الصين

اللافت أن ما يميز دورة هذا العام من مهرجان إدفا السينمائي هو موجة الاستعادة لأحداث كبيرة، التي تبدأ بها هذه الأفلام، قبل أن تُقرّب عدساتها على أفراد بعينهم، لتبحث في آثار هذه الأحداث عليهم، فالعودة إلى الماضي ومحاسبته ومعاينة خسائره وآثاره هي قضية واضحة في فيلم الافتتاح لهذا العام، وقد حُجز فيلم الافتتاح في السنوات الأخيرة لأفلام تتناول قضايا آنية مُلحة وخاصة من الشرق الأوسط.

 

يعود فيلم افتتاح مهرجان أدفا “أربع رحلات” (Four Journeys) للمخرج الصيني الهولندي “لويس هوتهوتهوت” إلى الصين في ثمانينيات القرن الماضي، ويستعيد السنوات الصعبة لعائلة صينية قررت أن تُخالف السياسة الحكومية وقتها بالسماح بإنجاب طفل واحد لكل عائلة.

وستواجه عائلة الفيلم عواقب كبيرة ليس فقط في العقوبة المباشرة لمخالفتها سياسة الطفل الواحد، بل ستمتد هذه التأثيرات لسنوات طويلة، وستُخيّم على حياة الطفل الذي وُلد، وأصبح رجلا اليوم.

“السيد لاندسبيرجيس”.. ثورة الأغاني تصنع أفضل فيلم وثائقي

كما حصد فيلم ضخم آخر على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وهو “السيد لاندسبيرجيس” (Mr. Landsbergis) للمخرج الكرواتي والمؤرخ “سيرجي لوزنيتسا”، ويستعيد الثورة الليتوانية بين عامي 1989-1991، التي قطعت علاقة البلد بالاتحاد السوفيتي.

على طوال 240 دقيقة يسترجع الفيلم محطات مهمة من تلك الثورة الشعبية السلمية التي عُرفت بثورة الأغاني، لكثرة ما غني فيها من أغان حماسية لربط الناس بالهدف الكبير، وهو الحُرية والاستقلال لبلدهم.

فيلم “السيد لاندسبيرجيس” الذي يستعيد الثورة الليتوانية بين عامي 1989-1991، التي قطعت علاقة البلد بالاتحاد السوفيتي

 

وفاز المخرج اللبناني كريم قاسم بجائزة “إن فيجن” (Envision) عن فيلمه “أخطبوط”، ويتناول الفيلم الذي شاركت الجزيرة الوثائقية في إنتاجه ما حصل بعد انفجار الميناء المدمر في عام 2020، وأشادت لجنة التحكيم باللغة السينمائية الساحرة في الفيلم، حيث عرف المخرج -حسب اللجنة- بحسن التعامل الصوري مع كارثة بحجم ما حصل في بلده.

أفلام التراجيديا.. أنين العائلة والحرب العالمية

من الأفلام المهمة التي عُرضت هذا العام فيلم “أدر جسدك للشمس” (Turn Your Body to the Sun) للمخرجة الهولندية “أليونا فان دير هورست”، وتُسجل رحلة الروسية “سينا” لاكتشاف تاريخ والدها الذي خدم في الجيش الروسي، وأُسر من قبل الجيش الألماني، وعانى كثيرا من حكومة “ستالين” عندما رجع إلى بلده، إذ صُنّف من المغضوب عليهم، وأثر ذلك على حياته كلها.

ويُقارب الفيلم التسجيلي الإيطالي “ماركس يمكن أن يتنظر” (Marx Can Wait) للمخرج الروائي الإيطالي “ماركو بيلوتشيو” تراجيديا عائلية، إذ يعرض الجرح الذي خلّفه انتحار شقيقه التوأم عام 1968، وهي حادثة ما زالت حاضرة بشدة في حياة المخرج، وأثرت على رؤيته في الأفلام الروائية التي أخرجها.

 

ويستند الفيلم التسجيلي “ثلاث دقائق.. إطالة” (Three Minutes – A Lengthening)، وهو باكورة المؤرخة والصحفية الهولندية “بيانكا ستيغر”؛ على فيلم مجهول مدته ثلاث دقائق لصور بولنديين يهود قبل بداية الحرب العالمية الثانية، وقبل أن تبدأ عمليات تصفيتهم فيما يُعرف بعد ذلك بالهولوكوست التي ستقضي على أكثر اليهود في بولندا.

تتناول المخرجة بتجريبية وشاعرية هذه الدقائق الثلاث، وتقاربها من عدة زوايا، وتحاول أن تصل الى مصائر الذين كانوا في الفيلم العائلي.

“الذاكرة لنا”.. أحلام عربية مزقتها الثورة السورية

بعدما واكب أفلام الربيع العربي لما يُقارب عقد من الزمان، تحل منذ عامين أفلام تسجيلية تتناول ما يُعرف بواقع بعد الثورات العربية، ويطبعه تكسّر الأحلام على صخور الواقع القاسية.

يُعرض في هذا السياق فيلم “الذاكرة لنا” (Our Memory Belongs to Us) للمخرج رامي فرح، ويستعيد الثورة السورية التي يزيد عمرها عن العشر سنوات، ويسترجع معهم أيام انطلاقها وعنفها ومصائر المشتركين فيها.

 

بجوار شاشة كبيرة يقف شباب سوريون من منفاهم الأوروبي ليعلقوا على أفلام من الثورة السورية التي تعرضها هذه الشاشة، ويستعيدوا ذواتهم وأحلامهم بوطن مختلف، قبل أن يشتت العنف والحرب السورية الدامية تلك الأحلام، وتقذف بأصحابها إلى منافٍ بعيدة.

“كما أريد”.. أجواء الثورة المصرية بعيون جيرانها

في أجواء الثورات غير المكتملة تستعيد المخرجة الفلسطينية الأصل سماهر القاضي الثورة المصرية عام 2011 بفيلمها “كما أُريد” (As I Want)، واضعة بذلك الثورة المصرية على ميزان وضع المرأة في الشارع والتحرشات التي تتعرض لها، كما تستعيد المخرجة تجاربها الذاتية كامرأة ونظرتها للثورة وقتها، لتكتشف بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة أن أحلام التغيير ما زالت بعيدة المنال.

ستكون الثورة المصرية حاضرة في فيلم المخرج السوري نضال الدبس الذي سجّل في فيلمه “حكايات بيتية” قصصا من الثورة، وتشبه ثورة بلده الأصلي الذي تركه مع عائلته بعد اقتراب العنف منهم.

 

مستعينا بكاميراته الصغيرة، يسجل المخرج تفاصيل حميمية من الحياة في بلد يشتعل، فالمخرج المهموم بالسينما يجد في قضية فتح صالة سينمائية مغلقة في الحي القاهري الذي يعيش فيه قضية يضع فيها جهده، فالدفاع عن السينما والفنون يندرج ضمن الأفعال الثورية التي خرج هو من أجلها.

“بعد ثورة”.. ظلال الثورة الليبية في عائلة مُنقسمة

عن الثورة الليبية التي أطاحت بالزعيم معمر القذافي يُعرض هذا العام فيلم “بعد ثورة” (After A Revolution) للمخرج الإيطالي “جيوفاني بوكومينو”، ويتميز بموضوعه وفتحه نافذة عن المجتمع الليبي الذي ما زال غير معروف إلى حدود كبيرة خارج ليبيا.

يُسجل الفيلم الذي صُوّر على مدار ست سنوات الانقسام الذي تركته الثورة الليبية داخل عائلة عادية، إذ وجدت نفسها تواجه معضلة الاختيار بين الحاكم الذي تعرفه، والمستقبل الغامض بدون هذا الحاكم، وقد اختار ابن العائلة الوقوف إلى جانب الزعيم الليبي الراحل، بينما اختارت الأخت الثورة ضده.

 

يتابع الفيلم آثار التحولات والمنعطفات التي أخذتها ليبيا بعد الثورة الليبية، ويركز على العلاقة بين الأخوين التي تشكل عماد هذا الفيلم، فالأخت التي اتجهت للسياسة مشغولة بأخيها الذي يعاني من الخيبة والصدمات التي تركها انهيار الوضع العام الذي يعرفه في زمن القذافي.

انفجار مرفأ بيروت.. ثلاثة أفلام ترصد أوجاع لبنان

يحضر لبنان وقضاياه وانغلاق أفقه بقوة في دورة هذا العام من مهرجان أدفا السينمائي، حيث بدا أن انفجار الميناء المُدوّي في العام الماضي دفع البلد إلى قرارة مظلمة ما زال البلد يتخبط بها. يحضر الانفجار في فيلم المخرجة اللبنانية الفلسطينية المعروفة مي المصري “بيروت: عين العاصفة”، ويسجل جهودا نسوية لتوثيق الوضع اللبناني المُلبد بالصواعق.

يوثق الفيلم أحداثا مفصلية في العامين الأخيرين في لبنان، مثل الاحتجاجات الكبيرة التي انطلقت بوجه الفساد والسلطات بأنواعها، إلى الانفجار الهائل الذي هزّ لبنان العام الماضي.

ويركز فيلم المخرج اللبناني كريم قاسم “أخطبوط” على انفجار الميناء، وينقل بمشاهد عدة الدمار الذي خلّفه على المدينة وأرواح ناسها، ويعرض شوارع وأحياء فارغة، ويأسا تركه الانفجار على شعب متعب أصلا.

لقطة من فيلم “على ثلاثة ملصقات” لمناضلي الحزب الشيوعي اللبناني ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان

 

كما يعود المخرج اللبناني ربيع مروة في فيلمه القصير “على ثلاثة ملصقات” إلى نضال الحزب الشيوعي اللبناني ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إذ يعثر المخرج على رسائل فيديو سجّلها ثلاثة شيوعيين لبنانين قبل أن ينفذوا عملياتهم الانتحارية في الجيش الإسرائيلي، وعلى هذه الشهادات سيقوم هذا الفيلم التسجيلي التجريبي.

“أول 54 عاما”.. عين السينما تفضح الكيان الصهيوني من الداخل

يعرض في برنامج “أفضل ما في المهرجانات” الفيلم التسجيلي “أول 54 عاما – دليل مختصر للاحتلال العسكري” (The First 54 Years – An Abbreviated Manual for Military Occupation) للمخرج الإسرائيلي “آفي مغربي”، ويجمع فيه شهادات لعشرات من الجنود الإسرائيليين السابقين الذي قرروا أن يكسروا الصمت ويتحدثوا عما شهدوا عليه من انتهاكات وفظائع بحق فلسطينيين، أثناء خدمتهم في الجيش الإسرائيلي.

بدون موسيقى، وشهادات تتميز ببنائها الصوري الثابت، حيث كان الجنود يتحدثون مباشرة إلى الكاميرا؛ نقل جنود إسرائيليون عددا من التجارب المجهولة لدى كثيرين عن ما فعله الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، حيث يعود بعض هذه الشهادات إلى أكثر من 54 عاما (ينطلق الفيلم من عام 1967 كبداية للاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطينية)، بينما عمر أحداثها كان سنوات قليلة فقط.

 

يفصل الفيلم ما بين شهادات الجنود، ومشاهد أرشيفية بعضها نادر، من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويظهر بعضها عنفا وحشيا حقا بحق مدنيين فلسطينيين، بينما تفصل شهادات الجنود السابقين هذا العنف وكيف وقع، وضحاياه من المدنيين الفلسطينيين.

“انتهت الحفلة”.. صراع لقمة العيش في الاقتصاد الجديد

يجمع المهرجان الذي يعد الأكبر في العالم بعدد الأفلام التسجيلية المعروضة فيه (حوالي 250 فيلما هذا العام) اتجاهات تسجيلية وأسلوبية متنوعة، ويفتح قلبه للوسائط الرقمية والأصوات الجديدة، سواء على صعيد الأفلام التي يعرضها أو المسابقات والبرامج التي خصصها لمواكبة المستقبل.

كما يستشرف المهرجان القضايا التي تشغل العالم، ويحاول الحصول عليها لضمها لبرامج عروضه المتعددة، فمن ذلك الأفلام التي تهتم بالاقتصاد القائم على إيجاد عمل عبر الإنترنت، حيث يكون تقييم الناس لك مهما جدا للبقاء والاستمرار، وهنا كان فيلم “انتهت الحفلة” (The Gig Is Up) للمخرجة “شانون والش”.

يرافق الفيلم شخصيات من ثلاث دول (الولايات المتحدة والصين وفرنسا) يعملون في الاقتصاد الجديد، ويبين من خلالهم استغلال الشركات العالمية لملايين البشر حول العالم، حيث لا ضمانات تقدمها للعاملين فيها، وعليهم أن يبذلوا كل جهدهم من أجل مردود لا يتناسب مع تعبهم.

 

من شخصيات الفيلم امرأة فرنسية من أصول عربية تقوم بتوصيل طلبات الأكل إلى المنازل، وتشرح هذه المرأة التي تربي أولادها بمفردها بعد وفاة الزوج الأخطار اليومية التي تواجهها في باريس أثناء قيادة عجلتها الهوائية، وكيف أن زميلا لها من أصول عربية أيضا قتل بعدما صدمته سيارة مسرعة أثناء عمله.

ومن الولايات المتحدة، يرافق الفيلم مهاجرا يمنيا شابا يعمل في شركة أوبر للأجرة، وقد تبخرت أحلامه في الولايات المتحدة بالعثور على وظيفة تناسب تعليمه، حيث يقود هذا الشاب اليوم الاحتجاجات المتواصلة ضد الشركة لدفعها لتوفير ظروف عمل إنسانية للعاملين فيها.

“بقرة”.. وحشية فصل البقرة البريطانية عن صغارها

يعرض في المهرجان فيلم “بقرة” (Cow) للمخرجة البريطانية الشهيرة “أندريا أرنولد”، التي عرفت بأفلامها الروائية المتمردة على القوالب الجاهزة.

في فيلمها الوثائقي تسجل المخرجة سنوات من حياة بقرة بريطانية، وتنقل مشاهد مؤلمة وعاطفية عن ولادة هذه البقرة لعجولها، وكيف أخذ صغارها منها.

يوجه الفيلم بدون شعارات الهجوم على جشع شركات رعاية الحيوانات، والظروف القاسية التي تعيش فيها الحيوانات، والقطيعة التي صارت تفصل بيننا كمستهلكين وبين المنتجات الحيوانية التي نستهلكها.

 

وفي نفس السياق يتناول فيلم “ترويض الحديقة” (Taming the Garden) للمخرج الجورجي “سالومي جاسجي”، بهجاء كبير السياسات الحكومية الجورجية التي تخص المناخ والطبيعة، ويتناول الفيلم على الخصوص فعلة رئيس الوزراء الذي اشترى شجرة قديمة واقتلعها من المكان الذي كانت فيه، ليعود ويزرعها في جزيرة خاصة له.

وللمخرج البنغالي المعروف قمر أحمد سيمون عُرض فيلمه الجديد “بعد يوم” (Day After)، ويتغنى فيه بجغرافية بلده بنغلادش، ويُصوّر رحلة طويلة على قارب عبر أحد الأنهار هناك، ماراً على الحياة التي نشأت على ضفاف النهر وتنوعها.

“الأطفال السيئون”.. صراع فتاة تركية بين رغبتين

ومن تركيا عُرض فيلم “الأطفال السيئون” (Les enfants terribles) للمخرج التركي أحمد نجدت جوبور (شاركت الجزيرة الوثائقية بإنتاج الفيلم)، وسيكون مفاجئة بسبب صدق تصويره وحميميته.

يسجل المخرج الأزمة التي تواجها شقيقته، فقد كانت تريد أن تواصل تعليمها بعد أن تخرجت من الدراسة الثانوية، لكن تلك الرغبة ستصطدم مع خطط والدي الفتاة اللذين كانا يدفعاها للعمل في المعمل القريب، لفقر العائلة.

 

يضع المخرج كاميراته على أزمات متنوعة، كالفقر وحق المرأة في أخذ القرارات الحاسمة بحياتها.

عودة رياح الجائحة إلى هولندا.. المهرجان المحظوظ

كان الحظ هذا العام حليف مهرجان إدفا، إذ استثنت قرارات الحكومة الهولندية التي صدرت قبل أيام من افتتاحه (السابع عشر من شهر نوفمبر) الصالات السينمائية من قوانين الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا التي عادت بقوة إلى هولندا.

كما أن القرارات الحازمة الجديدة التي صدرت قبل أيام قد بدأت بعد يوم من اختتام المهرجان (الثامن والعشرين من نوفمبر)، حيث تلزم القوانين الجديدة الصالات السينمائية والمسارح بالإغلاق بعد الخامسة عصرا، أي أن هذا كان سيؤثر على كافة العروض المسائية التي تشكل أغلبية العروض.

ورغم أن المهرجان عاد إلى الصالات السينمائية هذا العام، على عكس عام 2020 التي كانت دورتها عبر الإنترنت، فإن شبح الجائحة خيّم على المهرجان، ففرض على الصالات السينمائية الحفاظ على نوع ما من التباعد الاجتماعي الذي أوصت به الحكومة، وقد قاد هذا إلى تحديد عدد البطاقات المُباعة إلى نسبة 80% من استيعاب الصالات، كما فرض المهرجان ارتداء الكمامات على كل الفعاليات واللقاءات داخله.

وقد دفعت القرارات الحكومية الهولندية بإغلاق كافة المقاهي والمطاعم في الساعة الثامنة مساء طوال فترة المهرجان، إلا أن هذا ساهم في الحد الكبير من اللقاءات الهامشية والنشاط اللافت الذي كان يميز مهرجان إدفا، والذي يشارك فيه عدد كبير من صُنّاع ومنتجي السينما التسجيلية حول العالم.