أيام الجزيرة الوثائقية تختتم فعاليتها بتقديم جوائز للمشاريع الفائزة

خاص-الوثائقية 

في حفل ختام مبهج على مسرح كاميرني في العاصمة البوسنية سراييفو، اختتمت فعاليات أيام الجزيرة الوثائقية أمس الاثنين 12 سبتمبر/أيلول بتوزيع الجوائز على الفائزين من المشاريع المشاركة، والتي بلغت 32 مشروعا من المنطقة العربية وجنوب شرق أوروبا والقوقاز. وقد تجاوزت قيمة الجوائز المقدمة 73 ألف دولار أمريكي.

“سينما تحت الحصار”.. لماذا الحرب وقت المهرجان؟

حصد المشروع البوسني “سينما تحت الحصار” من إخراج سردان ساريناك؛ الجائزة الكبرى بقيمة 25 ألف دولار، والمقدمة من قناة الجزيرة الوثائقية كجائزة إنتاج مشترك لأفضل مشروع قيد التطوير. ويحكي الفيلم القصة الفريدة لتأسيس مهرجان سراييفو السينمائي إبان الحرب المشتعلة في البلقان، وخلال الحصار العنيف الذي ضربه الصرب حول مدينة سراييفو عام 1995.

في أحد مشاهد الفيلم، يفتتح مؤسس المهرجان “هاريس باشوفيتشّ” حديثه بأنه كثيرا ما تلقى سؤالا رئيسيا من الصحفيين: لماذا تقيم مهرجانا وقت الحرب؟ واعتاد أن يرد: ولماذا الحرب وقت المهرجان؟

المخرج البوسني سردان ساريناك أثناء استلام جائزة الجزيرة الوثائقية عن مشروعه “سينما تحت الحصار”

 

حصد مشروع “سينما تحت الحصار” جائزتين أخريين من جوائز المنصة؛ الأولى جائزة سوق ميا دوك الإيطالي التي تمنح المخرج فرصة تقديم مشروعه ضمن فعاليات السوق المقامة خلال أكتوبر المقبل في مدينة روما، والثانية جائزة أرشيفية بقيمة 3 آلاف دولار أمريكي مقدمة من مؤسسة بروغرس الأرشيفية في ألمانيا.

“رسائل أخيرة من جدتي”.. اكتشاف عالم عجوز غامضة

أما جائزة الإنتاج المشترك لمشاريع التطوير المقدمة من قناة الجزيرة بلقان بقيمة 8000 دولار، فقد كانت من نصيب مشروع “رسائل أخيرة من جدتي”، للمخرجة المولدوفية أولغا لوكوفنيكوفا.

تحكي أولغا في فيلمها عن جدتها الروسية التي انتحرت عام 1989 تاركة وراءها مجموعة من الرسائل التي كتبتها بخط يدها لتحكي فيها ذكرياتها خلال سنوات الاتحاد السوفياتي.

وتنطلق المخرجة لاستكشاف حياة جدتها، لتكتشف عالما من الخوف لم تعشه في روسيا السوفياتية، التي تطل برأسها من جديد على مشهد الأحداث.

واختارت الجزيرة الوثائقية جائزتها للإنتاج المشترك لمشاريع قيد الإنجاز بقيمة 15 ألف دولار لمشروع “في النافذة صباح الجمعة” للمخرجة الإيرانية عطية زاري، ويحكي عن الطفلة ميلينا (9 سنوات) التي تعيش مع جدها بعد طلاق والديها، مسجلة ذكرياتها اليومية الحزينة عن الوالدين اللذين أخذتهما الحياة بعيدا عنها.

لقطة من فيلم “في النافذة صباح الجمعة”

 

أما الجزيرة بلقان، فمنحت في الفئة نفسها مشروع فيلم “أرض سار” للمخرجة بيرتا سيليشكار جائزة الإنتاج المشترك بقيمة 7000 دولار. ويتتبع الفيلم يوميات الفتيين الراعيين “ذكير” و”ظريف” في سفوح جبال سار المقدونية، حيث يعيشان حياة هادئة بصحبة أغنامهما وكلابهما وعائلتيهما من الرعاة. لكن ببلوغ ظريف الـ17 من عمره يفاجئ عائلته بأنه لم يعد يرغب في البقاء في حضن سار لبقية حياته.

لقطة من فيلم “أرض سار”

 

“هجر الكنيسة”.. ثورة كاهنة على الأعراف والدين

وفي الفئة الأخيرة من فئات المشاريع المشاركة “نجوم البلقان” منحت الجزيرة الوثائقية جائزة إنتاج مشترك بقيمة 10 آلاف دولار لمشروع “امرأة الرب” للمخرجة السلوفينية ماغا بريتنر. ويتتبع الفيلم رحلة الكاهنة البروتستانتية جانا خلال رحلتها التدريجية الطويلة في هجر كنيستها رغم ما يجلبه قرارها عليها من تحديات عائلية ومجتمعية.

وفي الفئة ذاتها، قدمت الجزيرة بلقان جائزة الإنتاج المشترك بقيمة 5000 دولار أمريكي لمشروع “دوري هفار” للمخرجة الكرواتية أمينة كوجونديتش. وتدور أحداث القصة في أرخبيل هفار الساحر، لكنها لا تقدم جانبا سياحيا منه، بل تلج إلى ولع سكان تلك الجزر بكرة القدم، وإقامتهم للدوري السنوي الكبير الذي يضم عشرة فرق كروية، رغم أن سكان الأرخبيل لا يتجاوز عددهم عشرة آلاف نسمة.

وقدمت شركة بي إتش تيليكوم البوسنية جائزة مالية بقيمة 2500 دولار لمشروع “اغتيال حاقية تورجاليتش” للمخرج البوسني ميرزا باشيك، وهو الفيلم الذي يعيد فتح الملف الغامض عن اغتيال رجل الأعمال البوسني البارز حاقية تورجاليتش عام 1993، والذي عمل أيضا وسيطا دبلوماسيا بين الأطراف المختلفة إبان الحرب البوسنية.

أما آخر الجوائز المالية بقيمة 1000 دولار فقدمها تلفزيون كارنت تايم الأمريكي والناطق بالروسية، وكانت من نصيب مشروع ” أباستوماني” للكرواتية مريم شاكيا والكرواتي نيك فويغت. ويحكي الفيلم عن مشفى معزول في قلب جبال جورجيا وغاباتها، إذ لا يزال الأطباء السوفيات القدامى يعالجون المرضى المعزولين فيه. لكن المكان الذي طواه النسيان يتحول إلى مطمع لثري محلي، يحلم بهدمه لبناء حلمه فوق أنقاضه. وقد حصد المشروع كذلك جائزة منصة إيست دوك في براغ.

لقطة من فيلم أباستوماني

 

وإلى جانب الجوائز المالية، قُدمت جوائز إنتاجية من جهات دولية مشاركة بهدف دعم تلك المشروعات خلال رحلة إنتاجها. وقد كانت جائزة مهرجان صاني سايد من نصيب مشروع “نساء حياتي” للمخرجة العراقية زهراء الغندور. وتتابع مخرجته خطوات النساء اللواتي تحلقن حولها طوال حياتها ومثلن لها محضنا يخفف من ثقل الحياة في بغداد.

أما جائزة القسم الوثائقي بمهرجان “كان” فقد كانت من نصيب مشروعين عربيين هما “هدوء نسبي” للبنانية لانا ضاهر ويحكي قصة بيروت خلال عقود ستة بأرشيف سينمائي متنوع، ومشروع “يلا نلعب عسكر” لليمنية مريم الذبحاني، ويحكي قصة ناصر الجندي ذي الـ16 عاما، حيث يترك الصفوف الأمامية للحرب الدائرة هناك ليرعى أهله ويجنب إخوته مصير التجنيد فيها. وتوفر تلك الجائزة للمشروعين الفائزين الفرصة لحضور سوق مهرجان كان مجانا، إضافة للقاءات مباشرة بصناع القرار الدوليين الحاضرين فيه.

وأخيرا، منح مهرجان بيلدوكس جائزته لمشروع “دوري هفار”، وهي الجائزة التي تمنح المشروع الفرصة للمشاركة وعرض المشروع خلال الدورة القادمة من المهرجان في 2023.

القائمة الكاملة للفائزين

جوائز قناة الجزيرة الوثائقية للإنتاج المشترك

25000 دولار لمشروع قيد التطوير: “سينما تحت الحصار” – سردان ساريناك /البوسنة.

15000 دولار لمشروع قيد الإنجاز: “في النافذة صباح الجمعة” – عطية زاري/إيران.

10000 دولار لمشروع من نجوم البلقان: “امرأة الرب” – ماغا بريتنر/سلوفينيا.

جوائز قناة الجزيرة بلقان للإنتاج المشترك

8000 دولار لمشروع قيد التطوير: “رسائل أخيرة من جدتي” – أولغا لوكوفنيكوفا/مولدوفا.

7000 دولار لمشروع قيد الإنجاز: “أرض سار” للمخرجة بيرتا سيليشكار/مقدونيا الشمالية.

5000 دولار لمشروع من نجوم البلقان: “دوري هفار” – أمينة كوجونديتش/كرواتيا.

جوائز مالية

2500 دولار (شركة بي إتش تيليكوم): “اغتيال حاقية تورجاليتش” – ميرزا باشيك/البوسنة.

1000 دولار (كارنت تايم تي في): “أباستوماني” – مريم شاكيا، نيك فويغت/جورجيا.

جوائز مشاركة في المهرجانات

جائزة مهرجان صاني سايد: “نساء حياتي” – زهراء الغندور/العراق.

جائزة القسم الوثائقي بسوق مهرجان كان: “هدوء نسبي” – لانا ضاهر/لبنان، “يلا نلعب عسكرة”  مريم الذبحاني/اليمن.

جائزة منصة إيست دوك: “آباستوماني” – مريم شاكيا، نيك فويغت/جورجيا.

جائزة مهرجان بيلدوكس: “دوري هفار” – أمينة كوجونديتش/كرواتيا.