مهرجان الجونة السينمائي في دورته الـ8.. أفلام جيدة والغلبة وثائقية

على امتداد 8 أيام كاملة، عاشت مدينة الجونة المصرية فعاليات مهرجانها السينمائي السنوي في دورته الثامنة، التي انعقدت ما بين 16-24 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
وقد استطاع هذا المهرجان الفتي خلال سنوات قليلة، أن يرسخ لنفسه مكانة مميزة على خريطة المهرجانات السينمائية في مصر والعالم العربي، فأصبح حدثا سنويا ينتظره هواة السينما وصناعها بشغف.

يأتي ذلك بفضل تنوع برامجه وغنى محتواه، فيعرض أفلاما عربية ودولية جديدة، حصد كثير منها جوائز مرموقة، فشكل منصة فريدة لتلاقي التجارب والرؤى السينمائية تحت سماء واحدة، في وقت يشهد فيه العالم العربي شُحا في التوزيع السينمائي، وتعثرا في عرض الأفلام المستقلة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4مهرجان برلين السينمائي الـ75.. تغييرات غير جذرية في فعالية عريقة
- list 2 of 4مهرجان كان 2025.. تتويج فلسطيني وتألق عربي وإيراني في قلب السينما العالمية
- list 3 of 4مهرجان وارسو السينمائي الـ41.. حضور عربي استثنائي وختام فلسطيني
- list 4 of 4مهرجان فيينا السينمائي الـ63.. فعاليات متنوعة وحضور عربي باهت
ومن هنا غدت الجونة فضاء رحبا للسينما، تعرض فيه الحكايات وتتنافس فيه الرؤى، في توازن جميل بين بريق الحدث الثقافي وجوهر الإبداع الفني.
لجان التحكيم، أسماء منوعة أمام خيارات صعبة
ضمت لجان تحكيم المهرجان نخبة من الأسماء السينمائية العالمية البارزة، عكست تنوعا واضحا من حيث الامتداد الجغرافي، فقد مثّل أعضاؤها القارات الخمس، وجسدوا مهنا سينمائية شتى، مما أضفى على عملية التحكيم قدرا من المهنية والموضوعية.
وعليه كان يُتوقع أن تُقيم الأفلام المنافسة من زوايا واهتمامات متعددة، تجمع بين الخبرة الفنية والنظرة الثقافية.
توزعت الأسماء على 5 لجان، أولها لجنة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي ترأستها الممثلة المصرية ليلى علوي، وهي من أبرز الممثلات المصريات، ولها مسار فني حافل، يضم أكثر من 70 فيلما، و18 مسلسلا تلفزيونيا، و9 مسرحيات. وكانت قد تعاونت خلال مسيرتها مع كبار المخرجين، فمنهم:
- شريف عرفة في “يا مهلبية يا” (1991).
- رأفت الميهي في “قليل من الحب كثير من العنف” (1995).
- يوسف شاهين في “المصير” (1997).

وضمت اللجنة أيضا الناقد السينمائي والمبرمج الفني الإيطالي “جيونا نازارو”، والمخرج والمنتج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والممثلة الهندية “كاني كوسروتي”، والممثل الأرجنتيني “ناهويل بيريز بيسكايارت”، الفائز بالجائزة الكبرى في “مهرجان كان السينمائي” عام 2017.
أما لجنة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فترأسها المخرج الفرنسي “نيكولا فيليبير”، المعروف بأسلوبه الشعري والإنساني في السينما الوثائقية، إذ يمزج بين الحس التأملي والدعابة الرقيقة في اكتشاف جوهر الإنسان. ومن أفلامه الوثائقية البارزة:
- “مدينة اللوفر” (La ville Louvre) عام 1990.
- “بلاد الصم” (Le pays des sourds) عام 1992.
- “بيت الإذاعة” (La Maison de la radio) عام 2013.
وشاركت في عضوية اللجنة المخرجة المغربية أسماء المدير، والناقدة الأرمنية “سونا كارابوغوسيان”، ومحمد سعيد أوما من جزر القمر، والمخرجة المصرية هالة جلال.
أما لجنة مسابقة الأفلام القصيرة، فقد ترأسها المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، وضمت المخرج الإيطالي “أندريا غاتوبولوس”، والمبرمجة الفرنسية “جولييت كانو”، والمؤلفة الموسيقية الأردنية سعاد بشناق، ومدير التصوير المصري مصطفى الكاشف.

تألفت لجنة تحكيم جائزة النجمة الخضراء من المنتجة اللبنانية جانا وهبة، والممثلة المصرية مي الغيطي، و”نيكلاس إنغستروم” المدير الفني لمهرجان كوبنهاغن للأفلام الوثائقية.
أما لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد “فيبريسي”، فضمت الناقدة السينمائية المصرية أمنية عادل، والمنسقة الألمانية “باميلا كوهين”، والناقد الهندي “راماشاندران بيشارات”.
وتكونت لجنة تحكيم شبكة ترويج سينما آسيا والمحيط الهادئ “نتباك” من الكاتبة الأسترالية “آن ديمي-جيرو”، والمدير الفني الفرنسي “جان-مارك ثيروان”، والمخرجة المصرية هالة خليل.
أفلام للأحزان وأخرى للمآسي والعلاقات الباردة
شهدت دورة المهرجان الثامنة عرض أكثر من 70 فيلما في المسابقات الرسمية وخارجها. ففي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، تنوعت المواضيع، لكنها تمحورت حول العلاقات الأسرية والاجتماعية، وانعكاسها على الأفراد في عالم بارد يتداعى إنسانيا.
وضمت في طياتها الأفلام التالية:
- “من أجل آدم” (L’intérêt d’Adam)، للمخرجة “لورا وانديل” من بلجيكا وفرنسا.
- “أب، أم، أخت، أخ” (Father Mothe Sister Brother)، للمخرج “جيم جارموش” من الولايات المتحدة.
- “لو المحظوظ” (Lucky Lu) للمخرج “تشوي لويد لي” من كندا والولايات المتحدة.
- “أسنان لبنية” (Dinti de lapte) للمخرج “ميهاي مينكان” من رومانيا وفرنسا والدنمارك واليونان وبلغاريا.
- فيلم “كولونيا”، للمخرج المصري محمد صيام، وهو إنتاج مصري مشترك مع النرويج والسويد والسعودية وقطر وفرنسا.

ومن الأفلام المشاركة أيضا:
- “نينو” (Nino)، للمخرجة “بولين لوكيه” من فرنسا.
- “بريق الجبال البعيدة” (A Pale View of Hills)، للمخرج “كي إيشيكاوا” من اليابان والمملكة المتحدة وبولندا.
- “شاعر” (Un Poeta) للمخرج “سيمون ميسا سوتو” من كولومبيا وألمانيا والسويد.
- “الحج” (Romería) للمخرجة “كارلا سيمون” من إسبانيا وألمانيا.
- “المستعمرة” للمخرج محمد رشاد، وهو إنتاج مصري مشترك مع فرنسا وألمانيا وقطر والسعودية.
- “المحاصر” (Baksho Bondi) للمخرجين “تانوشري داس” و”سومياناندا ساهاي” من الهند وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا.
- “مدعيان عامان” (Two Prosecutors) للمخرج “سيرجي لوزنيتسا” من فرنسا وألمانيا وهولندا ولاتفيا ورومانيا وليتوانيا.
- “وين ياخدنا الريح” للمخرجة آمال القلاتي، وهو إنتاج تونسي فرنسي قطري مشترك.
أفلام وثائقية جريئة ومنوعة ومغامرة
حمل كثير من الأفلام الوثائقية المشاركة هذه السنة هموما إنسانية، وركزت على علاقة الذات بالمحيط، سواء القريب أو البعيد. وجاءت معظمها ذا طابع شخصي ومساري، يعتمد على الأرشيف والذاكرة، لتسائل الوجود والهوية.
ضمت القائمة الأفلام التالية:
- الفيلم المصري الدنماركي السعودي “50 متر” للمخرجة يمنى خطاب.
- الفيلم الأمريكي الفرنسي الصيني “دائما” (Always) للمخرج “ديمينغ تشين”.
- الفيلم الإيطالي “تحت الغيوم” (Sotto le nuvole) للمخرج “جيانفرانكو روسي”.
- الفيلم التشيكي السلوفاكي “من الأفضل أن تُجن في البرية” (Better Go Mad in the Wild) للمخرج “ميرو ريمو”.
- الفيلم الكيني الأمريكي “كيف تبني مكتبة” للمخرجين “مايا ليكو” و”كريستوفر كينغ”.
- الفيلم الهولندي البلجيكي “كابُل، بين الصلوات” (Kabul Between Prayers) للمخرج “أبوزار أميني”.
- الفيلم الفرنسي المصري “الحياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح.
- الفيلم الأمريكي الفرنسي “أورويل: 2+2=5” (Orwell: 2+2=5) للمخرج “راؤول بيك”.

ومن الأفلام المشاركة أيضا:
- الفيلم الفرنسي “ضع روحك على يدك وسِر” للمخرجة “زبيده فارسي”.
- الفيلم اللبناني “حكايات الأرض الجريحة” للمخرج عباس فاضل.
- الفيلم البلجيكي الفرنسي القطري “المراقبين” للمخرجة كريمة سعيدي.
أفلام قصيرة تبحث عن التجديد وكسر النمط
حملت الأفلام القصيرة كعادتها روحا مستقلة، تسعى إلى التجريب وكسر الأنماط، وغالبا ما تشكل بدايات لمخرجين جدد.
ضمت هذه السنة 17 فيلما من مختلف البلدان، منها:
- “أغمضي عينيك يا هند”، للمخرج السوري أمير ظاظا من هولندا.
- “البيت الصغير” (Casa Chica) للمخرج “لاو تشارلز” من المكسيك.
- “بيت لعروسة” للمخرجة التونسية ميساء لهذب من ألمانيا وتونس والمملكة المتحدة.
- “خائنة الأعين” للمخرجين سعد دنيو وعبد الرحمن دنيو من مصر وألمانيا وفرنسا.
- “الخروج من قاعدة علي وماهر” للمخرج أثنوب يوسف من مصر.
- “ديب يتذكر” (A Bear Remembers) للمخرجين “ليندن فيني” و”هانا بالومبو” من المملكة المتحدة.
- “سِ الديب ورحلة البحث عن التاج المفقود” للمخرج سامح علاء من فرنسا ومصر.

- “كمين” للمخرجة ياسمينا كراحة من الأردن وكندا.
- “المواطن السجين” للمخرج حسام إسلامي من إيران.
لقاء مع “كيت بلانشيت” وتكريم منى شلبي بجائزة الإنجاز الإبداعي
أقام المهرجان عدة فعاليات جانبية، أبرزها لقاء مع النجمة العالمية “كيت بلانشيت”، كما احتفى بالمخرج الكبير يوسف شاهين بمعرض خاص، وكرم الممثلة المصرية يسرا بمعرض يروي مسيرتها.
أما جائزة الإنجاز الإبداعي، فذهبت للممثلة المصرية منى شلبي، تقديرا لمسيرتها الفنية الغنية وأدوارها المتنوعة، التي أسهمت في تجديد صورة المرأة في السينما العربية.
كما فتح المهرجان -في عامه الثالث على التوالي- “نافذة على فلسطين”، عُرضت فيها أفلام مهمة، أبرزها:
- الفيلم القصير “ألوان تحت السماء” للمخرجة ريمة محمود.
- “أحلام فرح وزهرة” للمخرج مصطفى النبيه.
- “غزة إلى الأوسكار” للمخرج علاء دامو.
إضافة إلى عروض وفعاليات أخرى، سلطت الضوء على القضية الفلسطينية.
قوائم الجوائز الممنوحة في كل المسابقات الرئيسية والثانوية
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي، وقد نالها الفيلم الكولومبي “شاعر” للمخرج “سيمون ميسا سوتو”.
- نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي، وقد نالها الفيلم الكندي “لو المحظوظ” للمخرج “تشوي لويد لي”.
- نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي، وقد نالها الفيلم المصري “المستعمرة” للمخرج محمد رشاد.
- نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، وقد نالها الفيلم التونسي “وين ياخذنا الريح” لأمل الفلاقي.
- نجمة الجونة لأفضل ممثل، وقد نالها الممثل المصري أحمد مالك، عن دوره في فيلم “كولونيا”، للمخرج محمد صيام.

- نجمة الجونة لأفضل ممثلة، وقد نالتها الفرنسية “ليا دروكير” عن دورها في فيلم “من أجل آدم”، للمخرجة “لورا واندل”.
كما قررت لجنة تحكيم المسابقة منح تنويه خاص لفيلم “الحج” من إخراج “كايال سيمون”.
مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي، وقد نالها الفيلم الصيني “دائما” للمخرج “ديمينج تشين”.
- نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي، وقد نالها الفيلم المصري “الحياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح.
- نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي، وقد نالها الفيلم “أورويل: 2+2=5” للمخرج “راؤول بيك”.
- نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي، وقد نالها الفيلم المصري “الحياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح.
مسابقة الأفلام القصيرة
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير، وقد نالها الفيلم الفلبيني “أغابيتو” (Agapito)، للمخرجين “كايال دانيل روميرو”، و”أرفين بيالرمينو”.
- نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير، وقد نالها الفيلم البلجيكي “لوينز” (Loynes)، وهو من إخراج “دوريان جيسبرز”.
- نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير، وقد نالها الفيلم الفرنسي “فتاة الماء” (Water Girl)، من إخراج “ساندرا ديمازيير”.
- نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير، وقد نالها الفيلم اللبناني “الشيطان والدراجة”، من إخراج شارون حكيم.
سينما من أجل الإنسانية
مُنحت جائزة الجمهور السنوية لفيلم “ضع روحك على يدك وامشِ”، من إخراج الإيرانية “زبيده فارسي”، ويحكي قصة الشابة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي تعيش في غزة، وقد اغتالها الاحتلال الإسرائيلي مع عائلتها متعمدا، حتى يحجب صوتها عن العالم.
كما فاز بالجائزة أيضا الفيلم المصري “هابي بيرث داي”، من إخراج سارة جوهر.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الجائزة مخصصة لتكريم الأفلام، التي تجسد موضوعات إنسانية.
النجمة الخضراء
ذهبت جائزة النجمة الخضراء إلى فيلم “البذور” (Seeds) للمخرج “بريتاني شاير”، وقد خصصت هذه الجائزة للأفلام الملهمة في جميع الأقسام التي تشارك المعرفة، أو تزيد الوعي بشأن القضايا المتعلقة بالبيئة أو الحياة البرية، فضلا عن استدامتها وأهميتها.
جائزة “نتباك” (شبكة ترويج سينما آسيا والمحيط الهادئ)
كانت هذه الجائزة من نصيب الفيلم الهندي “المحاصر” للمخرجين “تانوشوري داس” و”ساومياناندا ساهي”.
جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما “الفيبرسي”
فاز بهذه الجائزة الفيلم الوثائقي “دائما” للمخرج الصيني “ديمينج تشين”.
