الدراما المصرية.. قراءة موسعة في محصول الموسم الرمضاني 2025

منذ سنوات طويلة والمسلسل الرمضاني يحتل النسبة الكبرى من الاهتمام، فمثلما ننتظر حلول الشهر الكريم بأجوائه الروحانية الصافية، فكذلك يترقب محبو الدراما في الوطن العربي ما تجود به المحصلة الإبداعية، التي تتباين اتجاهاتها وأنماطها الفنية من عام لآخر، وذلك تبعا لعوامل عدة، لا تقف عند حدود الوفرة الإنتاجية فحسب، بل تسهم السياقات المحيطة أيضا في بث تأثيراتها.

ففي ظلال الأوضاع المشتعلة بالصراعات السياسية والعسكرية، فإن الرغبة في تقديم عمل فني يعبر عن فكرة ما أو همّ مؤرق، تصبح مغامرة في حد ذاتها، تنطوي على فعل مقاومة، بقدر ما تبطنه من رغبة أصيلة في ممارسة الحق التقليدي في الحياة، التي لا بد من استكمال مساراتها.

الملصق الدعائي لمسلسل النص

وبالنظر إلى حجم الإنتاج الدرامي المصري، المعروض خلال شهر رمضان، نجد أن ما قُدم هذا العام يقترب من 36 عملا دراميا، بلا اختلاف ملحوظ في الكم العددي عن العام الماضي، لكن كفة التباين هنا تميل لصالح الهوية الفكرية والشكل العام، الذي يتغير دوريا بحكم توالى السنوات ومرورها، وهي تحمل بداخلها تجديدا فكريا كان أو فنيا.

لا شك أننا أمام وجبة درامية دسمة، ممتلئة حتى الحافة بأصناف متنوعة من الأطروحات، منها ما هو شهي وجديد، وما هو مكرر ماسخ، يبتعد عن طرق المثير من الأفكار.

وهنا ينبغي وضع تلك الأعمال على الميزان الفني، لا بغرض تقييم التجربة فحسب، بل لبيان ما احترم منها عقل متفرجه، وأعمل سيف الاشتباك مع تفاعلات الأوضاع المعاشة، بكل ملابساتها الجدلية، وبكل ما تحتويه من قضايا وهموم تستحق الوقوف عندها، وأيها أصابه وهن الكسل والاستسهال في التعاطي مع الواقع الراهن.

في هذه الإطلالة، نسعى معا إلى تفكيك ملامح هذا الموسم، بحثا عن قراءة متوازنة، تكشف عن من حالفه الحظ بخيارات الربح والقبول، ومن لم يسعفه حصان الخيال الجامح في مواصلة مضمار السباق.

وهل نجح أحد حقا؟

لاعبون جدد في ميدان الدراما

لإجابة أسئلة الدراما، لا بد من إطالة النظر على الساحة الإنتاجية المصرية، فقد كانت في السنوات السابقة تحتكرها جهة واحدة دون غيرها، تستحوذ على قماشات الأفكار، وتوزع ما تيسر منها على كتاب الأعمال الفنية وصناعها.

أما الوضع الآن، فقد تغير بعض الشيء، فاتسعت الرقعة بعد دخول المنصات الإلكترونية عالم الإنتاج الفني، فأحدث تطورا ملحوظا لا تخطئه العين، رافقه تصاعد قوة هذه المؤسسات، وقد أسهم وجودها في مواصلة الآلة الإنتاجية واستمرارها بتقديم الأعمال الدرامية على مدار العام، بعد أن كان محصورا على النطاق الرمضاني الضيق نسبيا، فقد زادت هذه الوفرة مساحات العرض والطلب، وكذلك كتلة إنتاج هذه المسلسلات التلفزيونية، مقارنة بالإنتاج السينمائي، المتأثر عكسيا من هذا الفيض.

الملصق الدعائي لمسلسل إخواتي

وبناء على ما سبق، فقد فُتحت الأبواب المغلقة أمام الجهات والكيانات الخاصة، للإسهام في العملية الإنتاجية، وفي محاولة للاندماج تحت مظلة الكيان الأوحد، والاستئثار بنصيب من كعكة السوق، التي تحكمها شراسة الصراعات التنافسية.

قد تبدو هذه المقدمة لا طائل من ورائها، لكنها تصلح مدخلا ومفتتحا لقراءة المشهد الدرامي الرمضاني هذا العام، وقد جاء متنوعا من الناحية الشكلية، فالمعتاد أن تتنافس المسلسلات الطويلة الممتدة ذات الثلاثين حلقة، لكن تلاحظ هذا العام الغلبة العددية لمسلسلات الـ15 حلقة، في عودة للنمط القديم.

يسمح ذلك -وهذا هو الأهم- بمشاركة شتى الجهات الخاصة والعامة في تقديم محتواها الإنتاجي، وجذب وجوه جديدة خلف الكاميرا أو أمامها، مما يخلق حالة من الرواج الإبداعي، العائد مردوده في المقام الأول على المتفرج، وهو أول مستفيد من تلك الحالة الدورانية لرأس المال الفني.

هذا من الناحية الشكلية، أما على مستوى الطرح الفكري، فقد تنوعت الاتجاهات وسبل التناول والمعالجات، بدءا من الدراما الأسرية والواقعية، مرورا بأنماط الإثارة والجريمة، وصولا إلى الدراما التاريخية. لكن ما يثير الدهشة هو ازدياد دراما السلاسل المتعددة، ويبلغ عددها هذا العام نحو 6 مسلسلات، تباين محتواها ما بين التراجيدي والكوميدي.

وكما ذكرنا سابقا، فإن معيار الحكم يقع شقه الأكبر على عاتق التجديد في الطرح الفكري والتناول الدرامي، فهل ثمة ابتكار حقيقي؟ أم أن تلك الأفكار ما هي إلا إعادة تدوير للمستهلك المحفوف بتراب التكرار؟

أغلال وقيود

تحظى الدراما الرومانسية القائمة على نسيج العلاقات المتشابكة بين الرجل والمرأة، بقدر لا بأس به من التقدير والمتابعة، لكنها ما تزال شحيحة الحضور، بالمقارنة مع الأنواع الأخرى.

في هذا الموسم نجد 3 أعمال تقع تحت طائلة هذا النمط النادر، عملان تدور أحداثهما وفق الإطار المطول ذي الـ30 فصلا، وهما: “وتقابل حبيب”، وقد كتبه عمرو محمود يس، وأخرجه محمد حمدي الخبيري، وأما الثاني فهو مسلسل “في لحظة”، وقد كتبه هشام هلال، وأخرجه أحمد خالد.

وعلى الناحية المقابلة، يقع مسلسل “قلبي ومفتاحه”، الذي أخرجه تامر محسن، كما اشترك في كتابته مع الكاتبة مها الوزير، ويتكئ هيكله العام على 15 حلقة، ويبدو مهموما بتناول قضية المحلل الشرعي، ومدى فاعلية الظاهرة وجديتها.

الملصق الدعائي لمسلسل قلبي ومفتاحه

تدور الأحداث حول محمد عزت (الممثل آسر ياسين) الذي يتزوج ميار (الممثلة مي عز الدين) محللا شرعيا، حتى تتسنى لها فرصة العودة إلى زوجها رجل الأعمال، بعدما طلقها 3 مرات.

فالموضوع شائك ونادر التناول، وكانت السينما قد تداولته في فيلم “زوج تحت الطلب” (1985)، الذي أخرجه عادل صادق، هذا ما ترغب الدراما في التعبير عنه على المستوى الظاهري الواضح.

وثمة فكرة أخرى عن علاقات الحب غير المكتملة، المحاطة بأشواك الحصار المجتمعي، يغزل السيناريو خيوطها على مهل، فقد نُسجت الأحداث استنادا على العلاقات الثنائية، فبتدافعها واحتكاكها تتدفق الأحداث ويتورط معها المتلقي تدريجيا، وبذلك تنطوي كل علاقة على قدر ميسور من التعقيدات، منها الصراع الطبقي الاجتماعي، وغيره من العوائق الأخرى، التي تصبغ الإطار العام بالتوتر، وتضفي جاذبية على الغلاف السردي.

ولتقديم صياغة تعبيرية تتوافق مع هذا الطرح، جاءت اللغة الفنية معتنى بمفرداتها بدرجة كبيرة، وتظهر موهبة إخراجية لا يستهان بقدرتها الإبداعية، طوعت شائكية الفكرة في حكاية عذبة لا تخلو أجواؤها من شاعرية مفتقدة، ستظل لمساتها ماثلة وحاضرة، ومن يلامس أوتار الداخل، يناله نصيب من تلك الحرارة الدافئة.

عوالم الإثارة والجريمة المشوقة

دوما ما تحل مسلسلات الإثارة والجريمة، ضيفا مرغوب الجانب على مائدة الدراما الرمضانية، فالأحداث المتسارعة الإيقاع والممهورة بتوقيع عوالم لا ندري عنها شيئا، توقع المتلقي بسهولة ويسر بين فكاك شباكها، لكن تلك القدرة الخلاقة على صيد اهتمام المتفرج، نادرا ما يرافقها محتوى فكري ناضج، يكشف ما خفي من ثنايا المجتمع، أو تلقي سهام الضوء على المثير من القضايا المتداولة.

ومن هذه النقطة يأتينا مسلسل “الشرنقة”، الذي يتخذ عوالم التجارة الممنوعة وغسل الأموال متكأ فكريا يستند عليه البناء الدرامي، ويدور إطاره حول حازم (الممثل أحمد داود)، وهو يعمل في أحد مكاتب التدقيق المحاسبي، لكنه يلجأ إلى ممارسة الأعمال المشبوهة التي تتعلق بالتهرب الضريبي، وإخفاء مصادر الأموال، سعيا إلى مواكبة تطلعاته الشخصية، وتحسين دخله المتواضع.

المسلسل الدعائي لمسلسل الشرنقة

والحقيقة أن المسلسل بأجوائه الغرائبية، يزيح اللثام عما خفي من عالم رجال الأعمال، والمصارف الخفية للأموال المهربة، والناتجة عن التجارات المحرمة. ويُدخل السيناريو المتفرج في خضم تلك التجربة، كاشفا كمّا لا بأس به من التفاصيل الثرية، ولا يتوقف الأمر عند هذه النقطة، لكن السرد يطرح من بين طياته تساؤلات عدة، عن التحقق الذاتي والطمع، والرغبة في الصعود المتسارع نحو الأعلى.

تدور الأحداث بين رحى عالمين متضادين، فالبداية مع المحاسب حازم وحياته التقليدية، المشفوعة بطموحه الشخصي في تحقيق أعلى معدلات الثراء، أما العالم المقابل فيقوم على حياة تاجر المخدرات إيساف، ذي السلطة والنفوذ غير المتناهي.

فكل شخصية تطفو في أحلام الأخرى، مما يوحي بتماهي الخط الفاصل بين الحقيقة والحلم، فتصبح الحكاية بصورتها الإجمالية أقرب إلى الدوامة، وذلك تطبيق عملي لمقولة الطبيب النفسي “سيغموند فرويد”: الأحلام عادم يخرج فضلات الروح ورغباتها المكبوتة، لا أكثر.

وكل شخصية ترى في أحلامها عالما مغايرا عن مألوفها، لكنه مرغوب ومطلوب الوصول إليه، فتنعكس حياة حازم على إيساف، والعكس صحيح، فهما وجهان لعملة واحدة، مما يخلق معه صراعا داخليا مطمورا، قوامه البحث عن الذات التائهة، يغلف العمل بجاذبية مضاعفة، تخرجه من محدودية نمط التشويق والإثارة، إلى فضاء التأملات العفوية في متاهات النفس البشرية، المدنسة بشوائب الحيرة والاضطراب وأشياء أخرى.

قضايا المجتمع المؤرقة

تُرى ما هو المعيار الحقيقي المحدد لجودة عمل فني عن غيره؟

بكل تأكيد تحتفظ العناصر الفنية والقدرة على التعبير، بنصيب لا بأس به من الرصيد العام، لكن القدرة على استعراض القضايا المحيطة والاشتباك مع معطياتها، يمثل الحصة الكبرى من أساس التقييم، ويلاحظ هذا العام تنوع الأعمال الدرامية، المهمومة بتقديم شرائح متنوعة من السياقات الفكرية، وهي تشير بصورة أو بأخرى إلى ما يدور في باطن المجتمع من تفاعلات.

وفي هذا الإطار يأتي مسلسل “ولاد الشمس”، الذي كتبه مهاب طارق، وأخرجه شادي عبد السلام، ويقتحم عالم دور رعاية الأيتام، الأقرب في هيئتها إلى السجن، مما يطرح تأملات عدة نحو ثنائية الحرية والعبودية، ويزيح السرد الستار عن معاناة هؤلاء الأطفال، وتطلعاتهم نحو ممارسة الحد الأدنى من حقوقهم.

الملصق الدعائي لمسلسل ولاد الشمس

فقد نسج السيناريو أحداثه ملونة بالغموض، ومرصعة بالتفاصيل الثرية الكاشفة عن العالم الخلفي لشوارع القاهرة، والملوثة بتجارة المخدرات، وغيرها من الأعمال المشبوهة، ولا يدري عن أجوائها شيئا.

أما ديناميكية الصراع بين الرجل والمرأة التي لا تتوقف عن الدوران، فيصيغها بحرفية المخرج محمد شاكر خضير في مسلسل “إخواتي”، ويشكل الصراع بين طرفي الحياة نقطة جوهرية للسيناريو، الذي تقوم أحداثه على أربع شقائق، لكل منهن حياتها المستقرة، لكن الانقلاب الدرامي يحدث بعد أن تتفاجأ إحداهن بتحقق أحلامها في الواقع المعاش، مثلما يقول المخرج الإيطالي “فيديريكو فيليني”: أحلامنا هي حياتنا الحقيقية.

فالقماشة السردية تتكون من 4 أضلاع متساوية المقاسات، لكل منها خط درامي قائم بذاته، لكنه يتقاطع أثناء اندفاعه مع الخطوط المقابلة، وهكذا في سردية محكمة البناء بدرجة كبيرة، لا تخلو من الغرائبية التي تطعّم الإطار العام بمزيج من الفكاهة والترقب في نفس الآن.

لكن ما يثقل العمل الدرامي ليس قدرته على إعادة تدوير قضية مستهلكة -كعلاقة الرجل والمرأة- بابتكار يحسد عليه، بل النفاذ إلى عمق الداخل الذاتي، والكشف عن أنماط متباينة من الفئات البشرية، التي تستحق الوقوف عندها، ولو بالتأمل المختلس، فالواقع أن هذه الشخصيات ما هي إلا نماذج جلية لطبقات مستترة، تمثل في صعودها أو هبوطها قراءة دلالية لمنحنيات المجتمع، المعبأ حتى الحافة بأدخنة الهموم.

قصص تحمل حداثة وتجديدا

وسائل التواصل الحديثة وما لها من توابع وتطبيقات، تسهم في بسط نفوذ السيطرة الافتراضية على المقدرات الإنسانية، كلها تأويلات لفكرة واحدة، ألا وهي التأثيرات المحتملة لتصاعد موجات التطور التقني، التي تسعى الدراما الرمضانية هذا العام لاقتحام غشاء عالمها المتين، من خلال عملين.

أما أولهما فهو مسلسل “منتهي الصلاحية”، الذي كتبه محمد هشام عبية، وأخرجه تامر نادي، وهو يصطحب المتفرج أول مرة في صراعات القمار الإلكتروني، فيكشف عن مجتمع موازٍ، يمارس حياته بأريحية مطلقة في ستار من التواري الخفي.

الملصق الدعائي لمسلسل منتهي الصلاحية

أما المواجهة الأخرى مع هذا العالم المستتر، فنصطدم بها في مسلسل “أثينا”، الذي كتبه محمد ناير، وأخرجه يحيى إسماعيل، وهو تعاونهما الثاني بعد مسلسل “ريفو” (2022)، فإذا كان العمل السابق يستند على نوبات الحنين إلى الماضي، فالبنية السردية هنا تقوم على النقيض، فتتكئ على مفردات العصر الحديث، باقتحام عوالم الشبكة المظلمة (Dark Web)، مما يبعث معه تساؤلات مبطنة عن خطر التقنية الحداثية، وما فيها من أدوات تلصصية على حياة البشر، مما يجعل الحياة الآمنة تقتضي الابتعاد القسري عن تلك اللوازم الكمالية.

ولتوليف طرح فكري يختلف عن السائد، يغلف السيناريو هيكله العام بالإثارة والغموض، ليتواءم تلقائيا مع الحكاية موضوع التناول، ويحسب لصناع المسلسل تناولهم واستعراضهم لسياقات الإنترنت المظلم، التي لا يزيل ضبابية أجوائها سوى محاولة كسر الحصار المفروض إجبارا على نطاقها السري، وقد صنف المسلسل من أفضل الإنتاجات الدرامية خلال هذا الموسم.

غياب التاريخ والريف وتصاعد البلطجة

اقتُبس مسلسل “النص” من مذكرات المعلم عبد العزيز النص، أشهر نشال في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه يقع في إطار الكوميديا، مع محاولة صناعه الالتزام بالتصميم الفني لأجواء الماضي، بتفاصيلها وسماتها المميزة كافة، لكنه لا يمكن تصنيف توجهه أو نمطه الفني عملا تاريخيا رصين المحتوى.

وبنظرة بانورامية على الأعمال المعروضة خلال هذا الموسم، يمكن قراءة ملاحظات أولية، أولها وأهمها غياب الدراما التاريخية قسرا هذا العام، فبعد أن كان المتفرج قديما ينتظر بشغف مشاهدة تلك الأعمال، لا سيما بعد إثبات المهارة الإنتاجية في صياغتها، فإن البساط يبدو أنه اتجه في السنوات الماضية إلى النفاد من تحت أقدام صانعيها، إما لمخاوف إنتاجية، أو لكسل إبداعي.

الملصق الدعائي لمسلسل أثينا

نقطة أخرى يجب ذكرها، ألا وهي تقليص مسلسلات الريف أو الصعيد، في مقابل تزايد الأعمال الكوميدية التي بلغت نحو 8 مسلسلات، وأما الدراما الشعبية الحديثة المكتظة بظواهر العنف والبلطجة، فقد أخذت حصة لا بأس بها من كعكة الموسم.

كما تصاعد عدد مسلسلات السلاسل المتعددة، كالجزء الثاني من مسلسل “جودر”، الذي يستلهم أحداثه من سرديات ألف ليلة وليلة، ويطرح معه تساؤلا جوهريا عن مستوى هذه الأعمال الفني، وهل ثمة تجديد وإضافة حقيقية من ورائها؟ أم أنها لا تعدو أكثر من كونها إعادة استثمار غير موفق للنجاح؟

وهنا نصل إلى السؤال المنطلق منه هذا النقاش، ألا وهو هل نجح هذا الموسم حقا؟

الملصق الدعائي لمسلسل جودر

الحقيقة أن معيار النجاح ذاته يختلف، وفقا لتباين زاوية الرؤية، فإذا نظرنا إلى مدى تطور المستوى الفني، فالجودة تغلف نسبة كبيرة من هذه الأعمال، أما على مستوى الطرح الفكري، فالاشتباك مع أعمدة الواقع وقضاياه حاضر بالفعل، إلا أن منسوبه ما يزال منسوبه منخفضا، وفي حاجة لإضافة بعض مكسبات الشجاعة اللازمة للمواجهة.

فالقاعدة الرئيسية للدراما، تقع بين حدود الفكرة وكيفية صياغتها، أو بمعنى أكثر دقة، ما الذي ترغب في قوله؟ وكيف تقوله وتعبر عنه؟

وما أكثر القول المكرر.


إعلان