المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. تكريم للسينما الوثائقية الإنسانية واحتفاء بالمرأة

المصطفى الصوفي

تعيش طنجة المغربية على إيقاع المهرجان الوطني للفيلم المغربي في دورته الـ20

للمغرب أعراسه الباذخة في البوادي والأرياف كما في الحواضر وموسم الصيف، حيث تُجمع المحاصيل في التلال والروابي وهو الوقت المناسب لتلك الاحتفالات، فتقام كرنفالات الفروسية التقليدية ومواسم الفنون الشعبية على أبواب الأضرحة وأولياء الله الصالحين والمزارات التي يأتيها الناس من كل صوب وحدب على صهوات الأحصنة والبغال والحمير.

هذا جزء من فيلم كلاسيكي ونوستاليجيا (الحنين إلى الماضي) سينمائية لها الكثير من الحنين لقوافل سينمائية، أو السينما البديلة التي كان يتابع مشاهدها الجمهور البسيط فيُصاب بالدهشة، ويتعجب لتلك الكائنات التي تتحرك وراء الستار كأنها سحر.

السينما المغربية -التي تكرّم إنتاجاتها كل سنة في بعدها الاجتماعي والتاريخي في عرس اجتماعي بامتياز، حيث تظل قريبة إلى أبعد الحدود من أفراح الناس وأتراحها- تطورت مع الزمن وتفاعلت مع محيطها الإقليمي والدولي، وبالتالي فإن أي سينما لا تعبر عن المجتمع لدى الكثير من النقاد تظل سينما ناقصة، بينما يغني الحداثيون خارج السرب حينما يعشقون السينما الأكثر تحررا، والتي تفتح أزرار رؤاها للريح الآتية من الجهة الأمامية كاشفة عمّا تختزنه العيون من هواجس وآمال وأحلام وذكريات.

 

مسعود وسعيدة وسعدان.. كوميديا سوداء

الفيلم المغربي المطروح الآن في صالات العرض عنوانه “مسعود وسعيدة وسعدان” لمخرجه إبراهيم الشكيري؛ يفتح شهية المتلقي للاستمتاع بكوميديا سوداء. هذه الفرجة التي تستعين بقرد يقفز فوق الأكتاف ليبعثر جدائل تلك الجميلة، بينما سعدان يُهدّئ من روعها ويدعوها إلى عدم الخوف من هذا الحيوان الظريف.. تُرى ما الذي ينتظرك من سينما تستعين بقرد بحثا عن النجومية؟ هكذا يعلق أحد السينمائيين الظرفاء.

إنها قصة طريفة لقرد توظف السينما المغربية خوارقه بحثا عن دفء في القاعات السينمائية التي بدأ يهجرها المشاهدون تباعا كأسراب من الزرازير (طيور مغردة) بحثا عن ثمار زيتون، أو فضاءات في الأعالي أكثر هدوءا بعيدا عن لغط المدينة، حيث أشباه السينمائيين يجلسون في المقاهي يدخنون ويثرثرون ويحلمون بالشهرة والمال والنجومية هنا وهناك، انطلاقا من المهرجان الوطني للفيلم الذي يعد عرسا سينمائيا وطنيا بامتياز تُعرض فيه كل أشكال الإنتاجات برداءتها وغثها وسمينها.

طنجة.. محطة اكتشاف السينما المغربية

تشكل طنجة (شمالي المغرب وتبعد عن إسبانيا نحو 12 كيلومترا) فضاءً سينمائيا حالما إلى أبعد الحدود، فالمخرج الذي اختار تلك العمارة الشاهقة المطلة على برزخ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي لتصوير جزء من فيلمه، يطل على ضفاف الجزيرة الخضراء، ومنها يبحث عن النجومية في الضفة الأخرى.

طنجة ذات الأعراس الشمالية بعاداتها وطقوسها الأندلسية والأوروبية، المحاذية لجبل طارق وللجزيرة الأيبيرية؛ تعيش على إيقاع المهرجان الوطني للفيلم المغربي في دورته الـ20، فقد أسدل مساء السبت الستار عن هذا العرس الذي استمر من 1 وحتى 9 مارس/آذار، وشهد تقديم فيض من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية التي تتبارى على جوائز المهرجان.

إنها محطة مناسبة لاكتشاف جديد السينما المغربية ومناقشتها والتداول في الكثير من قضاياها، مثل الوضع الاعتباري للسينمائي المغربي وواقع الإنتاج المحلي وآفاق ترويجه وتسويقه، والبحث أيضا عن سبل دعم الكثير من التجارب، وإن كانت معظمها تستفيد من الدعم الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي.

 

“نبض الأبطال”.. رياضي معاق يتحدى الصعاب

تُوج الفيلم الوثائقي “نبض الأبطال” لمخرجته هند بن صاري بالجائزة الكبرى عن مسابقة الأفلام الطويلة، وحصل أيضا على جائزة المونتاج، وهي مناسبة لتكريم السينما الوثائقية في بعدها الاجتماعي والإنساني، وذلك من خلال قصة بطل رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة يتحدى الصعاب وعقبات الزمن ومواجع الحياة من أجل تأكيد حضوره الوجودي والإنساني في تظاهرة رياضية عالمية.

الفيلم المتوج وجدت فيه لجنة التحكيم شروط العمل السينمائي المتكامل، كما أنه تُوّج مؤخرا بالجائزة الكبرى لأفضل عمل سينمائي وثائقي خلال عرضه الأول على المستوى العالمي بمهرجان تورنتو الدولي للأفلام الوثائقية؛ يعالج موضوعا رياضيا لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال البطل عز الدين النويري بطل العالم في رمي الجُلّة، والذي رفع التحدي رفقة مساعده وصديق طفولته يوسف لينال حجز بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات رغم ضيق الحال وغياب التدريب الاحترافي.

ذهبت جائزة الإنتاج في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة إلى "طفح الكيل" للمخرج محسن بصري

جوائز الإنتاج والتصوير والأدوار

ذهبت جائزة الإنتاج لـ”طفح الكيل” للمخرج محسن بصري، و”عاشوراء” للمخرج طلال السلهامي، فيما آلت جائزتا لجنة التحكيم والإخراج معا لفيلم “مباركة” لمخرجه محمد زين الدين، أما جائزتا العمل الأول والسيناريو فكانت من نصيب “جمال عفينة” للمخرج ياسين ماركو ماروكو.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتي أول دور نسائي لفاطمة عاطف، وذلك لتألقها في فيلم “مباركة” لمحمد زين الدين، أما جائزة أول دور رجالي فذهب للممثل المهدي العروبي لدوره في الفيلم نفسه، وكانت جائزة ثاني دور نسائي من نصيب لطيفة أزليف عن دورها في فيلم “مواسم العطش” لحميد الزوغي، بينما كانت جائزة ثاني دور رجالي من نصيب رشيد مصطفى عن دوره في فيلم “طفح الكيل” لمحسن بصري.

أما جائزة التصوير فكانت للوكا كواسين عن فيلم “جمال عفينة”، وجائزة الصوت لسمير بنعبيد عن فيلم “نديرة”، وجائزة التركيب لصوفي ستينبيركر عن فيلم “نبض الأبطال”، وجائزة أفضل موسيقى تصويرية لريتشارد هورويتز عن فيلم “جمال عفينة”، كما نوهت اللجنة بجميع ممثلات فيلم “مواسم العطش” لحميد الزوغي.

جائزة الأفلام القصيرة والنقد

وعلى مستوى المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة أخذ فيلم “أبناء الرمال” الجائزة الكبرى من إخراج الغالي إكريمش، وجائزة لجنة التحكيم لياسمينة لعلي الصميلي وكلير كاهين، وجائزة السيناريو لفيلم “مرشحون للانتحار” لحمزة عاطفي، فضلا عن تنويهين خاصين لكل من فيلمي” قلق” لعلي بنجلون و”أغنية البجعة” لليزيد القادري.

ومُنحت جائزتا النقد والأندية السينمائية المغربية لكل من الفيلم الطويل “نديرة” لمخرجه كمال كمال، والفيلم القصير “أغنية البجعة” للمخرج اليزيد القادري، إضافة إلى تنويه خاص من قبل لجنة النقد لفيلم “جمال عفينة” لمخرجته ياسين ماركو ماروكو.

من ميزات هذا العرس السينمائي أنه شكّل احتفالا فيلميا بالعديد من الإنتاجات الجديدة منها "دقات القدر" لمحمد اليونسي

الفيلم الوثائقي.. حضور خجول

ومن ميزات هذا العرس السينمائي أنه شكّل احتفالا فيلميا بالعديد من الإنتاجات الجديدة، وذلك من خلال اختيار 15 فيلما طويلا للمشاركة في المسابقة الرسمية، وهو الأمر الذي طرح كثيرا من الأسئلة عن المعيار الفني والإبداعي والجمالي لاختيار تلك الأفلام دون سواها. والأفلام المختارة هي: “جمال عفينة” لياسين ماركو ماروكو، و”مباركة” لمحمد زين الدين، و”الميمات الثلاث.. قصة ناقصة” لسعد الشرايبي، و”دقات القدر” لمحمد اليونسي، و”مواسم العطش” لحميد الزوغي، و”عاشوراء” لطلال السلهامي، و”هلا مدريد.. فيسكا بارصا” لعبد الإله الجوهري، و”نذيرة” لكمال كمال، و”صوفيا” لمريم بن مبارك، و”التمرد الأخير” لجيلالي فرحاتي، و”سنة عند الفرنسيين” لعبد الفتاح الروم، و”طفح الكيل” لمحسن بصري، و”أنديكو” للمخرجة سلمى بركاش والتي تعد صوتا نسائيا سينمائيا له الكثير من التأثير في الجمهور، وذلك من خلال أفلامها التي تناقش مواضيع اجتماعية بحسّ إنساني له الكثير من الألق الفيلمي المميز.

وحضر الفيلم الوثائقي في هذه المسابقة وإن كان قليلا ولا تُعطى له الأهمية القصوى من خلال فيلمي “نبض الأبطال” المتوج بالجائزة الكبرى، و”حياة مجاورة للموت” للحسن مجيد، والذي يطرح إشكالية معاناة العديد من الأسر في المناطق الجنوبية المغربية، حيث عانت من الاختطاف والعنف الذي مورس عليها من قبل المخابرات الجزائرية وجبهة البوليساريو، مع ما رافق ذلك من أعمال شاقة وعمليات قتل.

تُوج الفيلم الوثائقي "نبض الأبطال" لمخرجته هند بن صاري بالجائزة الكبرى عن مسابقة الأفلام الطويلة

أفلام قصيرة ولجان تحكيم للطويل

وعلى مستوى الأفلام القصيرة، شهدت الدورة عرض أفلام “قلق” لعلي بنجلون، و”مرشحون للانتحار” لحمزة عاطفي، و”فلاش باك” للخضر الحمداوي، و”الزنزانة” لربيع الجوهري وهو صاحب الفيلم الطويل “الرتيلاء” الذي يعالج موضوع حقوق الإنسان، إضافة إلى فيلم “الشانطي” لمحمد أوماعي، و”أغنية البجعة” للزيد القادري، و”الفولار” لشاكير أشهبار، و”أبناء الرمال” للغالي أكريمش، و”أم كا أس 86″ لإدريس الروخ، و”الدم الأبيض” لرفيق بوبكر، و”سفسطة” لعبدو المسناوي، و”يوما ما” لرشيد زكي، ثم “حياة الأميرة” لفيصل حليمي، و”ورق” لعبد الكبير الركاكنة، ثم “ياسمينة” لكلير كاهين وعلي الصميلي.

وترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة المخرج أحمد بولان، وتضم في عضويتها عايدة بن الخدير مسؤولة عن مشاريع إنتاج من فرنسا، وعلياء ذكي مديرة الصناعة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والمخرج والمنتج المغربي عادل الفاضلي، والناقد السينمائي المصري أندرو محسن.

أما بخصوص لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة فترأستها المخرجة السينمائية المغربية فريدة بليزيد، وتضم في عضويتها مسؤولة قسم السينما بمعهد العالم الفرنسي السورية ليان الشواف، والممثلة والصحفية الفرنسية ليلى بلوم، والخبيرة في مجال السيناريو وبرمجة الأفلام الإيطالية تيريزا كافينا، والمخرج المصري يسري ناصر والمخرج نور الدين الخماري، والصحفي والمنتج رضا بنجلون من المغرب.

صادفت فعاليات الدورة الاحتفال الأممي بيوم المرأة، حيث حضرت مريم بن مبارك مخرجة فيلم "صوفيا"

عروض خارج المسابقة واحتفاء بالمرأة

ومن أجل تقريب الفرجة السينمائية لعامة الجمهور وفي فضاءات متنوعة، نظمت إدارة المهرجان عروضا خارج المسابقة شملت فيلم “من رمل ونار الحلم المستحيل” لسهيل بن بركة، و”أمبارو 54″ لماريا دوبلي، و”الميلودي الصغير الكبير قصة سباق” لليلى الأمين الدمناتي، و”رحل” لأوليفيه كوسماكس، و”رونو 12 ” لمحمد الخطيب، و”تاكسي أبيض” لمنصف مالزي، و”أصداء الصحراء” لرشيد القاسمي، وهو فيلم وثائقي يتحدث عن الاندماج الفني والموسيقي المغربي والأوروبي والكوني بعد رحلة أصدقاء من هنغاريا إلى مدينة كلميم في الجنوب المغربي، حيث الشمس والرمال وسحر الفنون والتراث الصحراوي الأصيل.

وكعادته كرّم المهرجان الذي خيمت عليه مسحة من الحزن بعد وفاة الممثل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني عزيز موهوب الأسبوع الماضي؛ كلا من الممثلة زهور السليماني التي تألقت في الكثير من الإنتاجات السينمائية المغربية والأجنبية منذ أكثر من 40 عاما، فضلا عن المعد علال السهبي، وكذلك المخرج السينمائي المخضرم مصطفى الدرقاوي الذي كرمته الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث عُرض في افتتاح مهرجان طنجة فيلمه “أحداث بلا دلالة” الذي أخرجه عام 1974، ويعد إحدى التحف السينمائية المغربية بعد ترميمها التي كانت ممنوعة من العرض لسنوات.

وصادفت فعاليات الدورة الاحتفال الأممي بيوم المرأة، حيث بدا جليا أن السينما المغربية رغم الكثير من همومها وقضاياها الشائكة، فإن حضور المراة سواء ممثلة أو مخرجة أو منتجة في الميدان وكذلك في الدورة يبقى بارزا، مما يؤكد القيمة الاعتبارية للعنصر النسائي في مساهمته الفعالة في إخصاب الحقل السينمائي، وذلك من خلال العديد من التجارب، منها حضور المخرجة فريدة بلزيد رئيسةً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، وتكريم زهور السليماني في الافتتاح، وحضور المخرجة ليلى بركاش مخرجة فيلم “أنديكو”، ومريم بن مبارك مخرجة فيلم “صوفيا”، وهند بن صاري مخرجة “نبض الأبطال” في المسابقة، فضلا عن حضورها كثيمة أساسية من خلال فيلم سعد الشرايبي “الميمات الثلاث.. قصة ناقصة”، و”مواسم العطش” لحميد الزوغي وهو فيلم يعالج قضايا وجدانية لدى المرأة، خاصة الفراغ العاطفي في القرية المغربية بعد سفر أزواجهن للعمل في مناجم الفحم خلال ستينيات القرن الماضي.

أكد عبد الكبير الركاكنة مخرج فيلم "ورق" أن هذا المهرجان يعد مكسبا حقيقيا لجميع الفعاليات المشاركة ولكل السينمائيين

احتفاء بصناع السينما المغاربة

أكد عبد الكبير الركاكنة مخرج فيلم “ورق” القصير للجزيرة الوثائقية أن هذا المهرجان يعد مكسبا حقيقيا لجميع الفعاليات المشاركة ولكل السينمائيين، على اعتبار أن التظاهرة تشكل عرسا حقيقيا واحتفالا جماعيا بالفيلم المغربي خلال سنة، وما أثمرته تجارب صناع السينما في المغرب من أعمال جديدة.

وأوضح أن المهرجان فرصة لتكريم السينمائيين المغاربة، ومختلف الأجناس الفيلمية الطويلة والقصيرة والوثائقية، والتداول في قضاياها والبحث لها عن حلول وآفاق جديدة، وذلك في ظلّ ما تشهده السينما المغربية من تطور وأيضا من انكماش، خاصة على مستوى الترويج والوصول إلى الجمهور العريض، وذلك في ظلّ غياب القاعات وعزوف الجمهور عن ارتيادها، لتبقى المهرجانات هي المناسبة الحقيقية لعرض الأفلام وإيصال رسائل السينمائيين وخطاباتهم الفنية إلى الجمهور والتعبير عن أحلامهم.

وشدد الركاكنة على أن الأفلام التي لم يتم اختيارها في هذه التظاهرة ليست بالسيئة، وبإمكانها المشاركة في مهرجانات أخرى والفوز بجوائز، وذلك مثل ما حصل مع فيلم “بيل أو فاص” الذي لم يتم اختياره السنة الماضية في الدورة الـ19، لكنه فاز بجائزة أفضل فيلم طويل في المهرجان الدولي للسينما الأفريقية والدولية بكاليفورنيا الأمريكية، وغيرها من الأفلام الأخرى المتوجة.

وتطرق الركاكنة إلى أهمية افتتاح قاعة “غويا” بثلاث شاشات كبيرة بطنجة، وذلك كمتنفس حقيقي للسينما المغربية في ظلّ قلة القاعات وإغلاقها، إلى جانب العديد من القضايا التي تعالجها أفلام الدورة اجتماعية واقتصادية وإنسانية وفلسفية، سواء من خلال سيناريوهات أو أعمال مقتبسة من روايات أو قصص قصيرة.

كما أبرز أن المهرجان فرصة لعرض أفلام الرواد والشباب، ولقاء المهنيين من منتجين ومبدعين وسينمائيين للتواصل، ومشاهدة إبداعاتهم ومن��قشتها، كما يشكل أيضا سوقا سينمائية يحضره العديد من مديري المهرجانات، وذلك لمتابعة الأفلام التي يمكن أن تعرض في تظاهراتهم المقبلة تماشيا مع ثيماتها.

وأكد أن مشاركة فيلمه “ورق” لقي تجاوبا مهما من قبل الجمهور، حيث عالج الفيلم قصة موظف بسيط تفانى في عمله لأكثر من عشرين عاما، باذلا مجهودا كبيرا ليكون في مستوى تطلعات مديره المباشر، لكن خطأ مهنيا بسيطا جعله يعيش حالة من التوتر والانفعال أوصلته إلى التفكير في الانتحار، مبرزا أن ذلك الخطأ غير المقصود جعل بطل الفيلم “عبد” يتغير رأسا على عقب، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل معه سواء من خلال المشاهدة أو المناقشة.

كما شدد الركاكنة على قيمة فيلم “سفسطة”، وهو من إنتاج شركته آدم للإنتاج، من خلال طرح قضية تربوية فسلفية عميقة، مبرزا أيضا قيمة كل الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة التي اعتبرها مكسبا كبيرا للسينمائيين المغاربة للتواصل والحوار والانفتاح على المستقبل، وذلك لتحقيق مزيد من الرهانات التي تخدم المجال السينمائي المغربي في علاقته بقطاع السينما العربية والدولية.