بيروت للفن: خليط من الوثائقيات والأشغال والرسم

جنود التنك…من المعروضات

نقولا طعمة – بيروت

في مركزه الواسع، تتمدد الأنشطة التي يستضيفها مركز بيروت للفن مستفيدة من المساحات التي يؤمنها المركز عموديا وافقيا وفي كل الاتجاهات.

أبرز الأنشطة التي شهدها المركز لفترات طويلة كانت “أشغال داخلية” كمنتدى عن الممارسات الثقافية، بحسب توصيف من الكتيب الذي أعد عن النشاط المذكور.

 أبرز أعمال “أشغال داخلية” كان  سلسلة من الأفلام والمعارض.

الأفلام
من الأفلام المعروضة “قناة اليرقات” لوائل شوقي، وهو شريط مصور من عشر دقائق، ويستند إلى مقابلة صورها شوقي في مخيم فلسطيني في الأردن، مستخدما تقنية روتوسكوب في التحريك، ويحكي صعوبة العيش في المخيم تترجم نفسها في لقطات تشكل مادة عمل فيديو توثيقي.

و”خرائط فيديو: عايدة، فلسطين” لتيل روزكنس، 46 دقيقة،  وهو لا يحتوي إلا على خرائط مرسومة على ورق أبيض، تروي قصص خمسة أشخاص من سكان مخيم عايدة. ويتجنب روزكنس الصور المعروفة في الأفلام الوثائقية عن الصراع العربي- الاسرائيلي حيث تغيب المشاهد التوثيقية.

و”لحظة أيها المجد” لشيرين أبو شقرا، 34 دقيقة، وفيه وداد فتاة تغني لأول مرة على الاذاعة عندما كانت في التاسعة، فراح صوتها يسمع على كل الاذاعات العربية.

الفيلم رحلة في موسيقى آسرة استخدمت فيه أبو شقراأحداثا في حياة وداد لترسم كل امرأة من خلال وداد، كنجمة صاعدة متألقة، ثم تتراجع نحو الموت. جمعت أبو شقرا في الفيلم بين الواقعية والخيال.

ورابع الأفلام “مدونات عن الحب في كوبنهاغن” لرانياالرافعي، من 27 دقيقة، وهو أشبه بمدونة غرامية في كوبنهاغن.

المعارض
اقيمت المعارض في “أشغال داخلية” بالتنسيق مع “أشكال ألوان” الناشطة في إعداد وتنظيم الأعمال الفنية.

ومن الأعمال المستقاة من مناخات شيكاغو، “شيكاغو” لبرومبرغ وشانارين. توحي عملية الضوء القوي في زاويتها بعمل تفجيري أمني يشير إلى استخدام اسرائيل لشيكاغو كمكان للتدريب التحضيري على أعمال نفذتها في العالم. 

“وعسكر من تنك” لآلاء يونس تسخر من النمط العسكري النظامي الذي تحول إلى تنك غير قابل للصمود. وفي العمل مئات من أنصبة الجنود المصطفين نظاميا بشكل يوحي بالسخرية.

يشرح المنظمون أن ل”جنود من تنك” حكاية راجت بين الحربين العالميتين عندما كان يعاد ترسيم منطقة الشرق الأوسط، وكان اللعب بجنود التنك يقتصر على ابناء النبلاء لتحضيرهم لدور مستقبلي. وجنود من تنك تقديم لتسعة جيوش انخرطت او خضعت لأعمال حربية في الشرق الأوسط في الفترات التاريخية الأخيرة.

و”سي 60″  لمروان رشماوي وهي إشارة إلى أهمية العدد الستين في تاريخ البشرية منذ القدم.

وتفكيك العمارة الكولونيالية في “عش الغراب”، التلة الواقعة على تخوم بيت ساحور والصحراء في فلسطين، كانت جيوش الاستعمار قد استخدمتها لإحكام القبضة على فلسطين. ويطرح العمل تساؤلا عن امكانية استخدام العمارة والانشاءات المكانية في المعركة القائمة من أجل هذه التلة؟

عناوين أخرى لمعروضات، منها: “ديسكو الليلة” لرائد ياسين، “مؤامرة” لحسن خان، “2027 ” لمها مأمون، و”مفاوضات مباشرة” لشهاب فتوحي، و”ماكينة مربكة”  لغسان حلواني…

أنشطة أخرى
ولم يقتصر نشاط “أعمال داخلية” على المعارض والأفلام، بل تضمن سلسلة من الندوات، والقراءات الشعرية، أبرزها من إيتيل عدنان،  وتوقيع كتب، بالإضافة إلى سهرات موسيقية متخصصة مع مايك كوبر مؤديا البلوز والكانتري على الغيتار في تطوير لهذا النوع من الفن مع هذه الآلة.