مشاريع متفرّقة في بيروت عاصمة عالمية للكتاب

تستعد بيروت لاستقبال شعلة “عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009” من أمستردام، في الثالث والعشرين من أبريل/ نيسان المقبل، استناداً إلى خطّة عامّة أشرفت عليها وزارة الثقافة اللبنانية وبلدية بيروت، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الثقافية والنقابات المعنية والمؤسّسات العامّة والمنظّمات غير الحكومية، بالإضافة إلى مثقفين ومعنيين بصناعة الكتاب ونشره.

وانطلقت المبادرة، بعد قرار لجنة الاختيار التابعة للأونيسكو اختيار بيروت عاصمة للكتاب للعام الجاري؛ علماً أن العناوين العامّة لهذه الخطّة متخصّصة بدعم قطاع الكتاب في لبنان، تأليفاً وإنتاجاً وتوزيعاً؛ وتشجيع المطالعة (المكتبات العامة، مكتبات المدارس)، بهدف الترويج للكتاب ومؤلفيه، وتحريض القارئ على تذوّق متعة القراءة وجعله يعتاد ارتياد المكتبات وغيرها؛ والتعريف بالإرث الثقافي وإثرائه؛ والعمل على إنشاء تجمّع ثقافي وطني؛ واحترام الحقوق الثقافية للمواطن؛ وتشجيع المبادرات الثقافية للقطاع الخاص؛ ودعم المكتبات العامّة؛ وتقوية الثقافة الشعبية؛ وتقوية الروابط بين التربية والثقافة، وبين الإعلام والثقافة، وبين السياحة والثقافة.

في مقابل هذا كلّه، تبدو بيروت بعيدة جداً عن الاحتفال بالكتاب، إما لغرقها في التحضيرات الخاصّة بالانتخابات النيابية المزمع إقامتها في السابع من يونيو/ حزيران المقبل، وإما لانفضاض الغالبية الساحقة من المواطنين عن الهمّ الثقافي، بسبب تراكم عدد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وإما لانتشار الأميّة في الأوساط الشعبية. علماً أن معظم المثقفين اللبنانيين وأصحاب دور النشر والعاملين في صناعة الكتاب والثقافة معاً منشغلون بالنزاع السياسي/ الطائفي المحلي الضيّق. لكن، هناك من ينتظر إطلاق المبادرة، والبدء بالنشاط الذي يُرجى منه إثارة حيوية ما في المشهد الثقافي اللبناني، يُعيد للكتاب مكانته المحترمة في لبنان، ويُعيد لبيروت بعضاً من تاريخها العريق في صناعة الكتاب تأليفاً وتوزيعاً وقراءة.
في حين أن نقابة أصحاب المكتبات الخاصّة، مثلاً، أعلنت عن مشاريع تسعى إلى تحقيقها قريباً، وتهدف إلى “إعادة الاعتبار للمفهوم العلمي للمكتبة المعنية، أساساً، ببيع كتب المطالعة”، وإلى “التمييز بين دورها كمكتبة ودور المكتبة العامة والعلاقة القائمة بينهما، على خلفية أن المكتبة العامة تعزّز المكتبة الخاصّة، إذ تلعب الأولى دور المعبر للكتاب”.