مهرجان أجيال السينمائي بدورته الثامنة.. ثورة من الإبداع في ظل كورونا

شدى سلهب

في ظروف استثنائية هذا العام اختتم مهرجان أجيال السينمائي فعاليات دورته الثامنة التي استمرت من 18 وحتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في العاصمة القطرية الدوحة. وذلك بمشاركة 80 فيلما من 46 دولة، من بينها 50 فيلما قصيرا، و22 فيلما طويلا، و31 فيلما عربيا، و30 عملا لمخرجات واعدات.

وتأتي نسخة هذا العام مختلفة عن دورات الأعوام التي سبقتها بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، فما كان من مؤسسة الدوحة للأفلام -باعتبارها الجهة المنظمة- سوى ابتكار حلول خلّاقة لاستمرار هذا المهرجان لمُحبي السينما وعُشاقها في الشرق الأوسط، حيث قدمت أنشطة افتراضية وأخرى على أرض الواقع، مع اهتمامها بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان سلامة الحضور.

 

الدورة الثامنة.. تحليق في سماء السينما والموسيقى

تنوعت نشاطات مهرجان أجيال هذا العام بين عروض الأفلام التي تناسب كافة الفئات العمرية سواء بمشاهدتها في المنزل عبر الإنترنت، أو في قاعات السينما المنتشرة في الدوحة، أو عبر تجربة “سينما السيارات” التي أقيمت في الهواء الطلق لأول مرة في مدينة لوسيل في قطر، إضافة إلى عقد جلسات حوارية مع ثلاث نساء هن الفنانة القطرية دانا الفردان والطبيبة العالمية آلاء مرابط والناشطة البيئية صوفيا كناني، وقد نقلت كل منهن تجربتها الخاصة والمختلفة إلى جمهور مهرجان أجيال.

كما استمتع جمهور أجيال بـ”عالم أجيال للإبداع” الذي أقام فعاليات شيقة تنوعت بين ألعاب الفيديو ومسابقة الأزياء التنكرية في “جيكدوم”، كما عُرض ضمن “إيقاعات أجيال” سلسلة من الحفلات الموسيقية التي ركزت على الجانب العاطفي للموسيقى وقدرتها على منح الإنسان الطاقة والحياة.

وقدّم 24 فنانا محليا أعمالهم ضمن معرض “اندلاع” الذي تطرق لأحداث هذا العام غير المسبوقة بسبب جائحة كورونا وما لحقها من تباعد اجتماعي أثّر على حياة العالم بأكمله، فما كان منهم سوى صُنع مساحة في هذا المعرض لتخيّل مستقبل أفضل.

 

“خورشيد”.. أطفال طهران العاملون في فيلم الافتتاح

اختير الفيلم الإيراني “خورشيد” (99 دقيقة) للمخرج مجيد مجيدي للعرض كفيلم الافتتاح في المهرجان، وهو العرض الأول له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد فاز بجائزة “النتيرنا ماجياك” في مهرجان البندقية السينمائي بدورته الـ77 عام 2020، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في فئة “هلال” عن مسابقة “حكام أجيال”.

ويتناول الفيلم معاناة الأطفال المضطرين للعمل في شوارع طهران، الذين يناضلون كل يوم متمسكين بالحياة في شوراعها، من خلال قصة مؤثرة للطفل علي ذي الـ12 عاما وثلاثة من أصدقائه، وتتتبع الكاميرا الأطفال في شوارع طهران وقطار أنفاقها، حيث يعملون في وظائف مختلفة لجني المال وإعالة عوائلهم، أو يرتكبون جرائم بسيطة لتحصيل الهدف ذاته.

الفيلم تعبير عن معاناة 152 مليون طفل حول العالم أجبروا على العمل وحُرموا من التعليم الذي كان سيتيح لهم إيجاد كنوزهم الحقيقية، وهي الطاقات المدفونة بداخلهم.

 

“صُنع في قطر”.. مسابقة الصناعة السينمائية المحلية

في مسابقة “صُنع في قطر” يتنافس 16 فيلما لمخرجي الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام القطريين والمقيمين، حيث فاز فيلم “غريب” من إنتاج قطري فرنسي للمخرجين ياسر مصطفى و”كريستوفر بافيت” بجائزة “لجنة الحكام الخاصة”.

أما فيلم “رايها” وهو إنتاج قطري فرنسي جزائري مشترك للمخرجة مريم مسراوة، فقد تُوِّج بجائزة “أفضل فيلم روائي”، وقد نالت الفنانة أمينة هلال المشاركة في الفيلم ذاته بجائزة “عبد العزيز جاسم” عن أفضل أداء، في حين نال فيلم “آندر” من إنتاج قطري كازاخستاني مشترك للمخرجة ألينا مصطافينا بجائزة “أفضل فيلم وثائقي”.

وتألفت لجنة حكّام “صُنع في قطر” من المخرج كمال الجعفري والملحنة دانا الفردان والمنتجة “ماري بالدوتشي”.

 

جوائز “حكّام أجيال”.. سينما الشرق والغرب في مضمار السباق

تنقسم لجنة تحكيم مهرجان أجيال إلى ثلاثة أقسام وفق الفئات العمرية، وهي “محاق” و”هلال” و”بدر”، وتمنح كل لجنة من لجان التحكيم الثلاثة جائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل فيلم طويل لأفلامهم المفضلة، أي ما مجموعه ست جوائز، حيث يحصل مخرجو الأفلام الفائزة على تمويل لمشروع فيلمهم القادم، في حين يصوّت الجمهور الصغير على أفلامه المفضلة.

وفاز فيلم “أمل” بجائزة “أفضل فيلم قصير” عن فئة “محاق”، وهو إنتاج قطري إندونيسي مشترك للمخرج عبد الله محمد الجناحي، في حين نال فيلم “دينو دانة” الكندي للمخرج “جي جي جونسون” جائزة “أفضل فيلم روائي طويل”.

وعن فئة “هلال” حصل فيلم “الهديّة” للمخرجة فرح نابلسي على جائزة “أفضل فيلم قصير”، وهو إنتاج فلسطيني قطري مشترك، في حين نال الفيلم الإيراني “خورشيد” لمخرجه مجيد مجيدي جائزة “أفضل فيلم روائي طويل” عن الفئة ذاتها.

وعن فئة “بدر” نال فيلم “أخت رجال”، وهو إنتاج قطري أردني مشترك من إخراج عبادة يوسف جربي جائزة “أفضل فيلم قصير”، في حين نال فيلم “200 متر” للمخرج أمين نايفة جائزة “أفضل فيلم روائي طويل”، وهو من إنتاج فلسطيني أردني قطري إيطالي سويدي مشترك، وفاز الفيلم ذاته أيضا بـ”جائزة الجمهور”.

وحصل الفيلم الفرنسي “ومضة صغيرة” على جائزة جمهور بريق، وهو فيلم من إخراج “جولي ريمباوفيل” و”نيكولاس بيانكو ليفرين”.

“سينما السيارات” الذي وفرته إدارة مهرجان أجيال لأول مرة في مدينة لوسيل في قطر

 

“سينما السيارات”.. فرجة في الهواء الطلق لأول مرّة في قطر

قدّم مهرجان أجيال لأول مرّة في قطر إمكانية مشاهدة الأفلام في الهواء الطلق عبر تجربة “سينما السيارات” التي لاقت استحسانا من قبل روّاد الأفلام، حيث قدمت أفلاما كلاسيكية وعائلية محببة في مدينة لوسيل، مثل أفلام “بامبي” و”ساندريلا” و”هروب الدجاج” وغيرها.