مهرجان طرابلس يعيد للمدينة وجهها الثقافي

بيروت- الجزيرة الوثائقية

ملصق المهرجان الذي استمرت فعالياته على مدار أسبوع

احتل “مهرجان طرابلس للأفلام” في دورته الخامسة، حيزا زمنيا لمدة أسبوع، بين ١٩ و٢٦ أبريل، وجرت عروضه، وفعالياته بحيوية لافتة، وبمشاركة جمهور عريض أحب السينما، ولا زال يتابعها في دور سينما جديدة، وما تبقى من عشرات الدور السابقة التي انتشرت في طرابلس منذ أواسط ثلاثينيات القرن الماضي. وبين الافتتاح والختام، جولة واسعة من الفعاليات والأنشطة التي لم تقتصر على العروض. وفي حفل الختام، جرى الإعلان عن نتيجة مسابقة الدورة، التي جاءت كما يلي:

*جائزة افضل فيلم روائي طويل الىفيلم photocopy لتامر عشري (مصر).

*جائزة أفضل فيلم تحريك الى فيلم Light Sight لسيد طباطبائي (إيران).

*جائزة أفضل فيلم قصير الىفيلمA Swedish Calssic  مانز برتاس (السويد).

*جائزة الفيلم الوثائقي الى I Have a Picture لمحمد زيدان (مصر).

وجائزة الجمهور نالها فيلم Status Quo لماري روز أسطا (لبنان).

إلياس خلاط وتميم شهال شقيق الراحلة رندة شهال

ووجهت لجنة التحكيم شهادتي تنويه خاصتين، الأولى لفيلم A Feeling Greater Than Love لماري جرمانوس سابا (لبنان)، والثانية، لفيلم Horn  لغصيدة غولمكاني (إيران).

وأعلن عن مشاريع الأفلام التي حصلت على منح منصة “المنتدى المتخصص”، وهي:

* “مهرجان طرابلس للأفلام” قدم منحة “تطوير سيناريو” لكل من جوزيف خلوف وجان كلود بولس عن مشروعي فيلميهما.

* شركة “تال بوكس” (الأردن)، قدمت منحة “استشارات وتطوير مشروع” فيلم ل فاطمة شحادة (لبنان) وجان برنار مورانسون (فرنسا) عن فيلمهما المشترك.

* شركة “إكلا” (لبنان)، قدمت منحة “ما قبل الإنتاج ومعدات التصوير” لمشروع فيلم جنفياف سوفيه (كندا).

* شركة “ماجور إيفنت ميديا” (لبنان) قدمت منحة “تسويق واستشارات تسويقية” في لبنان وكندا لمشروع فيلم جنفياف سوفيه (كندا).

* “مهرجان الغونا السينمائي الدولي” (مصر)، قدم منحة “مشاركة في منصة الغونا السينمائية” لمشروع فيلم دانيال دايفي ومحمد صبّاح (لبنان).

* شركة “ماد سولوشن” (مصر) قدمت “منحة توزيع” لمشروع فيلم جان كلود بولس.

* شركة “بوست أوفيس” (لبنان) قدمت منحة “ما بعد الإنتاج واستشارات ما بعد الإنتاج” خلال كافة المراحل لمشروع فيلم دانيال دايفي ومحمد صبّاح (لبنان).

وكانت فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان قد انطلقت بتحية الافتتاح للمخرجة الراحلة رندة الشهال اللبنانية، الطرابلسية الأصل،  حيث عرضت أفلامها في أيام الدورة.

لجنة التحكيم

الافتتاح جرى في الرابطة الثقافية بطرابلس، تقدمته خطوات الافتتاح التقليدية، ثم جرى عرض فيلم وثائقي للمكرمة الراحلة الشهال، وتحدثت فيه عن تجربتها، والتزامها نزعة الحرية التي جعلتها تستخدم الكثير من الحواجز في افلامها، كما قالت.

كذلك، تضمن العرض تصوير افلامها خصوصا منها فيلم “طيارة من ورق” الذي كان بدوره ضيف حفل الافتتاح، و”إرادة الحياة-سهى” (إشارة إلى سهى بشارة)، و”لبنان في زمن ماضٍ”.

وصفت رندة الشهال بفارسة الفن الملتزم، وهي حائزة على وسام الأرز من رتبة فارس، وفي كلمة للعائلة ألقتها شقيقتها نهلة الشهال، تحدثت فيها عن تجربة رندة، وطموحها، وصلابتها في الوصول إلى ما تريد، والمشاريع المتعددة التي كانت في جعبتها من أفلام، ومنها تأسيس نادٍ للسينما على غرار النادي الذي أقيم في سينما شهرزاد أوائل سبعينات القرن الماضي، لافتة إلى عرض فيلمها “إرادة الحياة-سهى”  في عدد من الدول العربية، خصوصا في فلسطين، حيث جال على العديد من الصالات، لافتة إلى أن الفيلم تعبير عن قناعة الراحلة بقدرة المرأة في مختلف جوانب الحياة.

قالت الشهال عن شقيقتها أيضا إنها “كانت ملتزمة قضايا الناس، والقضايا الانسانية بصورة عامة، وعبرت عن الالتزام الذي كسبته من والديها، بافلامها بطريقتها الخاصة”.

فائزون بمنحة غونا السينمائية.

في حفل الافتتاح، تحدث الرئيس الفخري للمهرجان جورج نصر- ابن طرابلس ايضا، ورئيس لجنة التحكيم المخرج غسان سلهب الذي شجع على أهمية متابعة السينما ليس فقط في المهرجانات، كذلك طوني غريب أحد داعمي المهرجان بقوة مركزا على وحدة العيش في طرابلس بين مختلف مكوناتها، دون أن تتمكن الأحداث من التأثير عليها، مثنيا على مبادرة مؤسس المهرجان الياس خلاط الفنية الثقافية التي تعطي للمدينة بعدها الثقافي التاريخي الذي عرفت به.

كما تحدث رئيس بلدية المدينة المهندس أحمد قمر الدين واعدا ب”دعم المهرجان، وكل الأنشطة الثقافية، لكي تظل صورة طرابلس، ولبنان بعامة، مشرقة في العالم”.

وأهدى المحتفون المخرج المصري أحمد شوقي درعا تكريمية نظرا لمواكبته للمهرجان في كافة دوراته، وكانت له بصمات في تطوير فعالياته. 

وجرى عرض فيلم الافتتاح Crack، اللبناني، الروائي القصير، لمخرجه معتز سلوم من أعمال ٢٠١٧، طوله ١٧ دقيقة، وتقوم فكرته على دخول كاتبة إلى مستشفى الأمراض العقلية بهدف كتابة سيناريو، بالاتفاق مع صديق، مما يتسبب بسوء العلاقة بينهما.

تكونت لجنة التحكيم من سلهب، وبتي توتل، وروز رجي اللبنانيتين، وجانا وولف الألمانية، والمخرج المصري شريف البندري

ركز المهرجان كعادته على خطوات مميزة، منها عرض عدد من الأفلام  على خطوط التماس السابقة، وفي الهواء الطلق، هدفه جمع ما فرقته الأحداث الأمنية، وتقريب القلوب التي تنافرت بقدر ما بسب الأحداث. بالإضافة إلى تخصيص يوم تم فيه عرضت فيه أربعة أفلام وثائقية، عالجت مشكلات محلية، وتم اختيار أربعة وثائقيات لهذا العام تحت عنوان “المرونة والمصالحة- دروس من طرابلس”، والأفلام عرضت ونوقشت مع الجمهور من خارج أفلام المسابقة.

الأفلام المخصصة للدورة الحالية هي: “الثالث والعشرين من آب”، إشارة إلى تفجير مسجدي التقوى والسلام، و”طرابلس-الطريق إلى المصالحة”، و”تحت السقف”، و”الحركة بركة” عن حراك المعوقين، والصعوبات التي عانوها أبان الأحداث.

ومن الأنشطة المواكبة للمهرجان، ورشة عمل حول التصوير السينمائي مع المخرج ميلاد طوق، و”المنتدى” الذي عقد على مدى ثلاثة أيام متتالية في فندق VIA MINA شارك فيه عشرات السينمائيين الشباب من لبنان، والخارج، وحاضر فيه عدد كبير من الأخصائيين والتقنيين السينمائيين والمنتجين والممولين وغيرهم.وقد بلغ عددها ستة مشاريع أفلام متنوعة الفئات بإنتاجات لبنانية وشراكات دولية وأجنبية.

أفلام الدورة تراوحت بين القصيرة والتحريك ب٣٤ فيلم، والوثائقية بأربعة أفلام، والروائية الطويلة بثمانية أفلام.

وفي رسالة من مؤسس المهرجان المهندس الياس خلاط، رأى فيها إن “المهرجان وضع على قائمة المهرجانات السينمائية في العالم العربي، وبذلك يحقق أهدافه بتحويل طرابلس من جديد إلى مركز ثقافي، ومدينة للتبادل والتسامح والفنون كما عهدناها دائما”.

درع تكريمية للمخرج اللبناني معتز سلوم.

بعض الأفلام

من بين العروض الكثيرة، يمكن التوقف عند فيلم: “مصور بغداد”، عراقي،  يناقش الحروب التي حدثت في العراق، وانعكاسها على المجتمع والأسرة.

وفيلم “الراقصون” الاسباني، يتناول موت زوج في اعتداء على يد منظمة “إيتا”، وبعد ٢٨ عام، تجتمع الزوجة مع مرتكب الجريمة.

والوثائقية أربعة أفلام، منها: “قصة هجرة”، يتناول إشكالية الهجرة اللبنانية، وتأثيرها على الأسر. وفيه أحمد وكيلي وحنان، ثلاثة غرباء لا يجمعهم سوى أمرين: الجنسية اللبنانية، والهجرة. يعكس الفيلم حالة بلد اتسم تاريخه بالهجرة وأثرها عليه.

ثمة وثائقي مكسيكي عنوانه: “الرجل الذي سقط من السماء” عندما استولى الجيش الارجنتيني على منطقة، وأطلق العنان لغريزة القمع اختبارا تجريبيا في التحضير لانقلاب عسكري.

والروائية الطويلة بثمانية أفلام ابرزها: “سهيلة”، إيراني، عن فتاة عازبة بلغت الأربعين من عمرها فراحت تبحث عن رجل للزواج في أقرب وقت ممكن.

وفيلم “قصة مال” من أوكرانيا، يحكي قصة طحان ويهودي يختطفهما الشيطان بسبب جشعهما، وبخلهما، في ليلة الغفران عند اليهود.

جرت فعاليات المهرجان بين مسرحي الرابطة الثقافية، ومسرح جمعية العزم- بيت الفن في الميناء.