“يوم في المغرب”

الجزيرة الوثائقية – الدوحة

من بلد الفنون والتراث، الأزقة المتلونّة بالأزرق والأبيض والأسواق القديمة والطبيعة الجميلة، من “المغرب” تخصص الجزيرة الوثائقية يوما كاملا من الأفلام الممتعة ضمن نافذتها البرامجية “يوم في.. “ والتي تعرض من خلالها في الجمعة الأخيرة من كل شهر مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي عن الجوانب المتعددة سياسيا وثقافيا واجتماعيا وتراثيا لبلد من البلدان العربية.

“يوم في المغرب” يأتيكم الجمعة 27 نوفمبر، حيث تُعرض طوال اليوم على شاشة الوثائقية أفلام تروي حكايات المغرب وتعكس تنوعها واتسّاعها وانفتاحها على الثقافات المختلفة بتناول فنّي مميز.
يُفتتح اليوم بفيلم “حيّ الأحباس” والذي يعرض لنا الحي التاريخي العريق، الممتلئ بالأسواق الشعبية، حيث تتجاور دكاكين بيع الكتب التراثية القديمة مع حواري العطّارين والحلويات المغربية، ويتميز حي الأحباس بمعماره الذي يمزج بين الفن الإسلامي والفنون الأوروبية التي تأثر بها المغرب خلال فترة الاستعمار. يتحدث الفيلم عن تاريخ الحي وخصوصيته الثقافية وحكايات ساكنيه الدافئة. 

ومن خلال تجوّلنا بالكاميرا في “تاكسي المدينة “ نشاهد المغرب من زاوية السائق الذي يأتي كممثل للطبقة الشعبيّة ويلعب في الوقت نفسه دور الشاهد والحكواتي العارف بكل أحياء المدينة، لتصبح سيّارته وكأنها (صالون) نقّال يجمع نماذج من المجتمع.

قرية جبلية ممتدة بين جبال الأطلس المتوسط، هناك حيث البياض يُحوِّل الحياة إلى معاناة، لا مكان لقوس قزح، البياض سيد الألوان.. أمكنة أزمنتها حياة منهكة بالبحث عن دفء مفقود. أطفال تثقل خطواتهم أوحال  ممتدة نحو علم ضاع مع البرد والفقر. وأطفال آخرون يصنعون بالبياض لحظة فرح. أمكنة ليست ككل الأمكنة.. حيث النار تغدو ملاذا، وحطبها حرفة.. ورعاة تفرقت بهم  السبل بين الأرض والسماء..
لا مكان للفرح هناك، سوى حكايا على ضوء شموع تغزل الزمن، زمن الواقع .. زمن فيلم “تحت الثلج”.

“تحت الثلج”

يحكي فيلم “كاستينغ .. إن شاء الله” عن مدينة ورزازات التي تقع جنوب المغرب، حيث يعمل معظم السكان في السينما ككومبارس في الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في الاستديوهات الضخمة الموجودة على مشارف المدينة.

ومن خلال فيلم “أعراس المغرب – فاس” سنُبحر في عالم الأعراس والتقاليد التي تزخر بها مدينة فاس العريقة بدءاً بمراسم الخطوبة وشروط أهل العروس وكتابة العقد وانتهاء بليلة الدخلة. كذلك نتعرف على العرس  الفاسي من خلال الإرث الحضاري والتاريخ العريق للمدينة، رغم توالي السنين والحقب، وصولا إلى العادات والتقاليد التي طبعت حياة أهلها، بطابع التفرُّد والخصوصية. الفيلم الوثائقي سيحط الرحال بهذه المدينة لنعيش لحظات مشوقة مع الزواج الفاسي الذي هو من بين أهم العادات الاجتماعية التي تتميز بها المدينة بتنوع نسيجها البشري وتمازج حضارات عدة، عربية، أمازيغية أندلسية، وغيرها. ولا يفوتنا ونحن نعيش هذه الأجواء أن نكتشف العرس الفاسي الذي هو إرث وطني، يجعل من المغرب واحدا من أغنى البلدان في العالم من الجانب الثقافي غير أن القاسم المشترك بين كل هذه العادات، هو الحرص على إعطاء كل ارتباط جديد بين رجل وامرأة حالة خاصة، تذهب أحيانا في غلوها إلى الحد الذي تذكرنا فيه بالأفراح والليالي الملاح في قصص ألف ليلة وليلة. كما لا يفوتنا أن نسجل في ذاكرتنا على أن العرس الفاسي له أجواؤه كالخطوبة، العرس، يوم الحمام، يوم الحناء، والصباحية.

يليه عرض حلقة “المغرب” التي تم إنتاجها ضمن سلسلة “من خلال عيونكم” وهي سلسلة نادرة، غير متوقعة ومثيرة للمشاهدة، حيث لأول مرة على التلفزيون سوف نرى المغرب بشكل مختلف، بواسطة عيون مغامرة كفيفة تُدعى “صوفي” تنظر للعالم من زاوية مختلفة باستخدام حواس تعوض بها البصر وتنفذ للبصيرة، حيث سنرى اللمس والذوق والشم والسمع في تكاتف مُكثّف لاكتشاف معنى مختلف للمكان والزمان.

“مقهى الحافّة”

وعن تاريخ حركة الكشافة في المغرب ودورها البارز اجتماعيا وسياسيا سنشاهد فيلم “الحركة الكشفية العربية – المغرب”.

“طه عبد الرحمن .. الفيلسوف المُجدّد” .. هذا الفيلم الوثائقي يعرّفنا بأحد رواد الفكر في الساحة العربية الحديثة. حيث يتطرق لأهم مراحل حياة الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، بدءا من نشأته وطفولته وصولا لإنتاجاته العلمية ومشروعه الفلسفي المتميز.

نختم اليوم بحلقتين من “مقاهي عتيقة” نتعرف فيهما على حكايا مقهيى “الحافة” و “باليما” ..

مقهى الحافة: يحكي الفيلم تاريخ أحد أقدم المقاهي بالمغرب والتي بنيت منذ عهد الاستعمار، وعلى الرغم من بساطة الإمكانيات آنذاك إلا أنها كانت تعرف نشاطا كبيرا على المستوى السياسي و الذي تجسّد في مناهضة الاستعمار و المقاومة الوطنية، و كذلك على مستويات أخرى كالرياضة و الفن. يعرض الفيلم شهادات مجموعة من الناس الذين واكبوا مختلف الأحداث التي مرّت بها، من بينهم رجال مقاومة و فنانون و كُتّاب بما فيهم صاحب المقهى الذي يسرد تفاصيل و ظروف التحاقه بها.
مقهى باليما: عرف المقهى انتشارا واسعا في المغرب خلال أوائل القرن 20 ، كل مدينة تعتزّ بأحد مقاهيها العتيقة والذي يُميزّها. يُعدّ مقهى باليما واحدا منها . فقد تأسّس عام  1932، حيث أصبح معلما من معالم مدينة الرباط. كان مقهى باليما قبلة لعدد من الرياضيين و الفنانين و السياسيين و الكتاب، إضافة إلى أن بعض رواد المكان كان يروق لهم أن يحتسوا فناجين قهوتهم رفقة الشعارات المرفوعة خلال المظاهرات التي تشهدها الساحة.