بالصور
لوحات أرضية

عندما تكون ساحة الأرض هي لوحة الفنان وريشته هي مكوناتها الطبيعية بسكانها من بني البشر ومن جاورهم، وعلى امتداد البصر من سفوح الجبال في تركيا مع الغجر والدروايش الدوارين، إلى براري أفريقيا الشاسعة ومحاربي الماساي وزئير الأسود، إلى السكون الأبدي في القارة القطبية المتجمدة تُرسم لوحات رائعة لا محدودة .. لأمنا الأرض.
فمنذ بدء الخليقة والإنسان يبحث دوما عن طريقة يتمكن بها من الرسم على الأرض، على جدران الكهوف وفي الأماكن الطبيعية الشاسعة. وهذا ما انطلق منه الفنان والنحات العالمي “أندرو روجرز” حين بدأ مشروعه الضخم لإعادة هذا التقليد البدائي القديم إلى الحياة. سافر أندرو إلى تركيا وكينيا وأنتاركتيكا، مشروعه هذا كان يمثل تتويجا لحلم قديم يمثل خلق الفن الأرضي على مساحات طبيعية واسعة مستوحاة موضوعاته من خطوط نازكا القديمة.
يتمثل هذا المشروع في الرسم فوق أراضي المناطق التاريخية والتي تحمل خصوصية ثقافية في بلدها، في جمع بديع بين الأساليب الفنية المتوارثة للسكان المحليين لهذه المناطق، وأحدث تقنيات الرسم والنحت التي تم التوصل لها عالميا، للتعبير في النهاية عن العلاقة بين الزمان والمكان، والتذكير بالحضارات العظيمة التي اندثرت من خلال إعادة إحيائها بأعمال فنية استثنائية ونادرة.
















