بالصور

صورة وحكاية

علي عزت بيغوفيتش.. مجدد الإسلام في أرض البلقان

Published On 19/10/2022

 

رأى فيه كثير من مفكري ومؤرخي حضارة الإسلام في الشرق الأوروبي أنه مجدد الإسلام في أرض البلقان، وأحد أصوات الحرية الناصعة فيها، وقد سلك إليها كل السبل وخط لها بالمداد والسلاح والجراح والآلام طريقا يبسا لا محيد عنه. في ذكرى وفاته.. تعرّف على مسيرة علي عزت بيغوفيش.

 

ولد في يوم 8 أغسطس/آب 1925، حصل على الشهادة الثانوية سنة 1943، ثم البكالوريوس في القانون والحقوق سنة 1950 من جامعة سراييفو، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه سنة 1962، وحصل على شهادة المحاماة في العام نفسه، ثم شهادة عليا في الاقتصاد سنة 1964. وعمل محاميا ومستشارا قانونيا لنحو 25 سنة.
إعلان
انخرط مبكرا في العمل الإسلامي، غير أن نشاطه سرعان ما اصطدم بالسلطة الماركسية في سراييفو، فحكم عليه سنة 1946 بالسجن ثلاث سنوات بسبب علاقته بجمعية الشبان المسلمين.
في 1983 قُدم إلى المحاكمة مع 12 من المثقفين المسلمين بتهمة التأسيس للأصولية والإرهاب، ونال مع آخرين حكما بالسجن ١٤ سنة؛ قضى منها خمسا قبل أن يفرج عنه.
في مطلع التسعينيات وبعد انهيار جدار برلين وتآكل كثير من القيم الاشتراكية؛ أسس بيغوفيتش حزب العمل القومي. وفي فبراير/شباط 1991 دعا إلى استفتاء وطني لاستقلال البوسنة عن يوغسلافيا، ليفوز خيار الاستقلال بنسبة هائلة وصلت أكثر من 99% من أصوات الناخبين.
تتابعت الاعترافات الدولية باستقلال البلاد في الشهر الموالي، ونالت عضوية الأمم المتحدة في 22 مايو/أيار 1992، وذلك بعد أن اختار البوسنيون بيغوفيتش رئيسا للبلاد في 3 مارس/آذار 1992، وظل يشغل هذا المنصب حتى 5 أكتوبر/تشرين الأول 1996.
لم تغفر يوغسلافيا للبوسنة المسلمة استقلالها عنها، فتأسست كتائب الصرب العنصرية بقيادة مجرم الحرب الدولي رادوفان كراديتش، وبدأت حملة تصفية عرقية مجنونة أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المسلمين البوسنة والبوشناق، وانتشرت المقابر الجماعية في أنحاء البلاد.
إعلان
بعد سنوات من التصفية الدامية، تدخل حلف الناتو وتمكّن من طرد القوات الصربية من العاصمة البوسنية سراييفو. وتحت رعاية الأمم المتحدة وقع الطرفان اتفاقية دايتون في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وبموجبها أنشئ مجلس رئاسي لإدارة الحكم في البلاد.
تولى بيغوفيتش أول مرحلة من التناوب الرئاسي، إذ تولى رئاسة المجلس من 15 أكتوبر/تشرين الأول 1996 وحتى 13 أكتوبر من العام 1998، وعاد مرة أخرى ليقوده من جديد من 14 فبراير/شباط 2000 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2003 ودع بيغوفيتش الحياة بعد نوبة قلبية، وقد ترك تاريخا من التنظير الفكري والحضاري، وكانت كتبه "هروبي إلى الحرية" و"البيان الإسلامي" و"عوائق النهضة الإسلامية" و"الإسلام بين الشرق والغرب" بمثابة درجات عالية في سلم صعوده إلى قمم الفكر الإسلامي.