ياسين إبراهيمي.. محارب الصحراء الذي دكَّ أعتى حصون الملاعب الأوروبية

تمتلئ مسيرة النجم الجزائري ياسين إبراهيمي بالموهبة والتحدي وتخطي الصعاب، حتى أنه تمكن من كتابة اسمه في تاريخ كرة القدم واللعب لعدد من الفرق الأوروبية.
ويلقي فيلم “شكرا كرة القدم” -الذي عرضته الجزيرة الوثائقية- الضوء على جوانب من مسيرة لاعب الوسط الجزائري ياسين إبراهيمي والإنجازات التي حققها، كما يعرض لمحة عن حياته الشخصية.
اقرأ أيضا
list of 4 items“ديفيد بيكهام.. سيئ السمعة”.. مطبات قوية في مسيرة أسطورة كرة القدم الإنجليزية
كرة القدم الجزائرية.. منذ الاستعمار وحتى الاستقلال
“حين غيّر بيليه أمريكا”.. أسطورة كرة القدم البرازيلي يسحر بلاد العم سام
“سأريهم من أنا”.. طفولة مولعة بالساحرة المستديرة
يقول اللاعب ياسين إبراهيمي: كانت أمي تثق بي منذ نعومة أظفاري، وكانت تشجعني لأحقق ما أريد إنجازه وبلوغ أهدافي، وكانت تثق بشكل تام في شخصي وسلوكي. فعندما كنت صغيرا، كان لعبي لكرة القدم يدخل البهجة والسرور إلى قلبي، حتى تحول إلى عشق يسكنني، وأصبحت الكرة كل حياتي ومهنتي التي أريد احترافها في المستقبل.
ولد ياسين إبراهيمي في باريس، وكبر وترعرع في مونتروي إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، وهناك بدأت قصته مع كرة القدم في منطقة عاش فيها حتى بلوغه سن 13 عاما، وكان حينها مع والده وأخيه الصغير.
يقول عنه أخوه الأصغر: يكبرني ياسين بأربع سنوات، ومنذ ولادته أهداه أبي وأمي كرة، وهذا ما جعله يحب كرة القدم فورا، وعندما كبرت علمني كيفية اللعب، كان يلعب على أرضية من الحصى وعشق هذه اللعبة منذ أن كان طفلا، فكان يتمرن بجهد وجد، ويصر على التدريب ولعب المباريات حتى لو كانت هناك أمطار وثلوج، وحين كان يناديه والدي، لم يكن يعود إلى المنزل حتى يُنهي التدريبات المعتادة.
أما أحمد إبراهيمي والد ياسين، فيعتبر ابنه شخصية خاصة، وتنافسيا من الطراز الأول، فقد كان يحب التحدي على الدوام، وعندما يكون راغبا في أمر ما، فإنه يفعل كل ما بوسعه للحصول عليه.

وعن علاقته بأخيه، يقول ياسين: أخي محب لكرة القدم، وكنا تقريبا من نفس الجيل، وهذا ما سمح لنا باللعب ضد بعضنا، فقد كنا محظوظين باللعب معا، ومنذ طفولتي بدأت أميل نحو تحقيق التفوق في كل شيء، وكنت في كل مرة أبحث عن تحديات جديدة.
وتتحدث زهرة إبراهيمي عن ابنها ياسين قائلة: دائما ما يجد كرة للعب بها سواء داخل المنزل أو في غرفة الجلوس، وقد كسر الكثير من الأشياء بالكرة، وفي أحد الأيام شارك في بطولة، فكان يطلب مني دائما السماح بإجراء المزيد من التمارين، وكان يريد خوض مباريات جدية والمزيد من البطولات، وقد التقيت خلال إحدى البطولات، بمدرب فريق نادي “فانسين”، ويدعى “جيل دوريه”، وهو أستاذ التربية البدنية، وأعجبت كثيرا بطريقته في التحدث إلى الأطفال.
وتروي قصة من كفاحه ضد العنصرية في طفولته، فتقول: عندما انضم إلى نادي “فانسين” كان مكتملا وعناصره مُشكّلة، ومن المعروف أن لاعبي أي فريق لن يقبلوا بسهولة انضمام لاعب جديد لهم، وفي إحدى الليالي عاد إلى البيت بعد انتهاء التدريبات، فرأيت عينيه تكادان تذرفان الدمع، فقال لي: هل بإمكانك التصور أنهم لا يريدونني بينهم في النادي؟ كان يشعر بأنه مرفوض من قبل الآخرين، ولكنه استدرك وقال لي مباشرة: لا تقلقي يا أماه سأعود إلى النادي في الغد، وسأريهم من أنا وما هي إمكانياتي، هذا هو ياسين.
أكاديمية “كليرفونتين”.. هجرة من المنزل إلى عوالم النجومية
بدأ ياسين إبراهيمي تدريباته مع نادي “مونتروي” وهو ابن ست سنين. ويقول: هناك بدأت أولى خطواتي الكروية، ثم انتقلت إلى نادي “فانسين” وكانت لي كثير من الذكريات، فقد فزت مع هذا النادي بعدد من البطولات، وكان أمرا جميلا بالنسبة لي أن أخوض عددا من البطولات التنافسية بهذه السن الصغيرة وأسافر خارج البلاد.
في المرة الأولى التي لعبت مع الفريق، لم يكن زملائي يتقبلونني، فسألت نفسي عن الأسباب وهل أنا فعلا لم أقدم مباراة جيدة، ولكنني استجمعت قواي وأثبتت إمكانياتي وقدراتي. وفي تلك السنة (2003) قُبلت بالمعهد الوطني لكرة القدم، كانت مقاييس القبول في المعهد صعبة جدا، فقد كان عدد المترشحين نحو ألفين ولم يقبلوا سوى 24 لاعبا فقط، في تلك اللحظة أدركت أن الفرصة قد أتيحت لي بالفعل، لأن أصبح يوما ما، لاعب كرة قدم محترف، ومنذ تلك اللحظة بدأت أفكر في الأمر بجدية.

كانت تجربتي في “كليرفونتين” استثنائية، وكان أسلوب الحياة التي عشناها هناك ساحرا بالفعل، سواء من ناحية الأكل والنوم والمعدات المتوفرة، وكل شيء كان من أجل كرة القدم.
يقول والد ياسين: لم يكن رحيله من البيت وهو ابن 13 عاما ومفارقته العائلة في تلك السن أمرا هينا. ولكن رغبته وشغفه بكرة القدم، أجبرتنا على الانصياع لقراره والسماح له بالانضمام للأكاديمية مع تقديم النصح والمشورة له، ولكن الأمر كان صعبا جدا.
أما والدته فتقول: ما زلت أتذكر المشاعر الفياضة القوية جدا لدى ياسين عندما تلقى خطاب قبوله في المعهد الوطني لكرة القدم، وما زلت أحتفظ بصورته مع ذلك الخطاب، لقد نجح في تحقيق أول مرحلة من حلمه. كان الأمر سهلا، لأن ياسين كان مقتنعا تماما بما يريد تحقيقه، وكانت لديه رغبة قوية، ما كنت أجهله في ذلك الوقت هو مدى قدرته على التأقلم في المبيت الداخلي عندما ينفصل عنا، فنحن عائلة مترابطة جدا. كان عليّ الاحتفاظ بالألم في داخلي، وكنت أتعامل معه بقدر استطاعتي.
“كان أفضل رد على معاقبتي”.. ميدان صناعة اللاعبين
يتحدث ياسين عن الأكاديمية قائلا: إضافة إلى كرة القدم، وعلى مستوى بناء الشخصية، فإننا ننضج بشكل أسرع بكثير، لأننا نتحمل مسؤولية أكبر. فنحن بمفردنا هنا، ولهذا فإن غالبية اللاعبين يبدون أكثر نضجا، وتجربتي في “كليرفونتين” رسخت بداخلي كثيرا من القيم، فقد تعلمت الكثير من الأشياء، كما أنها صقلت شخصيتي أيضا لأن الأمر ليس باليسير.
ويقول “جون كلود لافارغ” مدير أكاديمية “كليرفونتين”: يلتحق الأطفال بالأكاديمية في سن 13 عاما، أي أنهم أطفال صغار ولا يزال ارتباطهم كبيرا مع عائلاتهم. وفي وقت ما كان عليهم البقاء معنا في المعهد لمدة عامين، وسيروننا نحن خلالها أكثر مما يرون عائلاتهم.

ويتحدث عن ياسين بقوله: كان لاعبا صغيرا مفعما بالحيوية، يملأه الحماس ودائم الابتسامة، كان يهيم بكرة القدم، كنت أستمتع برؤيته وهو يلعب، وكان يمتلك مواصفات اللاعب الذي كنا نبحث عنه، فطريقة لعب هؤلاء الأطفال تختلف عن طريقة لعب الآخرين، ومثل هؤلاء اللاعبين لديهم طرق مغايرة في استقبال الكرة، وعند أول لمسة لهم للكرة، ستقول: مدهش، من أين قدم هؤلاء اللاعبون؟ وعندما يلعبون يحصل لدينا انطباع فوري، بأن الأضواء مسلطة عليهم، إنهم يضيئون اللعب.
ويعود بالذاكرة ليروي قصة عن ياسين فيقول: في إحدى المرات لم يستجب ياسين لتعليماتي، فقلت له لن تكون أساسيا في مباراة نهاية الأسبوع، وأجلسته على دكة البدلاء، وكنا حينها نواجه فريق “كاين” ومع انتهاء الشوط الأول كنا متأخرين بهدفين دون رد، عندها دفعت به إلى الميدان ليريني ماذا سيفعل؟ فاستلم الكرة في وسط الملعب، وراوغ كل لاعبي الفريق ووضع الكرة في المرمى ونظر إلي، كان أمرا جميلا، وكان ذلك أفضل رد منه على معاقبتي له.
في الأشهر الأولى -بحسب “لافارغ”- يكون الأمر صعبا على اللاعبين، وقد كان بعضهم يبكون لأنهم مجرد أطفال، وكانوا يبكون لاحقا عندما يكون عليهم المغادرة لأنهم يريدون البقاء.
وعن علاقته مع “لافارغ”، يقول ياسين: على الرغم من طبيعة شخصيتي، فإنه كان دائما يدعمني ويحفزني رغم أنه في بعض الأحيان كان يصيح ويصرخ في وجهي، وكانت تلك طريقته الخاصة لمدي بالمزيد من القوة والثقة بالنفس، حتى يجعلني قادرا على فهم الأشياء من أجل أن أطور قدراتي.
“رؤية ابنتي سعيدة أكثر ما يجعلني فخورا”.. وقت العائلة
يقول ياسين: إن أسوأ شيء أن أمي لم تكن تخبرني أبدا بألمها، وأنا أشبهها، فكل ما يحدث لي في الحياة، وخاصة الأشياء السيئة، أحتفظ بها بداخلي حتى لا أجعل عائلتي تتألم لأجلي.
ويتحدث عن ابنته قائلا: غيرت ابنتي كل حياتي، كنت أعلم أن الأطفال نعمة عظيمة، ولكن في اليوم الأول الذي رأيت فيه ابنتي تملكتني مشاعر لم أعرفها من قبل أبدا، أعطت ابنتي لحياتي معنى آخر، فكل ما أفعله اليوم هو لأجلها هي، وأتمنى أن تكبر وأنا بجانبها، وأغرس فيها أهم القيم، وهذه من أساسيات الحياة، أحاول تخصيص أطول وقت ممكن لأقضيه مع عائلتي، فرؤية ابنتي سعيدة هو أكثر ما يجعلني فخورا.

وأضاف أنه عندما غادر الأكاديمية كان الخيار الأول هو التعاقد مع باريس سان جيرمان، وفي اللحظة الأخيرة قررنا الذهاب إلى نادي “رين”.
بالنسبة لوالدة ياسين وعائلته، فإن الدراسة شيء مهم جدا، وفي ذلك الوقت (2006) كان مركز التكوين الرياضي في “رين” هو الأفضل في فرنسا، وكان يُعرف عنه حسن إدارة وقته بين الدراسة ولعب كرة القدم.
نادي “رين”.. تجربة رياضية انتهت نهاية قاسية
يقول “باتريك رامبيون” مدير مركز تدريب نادي “رين”: خضع ياسين إبراهيمي لأكثر من 30 اختبارا من قبل 8 أشخاص مختلفين، قبل أن أتحمل مسؤولية التعاقد معه، ولا يكفي أن نرى اللاعب اليافع وهو يلعب فوق الميدان فقط، فبالنسبة لي من المهم معرفة شخصيته والمحيط الذي نشأ فيه، وبعد نتائج الاختبارات وقّع ياسين أول عقد احترافي مع النادي.
كان الهدف وجود لاعب شاب تلقى تكوينه داخل النادي، وبغض النظر عن حصوله على ألقاب أم لا، فالهدف هو وجوده ضمن الفريق الأول، إن الهدف الوحيد لأي مركز تكوين هو أن ينافس ضمن الدوري الأول.
يعرض “رامبيون” صور إنجازات إبراهيمي مع فريق أكاديمية “رين”، إذ كان ضمن الفريق الذي فاز ببطولة الشبان تحت 17 عاما وكانت أول بطولة عمرية يفوز فيها الفريق ثم كأس “غامبارديلا”، وهذا يعد غاليا جدا على قلب ياسين، لأنه فاز به في باريس مسقط رأسه.

شكل فوز إبراهيمي بكأس “غامبارديلا” محطة استثنائية في مسيرته، لأنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غرفة تغيير ملابس المحترفين، وكانت كبيرة للغاية مع كل ما تحتويه من تجهيزات، وعند دخوله إليها قال لنفسه: أنا لست لاعبا محترفا، وتتخيل نفسك أنك ستكون محترفا يوما ما، وتتخيل الأحاسيس التي يمكن أن تنتابك كل نهاية أسبوع، بل كل يوم، ووقتها ستقول لنفسك إن حلمك ربما يتحقق.
في موسم 2009-2010 أعير إبراهيمي إلى نادي “كليرمون فوت”، وبدأ فيه مسيرته الاحترافية، وسجل 8 أهداف في موسمه الأول مع الفريق. وعندما عاد من إعارة “كليرمون فوت”، استأنف اللعب مع “رين” ومرت الأمور على أحسن ما يرام، وكانت بدايته ممتازة، ثم تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لأكثر من 5 أشهر، وكانت تلك الفترة عصيبة وقاسية جدا، وحاول بعد ذلك العودة مرتين، لكنه لم يفلح.
ولا يعرف ياسين ما إذا كان المسؤولون عن النادي يرون أن بنيته الجسمانية ليست صلبة بما فيه الكفاية، وبعد عودته لم يكن صبورا، وكان يريد اللعب بشكل سريع، وهذا ما تسبب ببعض التوتر بينه وبين نادي “رين”، ولم تعالج الأمور بالطريقة التي كان الطرفان راغبين بها.
غرناطة.. أفضل لاعب أفريقي يهزم أفضل فريق بالعالم
أدى التوتر بين ياسين إبراهيمي ونادي “رين” إلى رحيله وانتقاله إلى فريق غرناطة الإسباني موسم 2012-2013. يقول ياسين: كرة القدم مذهلة، قبل أسبوع كنت ألعب في بطولة فرنسا للهواة، وفي الأسبوع التالي وجدت نفسي أواجه برشلونة في “الكامب نو”، لقد كان أمرا استثنائيا، لم أكن أعرف نادي غرناطة من قبل، ولهذا لجأت إلى الإنترنت لجمع معلومات عن النادي وتاريخه، وقال لي صديق مقرب: سيلعب غرناطة الأسبوع المقبل ضد ريال مدريد، فاستغربت لأنني كنت أظن أن غرناطة في الدرجة الثاني، لكن تبين لاحقا أنه في الدوري الإسباني الأول “الليغا”، فاتصلت بمدير أعمالي وطلبت منه أن يوافق مباشرة على العرض، وسافرنا إلى إسبانيا في اليوم نفسه.

ويتحدث عن مباراته الأولى ضد فريق برشلونة قائلا: عندما تكون في فريق متوسط فالأهم هو كسب نقاط المباريات، ولكن عندما تلعب ضد برشلونة فلديك فرصة واحدة من أصل 50 للفوز عليه، ولكن أن تهزمه في “الكامب نو” فسيكون حدثا استثنائيا بالنسبة للنادي ولي أيضا، لأنني من سجل هدف الفوز، وسجلت الهدف في أفضل فريق بالعالم.
أشكر الله على تلك المنح التي أعطاني إياها وأشكره على كل نعمة أتمتع بها. أظن أننا محظوظون، هذا أقل ما يمكنني قوله، خلال موسمي الثاني مع غرناطة تُوجت بجائزة أفضل لاعب أفريقي في “الليغا” موسم 2013-2014.
وخلال تسلمه لها، أهدى ياسين الجائزة إلى عائلته وابنته ولبلاده الجزائر، ولقارة أفريقيا كلها.
منتخب الجزائر.. انتصارات عالمية بقميص الوطن الأم
رغم ارتداء ياسين إبراهيمي قميص منتخب فرنسا في الفرق السنّية وحتى بلوغ 16 عاما، فإن أمنيته الأولى التي كانت في عقله وقلبه هي تمثيل منتخب بلاده الأم وارتداء قميص منتخب الجزائر.

يقول ياسين: بلدي هو الجزائر، وحظيت وشرفت بارتداء قميص المنتخب الوطني، وساهمت في إنجاز تاريخي عندما وصلنا إلى ثمن نهائي مونديال البرازيل 2014، وواجهنا منتخب ألمانيا وأحرجناه وخسرنا أمامه 1-2 بعد تمديد الوقت، هذا المنتخب الألماني نفسه الذي اكتسح البرازيل لاحقا بسباعية، وهزم الأرجنتين في النهائي، وتوج باللقب.
كان ذلك بالنسبة للجماهير فخرا لا يوصف، واستقبلنا بالجزائر استقبال الأبطال، وهذه تعد أفضل ذكرى في حياتي.
وتتحدث زهرة إبراهيمي، والدة ياسين قائلة: نحن مرتبطون بشكل كبير بتاريخنا، أرى أنه لن يكون بإمكاننا أن نتقدم ونتطور إذا كنا لا نعرف تاريخنا، لذلك فإننا نفعل ما بوسعنا، لنجعل أبناءنا يفهمون ويدركون أصولهم ومن أين جاءوا.
نادي “بورتو”.. ألقاب محلية وحظوظ خائبة
في موسم 2014-2015، انتقل ياسين إبراهيمي إلى فريق “بورتو” البرتغالي الذي ارتدى قميصه لاعبون كبار، كما أنه ناد كبير حصد عدة بطولات محلية وقارية بينها دوري أبطال أوروبا، ويصف إبراهيمي الانتقال من غرناطة إلى “بورتو” بأنه “قفزة نوعية مهمة في مسيرته الكروية”.
ويقول الصحفي البرتغالي “لويس فيرتاس”: انضم إبراهيمي إلى الفريق البرتغالي وهو يمر بظروف صعبة، إذ خسر عددا من نجومه ولاعبيه الكبار، لم يكن الأمر يسيرا على “بورتو” في تلك الفترة، ورغم هذه الأوضاع فقد تأقلم بسرعة وقدم أداء ممتازا، وهو الأداء نفسه الذي كان يقدمه عندما كان يرتدي قميص غرناطة، ولم أر أي فرق.
وتحدث عن آمال الجماهير قائلا: المشجعون يحبون إبراهيمي، لكن لديهم شكوك حول قدراته الإبداعية، عندما لا تثمر عن أي نتيجة، فالفن الذي لا ينتج أي أثر يسقط في خانة الإهمال، وهذا في الحقيقة ليس من العدل في شيء.

ويقول ياسين: لم أكن أعرف ما الذي كان ينقصني عندما وصلت إلى “بورتو”، كان الهدف هو تحقيق الألقاب، لأن مسيرة لاعب كرة القدم تقاس بالألقاب التي يحققها، ولكن حتى الآن لم يحالفني الحظ، من الصعب تحمل هذا، ولكن مع ذلك علينا البقاء أقوياء، ويجب مواصلة تقدمنا والسير في طريقنا، علينا أيضا التعلم من إخفاقاتنا من أجل تحقيق الأفضل.
ما أتمناه في مسيرتي هو أن أكون قادرا على إظهار إمكانياتي، وأتطور لكي أكون لاعبا أفضل ومتكاملا، وأنضج كرويا، وأن أنهي مسيرتي بالقول لنفسي: ياسين.. قدمت كل ما تملكه من إمكانيات كروية، وستلعب لمواسم قادمة حتى يتذكرك الناس كلاعب كرة قدم جيد، والأهم كشخص جيد.
غادر إبراهيمي “بورتو” في 2019 وانتقل إلى نادي الريان القطري بعد أن حقق مع الفريق البرتغالي لقبي الدوري والسوبر المحلي. وقد أخفق منتخب الجزائر في التأهل إلى مونديال 2018 في روسيا، لكن إبراهيمي ساهم في فوز “محاربي الصحراء” بكأس أمم أفريقيا 2019 وبكأس العرب 2021، لكنه خرج من الدور الأول للبطولة الأفريقية في نسخة 2021 بالكاميرون.