أسود الأطلس.. قصص الكفاح التي صنعت نجوم المغرب في المونديال
الإخلاص في العمل، والوفاء للجذور، والثقة بالنفس والاحتكام للكفاءة والفرصة للأجدر. تلك بعض من عناوين ما شدّ انتباه أمم عربية وإسلامية وأفريقية كاملة وحّدها الفرح والفخر، وملايين القلوب التي خفقت على إيقاع تمريرات أسود الأطلس في مونديال قطر 2022.
بين لقطة رياضية وأخرى، كانت عبر ودروس حضارية تغزو القلوب قبل الشاشات؛ خطاب واثق لا يستصغر الذات، وأبطال يركضون نحو المدرجات لتقبيل رؤوس أمهاتهم، وسجدة جماعية تنهي كل موقعة أو نزال، وأعلام فلسطينية ترفرف في لحظات النصر والإنجاز.
شحنة طافحة من المشاعر، اختلط معها الفرح بالرهبة والذهول، فريق عربي مغاربي أفريقي يقف ندا للكبار في عالم المستديرة، ويمد بصره نحو الكأس الذهبية دون خوف ولا وجل ولا عقدة دونية تكبّل الأرجل، رجال مغاربة بقيادة “ساحر” مغربي اسمه وليد الركراكي، وثبوا على خصومهم في ميادين رياضية ظلت خارج دائرة أحلام الملايين من أمم الجنوب والمشرق، فحوّلوا المستحيل إلى حقيقة.
أبناء المهاجرين.. طاقات متفجرة تخلص للموطن الأصلي
خلف إنجازات الرياضة والتحليلات الفنية ولغة الأرقام، توجد قصة إنسانية كبرى يقدّمها أشبال المغرب، عنوانها القدرة على النهوض والتفوق على الذات وإعلاء شأن الأوطان. أبناء أسر مغربية بسيطة ومتوسطة شقوا طريقا وسط حجارة صماء، فكسروا قيود الفقر وأعادوا للمغاربة ومن يقاسمهم شعور الانتماء إيمانا بالذات وثقة في المستقبل.
إلى جانب أبناء المغرب ومسؤوليه ومؤسساته، حملت قصة المغرب في المونديال القطري معاني إضافية عبر كتيبة أبناء المغاربة الذين أجبرتهم مصاعب الحياة على الرحيل والهجرة. أسر مغربية هاجرت نحو أوروبا بحثا عن مصدر رزق ومستقبل أفضل لأبنائها، فكان أن تفجرت طاقات هؤلاء الشباب وأصبحوا نجوما في لعبة كرة القدم، لكنهم ظلوا مغاربة رغم أنهم ولدوا بجنسيات أوروبية، وفتحوا أعينهم على دول الإقامة وتعلموا لغتها.
براعم مغربية ولدت ونشأت في بلاد الهجرة، لكن عندما جاءت لحظة الاختيار بخصوص المنتخب الوطني فضلت اللعب للبلد الأصلي، ومنهم من خاض معارك مريرة من أجل ذلك، فكانت الرسالة مزدوجة؛ يستطيع الإنسان المغربي أن ينجح ويتفوق على الأجنبي إذا توفرت له الظروف الملائمة، وخطوة الهجرة والبحث عن هذه الظروف في آفاق أخرى لا تعني أبدا الانسلاخ عن الهوية والانتماء الأصلي.
“إن لم أحققه عليّ أن أرحل”.. ما وراء المدرب الشجاع
رجل خارق بمعنى الكلمة، حمّله المغاربة مسؤولية منتخبهم الوطني، حين لم تبق إلا أسابيع قليلة قبل دخوله غمار أكبر منافسة كروية على الإطلاق، ولم يكن أكثرهم تفاؤلا وإيجابية ينتظر منه أكثر من “المشاركة المشرفة”.
كساحر في حلبة “سيرك” تُقدّم عروض ترويض الأسود، تَقدّم الركراكي بكل ثقة نحو الميدان، فشعر المغاربة بعينيه تحدق في أعينهم جميعا، لقد خاطبهم بكل ثقة وحزم وصرامة: ثقوا بنا ولن نخيب.. “ديرو النية” بالتعبير المغربي.
“النية” التي طلبها وليد الركراكي هنا لم تكن سوى إخلاص الدعاء والدعم بسخاء. كانت طلبا بصيغة أمر جازم لترك التخاذل والتردد واحتقار الذات، وكان قالها قبل ذلك لرئيس الاتحاد المغربي حين اقترح عليه الاكتفاء بصفة “المدرب المساعد” إلى حين مرور المونديال، وعدم الالتزام بأي أهداف قبل كأس أفريقيا للعام 2026.
رفض وليد الركراكي موقع المنزلة بين المنزلتين، فطلب تحميله المسؤولية كاملة، ووضع لنفسه هدفا واضحا هو بلوغ نصف نهاية كأس أفريقيا للعام 2024، ثم قال “إن لم أحققه عليّ أن أرحل”.
هذه “العبقرية” التي أبان عنها وليد الركراكي في مباريات مونديال قطر يمكن تلمسها بوضوح في مسار حياته بالكامل. فابن الحي الشعبي للضاحية الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس، أدار مسار حياته بكثير من التفرد والحنكة، فقد كان والده شديد الإصرار على رؤيته يبلغ مراحل متقدمة من التحصيل العلمي والشهادات العليا، فنال شهادة البكالوريا في شعبة العلوم، ثم أتبعها شهادة في الدراسات الجامعية العامة، شعبة الاقتصاد.
كمثل مدرب للتنمية الذاتية أخرج وليد الركراكي أمة كاملة من حالة نفسية متأثرة بسياق سياسي واقتصادي مهزوز ومضطرب، إلى عنفوان الثقة والفخر والاعتزاز، ومن شعور بالضعف والخوف من المجهول في ظل وضع عالمي متوتر سياسيا واقتصاديا، إلى إيمان تام بالقدرة على تحقيق المستحيل، وها هو يقول بعد كل نصر “ما زلنا جوعى.. لم نشبع بعد”.
ورغم الصعوبة التي يلاقيها في التحدث باللغة العربية، فإن وليد يتواصل باللغة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، إلى جانب لغة الوطن الأصل، مما يسمح له بالتواصل مع لاعبي المنتخب المغربي القادمين من مختلف البطولات الأوروبية.
مهارة وليد الركراكي العالية في التواصل لم تظهر بعد توليه تدريب المنتخب الوطني، بل تحتفظ سجلات أرشيف الصحافة المغربية بسلوكه الشجاع بعد هزيمة المنتخب المغربي في نهائي الكأس الأفريقية عام 2004، أمام تونس، وقبوله الحديث عن الحدث رغم مرارته.[1]
“لا أحد يملك قلبا أكثر مغربية مني”.. قصة كفاح الأخ الأكبر
رغم ولادته ونشأته في فرنسا، حافظت أسرة وليد الركراكي على صلة وثيقة بالوطن الأم، فقد كان الأب والأم يحملان أطفالهما صيف كل سنة نحو المغرب، وتحديدا منطقة الشمال، لتجديد العهد بالأهل والأصول على مدى شهرين متواصلين. ويقول عن ذلك “صحيح أنني ولدت في فرنسا، لكن لا أحد يملك قلبا أكثر مغربية مني”.[2]
نشأ صانع المعجزة المغربية في كنف أب يشتغل عاملا بسيطا، وخلافا للمسار المألوف لدى لاعبي كرة القدم المحترفين في أوروبا، لم يبدأ وليد الركراكي مساره الاحترافي إلا بعد تجاوزه سن الحادية والعشرين. كان الفتى المغربي يمارس الكرة بطريقة هاوية، إلى أن رمقته عين خبيرة وأخذته إلى نادي تولوز وهو في سن الرابعة والعشرين، ومن ثم كانت خطوته الأولى مع المنتخب الوطني المغربي على عهد المدرب البرتغالي “أمبرتو كويلهو” عام 2000، ولعب أول مقابلة له في صفوف المنتخب في يناير/كانون ثاني 2002، وهو في سن الخامسة والعشرين.[3]
كما هو حال المسارات التاريخية المميزة، لم تكن طريق وليد الركراكي نحو النجومية مستقيمة، إذ جرفته أمواج الأزمة التي عصفت بناديه الفرنسي بسبب عقوبات مالية وضريبية قاسية أجبرته على التخلي عن لاعبيه، مما فرض على الركراكي فترة بطالة قسرية غاب خلالها اسمه حتى عن قائمة لاعبي المنتخب الوطني، ولم يستأنف مساره الاحترافي إلا حين مد له نادي “أجاكسيو” يد التعاقد سنة 2001، دون أن يجنبه ذلك الحرمان من المشاركة في الكأس الأفريقية لسنة 2002.[4]
ورفقة نادي أجاكسيو، أثبت وليد الركراكي أنه ورقة رابحة، إذ فرض نفسه ظهيرا أيمن صعب التجاوز، فصعد رفقة الفريق إلى القسم الأول، ثم استعاد مكانته في المنتخب الوطني المغربي، فجعله سنّه المتقدم بمثابة الأخ الأكبر داخل المجموعة، وحوّله انحداره من أصول مهاجرة إلى جسر رابط بين فئتي لاعبي المنتخب من المحليين والمحترفين، وبهذه الأدوار خاض تحت إشراف الناخب الوطني بادو الزاكي، بطولة كأس أفريقيا تونس 2004 التي بلغ المغرب نهايتها دون أن يظفر باللقب.
عصبة الأبطال الأفريقية.. بطل يصنع الألقاب ومنتخب يحتاج مدربا
حاز وليد الركراكي، على الجنسية الفرنسية وضمها إلى جنسيته المغربية التي لا تسقط عن حامليها وإن هاجروا وولدوا خارج الديار، ولم يجاور في كامل مساره الاحترافي سوى خمسة أندية كروية، أربعة منها في فرنسا (تولوز وأجاكسيو وديجون وغرونوبل)، وناد إسباني وحيد هو “راسينغ سانتاندير” في الفترة ما بين 2004-2007، ثم أنهى مسيرته الاحترافية عام 2010 دون أن يفارق كرة القدم، فقد واصل اللعب هاويا، مستفيدا من التكوين ونيل الشهادات.
ولا تعود بداية علاقة وليد الركراكي بدكة احتياط المنتخب الوطني إلى صيف 2022 حين سلّمت له المفاتيح قبل ثلاثة أشهر من انطلاق منافسات كأس العالم قطر 2022، بل تعود بداية هذه العلاقة إلى العام 2012، حين شغل مهمة مساعد المدرب إلى جانب المغربي رشيد الطاوسي، واستمرت مهمة الرجلين على رأس المنتخب إلى غاية إقصاء المنتخب المغربي من المشاركة في مونديال 2014، فبدأت مسيرة جديدة في حياة المدرب الشاب، إذ اتجه نحو الإشراف على عدد من الأندية، آخرها نادي “الوداد البيضاوي” الذي حصل معه على بطولة عصبة الأبطال الأفريقية، مما جعله مرشحا فوق العادة لتولي زمام المنتخب الوطني بعد المشاركة المخيبة لأسود الأطلس في بطولة كأس أفريقيا 2020 بقيادة المدرب البوسني “وحيد خليلوزيتش”.
تسلّم وليد المهمة والمنتخب المغربي يتخبط في أزمة داخلية كبيرة، قطيعة شبه تامة بين المدرب السابق ومسؤولي الجامعة، انضافت إلى قطيعة أخرى مع عدد من اللاعبين النجوم، وما إن تولى زمام الأمر، حتى أعاد حكيم زياش ونصير مزراوي ثم عبد الرزاق حمد الله، وقبل هذا وذاك بث روحا معنوية ولحمة وتماسكا غير مسبوقين في تاريخ المنتخب المغربي.
“لقد اخترت اللعب لأمي”.. قوة الانتماء تهزم الترغيب والترهيب
يشكّل اللاعبون الحاملون لجنسيات أخرى إلى جانب الجنسية المغربية العمود الفقري للمنتخب المغربي، وهو ما يدل على العلاقة الخاصة التي تربط الجالية المغربية المهاجرة ببلدها الأصلي، فقد ارتفعت قيمة تحويلاتها المالية إلى المغرب خلال فترة جائحة كورونا بشكل قياسي جعل تلك التحويلات تتجاوز العشرة مليارات دولار.
أبرز هؤلاء اللاعبين هو النجم ولاعب نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، وقد ولد يوم 19 مارس/آذار 1993 في هولندا بلد هجرة وإقامة والديه، وكان أصغر إخوته التسعة الذين أنجبتهم أم مغربية من أب هولندي الجنسية، وقد سئل عن سبب اختياره الانضمام إلى المنتخب المغربي بدل المنتخب الهولندي، فقال “لقد اخترت اللعب لأمي”.
ورغم الضغوط الكبيرة ووقوعه بين فكي كماشة الترغيب والترهيب، اختار حكيم زياش اللعب للمغرب، وحسم اختياره هذا عام 2015، فكانت أولى مبارياته بألوان المغرب ضد غينيا الاستوائية برسم إقصائيات كأس العالم روسيا 2018.
يقول حكيم زياش: اختيار المنتخب الوطني الذي نلعب له لا يكون بواسطة العقل، بل عبر القلب، وفي حالتي كان الاختيار دون أدنى تردد هو المغرب، لأنني شعرت دائما بأنني مغربي وإن ولدت في هولندا، وأنا أعرف أن الكثيرين لن يفهموا هذا الأمر.[5]
“يظل اسمي عربيا ووجهي مغربيا”
هناك نجم آخر يجسد هذا التعلق بالأصل، وهو مدافع فريق باريس سان جيرمان أشرف حكيمي، المولود في إسبانيا يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1998، من والدين مغربيين اضطرا للهجرة بحثا عن مصدر رزق.
كان والد أشرف حكيمي يعمل بائعا جائلا بسيطا، بينما كانت أمه عاملة نظافة، وكان عمل الأبوين الشاق يحفّز الطفل أشرف على بذل قصارى الجهود لمساعدتهما في رفع أعباء الحياة، خاصة أن معدات التدريب ولعب الكرة كانت مكلفة جدا بالنسبة لأسرته البسيطة.
يروي حكيمي أنه رغم كل ما حققه يحدث أن توقفه الشرطة وهو يقود سيارته، مخافة أن يكون سارق سيارات، لأن ملامحه لا تدل على أنه إسباني، ويقول عن نفسه: “رغم بطاقة الهوية وجواز السفر اللذين أملكهما، يظل اسمي عربيا ووجهي مغربيا”.[6]
اختيار القلب.. مغناطيس يجذب المعادن النفيسة إلى الوطن
هناك نموذج ثالث عن هذا الصنف يمثله عميد المنتخب المغربي، غانم ساسي. فقد ولد في الجنوب الفرنسي يوم 26 مارس/آذار 1990 من أب مغربي وأم فرنسية، كانا معا يعملان في مجال المطاعم، وقد ألهمه الميول الشائع في صفوف عائلة والده تجاه رياضة كرة القدم، إذ مارسها والده وجدّه وأحد أعمامه، وقاده هذا الميول إلى دخول نادي “إيه إس فلانس” عن سن 14، فكان يجمع بين خوض التدريب والعمل في مطعم والده لجني بعض المال والاعتناء بأخيه الأصغر، بما أن الأب والأم كانا يعملان طيلة الليل.[7]
ولا يخرج لاعب الوسط سفيان أمرابط عن هذه الفئة، فقد أبصر النور في هولندا عام 1996، ثم تلقى تكوينه في صفوف نادي “أوتريخت” الهولندي. وقد نودي عليه للانضمام إلى صفوف المنتخب الهولندي قبل بلوغ عامه الـ15، لكن ومع اشتداد عوده وبلوغه عامه السابع عشر، طرق باب النخبة المغربية ضمن فئته العمرية.
يروي سفيان عن نفسه أنه مقاتل، وقد أثبت ذلك في الميدان، ولم يكن يغادر ملعب التدريب إلا كي يلتحق بقاعة رياضية أخرى لتقوية بدنه أكثر، ويقول: “في مواجهة صعوبات الحياة، لا تملك سوى خيارين اثنين: أن تقاتل، أو تهرب”.[8]
وبينما لعب نصير مزراوي المغربي الهولندي في صفوف المنتخب الهولندي لأقل من 20 سنة في ثلاث مناسبات، فإنه سرعان ما صحح التجاه والتحق بصفوف المنتخب الوطني المغربي بدءا من سبتمبر/أيلول 2018.
أما سفيان بوفال الذي ولد في 17 سبتمبر/أيلول 1993 في العاصمة الفرنسية باريس، فرغم أنه يحمل الجنسية الفرنسية، وكان مؤهلا بالكامل للدفاع عن العلم ثلاثي الألوان (العلم الفرنسي)، فقد اختار اللعب باللونين الأحمر والأخضر (العلم المغربي).
التحق بوفال بصفوف المنتخب المغربي بدءا من مارس/آذار 2016. وعلى غرار زميله أشرف حكيمي، يقول سفيان إن اختيار اللعب للمغرب بدل فرنسا سببه “القلب”، وأن اختياره هذا أسعد عائلته سواء التي تقيم في فرنسا أو تلك الموجودة في المغرب.[9]
أبناء الأكاديمية.. أرض الوطن أحق بأمجاد نجومها
هناك عبرة أخرى يقدمها المنتخب المغربي المشارك في كأس العالم قطر 2022، تتمثل في ضمه عددا من اللاعبين الذين يمثلون منتوجا خالصا للتربة المغربية، ويعتبر المهاجم يوسف النصيري أبرز هؤلاء، إذ كان ورقة وليد الركراكي الرابحة بامتياز في مونديال قطر، وإنجازه الشخصي، ذلك أنه دافع عن جدارته بارتداء القميص الوطني رغم الكم الكبير من الانتقادات التي واجهها لاعب إشبيلية الإسباني.
ويعتبر يوسف النصيري منتوجا خالصا لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، المركز التكويني الذي استثمر فيه المغرب وراهن عليه لإنتاج مواهب كروية جديدة، وقد التحق بها يوسف فتيّا من حي بن دباب الشعبي بمدينة فاس، حيث ولد يوم فاتح يونيو/حزيران 1997، ليصبح بعد سبع سنوات من التدريب والتكوين موهبة جذابة للأندية الأوروبية الكبرى، آخرها نادي إشبيلية الإسباني.
هناك نموذج آخر من لاعبي المنتخب المغربي الذين برزوا محليا، يمثله عبد الرزاق حمد الله، وقد كان ثالث لاعب يعود إلى صفوف المنتخب المغربي منذ تعيين الركراكي مدربا له، بعد نجم “تشلسي” الإنجليزي حكيم زياش ومدافع “بايرن ميونخ” الألماني نصير مزراوي اللذين غابا عن صفوف المنتخب الأعوام الأخيرة لأسباب غامضة.
وأما جواد الياميق المولود في 29 فبراير/شباط عام 1992 بمدينة وادي زم، فقد بدأ مسيرته محليا مع فريق “أولمبيك خريبكة” عام 2012، ثم سرعان ما لفتت موهبتُه وقدراته في خط الدفاع انتباهَ نادي الرجاء البيضاوي العريق، فتعاقد معه عام 2016، فأصبح أحد أبرز نجومه، ثم التحق سريعا بصفوف المنتخب المغربي.[10]
أما نايف أكرد الذي يعتبر من مواليد مدينة القنيطرة غرب المغرب، في 30 مارس/آذار سنة 1996، فيعتبر من خريجي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أهلته للعب مع نادي “ويست هام يونايتد” الإنجليزي، كما لعب ضمن منتخب المغرب لكرة القدم في مركز قلب الدفاع.
ولد هذا النجم المغربي في 19 أبريل/نيسان 2000، وقد بدأ مسيرته في المغرب لاعبا لأكاديمية الرجاء البيضاوي ثم أكاديمية محمد الخامس، وبدأ بعدها رحلة أوروبية افتتحت من “ستراسبورغ” الفرنسي عام 2018، ثم “أفرونش” في الدرجة الثالثة من الدوري الفرنسي، وأخيرا “أنجيه” الناشط في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.[11]
أشبال الأندية المحلية.. رحلة من المغرب إلى سماء العالمية
أما يحيى جبران، فقد دشّن مساره الكروي لاعبا في صفوف نادي “نهضة سطات” لكرة القدم داخل القاعة، ثم قرر الخروج إلى الملاعب المكشوفة وجرّب حظه مع عدد من الأندية المغربية، ثم فريق الفجيرة الإماراتي، قبل أن يعود إلى الدوري المغربي ملتحقا بصفوف فريق “الوداد البيضاوي” سنة 2019. وبعد تجربة قصيرة في صفوف المنتخب المغربي للاعبين المحليين، التحق جبران بالفريق الوطني الرسمي.
ولم يجد بدر بانون لاعب فريق “نادي قطر” القطري صعوبة في تعزيز صفوف المنتخب المغربي في مباراة ربع النهائي التي أقيمت على ملعب الثمامة يوم 10 ديسمبر/كانون أول، رغم تضييعه إحدى ضربات الجزاء الترجيحية في ختام المواجهة المغربية الإسبانية، وذلك بفضل الدعم والمساندة الذين قدمهما له المدرب وليد الركراكي، ليجد نفسه وجها لوجه مع نجم الكرة العالمية البرتغالي “كريستيانو رونالدو”.
ولد بدر بانون في مدينة الدار البيضاء في 30 مارس/آذار 1993، ويعتبر منتوجا خالصا لمدرسة فريق الرجاء البيضاوي، إذ التحق بصفوف مدرسته الرياضية في سن مبكرة. وبعد اضطراره إلى اللعب معارا من طرف فريقه لعدد من الأندية المغربية، فقد تحوّل إلى ركيزة أساسية في دفاع القلعة الخضراء، إلى جانب جواد الياميق، كما جمع بين المشاركة في مباريات المنتخب المغربي للمحليين، وبين الحضور في مباريات المنتخب الأول.
وكمقاتل محنّك، برز يحيى عطية الله في صفوف المنتخب المغربي أثناء مباريات كأس العالم قطر 2022، رغم أنه دخل بديلا للاعب نثير مزراوي المصاب في المباراة ضد كرواتيا، ثم بديلا لأشرف حكيمي في مباراة كندا. يقول عطية الله في تصريح له على هامش المونديال القطري “نحن المغاربة تطبعنا على التحدي ولا نعرف شيئا اسمه الخوف”.[12]
ولد الظهير الأيسر لنادي “الوداد البيضاوي” المغربي في 2 مارس/آذار 1995 بمدينة آسفي، وهناك في مسقط رأسه كانت بدايته في نادي “نجم آسفي” عام 2005، ومنه انتقل إلى فريق المدينة الأكبر “أولمبيك آسفي” في العام 2012. وكانت أول تجربة احترافية لعطية الله خارج المغرب في نادي “فولوس” اليوناني، لكنه سرعان ما فسخ عقده وقفل عائدا نحو المغرب، وتحديدا نادي “الوداد البيضاوي”.
عبد الحميد صابيري.. عودة ابن الجنوب الشرقي من المهجر
إلى جانب نموذج لاعبي المنتخب المغربي الذين ولدوا ونشأوا خارج الوطن، وأولئك الذين نشأوا وبدأوا مسارهم الرياضي داخل المغرب؛ يوجد نموذج ثالث للاعبين هاجروا رفقة أسرهم وهم أطفال، فلم يمنعهم ذلك من الحفاظ على صلة وثيقة ببلدهم الأصلي.
من بين هؤلاء عبد الحميد صابيري الذي ولد يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1996 بمدينة كلميمة المغربية، ولكن بعد بلوغه سن 3 سنوات رحل رفقة عائلته إلى فرانكفورت الألمانية، وسرعان ما حصل على الجنسية هناك.[13]
بعد مسار رياضي حافل في الأندية الألمانية وفترة قضاها في إيطاليا، حمل صابيري قميص المنتخب الألماني لفئة تحت 21 عاما في 5 مباريات فقط، وفي الوقت الذي كان فيه لاعبا لنادي هادرسفيلد الإنجليزي عام 2018، قرّر التراجع واللعب لصالح المنتخب المغربي بدلا من انتظار استدعاء المنتخب الألماني.[14]
كان ظهور صابيري الأول مع المنتخب المغربي في المواجهة الودية ضد منتخب تشيلي شهر سبتمبر/أيلول 2022، وسجل هدفه الأول في تلك المواجهة، قبل أن يختاره المدير الفني لمنتخب “أسود الأطلس” وليد الركراكي، ضمن لائحة 26 لاعبا للمشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022.[15]
عبد الصمد الزلزولي.. موطن الآباء ينتصر على الضغوط
هناك نموذج آخر من هذه الفئة يمثله عبد الصمد الزلزولي، فقد واجه هذا الشاب العشريني المولود في منطقة بني ملال وسط المغرب، صعوبات كبيرة قبل تمكنه من الحصول على موقع داخل المنتخب المغربي، إذ كانت مكانته داخل فريق برشلونة الإسباني موضوع مساومة مريرة، وهو ما يفسر تأخر التحاقه بصفوف النخبة المغربية.
ففي أواخر العام 2021، زعمت صحيفة إسبانية أن لاعب برشلونة النجم المغربي عبد الصمد الزلزولي رفض استدعاء منتخب بلاده للعب في كأس الأمم الأفريقية، بعد اختياره تمثيل إسبانيا على المستوى الدولي.[16]
وهو ما أبان حجم الضغط الذي تعرض له اللاعب المغربي لحمله على اختيار المنتخب الإسباني، ولم يحسم هذا التردد سوى بداية العام 2022، حين ظهر في مقطع فيديو مرتديا قميص المنتخب المغربي قبيل واحد من آخر المعسكرات التدريبية التي نظمها المدرب البوسني “وحيد خليلوزيتش”.
“أقاتل كل يوم من أجلهم”.. عناق أبوي يتوج انتصارات أسود الأطلس
قدّم كأس العالم القطري للعالم صورة جديدة عن العلاقات الأسرية وارتباط الأبناء بالوالدين، وكان للمنتخب المغربي دور كبير في ذلك، إذ طلب المدرب وليد الركراكي من مسؤولي الاتحاد المغربي إحضار والدي اللاعبين، خاصة الأمهات، ليكونوا دعما وسندا للاعبيه في المباريات، كما يسارع بدوره إلى معانقة والدته بعد الانتصارات.
وقدّم نجوم المنتخب المغربي نماذج حية لهذه العلاقة الوثيقة بالأمهات، إذ لم يتأخر يوسف النصيري في معانقة والده بحرارة بعد إحدى المباريات، بينما يسارع أشرف حكيمي بشكل دائم، إلى البحث عن والدته وسط الجماهير للاحتفال كلما حقق إنجازا كبيرا.
يحمل أشرف حكيمي عرفانا كبيرا تجاه أسرته ووالديه، ولا يكف عن تذكر الديْن الذي يحمله تجاههم. يقول في حديث تلفزيوني سابق “لقد ضحوا من أجلي، حرموا إخوتي من أشياء كثيرة من أجل نجاحي، والآن أنا أقاتل كل يوم من أجلهم”.[17]
أما لاعب الوسط سفيان امرابط، فيقدم صورة استثنائية عن التماسك العائلي، فقد تلقى رفقة أشقائه تربية صارمة من الوالد الذي لم يسمح لهم بأي انحراف يؤدي إلى دخولهم متاهة الملاحقات الأمنية أو الانغماس في أعمال الشغب. تلك الصرامة نفسها نقلها سفيان إلى قلب الملعب، فشكّل خير خلف لأخيه نور الدين امرابط الذي سبقه إلى اللعب في صفوف المنتخب المغربي.
كان والد سفيان امرابط ابن 13 عاما حين غادر المغرب نحو أوروبا، وتحديدا هولندا، ورغم أنه لم يكن يفهم أصلا لغة هذا البلد، فقد تمكن من الحصول على وظيفة وتأسيس أسرة ناجحة، ومن بين ما قدّمه لأبنائه أن تعهّد مواهبهم الرياضية بالصقل والتكوين، فألحق نور الدين بنادي “أياكس أمستردام”، بينما لم يسمح لسفيان بتدشين مسار كروي إلا بعد حصوله على شهادة مميزة في رياضة السباحة.[18]
لاعبون في نصرة القضية الفلسطينية.. سقوط أسطورة التطبيع
برز النجم جواد الياميق خلال المونديال القطري بمبادرة أثلجت صدور الجماهير العربية، حين اختار رفع علم فلسطين للاحتفال به بتأهل “أسود الأطلس” إلى الدور الثاني، فبعد فوز المنتخب المغربي على كندا وضمان الصعود للدور الثاني، كان أكثر ما لفت الانتباه هو حمل أحد لاعبي المنتحب المغربي علم فلسطين، والطواف به داخل الملعب بفرحة غامرة، وسط تصفيق من الجماهير ومشاركة من بعض زملائه الذين شاركوه حمل العلم.
مبادرة مماثلة قام بها لاعبون آخرون من المنتخب المغربي، بينما حرص طاقم المنتخب على التقاط صورة جماعية يتوسط فيها العلم الفلسطيني لاعبي المنتخب، ولم تكن هذه المبادرات استثناء، إذ عاش نصير مزراوي فترة عصيبة في مساره الرياضي، حين تعرض نادي “أياكس” الهولندي لضغوط كبيرة من المتعصبين الهولنديين، للتخلي عن لاعبه المغربي الذي عبّر عن مساندته للفلسطينيين أثناء تعرضهم لاعتداء إسرائيلي أواسط العام 2021.
لم يتراجع اللاعب عن مواقفه المبدئية التي قادته بكل شموخ للدفاع بشكل علني عن حق الشعب الفلسطيني المهضوم، فنشر صورة عبر خاصية القصص القصيرة “ستوري” على موقع “إنستغرام” لطفل فلسطيني ممسك بحجارة صغيرة أمام جندي مسلح من قوات الاحتلال الصهيوني، ومكتوب عليها “الحرية لفلسطين”.
كما شارك منشورا لبطل رياضات الفنون القتالية الروسي حبيب نور محمدوف عبر نفس الخاصية، وأظهر صورة كتب عليها “لا تحتاج أن تكون مسلما لتساند غزة، تحتاج فقط أن تكون إنسانا”.[19]
وكان أشرف حكيمي أيضا قد تعرض لمضايقات خلال مباراة جمعت ناديه “باريس سان جيرمان” بصفته بطلا لفرنسا، مع نادي “ليل” الفائز بكأس فرنسا، ونظمت في عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب، فقد واجه هجوما فجا من الجمهور الإسرائيلي، حيث كان يستهدفه بالصفير كلما لمس الكرة. وأمام هذا السلوك غير الرياضي اكتفت الصحافة الفرنسية بنشر خبر الهجوم هذا، وتفسيره بتغريدة سابقة لحكيمي دافع فيها عن القضية الفلسطينية بكلمتين قصيرتين: “الحرية لفلسطين”.[20]
“كان حلمي دائما أن ألعب للمغرب”.. حكاية الحراس
لا تقل قصص ومسارات حراس مرمى المنتخب المغربي عن نظرائهم اللاعبين من حيث الحمولة الرمزية والعبر المفيدة. فالحارس الأول وصاحب الفضل الأكبر في مرور المغرب إلى دور ربع النهائي بعد صده لضربتي جزاء ياسين بونو، وخلافا لجل زملائه المحترفين من لاعبي المنتخب الوطني، وُلد بعيدا في أمريكا الشمالية، وتحديدا في كندا بتاريخ 5 أبريل 1991، لكنه سلك طريقا معكوسة حين عاد إلى وطنه طفلا ليتدرب داخل أكاديمية فريق الوداد البيضاوي كحارس موهوب.
لا ينحدر ياسين بونو من وسط اجتماعي فقير، بل إن والده مهندس دولة وأستاذ سابق في المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، وهي من أرقى مدارس المهندسين في المغرب. وقد حصل ياسين على تعليم جيّد مكنه من إتقان عدد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.[21]
وبحكم جنسيته المزدوجة المغربية-الكندية، فقد تلقى دعوة للالتحاق بصفوف المنتخب الكندي لكرة القدم بشكل متزامن مع دعوة المدرب المغربي رشيد الطاوسي، فكان اختياره واضحا: “كان حلمي دائما أن ألعب للمغرب، لقد لعبت في جميع الفئات العمرية للمنتخب المغربي، وكان من الطبيعي أن أحلم باللعب لأسود الأطلس”.[22]
وإلى جانب ياسين بونو، يتوفر المغرب على حارس ثان لا يقل مهارة عنه، هو منير المحمدي. فقبيل انطلاق مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره البلجيكي في الدور الأول من كأس العالم قطر 2022، وبينما انطلق عزف النشيد الوطني المغربي، فوجئ الجمهور بانسحاب الحارس الرسمي ياسين بونو من صفوف التشكيلة الرسمية والمناداة المفاجئة على الحارس الثاني منير المحمدي لتعويضه. وبعد المباراة سيفهم المتابعون أن بونو شعر بتعب ودوار مفاجئين وطلب تبديله، ليكتشف العالم مهارة الحارس منير المحمدي الذي تصدى لجميع محاولات المنتخب البلجيكي.
ولد منير المحمدي يوم 10 مايو/أيار 1989 في مدينة مليلية المغربية التي تخضع للحكم الإسباني، ونشأ في عائلة احتفظت بتقاليدها وأصولها العربية الأمازيغية المسلمة رغم امتلاكها الجنسية الإسبانية، ودعمت ابنها ليشق طريقه إلى النجاح في كرة القدم.[23]
تخفي قصة منير المحمدي كثيرا من الكفاح والتحدي للوصول إلى تمثيل المنتخب الوطني المغربي، فقبل سنتين فقط من مونديال روسيا 2018، كان المحمدي يعمل نادلا بمطعم عائلته.[24]
وقد انطلقت مسيرته مع المنتخب المغربي في مارس/آذار 2015، بعد دعوته من طرف المدرب المغربي بادو الزاكي لخوض مباراة ودية أمام الأوروغواي، وكانت تلك أول مشاركة له في صفوف النخبة المغربية.[25]
الحارس الثالث لعرين المنتخب المغربي هو حارس مرمى فريق الوداد البيضاوي، رضا التكناوتي الذي ولد في مدينة فاس منتصف التسعينيات، وفيها تلقى تكوينه الرياضي على يد والده محمد التكناوتي، داخل مدرسة فريق “المغرب الفاسي”، ومنها انتقل إلى فريق “النهضة البركانية” ثم فريق “الوداد البيضاوي”.
شارك التكناوتي في الندوة الصحافية التي سبقت مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره البرتغالي برسم ربع نهاية كأس العالم، وحين سئل عن طموحه قال: “نسعى إلى كتابة تاريخ جديد للكرة العربية والأفريقية، ونحن عائلة واحدة”.
المصادر
[1] https://www.lavieeco.com/portrait/walid-regragui-le-footballeur-intello-6309/
[2] https://rmcsport.bfmtv.com/football/coupe-du-monde/mondial-2022-qui-est-walid-regragui-l-entraineur-ne-en-region-parisienne-qui-fait-gagner-le-maroc_AV-202212070479.html
[3] https://www.jeuneafrique.com/1373357/societe/maroc-football-qui-est-walid-regragui-le-nouveau-selectionneur-national/
[4] https://www.lavieeco.com/portrait/walid-regragui-le-footballeur-intello-6309/
[5] https://www.afriquesports.net/football/hakim-ziyech-je-ne-jouerai-pas-pour-les-pays-bas-choisir-son-equipe-nationale-ne-se-fait-pas-avec-le-cerveau-mais-avec-le-coeur
[6] https://fr.hespress.com/110428-racisme-dortmund-famille-real-madrid-achraf-hakimi-raconte.html
[7] https://fr.wikipedia.org/wiki/Romain_Saïss
[8] https://www.sofoot.com/sofyan-amrabat-merci-patron-522683.html
[9] https://www.youtube.com/watch?v=oIshA1Cmils
[10] https://felesteen.news/post/123638/جواد-الياميق-عاشق-فلسطين-وحامل-علمها-في-المونديال
[11] https://arabic.rt.com/sport/1415541-من-هو-عز-الدين-أوناحي-الذي-أثار-دهشة-إنريكي-في-مباراة-المغرب-وإسبانيا/
[12] https://www.almountakhab.com/node/1177523
[13] https://www.alaraby.co.uk/sport/عبد-الحميد-صابيري-ابن-مدينة-كلميم-الذي-توهج-في-كأس-العالم
[14] https://www.alaraby.co.uk/sport/عبد-الحميد-صابيري-ابن-مدينة-كلميمة -الذي-توهج-في-كأس-العالم
[15] https://www.alaraby.co.uk/sport/عبد-الحميد-صابيري-ابن-مدينة-كلميم-الذي-توهج-في-كأس-العالم
[16] https://www.aljazeera.net/sport/football/2021/12/30/هل-اختار-عبد-الصمد-الزلزولي-لاعب
[17] https://sport.le360.ma/marocains-du-monde/son-enfance-ses-parents-sa-reussite-le-temoignage-poignant-dachraf-hakimi-71156
[18] https://www.sofoot.com/sofyan-amrabat-merci-patron-522683.html
[19] https://arabicpost.net/opinions/2021/08/24/عن-المنبوذ-نصير-مزراوي/
[20] https://lecollimateur.ma/53893
[21] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2022/12/6/ياسين-بونو-حارس-المنتخب-المغربي
[22] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2022/12/6/ياسين-بونو-حارس-المنتخب-المغربي
[23] https://www.alaraby.co.uk/sport/المحمدي-أسرار-معوض-بونو-ومنقذ-المغرب-في-ليلة-الانتصار-التاريخي