أطفال وراء الشاشات.. كيف يؤثر الإنترنت على طفلك؟
يعد الأطفال الفئة الأكثر هشاشة وتأثرا بالمحتويات التي تبثها مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الألعاب الإلكترونية. فما هي المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على شبكة الإنترنت؟ وما مدى تأثر المراهقين ببعض الظواهر كالتنمر والتحرش الإلكتروني؟
تؤكد آخر أرقام “المفوضية الأوروبية” أن واحدا من كل ثلاثة مستخدمين للإنترنت في العالم هم من الأطفال، ويؤدي الإفراط في استخدامه إلى الإدمان، بالإضافة إلى سهولة التلاعب بأدمغة الأطفال واستدراجهم إلى مستنقعات المواد الإباحية، وفي أحيان أخرى جرهم إلى التطرف الديني.
كشف بحث أجراه التحالف العالمي “وي بروتكت” الذي ترعاه الحكومة البريطانية؛ تداوُل أكثر من 17 مليونا من الصور وأشرطة الفيديو تُظهر الأطفال خلال فترة جائحة كورونا، من بينها مقاطع تضمنت مشاهد جنسية للأطفال؛ 83% منهم تقل أعمارهم عن 12 عاما.
تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى تعرض واحد من كل ثلاثة أطفال يستخدمون الإنترنت إلى التنمر بحسب بحث أجرته سنة 2019 في 30 دولة مختلفة. كما أن واحدا من كل خمسة أطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر أو العنف الإلكتروني.
تؤثر ألعاب الفيديو أيضا على سلوك الأطفال، فقد توصلت أغلب التحقيقات التي أجرتها الشرطة الأمريكية إلى أن عددا من منفذي إطلاق النار في المدارس كانوا مدمنين على ألعاب الفيديو. كما كشف تقرير عن قسم الخدمة السرية أن 12% من مطلقي النار في أكثر من 30 حادثا لإطلاق نار في المدارس الأمريكية؛ أظهروا اهتماما بألعاب الفيديو العنيفة.
حذرت دراسة حديثة نشرها موقع “بيزنس إنسايدر” سنة 2018 من أن استخدام الهاتف قبل النوم وبعد إطفاء الأنوار يسبب مزيدا من الأرق، كما أن النظر بصورة أطول في الشاشات، يتسبب بـ”قصر النظر”.
أجمعت البحوث التي قُدمت في اجتماع الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال عام 2017؛ على أن قضاء الطفل ساعات طويلة خلال مراحل العمر الأولى (بين ستة أشهر وسنتين) يزيد من احتمال تأخره في الكلام، وأوصت بضرورة منع الأطفال (أقل من 18 شهرا) من استخدام الأجهزة الإلكترونية.