الجامعة العربية.. تمثال العجوز السبعينية يتلمس طريقه بين الأزمات

على مشارف العقد الثامن، وبين ركام السنين، تتوكأ الجامعة العربية على عكّاز منحوت من ركام الفشل والأزمات التي سحقت جمال الهدف ومشروعية المقصد وحوّلته إلى أشواك ضاربة في شرايين العمق العربي.

بين ركام السنين، ترنحت أشواق الائتلاف العربي، وآمال النهوض بالأمة والخروج من ربقة المستعمر سياسيا وثقافيا، على جمر الخلافات وتحت أسواط زمن الاستبداد.

ليست كغيرها من بنات السبعين، لا أحفاد ولا بنين يجتمعون حولها، لا هدايا بمناسبة عيد الميلاد، ولا حكايا وقصص من زمن الصبا وأيام الشبيبة.

في دفاتر الذكرى مسوح وأكفان، وأميال عريضة من الحزن وأسئلة حائرة، وبين أسطر الذكرى أزمات الهوية والانتماء والسياسة.

فعلى أي عصا تتوكأ بنت الـ77 غير عصا يهش بها راعي الاستبداد العربية على الشعوب “المستغنَمة”، ويحولها أفعى ما تشاء لتنضم إلى سحرة فرعون ولتتكامل الأدوار، حيث لا موسى في الصعيد ولا طور يُؤوي التائهين.

في الثلث الأخير من شهر مارس/آذار 1945 ولدت جامعة الدول العربية، شاهدة على احتلال فلسطين، وعلى ثورة الجزائر، وعلى أزمات العراق ومصر وسوريا.

ولدت بعد أن تخلّقت فترات طويلة في أرحام شتى، وترامتها طوائف واتجاهات متعددة. قال بعض شهود الولادة إنها ولدت عمياء ولم تستهل صارخة، وأنها تخلّقت بين أمشاج شرقية وغربية قبل أن يُلقيها اليم في تابوت الضياع إلى شاطئ أمة منكودة الحظ.

في بداية الأربعينيات رعت فرنسا وبريطانيا مستوى من التكامل والتحالف بين مستعمراتها في الشرق الأوسط، وخصوصا العالم العربي، فآثار الحرب ونيرانها كفيلة بتمزيق الكتلة المتفرقة، وإقامة وهم عربي كبير تحت لافتة الوحدة يدعو إلى مزيد من توحيد الجهود والقرار الذي كان بيد الغرب أكثر مما كان بيد القادة المؤسسين للجامعة ومن تبعهم في مسيرة الركام العربية.

مبادئ وأهداف.. في مهب الريح

لم تخل نشأة الجامعة العربية من سعي لضبط المسار وتحديد اتجاه الزورق العربي الماخر لأمواج الاضطراب، فكان من أهم المبادئ التي عملت الجامعة العربية على العمل تحت لافتتها وفي ضوئها:

1- الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة.

2- المساواة القانونية بين الدول الأعضاء.

3- عدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء.

4- المساعدة المتبادلة.

كانت تلك المبادئ أشبه بأبيات غزل يلقيها حبيب مهاجر على أطلال محبوبة معاتبة، وجرت تحت جسور الحب العربي مياه كثيرة جرفت المبادئ التي كُتبت بحبر رقيق على ورق شفاف، لينتهي بها المطاف في سلال مهملات كثيرة تتقاذفها العواصم العربية.

لم تلتزم الجامعة في عقودها السبعة الماضية بمبادئ الأمم المتحدة في تكريس الحرية وحق الشعوب في الاختيار ولا في حق الشعوب في الاستفادة من ثرواتها وتنمية أوطانها، وكانت أبعد ما تكون عن محاربة الاستعمار وخصوصا الاحتلال الإسرائيلي الذي اقتطع من الأرض العربية قلبها النابض بالجلال والطهر والجمال والتاريخ المقدسي المرفرف فوق أغصان الزيتون.

أول قمة عربية سنة 1946 بدعوة من الملك فاروق وأقيمت في إنشاص بمصر

أما الأهداف المستلّة من حقائب المبادئ المجمدة، فقد جاءت هي الأخرى براقة شاعرية، دون أن يكون لها على أرض الواقع أي ترنيمة أو نشيد أو خبز يطعم العربي الجائع.

لقد حدد الآباء المؤسسون للجامعة العربية أهدافها في السعي الحثيث إلى توثيق الصلات بين الدول العربية وصيانة استقلالها والمحافظة على أمن المنطقة العربية وسلامتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية. وفي ضوء ذلك أبرمت اتفاقيات وقامت مؤسسات من أجل تفعيل التعاون والانتقال من الأهداف النظرية إلى واقع الإنجاز.

وكان من بين تلك الاتفاقيات والمؤسسات:

– اتفاقية تسهيل التبادل التجاري.

– التعرفة الجمركية الموحدة.

– إنشاء المؤسسة المالية العربية للإنماء الاقتصادي.

– اتفاقية الوحدة الاقتصادية.

– اتفاقية الدفاع العربي.

فشلت الجامعة في احتواء الكثير من الخلافات العربية البينية

وتسعى الاتفاقية الأخيرة إلى حلحلة الأزمات العربية الجاثمة عبر الحوار وضمن دائرة الأشقاء العرب، ولتحقيق ذلك تُلزم المادتان الخامسة والسادسة الدول الأعضاء في الجامعة العربية بعدم التحاكم إلى العنف والرصاص لحل الأزمات العربية، وعليهم عوض ذلك التوجه إلى مجلس الجامعة العربية للتحكيم أو الوساطة، ومع ذلك فإن الحُكم العربي ليس ملزم القرار أصلا، كما أن دائرة عمله محدودة بأن يُطلب أو يُنتدب للوساطة، وهي قيود ما زالت تكبل معاصم الجامعة بنت الخمسة والسبعين عاما.

ورغم ذلك فقد حاول المؤسسون سنة 1950 وبعد نحو عامين من احتلال كامل فلسطين إجراء تعديل طفيف في اتفاقية الدفاع العربي المشترك، فقد أصبح بالإمكان استخدام القوة لفض النزاع أو رد الاعتداء على دولة عربية، لكن ذلك كله ينبغي أن يكون تحت سقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي مرمى نيرانه.

شهدت الجامعة العربية على احتلال مناطق متعددة من العالم العربي وفي مقدمتها فلسطين. وباستثناء الشعارات التي تلاشت وذبلت مع الوقت لم تقدم الجامعة كبير شيء لتحرير تلك المناطق.

كما فشلت الجامعة في احتواء الخلافات العربية البينية، ومن أبرزها في السنوات الأخيرة الأزمة الخليجية التي لم تستطع الجامعة أن تفعل شيئا لتجاوزها أو للتخفيف من تداعياتها، بل وجدت نفسها في مأزق حين عجزت حتى أن تضع الأزمة وحصار قطر على جدول أعمال قمة الظهران في السعودية التي انعقدت في أوج الأزمة، وذلك بسبب هيمنة المحور السعودي عليها نظرا لعامل التمويل، فالسعودية تدفع نحو 60 مليون دولار سنويا من موازنة الجامعة، وهو ما أثر أيضا على موقفها من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث أيدت الجامعة البيانات المتناقضة للسلطات السعودية إنكارا ثم اعترافا.

مؤتمرات وقمم.. أصحاب السمو والمعالي

نظمت الجامعة العربية قمما عربية عديدة (31 قمة) منذ أن تأسست في 1945، ولم تكن أكثر من قمم لأصحاب السمو والمعالي، فيما كانت القاعدة العربية العريضة تعيش تحت وطأة زمن الإذلال والإرهاب بين حلقات متعددة من سلسلة التضييق المحلي والعالمي على أمة الضاد.

كانت أول قمة عربية سنة 1946 بدعوة من الملك فاروق وأقيمت في إنشاص بمصر، وحضرها رؤساء حكومات الدول السبع المؤسِّسة للجامعة العربية (1945) وهي: مصر وشرق الأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا. وأكدت القمة -التي صنفها مراقبون ضمن القمم الطارئة- على عروبة فلسطين وأن مصيرها هو مصير كل دول الجامعة.

على المستوى السياسي لا تزال القطيعة والخلافات العربية أبرز مؤشرات العلاقة بين الدول العربية

وعلى المستوى السياسي لا تزال القطيعة والخلافات العربية أبرز مؤشرات العلاقة بين الدول العربية

قمة بيروت 1956

دعا إليها الرئيس اللبناني كميل شمعون إثر العدوان الثلاثي على مصر وشارك فيه تسعة زعماء وخرجت بقرار دعم فلسطين ونضال الجزائر نحو الاستقلال.

قمة القاهرة 1964

وهي أول قمة عربية فعلية خرجت ببيان الإجماع على إنهاء الخلافات العربية، والسعي إلى تدويل النضال ضد إسرائيل، ضمن قرارات أخرى متعددة.

قمة الخرطوم 1967

جاءت بعد نكسة يونيو/حزيران 1967، وأكدت على وحدة الصف العربي، وأطلقت ثلاث لاءات عربية: لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف، ومع الزمن تساقطت اللاءات في بحر التطبيع العربي.

قمة القاهرة 1970

جاءت بعد سبتمبر/أيلول الأسود الدامي بين الفلسطينيين والأردنيين، وخرجت بمشروع مصالحة بين الطرفين وسعي للمصالحة العربية.

قمة الجزائر 1973

عُقدت بحضور 16 دولة وبمبادرة سورية مصرية بعد انتصار العرب في 1973، ورغم ذلك فقد فتحت بوابة السلام بشروط مشددة تجاه إسرائيل، وسرعان ما انفتح السلام على أفق رحيب في السنوات اللاحقة.

قمة بغداد 1978

جاءت مع تطور التطبيع المصري الصهيوني، وخرجت بإدانة الموقف ونقل مقر الجامعة العربية، ومهدت لقطيعة عربية واسعة مع مصر، واستقالة للأمين العام للجامعة محمود رياض ليخلفه الشاذلي القليبي وليكون الرجل الوحيد غير المصري في قائمة أمناء الجامعة.

قمة فاس 1982

وهي القمة الثانية غير العادية، أو هي قمة الاعتراف بإٍسرائيل، وقد أقرت مشروع مسار السلام وتنازلت عن أراضي 1948 واكتفت بالدعوة إلى مبارحة إسرائيل لأراضي 1967.

قمة بغداد 1990

بدعوة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وانعقدت بغياب من لبنان وسوريا وعلى إيقاع وحدة اليمنَين، جاءت القمة تتويجا لحالة من القوة السياسية للعراق، ودعمت حقه في امتلاك القوة التكنولوجية.

قمة القاهرة 1990

جاءت لتعالج جرحا عربيا جديدا مثّله احتلال العراق للكويت وضمه له، وخرجت بدعم الكويت وإنشاء قوة عربية لتحريرها بطلب من السعودية.

قمة القاهرة 2000

وهي قمة الأقصى وجاءت بعد تدنيس شارون للمسجد الأقصى وخرجت بتنديد عربي عريض وإعلان صندوق عربي لدعم الانتفاضة، وهو ما لم يحصل.

قمة بيروت 2002

وهي قمة التطبيع حيث أقرت مبادرة السلام العربية التي تقدم بها ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتضمنت لأول مرة الاعتراف الضمني بتقسيم القدس، ورغم التنازلات الضخمة التي تضمنتها المبادرة فإن إسرائيل أولتها الصماء من أذنيها.

قمة شرم الشيخ 2003

جاءت كإيقاع حزين على غزو الولايات المتحدة للعراق، وخرجت بتضامن هزيل يدعو إلى احترام السيادة العراقية، مع نقاط تتابع طويلة من الخلافات الثنائية.

قمة الجزائر 2005

جاءت بعد انسحاب سوريا من لبنان، ودعت إلى برلمان عربي انتقالي.

قمة دمشق 2008

جاءت هذه القمة العادية جدا دعما للإمارات في سعيها إلى استعادة جزرها الثلاث المحتلة من إيران، ومضى شريان الأزمات فلم تعد دمشق صالحة لاستقبال القمم العربية ولم تتحرر جزر الإمارات.

نظمت الجامعة العربية قمما عربية عديدة (29 قمة) منذ أن تأسست في 1945

قمة الدوحة 2009

أكدت رفضها مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية النزاع في إقليم دارفور (غرب السودان)، وشددت على دعم السودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

قمة بغداد 2012

جاءت مؤجلة بعد فترة طويلة بسبب اندلاع الربيع العربي الذي دك بعض العروش العربية، وانتهت بتجميد عضوية سوريا.

قمة الدوحة 2013

اعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأعطي مقعد سوريا في القمة لهذا الائتلاف، ورُفع علم الائتلاف.

قمة الكويت 2014

رفعت القمة علم النظام السوري في قاعة المؤتمر، إضافة إلى اقتصار مشاركة الائتلاف على إلقاء أحمد الجربا رئيس الائتلاف كلمة باسم المعارضة دون أن يجلس على مقعد بلاده الشاغر.

قمة شرم الشيخ 2015

ناقشت القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتحركات الإيرانية بالمنطقة، وأقرت تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

قمة نواكشوط 2016

جددت قمة موريتانيا الالتزام بالتصدي لكل التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وأكدت مركزية القضية الفلسطينية، واعتبار 2017 عاما لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

قمة البحر الميت 2017

خرجت بقرارات روتينية بشأن ملفات القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولم يكن البحر الميت أحق بالتسمية من الجامعة السبعينية.

قمة الظهران 2018

انعقدت هذه القمة كسابقاتها على إيقاع أزمات عربية متصاعدة، وفي ظل خلاف خليجي غير مسبوق، ورغم أن القمة سميت باسم “القدس” وكان يتوقع منها أن تتخذ خطوات لمواجهة قرارات إدارة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن تتخذ أيضا خطوات أخرى لإنهاء الصراع الخليجي، فإن مخرجات القمة ركزت على مواجهة ما يوصف بالخطر الإيراني، وهجاء الربيع العربي.

قمة تونس 2019

هي القمة العربية الثلاثون، وفيها اتفق القادة العرب على رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، واختلفوا على موعد ومكان انعقاد القمة القادمة.

قمة الجزائر 2022

انعقدت بعد استمر نحو ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، وفي أعقاب اتفاق بعض الدول على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وبغياب قادة السعودية والإمارات والكويت والمغرب.

باستثناء الشاذلي القليبي لم تخرج الأمانة العامة للجامعة عن الحضن المصري، ويرأسها اليوم أحمد أبو الغيط ويصفه الكثيرون بصديق إسرائيل وعدو الربيع العربي

أمناء عامون.. من عزام إلى أبو الغيط

باستثناء الشاذلي القليبي لم تخرج الأمانة العامة للجامعة عن الحضن المصري، رغم أن مصر بقيت لسنوات خارج الجامعة العربية على خلفية تطبيعها مع إسرائيل:

ومن أهم أمناء الجامعة حتى الآن:

عبد الرحمن عزام (1945–1952)

مصري من أصول ليبية، اختير أول أمين عام للجامعة العربية عام 1945، جاء عزام إلى الجامعة العربية من عمق الثورات والجهاد العربي والإسلامي، وإلى حين استقالته سنة 1952 ظل ينظر إلى القضية العربية كجزء من عالم إسلامي موحد وواسع.

عُرف بـ”جيفارا العرب”، حيث شارك في معارك وحروب وثورات داخل وخارج المنطقة العربية دفاعا عن العرب والمسلمين، فنفر إلى ألبانيا ليقاتل البلغار دفاعا عن المسلمين الألبان، وتطوع في الجيش العثماني في ليبيا وقاتل الإيطاليين.

محمد عبد الخالق حسونة (1952-1972)

استمر في الأمانة العامة عشرين سنة كاملة، كانت حافلة بالإخفاقات والصراعات والأوجاع العربية الغائرة.

محمود رياض (1972-1979)

تولى الأمانة العامة للجامعة قادما من رحم المؤسسة الأمنية المصرية، فقد كان أحد أبرز مديري المخابرات الحربية المصرية، واستقال بعد قمة بغداد التي أدانت مصر بسبب تطبيعها مع إسرائيل.

الشاذلي القليبي ( (1979-1990)

وهو دبلوماسي تونسي جاءت به أزمة واستقال إثر أخرى، فقد أصبح أمينا عاما للجامعة بعد انتقال مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس احتجاجا على معاهدة كامب ديفد، كان استثناء وحيدا في دائرة الأمناء المصريين وسعى إلى تنقية الأجواء العربية، ولكن دون جدوى، بيد أنه استقال من منصبه سنة 1991 احتجاجا على الحشد العسكري الأميركي لغزو العراق (1990-1991) قبيل حرب الخليج الثانية.

عصمت عبد المجيد (1990-2001)

وزير سابق للخارجية المصرية، عادت معه الجامعة إلى القاهرة بعد غياب طويل، أدار الجامعة العربية تسع سنوات عربية عجاف، عُقد خلالها مؤتمرا قمة غير عاديين بالقاهرة.

عمرو موسى (2001-2011)

دبلوماسي وسياسي مصري مشهور، استمر في الأمانة العامة للجامعة 12 سنة انتهت بالثورة المصرية على حسني مبارك، ليتوجه بعد ذلك إلى السباق نحو الرئاسة المصرية، كان موسى أحد أكثر الأمناء العرب إثارة للانتقاد لأنه جاء في عمق فترة التطبيع وعلى بوابة الربيع العربي.

نبيل العربي (2011-2016)

انتقلت الأمانة العامة بعد موسى إلى نبيل العربي الذي عايش فترة الربيع العربي وأزماته المتفاقمة، تم اختياره في 2011 بعد توافق قطري مصري، وسحب الدوحة مرشحها عبد الرحمن العطية، ويعد أحد أقصر الأمناء عمرا في المنصب، حيث استمر فيه خمس سنوات فقط.

أحمد أبو الغيط (2016-حتى اليوم)

وزير سابق للخارجية المصرية، يصفه الكثيرون بصديق إسرائيل وعدو الربيع العربي، لم يُخف في وقت من الأوقات غيظه على الربيع العربي وحراك الشعوب ضد الاستبداد، وهو إلى ذلك آخر وزير خارجية في عهد المخلوع حسني مبارك، ورجل الثورة المضادة الأبرز في الجامعة العربية.

الجامعة العربية.. حقيبة الفشل

السنوات الـ77 حفرت في الجامعة العربية -رغم تعدد مؤسساتها وأجنحتها السياسية والأمنية والاقتصادية- دوائر عديدة من التأزم والإخفاق، فلا العالم العربي انتقل في الاقتصاد إلى سوق عربية مشتركة، ولا يزال حلم العملة العربية بعيد المنال بسبب الصراع الدائم بين الدراهم والريالات والجنيهات.

وعلى المستوى السياسي لا تزال القطيعة والخلافات العربية أبرز مؤشرات العلاقة بين الدول العربية، بل أكثر من ذلك انهارت دول عربية وغرقت في بحر الدماء بعد أن كانت قوية ومؤثرة، واستنسرت دول أخرى ظلت فترات طويلة خارج دائرة التأثير والفعالية.

أما المواطن العربي فلا يزال كما هو يصرخ في آذان الكون “إنسان ماني حيوان” فتجيبه الحدود.. أنت إنسان ولكن تحت سقف الجامعة العربية.