“جون فرانسوا شامبليون”.. عاشق الشرق الذي فكك طلاسم حجر رشيد

في بداية القرن الـ19، لم يكن أحد في مصر أو خارجها قادرا على فك رموز النصوص الكثيرة المنحوتة في مقابر الفراعنة أو المسلات التي تحرس مداخل المعابد، فالمصريون لا يعرفون شيئا تقريبا عن تراثهم القديم الكبير، فقد مُحيت الحضارة المصرية من الذاكرة، رغم وجودها منذ آلاف السنين.
لكن أحداثا ثلاثة مترابطة غيّرت هذا الأمر، أولها: معركة الأهرامات، حين غزا الجنرال “نابليون بونابرت” مصر في 21 يوليو/تموز عام 1798. والثاني: في 15 يوليو/تموز عام 1799، حين وجد الملازم “بوشار” بالصدفة حجرا مصريا غريبا. والثالث: في 14 سبتمبر/أيلول عام 1822، حين استطاع “جون فرانسوا شامبليون” فك لغز الهيروغليفية. شكّلت هذه الأحداث الثلاثة لحظات حاسمة في فك رموز الهيروغليفية، وفتحت الطريق أمام “علم المصريات”.
وقد سلطت حلقة “شامبليون وحجر رشيد” التي بثتها الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “سيناريوهات تاريخية” الضوء على هذا العالِم الشاب الشغوف بالشرق، فقد دخل التاريخ باعتباره مفكك رموز الهيروغليفية، وبفضله نعرف اليوم الكثير عن 3500 عام من التاريخ المصري القديم.
فتاريخنا ليس سوى سلسلة من الأحداث المدهشة، يستطيع كل منا أن يؤثر في مجراه، من ولادة إمبراطورية عمرها ألف سنة، إلى انهيار حضارة مزدهرة، ومن العبقرية الإبداعية لحفنة من الرواد، إلى ثورة ثقافية عالمية، ومن أسوأ الرؤى الاستبدادية، إلى أبشع الحروب الكبرى، ومن المقاومة البطولية لشعب كامل، إلى التصميم الحديدي لأقلية معينة.
ركوب البحر الأبيض.. خطة الثورة لتقويض القوة الإنجليزية
في 23 ديسمبر/كانون الأول عام 1790، وُلد “جون فرانسوا شامبليون” في جو سياسي مضطرب بفرنسا، ففي العام السابق 1789 اقتحم الثوار المسلحون سجن “الباستيل” في باريس، لتعيش بعد ذلك فرنسا فترة ثورة. يمر الوقت ويتعلم “شامبليون” الصغير القراءة باكرا، وتسقط الحكومات الواحدة تلو الأخرى، ويجتاح الإرهاب الثوري الريف، وتدخل المقصلة لتقييم المشهد السياسي.
كانت إنجلترا -قائدة التحالفات المتتالية المناهضة للثورة- هي العدو، لكن القنال (بحر المانش) تحميها؛ فالجزيرة خارج متناول جيوش الثورة، لذا وجدوا طريقا مختلفا، فغزو مصر قد يهدد الطريق إلى الهند والمصالح التجارية البريطانية.

كانت مصر آنذاك جزءا من الإمبراطورية العثمانية، لكن الباب العالي لم يكن يسيطر إلا نظريا، فالقوة الحقيقية كانت بيد المماليك. وعبور البحر الأبيض المتوسط -الذي تسيطر عليه البحرية الملكية- هي عملية معقدة. ولقيادة هذه المهمة الخطيرة، اختارت فرنسا ضابطا ترقى بسرعة في الرتب؛ الجنرال “نابليون بونابارت” الشاب الديناميكي الجريء المقتنع بأفكار الثورة، والمتفاني في خدمة بلاده.
“نابليون بونابرت”.. صانع الانتصارات الفرنسية على ضفاف النيل
في وقت قياسي وبسرية تامة، جمع “بونابرت” جيشا قوامه 40 ألف جندي. ولكونه شغوفا بالرياضيات وعضوا في معهد العلوم، فقد طلب من عالِم الرياضيات “غاسبار مونج” تشكيل لجنة من العلماء والفنانين لمرافقته إلى مصر.
وبعيدا عن الاعتبارات العسكرية، ستكون هذه البعثة علمية وثقافية، بعد أن انضم إلى المغامرة نحو 167 عالما دون معرفة مدتها أو وجهتها بالضبط. وفي 19 مايو/أيار عام 1798، انطلق علماء رياضيات وكيميائيون ومسّاحو خرائط وأطباء ومعماريون ورسامون وعلماء نبات، جنبا إلى جنب مع قوات الثورة إلى أرض الفراعنة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1798، التحق “شامبليون” بالمدرسة، لكن هذا الطالب العنيد يُفضّل اللغة اللاتينية واليونانية، ويُدير ظهره للرياضيات، وهذه مجرد واحدة من الخطوات الأولى في علاقة الحب الطويلة بين “شامبليون” واللغات القديمة.

قبل بضعة أشهر، وعلى بعد مئات الأميال البحرية، استطاع الجنرال “بونابارت” الإفلات من الإنجليز والاستيلاء على الإسكندرية. وفي 21 من يوليو/تموز، وعلى ضفاف نهر النيل، هزم “بونابرت” قوات “مراد بك” المملوكية في معركة ملحمية بالقرب من أهرامات الجيزة، ليمهّد للفرنسيين الطريق إلى القاهرة، وفي غضون بضعة أشهر، احتل الجنرال مصر. ومنذ ذلك الحين ستستكشف اللجنة العلمية كل شبر من البلاد، وسيُجري المعهد المصري -المؤسس حديثا في القاهرة- جردا ممنهجا لكل ما يعثر عليه في البلاد، ويضع الأسس الأولى لعلم المصريات.
ترميم التحصينات البحرية.. كنز مدفون بين طبقات الغبار
كان ضغط الأسطول البريطاني يزداد قوة، ففي الأول من أغسطس/آب، دمّر الأميرال “هوراشيو نيلسون” الأسطول الفرنسي في ميناء أبو قير، مدمرا آمال العودة إلى فرنسا، ليجد “بونابرت” نفسه في طريق مسدود، مما سيضطره للبقاء في مصر، فأمر رجاله بترميم التحصينات الساحلية في أماكن مثل رشيد التي سُميت بالفرنسية “روزفلت” وبعدها “روزيتا” بالإنجليزية.
وفي 15 يوليو/تموز عام 1799، رفع رجال الملازم “بوشار” حجرا أسود ثقيلا أثناء العمل، لكن هذا الحجر -الذي كان يُهيأ كطوبة بناء- أثار على الفور اهتمام الملازم المتعدد المواهب والملم باليونانية القديمة الذي أدرك أهمية الاكتشاف. وتحت طبقة من الغبار يُحدد “بوشار” بعض النقوش اليونانية، لكن الحجر كان يحوي نقشين آخرين مكتوبين بشكل مختلف. يُبلّغ الملازم رؤساءه، فيُرسل الحجر بسرعة إلى القاهرة، ويُعرف منذ ذلك الحين بـ”حجر رشيد”، ويصبح موضع اهتمام الجميع.

بالإضافة إلى اليونانية، حُدد النقشان الآخران بأنهما رموز ديموطيقية وهيروغليفية. والأهم من ذلك أن النص اليوناني -الذي فُكت شفرته بسرعة- يُشير إلى أن النصوص الثلاثة هي ترجمات للمرسوم عينه. وكان ذلك مفتاح كشف سر الكتابة الفرعونية المقدسة، ولتسهيل دراستها، قرروا نسخ النصوص خوفا من سقوط الحجر في أيدي الإنجليز.
مرسوم فرعوني بثلاث لغات قديمة.. فك اللغز
وصلنا إلى نقطة التحول.. وهي لحظة حاسمة ومفترق طرق في تاريخنا، يمكن لعالمنا أن يتحول فيها من مسار الى آخر. فحجر رشيد جزء من نصب لمرسوم صادر عن الفرعون بطليموس الخامس عام 196 قبل الميلاد. والنص مكتوب بثلاث لغات؛ الهيروغليفية في الأعلى، والديموطيقية في الوسط، واليونانية في الأسفل. نظريا فهم محتوى أحدها، سيسمح بفك تشفير النصين الآخرين.
وقعت هذه الحادثة الفريدة في يد شخص نادر كان قادرا على فهم أهميتها، ولو كان شخصا جاهلا باللغات القديمة، فلربما كان قد استخدم ذلك الحجر كردم دون أن يعلم أحد بوجوده. ولولا اكتشاف حجر رشيد لما أصبح علم المصريات بهذه الشعبية، ولربما استمر تجاهل التاريخ المصري أو إهماله، ولوقع التراث المصري ضحية للنهب من قبل صائدي الكنوز وتبعثر بين المجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم.

وفي مارس/آذار عام 1801، بدأ “شامبليون” يدرس اليونانية القديمة واللاتينية وكذلك العبرية والعربية والسريانية والكلدانية، ثم انتقل إلى الفارسية والقبطية، فعلم الآثار هو شغفه.
وبعد تحول الجمهورية إلى إمبراطورية أصبح لفرنسا قائد جديد هو الإمبراطور “نابليون بونابرت”، وقبل ذلك بخمس سنوات كان هذا الجنرال في جيش الجمهورية قد هرب من مصر، خوفا من دوريات البحرية الملكية الإنجليزية.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1799، نصّب “بونابرت” نفسه على رأس الدولة بانقلاب عسكري جديد، وبفضل رسائله الذكية، فقد طغت انتصاراته العلمية على فشل حملته العسكرية في مصر، لكن عودة اللجنة العلمية إلى الوطن مُحمّلة بالوثائق والملاحظات والرسومات والتحف المصرية العديدة لم تتحقق بلا حل وسط؛ فها هو الأسطول الإنجليزي يعرض عودة آمنة مقابل جميع الأعمال العلمية.
ثروة الحجر.. مفاوضات الغزاة على غنائم التاريخ
بعد مفاوضات شاقة، سُمح للفرنسيين بالاحتفاظ بأبحاثهم الثمينة، لكن البريطانيين يتوقفون عند أكثر الاكتشافات الأثرية جاذبية، وخاصة حجر رشيد، وهذه خسارة كبيرة للفرنسين، غير أن حقائبهم كانت تحمل نسخ النصوص التي على الحجر، وغيرها من الأوصاف الدقيقة لمصر.
وبين عامي 1802-1826، وعند تجميع هذه العناصر الثمينة بصبر في عمل ضخم سمي “وصف مصر”، يجذب حجر رشيد على الفور انتباه المجتمع العلمي، وخاصة العالِم الإنجليزي “توماس يونغ” الذي يشرع بالعمل فورا، وكان هدفه أن يجعل الحجر ينطق ويكشف أسرار الهيروغليفية.

ويكتشف “توماس يونغ” أن لديه منافسا في فرنسا طلب منه نسخة (إنجليزية) من حجر رشيد. وكان رد “يونغ” على “شامبليون” واضحا: النسخ الفرنسية بنفس جودة الإنجليزية، لذا لا داعي لإرسال أي شيء. وسرعان ما سمع “شامبليون” عن أبحاث “يونغ” فعرف أن لديه منافسا في لندن.
فك رموز اللغة الهيروغليفية.. سفر عبر الزمن
قبل اكتشاف حجر رشيد، كان فهم الكتابة الهيروغليفية المصرية قد اختفى منذ نهاية الإمبراطورية الرومانية، مع أنها كانت تستخدم لأكثر من ثلاثة آلاف عام، لكنها كانت حكرا على “الكَتَبَة”، وهم طبقة رسمية صغيرة، ولم تكن معروفة إلا لدى عدد قليل من الناس.

الهيروغليفية مصممة للنحت، وهي أساسا لغة رمزية يسهل التعرف عليها من رموزها التي تمثل الأشياء. ومع مرور الوقت، بُسّطت ومالت نحو التجريد، فأصبحت خطية متصلة لتنقش بسرعة على الرِق أو ورق البردي. ولتُصبح الكتابة أكثر بساطة مع الديموطيقية؛ فهي الكتابة الشائعة في الحياة اليومية، وهي بعيدة عن سلفها الهيروغليفية. كما تظهر القبطية المستندة إلى الأبجدية اليونانية، ولا تزال تستخدم كلغة طقسية.
وفي عصر “شامبليون” كان المصريون يستخدمون اللغة العربية، وبالنسبة للباحثين، فإن فك رموز الهيروغليفية يعني السفر عبر الزمن عبر طبقات لغوية مختلفة، وهو إنجاز أثري حقيقي، ويُعطي معرفة اللغات الوسيطة أفضلية كبيرة.
سقوط الإمبراطور.. انتصارات في ميادين الحرب والعلوم
يُحرز “توماس يونغ” أول تقدم، ويُشير إلى أن الديموطيقية ليست مجرد أبجدية، بل هي مزيج بين الهيروغليفية والأبجدية، وبفضل اكتشافات الباحثين الآخرين، يعرف أن الخراطيش ذات الكتابة الهيروغليفية المتعددة تحتوي في الواقع على أسماء الفراعنة، وتدفعه طريقته الرياضية إلى تجاهل الرموز التي يراها غير ضرورية.

وفي 18 يونيو/حزيران عام 1815، تحدث معركة “واترلو”، ويُهزم الجيش الإمبراطوري الفرنسي الذي قاتل وحده أوروبا كلها، من قِبل حلف تقوده إنجلترا، ويتنازل “نابليون” عن العرش بعد أيام قليلة، ويُوضع “شامبليون” المناصر للإمبراطور تحت المراقبة. وفي مارس/آذار عام 1816 أُجبر على مغادرة المدينة، وتعين عليه وقف بحثه لمدة عام.
يواصل “يونغ” العمل بمفرده، وينشر مقالا في الموسوعة البريطانية مُدعيا فيه اكتشاف مبادئ الكتابة الهيروغليفية، فقد استطاع تمييز اسم الفرعون بطليموس بنجاح، وذلك بفضل عمليات التحقق المتقاطعة، لكنه لا يزال غير قادر على قراءة الهيروغليفية، إذ لم يعثر بعد على مفتاح فك التشفير.
“وجدتُها”.. “شامبليون” يفك الشفرة ويكسب الرهان
يذهب “شامبليون” إلى أبعد من ما ذهب إليه “يونغ” بكثير، فالفرنسي مقتنع تماما أنه ضمن العبارة عينها يمكن استخدام “العلامة” كرمز لكلام أو لصوت. ووفقا له، فإن الكتابة “الهيروغليفية” هي مزيج من الرسوم الفكرية (الإديوغرام)، والرسوم الصوتية (الفونوغرام)، إضافة إلى المربع الذي يحتوي أسماء الفراعنة المعروفين، وسيساعده هذا الاكتشاف الكبير في عزل 12 علامة صوتية كانت هي البداية.
وفي صباح 14 سبتمبر/أيلول عام 1822، تسلم “شامبليون” نسخة من خرطوشة من أحد معابد أبو سمبل، فبدأ بدراستها فورا، وبفضل عمله السابق، فإنه يعرف علامتين أخريين؛ هما العلامة التي تشبه حرف “السين” (S) المزدوجة.

ووفق نظريته، يمكن قراءة العلامة الأولى الشائعة جدا والممثِلة للشمس كرمز لإله الشمس، أو بنظيره الصوتي في اللغة القبطية (راع)، واستطاع أيضا فك رموز العلامة الموجودة في المنتصف بفضل معرفته الثمينة بالقبطية، وهي ميزة يفتقر إليها “يونغ”. وتقول العبارة: “احضر إلى العالم”، وتُلفظ “مايس” أو “نيس”، وهذه العلامات مجتمعة تعطي: “رمسيس”، وتعني “راع هو من أنجبه”.
وفي ذلك اليوم من عام 1822، استطاع شخص -لأول مرة منذ 1400 سنة- قراءة اسم فرعون باستخدام الرموز الهيروغليفية. وتقول الرواية إن “شامبليون” وصل إلى منزل أخيه صارخا: وجدتُها، ثم أُغمي عليه من الإرهاق. وبعد بضعة أيام فصّل اكتشافه في رسالة إلى أكاديمية النقوش والآداب الجميلة.
هنا شعر “توماس يونغ” بالإهانة لأن اسمه لم يرد سوى مرتين في منشور “شامبليون”، وهو الشاب الفرنسي الطموح الذي يصغره بـ17 عاما، وفي رسالة مجهولة التوقيع يصف عمل “شامبليون” بأنه امتداد لعمله. والحقيقة واحدة واضحة هي أن كل البحث العلمي يقوم على مجموع المعرفة المتراكمة لدى الآخرين.
بحوث الميدان.. مكافأة كبرى للنجاح ووفاة عاجلة
في عام 1826، عُيّن “شامبليون” مسؤولا عن المجموعات المصرية في متحف اللوفر، وكان ذلك شرفا كبيرا. وبذلك أصبح إثراء المجموعات أولوية “شامبليون”. وفي عام 1828، حقق حلمه حين خطا خطواته الأولى على الرمال المصرية في مهمة علمية، وصعد النيل حتى وصل إلى الشلال الثاني، وتأكد بنفسه من صحة عمله بعد أن اكتفى لسنوات بمجرد نسخ محدودة، وأصبحت لديه أخيرا أمثلة متعددة من الهيروغليفية المنقوشة أو المرسومة على المعابد والتماثيل والتوابيت وورق البردي.

وعند عودته عام 1830، انتُخب في أكاديمية النقوش والآداب الجميلة، ثم حصل على أول كرسي للآثار المصرية في العالم أُنشئ خصيصا له في مؤسسة “كوليج دو فرانس”، وألقى محاضرته الافتتاحية عام 1831، لكن المرض غيّبه عن العالم في الرابع من مارس/آذار عام 1832. صحيح أن شامبليون لم ير أبدا حجر رشيد بنفسه، لكنه حقق حلمه.
لقد دخل هذا العالِم الشاب الشغوف بالشرق التاريخ باعتباره مفكك رموز الهيروغليفية، وقد فتح بذلك الشغف الطريق إلى علم المصريات، ومع ذلك لا يزال هناك كثير من الألغاز التي يجب اكتشافها، لكن تلك قصة أخرى.
متحف لندن.. مثوى حجر رشيد لقرنين من الزمان
في عام 2004 طلب المجلس الأعلى للآثار في القاهرة من المتحف البريطاني إعادة حجر رشيد الذي عُثر عليه في الأراضي المصرية، ونُقل بشكل غير قانوني إلى إنجلترا.
وبالنسبة لمتحف لندن، فقد حمل الحجر لأكثر من قرنين، وأصبح جزءا أساسيا منه، وقد تكون مسألة إعادة الممتلكات التي استُولي عليها أحيانا أثناء الهيمنة الاستعمارية أو العمليات العسكرية مسألة معقدة، ولكن يجب حماية آثار الماضي من الزمن وغيره من العوامل، والأهم حمايته من البشر.

عمل “شامبليون” على نسخ مهيبة لهذا الحجر، لم يكن يستطيع الوصول إلى الأصل لأنه كان يقع في بلد يُصارع بلده. واليوم يسمحون لنا عبر بحث بسيط عبر الإنترنت برؤية صور عالية الدقة للحجر، ويتيح المتحف البريطاني -الذي يوجد به الحجر- للجمهور حرية الوصول إليه، فهو متاح للجميع بدون قيود.