الكوفية الفلسطينية.. شقيقة البندقية التي يحاول المحتل سرقتها

في العام 2008 كتبت صحيفة “أل” (Elle) الفرنسية (أشهر المجلات المتخصصة بالموضة ودور الأزياء الراقية) مقالا بعنوان “كيف تلبس الكوفية”، وجاء في المقال “هذا الشتاء، الكوفية في كل مكان. من المؤكد أن لها رمزية، ومع ذلك، تظل إكسسوارا للأزياء تجاوز الأساليب والعصور”.

في ذلك الوقت كان الجو مشحونا، فقد شنت قوات الاحتلال هجوما كبيرا على قطاع غزة في عملية “الرصاص المصبوب” العسكرية، التي أدت إلى مقتل 13 إسرائيليا، واستشهاد ما يزيد عن 1430 فلسطينيا.

أغفلت المجلة الحديث عن ارتباط الكوفية بالثورة الكبرى في فلسطين أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، وأسمتها “غطاء الرأس التقليدي للفلاحين والبدو في شبه الجزيرة العربية”، وربطتها بشخص واحد حين قالت: هكذا تصبح قطعة قماش بسيطة رمزا سياسيا يظل مرتبطا إلى الأبد بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. لكن هل ما زالت كوفية 2008 جزءا من تلك الحركة الفكرية؟

فكان رد المتخصص في الأزياء “لتيفاين بوربير” -وهو عامل في إحدى أرقى دور الأزياء في العالم-: الكوفية اليوم ذات طابع سياسي أقل، فهذه الموضة جزء من ظاهرة الرغبة في مزج الثقافات بحرية، وتبقى في نهاية المطاف رمزا لغير الملتزمين المتمردين.

خلال عقود طويلة حملت الكوفية رمزية يتجنبها الغرب، وصنعت صورة موازية للكلاشنكوف، لذلك ظلّت دور الأزياء التي أدخلت ألوان الكوفية وخطوطها تحاول تحييد ذلك الرمز، أو تفريغه من محتواه السياسي والقومي، لتصبح مجرد وشاح خال من التاريخ، وخال من القضية.

الكوفية.. تاريخ عريق يعود إلى عصر حمورابي

كتب الأب أنستاس ماري الكرملي وهو لغوي وأديب ورجل دين مسيحي لبناني توفي في العام 1947، مقالةً بعنوان “الكوفية والعقال، مقال بكر في موضوع قديم جديد”، فنبش في قرون من الزمن لفهم تاريخ ظهور الكوفية.

يقول الأب أنستاس: ذهب أغلب الأفاضل إلى أن وجودهما -أي الكوفية والعقال- لا يتجاوز ثلاثة قرون في أبعد تقدير، وألفى بعضهم هذه المدة طويلة فقدرها بمئتي سنة في الأكثر، وجرى حديث بيني وبين أحمد زكي باشا رحمه الله في يونيو 1921 فكان يؤكد أن 300 سنة هي أبعد مدة يمكن أن تقدر لوجودها عند الأعراب. ثم استفاض حديث آخر بيني وبين الشيخ أحمد الإسكندري رحمه الله وطائفة من أصفياء مجمع فؤاد الأول للغة العربية كعلي بك الجازم وأحمد بك العوامري، ومحصلهم لا يخرج عن هذه الفكرة. وأما رأيي فكان مخالفا لآراء هؤلاء المحققين والأدباء المؤرخين، إذ كنت أقول إن الكوفية والعقال هما ملابس الرأس عند العرب، وكانا معروفين عندهم منذ أقدم الأزمنة، أي قبل الإسلام وبعده إلى عهدنا هذا.

ويستدل أنستاس الكرملي على وجود الكوفية منذ آلاف السنين بالآثار العراقية، فقد نُحتت تماثيل ذات عقال وكوفية، ويحاجج المشككين في رأيه بالقول: على من يشك بكلامنا أن يزور دار هذه التحف أو ما شابهها في دور التحف الغربية كباريس ولندن وبرلين وغيرها، أو أن يُراجع بعض الكتب المصورة لمثل هذه النفائس الأثرية التي تبحث عن العراق أو الشام أو فلسطين، فيرى بعيني رأسه تماثيل من عهد حمورابي، أي منذ زهاء خمسة آلاف سنة، وعلى رؤوسها العقل والكوفيات.

ويدلل الأب الكرملي على قدم الكوفية بما ورد في مؤلف عربي قديم، إذ يقول: إن أقدم نص عثرنا عليه يذكر الكوفية هو ما جاء في كتاب “رسوم دار الخلافة” لأبي الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ المتوفى سنة 448 للهجرة. وهذا نصها “لما خلع الطائع رحمة الله عليه على عضد الدولة، ولقّبه بتاج الملة، حمل إليه في اليوم الثالث قلنسوة وكوفية مثقلة”، إذن فقد مضى على هذه التسمية نحو من ألف سنة.

مجاهدون فلسطينيون يرتدون الكوفية أثناء الثورة الكبرى 1936

لا يختلف الباحثون في أن الكوفية -وقد اتخذت أسماء مختلفة مثل الصمادة- وُجدت في جميع البلدان التي بها بادية، ويقول الكرملي إن هذا الوجود كان في البداية ضرورة أحدثها المناخ، حيث يعيش سكان البادية ظروفا طبيعية صعبة، وكانت الكوفية ملاذا يدفع عن أصحابه “شدة الحر في الصيف وضرر البرد في الشتاء، ويمنع الغبار من التسلل في منافذ الرأس كالعين والأذن والأنف والفم، ويدفع المطر عن الوجه”.

وارتبط اسم الكوفية بالكوفة، فقد كان أهلها أكثر من يتقن صنعها حسب الباحثين، فيما يرجع بعضهم إلى أن الكوفية سميت كذلك لارتباطها بمعنى التكوّف، أي الاستدارة على الرأس.

شقيقة البندقية.. رمز الثورة العربية الكبرى ضد الانتداب

في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، كانت نواقيس حرب لا مثيل لها تدق في مشرق الأرض ومغربها، وكان ناقوس حرب مماثل قد بدأ يهتز في فلسطين، بعد أن سهلت بريطانيا تدفق اليهود، واعدةً إياهم بأرض دون شعب.

في العام1935 أجّج استشهاد الشيخ عز الدين القسام غضب الفلسطينيين، واشتعلت الثورة الكبرى في أبريل/ نيسان من العام 1936 وتوسعت على جبهتين، الأولى سياسية، وذلك بتشكيل اللجنة العربية العليا التي ترأسها مفتي القدس أمين الحسيني، وقد دعت إلى التمرد على حكومة الانتداب بواسطة الإضراب العام والامتناع عن دفع الضرائب، وكانت مطالبها وضع حد نهائي لتدفق اليهود إلى فلسطين برعاية بريطانية وحظر بيع الأراضي لهم، أما الجبهة الثانية فقد قادها المسلحون الذين هاجموا المستوطنات اليهودية، وكما رافقتهم البارودة رافقتهم الكوفية.

في مقالة له في صحيفة “لوموند” الفرنسية، يقول المؤرخ الفرنسي “جان بيار فيليو”: في بداية القرن العشرين، كان الفلسطينيون من الطبقات العليا يرتدون القبعات الغربية أو الطربوش العثماني، وكان عجز هذه النخب الحضرية عن مقاومة الهيمنة البريطانية والتوسع الصهيوني هو الذي أشعل الثورة العربية الكبرى في فلسطين من العام 1936 إلى العام 1939.

الكوفية الفلسطينية رمز لمقاومة الفلسطيني أمام جنود الاحتلال

يقول “فيليو”: وقد أشار الدبلوماسيون الفرنسيون إلى الأوامر المنقولة بشكل غامض التي تمنع العرب من ارتداء الطربوش، وأن تسريحة شعر كل وطني واع يجب أن تكون من الآن فصاعدا متماهية مع تسريحة البدو، أي بارتداء الكوفية، وهكذا مُجّد الفلاح الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه، من خلال الكوفية ذات الأشكال السوداء فوق خلفية بيضاء، وهو ما يعكس التسلسل الهرمي الاجتماعي الذي تبنته “فتح” والحركات الفدائية الأخرى في الستينيات، لتغذية دعايتها الثورية.

“العقال والحطة بخمسة قروش، والنذل لابس طربوش”

يستحضر الأستاذ الجامعي محمد القاسمي في شهادته في فيلم “الكوفية.. أيقونة الثورة الفلسطينية” الذي بثته قناة الجزيرة الوثائقية، الدعوة للتخلي عن ارتداء الطربوش وتعويضه بالكوفية، ويقول إن الباعة في ذلك الوقت كانوا يحفزون على لباس العقال والكوفية أو الحطة باللهجة الفلسطينية، وينادون “العقال والحطة بخمسة قروش، والنذل لابس طربوش”.

كان أمر ارتداء الكوفية صادرا عن القيادة العامة للثورة، واستجاب أهل المدن لذلك الأمر تضامنا مع الثوار الذين كان أغلبهم من الريف، ومن أصحاب الكوفية، وبذلك اختلط الأمر على قوات الاحتلال البريطاني، حين أصبحت الكوفية لباسا عاما للثوار ولغيرهم.

يقول الناشط السياسي ياسر حطبة في فيلم “الكوفية.. أيقونة الثورة الفلسطينية”: كانت المقاومة مركزة في الريف، وكان الثوار يتخفون بالكوفية، فكانت قوات الاستعمار البريطانية تلاحقهم وتتعرف عليهم من لباسهم. لم تكن الكوفية البيضاء والكوفية السوداء رمزا للهوية الفلسطينية بقدر ما هي رمز للثورة.

أما الباحثة أصالة سياعرة، فتقول في بحث لها بعنوان “هل أبدو كإرهابي هكذا؟ هل تحولت الكوفية إلى رمز للإرهاب؟”: إن أول استخدام تاريخي للكوفية جاء منذ أكثر من مئة عام، عندما كان يرتديه الفلسطينيون لحمايتهم من حرارة الشمس في بيئة الشرق الأوسط القاسية. وفي الثلاثينيات أصبح رمزا قوميا فلسطينيا يستخدمه الثوار العرب ضد الاحتلال البريطاني. وفي ستينيات القرن العشرين اشتهرت الكوفية من خلال فيلم “لورانس العرب”، لكن في هذا العقد أصبحت الكوفية مرتبطة بشكل صارم بالهوية الوطنية الفلسطينية، مع صعود منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات الذي ظهر بانتظام وهو يرتدي الكوفية.

ألوان الكوفية.. رمز ثقافي يجسد تنوع فصائل المقاومة

رافقت الكوفية محطات الثورات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد النكبة، وحملت نقوشها وألوانها الاختلاف السياسي بين فصائل المقاومة.

ياسر عرفات يلبس الكوفية الفلسطينية

يقول المؤرخ “جان بيار فيليو” إن الجنرال البريطاني الذي أنشأ الفيلق العربي في الأردن اختار الكوفية ذات النقوش الحمراء من أجل التمييز بين المقاتلين، ولهذا السبب شهدت أحداث أيلول الأسود الفلسطينية الأردنية في العام 1970 صراعا بين الكوفيات السوداء والحمراء، وبالكوفية البيضاء المخططة بالأسود، صعد ياسر عرفات على منصة الأمم المتحدة عندما دعي هناك عام 1974 رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، بينما اتخذ اليسار الفلسطيني الكوفية ذات النقوش الحمراء.

ويرجع الباحث محمد لافي الجبريني في فيلم “الكوفية.. أيقونة الثورة الفلسطينية” ذلك إلى أن حركات المقاومة الفلسطينية اليسارية اختارت النقش الأحمر لتتماهى مع اللون المميز لليسار العالمي، ولتتميز عن بقية الفصائل الفلسطينية. يقول الجبريني: بدأت المناكفات السياسية بين السلطة والثورة في الأردن تنعكس على بقاء الرموز الثورية، وأصبحت الكوفية رمزا للانشقاق.

ليلى خالد.. المناضلة التي نشرت الكوفية إلى العالم

في سبعينيات القرن الماضي، وصلت الكوفية إلى رقاب متظاهرين في شوارع مدن غربية، وذلك ضمن ما أسماه “فيليو” موجة “الرومانسية الثورية” في تلك الفترة، قبل أن تصبح الكوفية لدى الجيل الذي تلاه أكثرا انتشارا ورمزا للتضامن مع الثوار الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

يقول المؤرخ “جان بيار فيليو”: أصبحت الكوفية رمز الفدائيين خلال أزمات لبنان والغزو الإسرائيلي لهذا البلد عام 1982، وكان ارتداء الكوفية مسألة إلزامية للمتظاهرين الذين تحدوا الاحتلال الإسرائيلي من عام 1988 إلى عام 1993 في الضفة الغربية وقطاع غزة. بالنسبة للشباب المشاركين في هذه الانتفاضة، تتيح الكوفية لهم التحرك وهم ملثمون بها لإخفاء وجوههم، وكذلك التخفيف من تأثير الغاز المسيل للدموع، لكنها تظل قبل كل شيء رمزا وطنيا، وهي بمثابة العلم الفلسطيني.

صورة ليلى خالد تتوشح الكوفية وتحمل بندقية

يرجع المؤرخ “فنسنت كابديبوي” في مقال له بصحيفة “الغارديان” البريطانية شهرة الكوفية إلى خطاب ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك في العام 1974، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها اكتسبت شهرة كبيرة خارج حدود فلسطين والدول العربية في الستينيات والسبعينيات.

فقد لعبت أيقونة أخرى دورا كبيرا في انتشار صورة الكوفية في العالم، وهي ليلى خالد، عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حين حوّلت مسار طائرة تربط بين لوس أنجلوس وتل أبيب في العام 1969، من مطار روما نحو دمشق، واشتهرت ليلى خالد آنذاك بصورتها التي تظهر فيها ملثمة بالكوفية وحاملة كلاشنكوف.

يقول “فنسنت كابديبوي”: أصبحت الكوفية مشهورة بفضل نضال الفدائيين الفلسطينيين وخطاب ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، ولها تاريخ طويل متجذر في الشرق الأوسط، قبل أن يستولي عليها عالم الموضة.

كوفية “مادونا”.. موضة تغزو متاجر التجزئة في الغرب

في العام 2013 التُقطت صور للمغنية الأمريكية “مادونا” في مطار هيثرو البريطاني، وكانت ترتدي قبعة رياضية، وتلف حول رقبتها كوفية بالأبيض الأسود.

ولم تكن المغنية الأمريكية الوحيدة التي تطوق عنقها بالكوفية، إذ تقول أصالة سياعرة في بحثها “هل أبدو كإرهابي هكذا؟ هل تحولت الكوفية إلى رمز للإرهاب؟”: في السنوات الماضية حظيت الكوفية باهتمام كبير في عالم الموضة. لقد أصبحت ظاهرة واسعة النطاق بالنسبة لعدد من الأشخاص، بل إنها دخلت الاتجاه السائد إكسسوارا عاما للأزياء، لذلك فإن أحد التغييرات الرئيسية في تمثيل الكوفية الفلسطينية هو ارتباطها بثقافة الموضة متأثرة بالمجتمع الغربي، ومن ثمة ظهورها داخل وخارج اتجاهات الموضة الأمريكية والأوروبية منذ الثمانينيات.

المغنية العالمية “مادونا” تلبس الكوفية في مطار “هيثرو” سبتمبر 2013

لقد ارتدت “مادونا” الكوفية فترة من الوقت، وفي العام 1988 أكدت مجلة “تايم” أنه وفقا لإحصاء قامت به لدى القراء ارتأت أن الكوفية كانت مجرد إكسسوار. لقد تحولت الكوفية التي طالما كانت رمزا للقومية والمقاومة الفلسطينية إلى موضة شعبية متوفرة في متاجر البيع بالتجزئة الكبرى.

“وشاح النسيج المناهض للحرب”.. غضب في الأسواق الغربية

بغض النظر عما إذا كانت الكوفية على أعناق مشاهير أو حتى شبان من غير العرب، فإنها ما فتئت تثير خوفا لدى المحافظين في المجتمعات الغربية، وارتفع منسوب الغضب تجاه تسويق الكوفية بعد أن روّجت شركة “إربان آوت فيترز” (Urban Outfitters) المتخصصة في صنع الملابس، للكوفية في إحدى إصداراتها، تحت اسم “وشاح النسيج المناهض للحرب” في العام 2007، واضطرت بعد إطلاق مجموعتها إلى شرح موقفها بأنها لم تكن تنوي “الإيحاء بأي تعاطف أو دعم للإرهابيين أو الإرهاب عند طرح مجموعة الكوفية”، وبأنها أوقفت بيعها وسحبتها من متاجرها.

يبدو إذن أن صورة الكوفية، على الرغم من محاولة دور الأزياء دمجها في تقليعات الموضة قد ازدادت رمزية سياسية، وصلت حد ربطها بالجماعات الإرهابية وبالخط العنصري، فقد رأت “باميلا جيلر” -وهي ناشطة ومعلقة أمريكية على شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية- أنه يجب حظر الكوفية في المدارس، لأنه إذا سُمح بحمل “رموز الكراهية وسط المدرسة، فإن الأطفال اليهود سيكونون معرضين لخطر الأذى والعنف”.

تدوينة على منصة إكس تقول “لُفّت الكوفية على عارضات الأزياء الإسرائيليات خلال عرض في تل أبيب. الآن يحاولون سرقة الثقافة”

وواجهت شركة “دنكن دونتس” (Dunkin’ Donuts) المتخصصة في صنع الحلويات انتقادات بعد ظهور “راشيل راي” المتحدثة باسمها في إعلان تجاري وهي تضع الكوفية حول رقبتها، واضطرت الشركة إلى سحب الإعلان، بعد أن وصفتها “ميشيل مالكين” -وهي سياسية أمريكية- بدعم الإرهاب.

رموز المقاومة.. سطو أشد خطرا من نهب الأرض

يصارع الفلسطينيون على جبهتين، الأولى لضمان استرجاع أرضهم كاملة، والثانية لحماية رموز ثورتهم، ومنها الكوفية التي يحاول الإسرائيليون السطوة عليها أيضا.

يقول الباحث “توماس ريتشارد” في بحث له بعنوان “الأيقونات المتنافسة في مدينة القدس القديمة” إن المنافسة بين الأيقونات الإسرائيلية والفلسطينية في البلدة القديمة أكثر تعقيدا من الصراع المباشر، “فقد تطورت تلك الرموز لدى الطرفين من خلال السياق السياحي، مما أدى إلى خلق هوية بصرية جديدة للقدس تتمحور حول مرجعيات ثقافية عالمية، وشكل من أشكال السياحة الحربية”.

ومن هنا يمكن التأكيد على أن السطو على رموز المقاومة الفلسطينية وتاريخها لا يقل خطرا من السطو على الأرض.


إعلان