“سيطرة هتلر على الشرق”.. قوة عمياء متغطرسة تنهار أمام صمود المقاومة
ربما لم يعد ممكنا حصر الأعمال الوثائقية التي سجّلت مسيرة “أدولف هتلر” نتيجة تزايدها يوما بعد الآخر، فجميعها لا تزال ترصد حتى الآن المحاولة المتطرفة للسيطرة على العالم، وما تركت من جراح عميقة في شرق الأرض وغربها، بشكل مباشر وغير مباشر، وربما كان تاريخ ما بعد الحداثة في جزء كبير منه معتمدا على تحليل تلك المحاولات الهتلرية التي نجح في بعضها بقوة السلاح والقمع، إلى أن تكاتفت الظروف للقضاء على مخططه في النهاية.
من تلك الأعمال الوثائقية الحديثة التي كانت مسيرة هتلر في قلبها، مسلسل “نهاية العالم.. سيطرة هتلر على الشرق” (Apocalypse Hitler attaque à l’Est) الذي يقدم قصة استثنائية ومغرية لسرد أسباب نهاية “هتلر”، ويمكن إعادة سردها ومقارنتها بالواقع الحالي المماثل للوضع اليهودي في حالة “هتلر”، ذلك الوضع الفلسطيني الذي يتجاهله العالم، ويتسبب فيه يهود آخرون داخل فلسطين المحتلة.
وربما من هنا تأتي أهمية المسلسل؛ في اعتبار الأسئلة التي يطرحها تكاد تتجاوز النظرة الضيقة إليه، وربما تصلح لإعادة إنتاجها في السياق الحالي، ففي يونيو/حزيران 1941 قام “هتلر” بأكبر مقامرة له، حين شن هجوما على الاتحاد السوفياتي، وكانت هذه الفكرة أكبر عملية ألمانية في الحرب العالمية الثانية، أطلق عليها “عملية بربروسا”، وجاءت في لحظة يملك فيها “هتلر” ألمانيا كل شيء.
“عملية بربروسا”.. حين تؤدي القوة المطلقة إلى العمى
مع أن “هتلر” كان يملك كل تلك القوة، فقد كانت حماقته لا تُحتمل، لأنه ارتكب في “عملية بربروسا” واحدة من أكبر إخفاقاته، فتلك العملية الاستثنائية تظهر أن القوة المطلقة يمكن أن تعمي صاحبها، وتصبح عقبة في طريق الانتصار.
كانت “عملية برباروسا” -الخيط الذي تسبب في هزيمة هتلر- تمثل خدعة القوة المطلقة التي جعلته يتعامى عن قوة منافسه والظرف التاريخي الذي تغيّر وقتها، وربما في لحظة شبيهة يمكننا قياسها مع العمليات الصهيونية الإجرامية التي تبعت عملية “طوفان الأقصى” 2023، من عمليات القتل والقصف المستمر رغبةً في الإبادة الكاملة، ليس للقضاء على المقاومة فقط بل على الجميع، وتبدو كذلك فرصة لإخفاق إسرائيل الكامل، نتيجة وهم القوة المطلقة.
قام “هتلر” بأكبر عملية مقامرة في الحرب العالمية الثانية، أطلق عليها “عملية بربروسا”، وكانت الخيط الذي تسبب في هزيمة جيشه
فمن خلال إعادة تذكّر التاريخ، يمكن أن نفهم أكثر كيف تصبح القوة المطلقة وسيلة للهزيمة، سواء في حالة “هتلر” القديمة التي تناولها المسلسل، أو بالقياس هنا والآن في حالة إسرائيل، وما نلجأ لذلك إلا لأننا صرنا نرى كل شهر تقريبا -حتى بعد مرور عشرات السنوات- إنتاجا ثقافيا مكتوبا ومصورا لا يتوقف، يدرس مأساة الإبادة التي فعلها “هتلر”، في حين يصل التعتيم العالمي المتعمّد للحديث عن إبادة فلسطين إلى جعلنا نعتمد قياسيا على أعمال وثائقية وقضايا مماثلة، يمكن الحديث من خلالها عما يحدث من مجازر.
“أعظم قائد في التاريخ”.. بداية النهاية
مسلسل “نهاية العالم.. سيطرة هتلر على الشرق” هو مسلسل تلفزيوني قصير من حلقتين أنتجته ناشيونال جيوغرافيك، وهو من كتابة وإخراج “إيزابيل كلارك” و”دانييل كوستيل”، وهو واحد من الأعمال الوثائقية التي اعتمدت على فريق عمل صغير نسبيا، مقارنة بالأعمال الوثائقية الأخرى.
يحاول المسلسل أن يوثّق فقط عملية بربروسا العسكرية الجوهرية، وهي بداية نهاية عالم “هتلر” في الحرب العالمية التي راح ضحيتها في العالم كله حوالي 50 مليون شخص، بسبب جنون رجل واحد اسمه “هتلر”، تقف دولته خلف حماقته.
يبدأ المسلسل الوثائقي من لحظة سيطرة ألمانيا على أغلب الدول حولها عام 1941، إذ كانت تبدو ظاهريا الدولة الأكثر سيطرة في العالم، وتحتل تقريبا نصف أوروبا، ولديها رئيس تراه “أعظم قائد في التاريخ”، يمهّد لعملية بربروسا التي وقعت بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي.
استطاع هتلر أن يجمع 3 ملايين ألماني، و700 ألف جندي آخرين من الدول المتحالفة معه للحرب ضد الاتحاد السوفياتي
يرى صنّاع المسلسل أن العملية هي “نهاية عالم هتلر”، مع أنه احتاج بعدها إلى إخفاقات متواصلة للسقوط، لكنها كانت النقطة المركزية لسلسلة من الهزائم التي حدثت بسبب الثقة المطلقة في قوة الألمان/ “هتلر”، ونزع أي وسيلة دفاع عن الآخر، أي الاتحاد السوفياتي الذي كان يقوده ديكتاتور آخر هو “جوزيف ستالين”، وهو -على شناعته التي سجلها التاريخ أيضا- لم يكن مستعدا لمواجهة “هتلر”، فهو الأكثر قوة حقا.
خاض “هتلر” تلك الحرب، لأنه كان يريد مساحة للعيش أكثر رحابة للجنس الألماني “الأفضل من الجميع”، فكان يجب أن يموت 30 مليون سوفياتي من أجل توفير هذه المساحة، وقد احتاج “هتلر” لكل جنوده مرة أخرى من أجل تلك الحرب، حتى الذين يستمتعون بوقت راحة قصير في فرنسا بعد هزيمتهم قبل عام واحد، وقد استطاع سريعا أن يجمع 3 ملايين ألماني، و700 ألف جندي آخرين من الدول المتحالفة معه للحرب ضد الاتحاد السوفياتي.
“أشخاص أقل شأنا”.. غرور القوة المطلقة والتعالي على الآخر
في كتابه “يوميات جوبلز”، يكتب وزير الدعاية في الرايخ الثالث “جوزيف جوبلز”: لا تضاهي قوات الاتحاد السوفياتي قوتنا، وسيُدفع العدو إلى الخلف بحركة سلسة واحدة. يقول القائد إن العملية ستستغرق أربعة أشهر لسقوط السوفيات، وأنا أرى أنه أقل من ذلك، فنحن نحقق انتصارات لا مثيل لها في تاريخ البشرية.
لكن هذه الثقة الكبيرة سيدرك الجميع لاحقا أنها ستدمر الإمبراطورية الألمانية كلها، وأسوأ من سوء التخطيط أو الضعف، تلك الثقة المطلقة في أن القوة العسكرية تحقق كل شيء.
ثمة نقطة أخرى تكميلية لم يُفرد لها المسلسل المساحة الكافية، مع أنها مظهر آخر من مظاهر التهاون مع الآخر واحتقار قوته لدرجة قاتلة، بدت في التعبير الذي كان يطلقه الجنود الألمان أنفسهم على جيش الاتحاد السوفياتي وقتها، وهو أنهم “أونترمينش” أو “أشخاص أقل شأنا”، وتبدو تلك النقطة شيئا لا يمكن وضعه في تحليل يدّعي أن الهزيمة الأساسية للجيش الألماني في معركة برباروسا كانت بسبب القوة المتجاوزة، وليست بسبب الضعف أو انعدام التخطيط.
وثمة علامات أخرى توضح أن القوة المطلقة المعلنة للجيش الألماني كان تدعو للعمى عن الخصم، والتعامي عن كراهية البلد التي سببت كل هذا الدمار دون سبب منطقي، من لدن البلدان التي لا تحاربها حتى، فقط لادعاء تفوق الجنس الألماني على أي جنس آخر، وحالة الاستحقاق التي يعيشها دون مبرر إنساني، وهو شيء دفعت ألمانيا ضريبته عشرات السنوات بعدها، أو ربما تدفعه حتى كتابة هذه السطور في تأييد اليهود دون سياق أيضا.
نشر الموت العبثي.. غطرسة تغضب العالم وتشعل الثورة
بعد إعلان الحرب على الاتحاد السوفياتي توغّلت القوات الألمانية في داخل روسيا بقوة وصرامة مزعجة، فتركت قتلى في كل خطوة جديدة داخل البلد، إذ دمرت الطائرات الألمانية الأسطول السوفياتي سريعا، وتركته حطاما محترقا، مثل أغلب الأراضي التي سيطرت عليها، وسعت إلى تجويع كل ما وجدته في طريقها حتى الموت.
وقد نقل المسلسل عن بعض المذكرات التي اعتمد عليها أن “الوحشية التي بدأت بها ألمانيا في الحرب ستستمر حتى آخر لحظة، حتى مع إظهار هزيمة الروس”، فقد بدت تلك الوحشية علامة ستزيد غضب العالم كله على الدكتاتور وجيشه.
وثمة عامل حاسم سيغيّر مسار الأمور، إلى جانب تعنت “هتلر” وجيشه وثقتهم غير المنتهية في ذاتهم واحتقارهم للآخر، فقد تغيرت الأمور سريعا، فقامت ثورة شعبية أدت إلى تطوع الأغلبية في الجيش الروسي للوقوف أمام هذا العدوان المجنون الذي يقتل كل شيء يراه.
وتلك هي النقطة الفاصلة التي ستؤدي إلى صمود أبدي للروس في مواجهة آلة القتل، وستتسبب في إعادة إرباك العدو، ليس بقوة مماثلة، لكن بالصمود والتحايل والتعامل البطيء مع قوة خارقة نسبيا، لتفتيتها مرة بعد الأخرى بصبر وتؤدة.
فالرغبة في الإبادة الشاملة التي أظهرها “هتلر” أمام شعب كامل اعتمادا على قوته غير العادية، تسببت في تعنّت مضاد، وخلقت رغبة حقيقية في مواجهة هذا العدو، حتى وإن كانت المعادلة العسكرية غير متكافئة. فما الذي سينتظره إنسان بات يعرف تماما أن هناك عدوا على بعد خطوات من قتله دون سبب أو سياق، يسرق أرضه ثم حياته؟
“ألعن نفسي لأنني خضت هذه الحرب”
على ما يبدو، يخلق هذا المشهد قلوبا لا تهتم بالتسليح الذي تراه مدمِرا ظاهريا، فيفقد السلاح أهليته للتخويف، وتصبح المقاومة هي السلاح الوحيد الباقي للمواجهة، لتترك العدو بعد سبعة أشهر من الدمار لا يملكون أي شيء، وهم يجلسون في البرد القاسي الذي اعتاد الروس عليه دون غيرهم.
فقد أطالت المقاومة الشعبية بجانب الجيش مدة الحرب، وبدأت في استخدام أسلحة إستراتيجية، منها البطء في الاشتباك، والتقدم والتراجع التكتيكي، وترك الألمان في ثلوج روسيا القاسية يقتلهم البرد دون معركة، وغيرها، لذلك لم تعد القوة العسكرية عاملا حاسما.
وبينما يريد الجيش الألماني القوي إنهاء المعركة سريعا والنصر المتوقع للعودة إلى الديار دون تكاليف باهظة، يخرج السوفيات بأسلحتهم المخزّنة المتواضعة عموما، لكنهم يستخدمونها في مكانها الحقيقي، إلى جانب ترك المقاومة رغبتها في الحياة لتطيل أمد خسائر الألمان، ويهتف الجيش الروسي: “يحيا الموت”، في حين يلقي الجنرال القاتل خطابه وهو يقول: “ألعن نفسي لأنني خضت هذه الحرب”.
المقاتلون الحفاة.. تاريخ المقاومة يعيد نفسه في فلسطين
إذا كان تخيّل هذا المشهد صعبا نوعا ما، ففي معادلة شبيهة تماما يمكن تخيل ذلك واقعيا بالنظر إلى رجل فلسطيني احتل اليهود أرضه منذ عشرات السنوات، حتى تكوّنت لديه قناعة بتجاهل المقارنة العسكرية، فتراه يجري على قدمه وعليه ملابس رياضية لا تحميه، يحمل قنبلة يدوية الصنع، لتفجير إحدى الدبابات المصفحة من المسافة صفر، التي تسمى في عالم المعارك “عملية انتحارية”.
“شعرت بكراهية رهيبة، كيف يجرؤون على الدوس في أرضنا؟ من هم؟ من أين أتوا؟ لم يكن في قلبي سوى الكراهية، كان الحماس يغلي في داخلي، فغادرت لأحارب”
وربما كانت الحماقة التي تسببت في سقوط “هتلر” من عرشه لرغبته في الإبادة، تصبح السبب المماثل لسقوط إسرائيل، فهي لم تكتفِ بالقتل منذ عشرات السنوات، بل إنها باتت تسعى للإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني أمام صمت عالمي، بل مع دعم عسكري من الخارج.
فقد كتبت إحدى المراهقات الروسيات في مذكراتها التي نقلها المسلسل: “شعرت بكراهية رهيبة، كيف يجرؤون على الدوس في أرضنا؟ من هم؟ من أين أتوا؟ لم يكن في قلبي سوى الكراهية، كان الحماس يغلي في داخلي، فغادرت لأحارب”. هذا الغضب الصارم الذي تكون في عقل مراهقة لم تتجاوز العشرين عاما لم يكن غريبا أبدا أمام تخيل عدو لا يريد سوى إبادة شعبها.
أرشيف الفيلم.. كنز من وثائق البصرية يثري الحكاية
اعتمد الخطاب التلفزيوني في المسلسل بشكل عام على إظهار خلفية أرشيف بصري ضخم، استطاع تطويعه بشكل جيد على النص المكتوب المعتمد على وثائق متعددة أيضا، واستطاع أن يعمل على مونتاج هذه المادة البصرية الغنية في شكل سيناريو فيلمي غير ممل أو مزعج، يحاول سرد القصة على اعتبارها حكاية تاريخية، لتلطيف حدتها وقسوة نتائجها التي عرفها العالم فيما بعد.
فقد نقّب في أرشيف ضخم للتركيز بشكل مؤسس على عملية بربروسا الفاصلة دون تشتت، لتتشابك خطوط السيناريو والصورة في تلك اللحظة فقط، ولا تهتم بأي حدث جانبي آخر.
هذه الوثائق البصرية والمكتوبة التي أثبتت مدى حماقة الألمان أثناء سعيهم للإبادة، ربما تماثل الوثائق الحالية المكتوبة والمصورة التي نراها يوميا من فلسطين لإثبات الحماقة ذاتها، في لحظة معينة من القوة المطلقة والسعي لإبادة الآخر اعتمادا على تلك القوة، إذ يمكن أن يتحول الأمر إلى نتيجة عكسية تماما، معركة وجود لا تحسمها القوة العسكرية فقط.
حروب الإبادة.. جرائم عمياء تتحول إلى هزائم عكسية
في أحد مشاهد المسلسل، يقف جندي ألماني أمام حريق كبير في بيت ريفي ربما كان يعيش أهله آمنين، ويتناول طعامه متجاهلا التحديق في المأساة خلفه، وينظر بعيدا عن الكاميرا التي تلتقط صورة حمقاء تشهد على تاريخ غليان العالم.
وبعد عشرات السنوات يعيش العالم المشهد ذاته في شكل أكثر وحشية وحماقة وجنونا، فنراه من إحدى المقاطع المصورة بالهاتف لرجل أمامه طاولة طعام شهية، يلقي النكات على صور القصف المتعمد على إحدى المستشفيات الفلسطينية، يقول إن هذا المشهد يفتح شهيته، أو في رجل يهدي تفجيرا إلى ابنته التي جاءت للعالم حديثا، يهديها مجموعة قتلى دمرهم للتو.
وهكذا تصبح إمكانية بعض البشر في ممارسة الشر دعوة إلى التأمل في امتلاك السيطرة والقوة الكاملة التي تبدو مغرية لامتلاك الحق في فرض الكلمة على الآخر وقتله. ونتساءل: هل تبدو القوة وحدها عاملا حاسما في النصر أو الهزيمة؟
تخبرنا قصة برباروسا أن الإجابة: لا قطعا، وربما تخبرنا حكاية فلسطين كذلك.
“محرقة العدو ضد شعبنا ستكون بداية نهايته”
مع سقوط الدعاية الإعلامية الكاذبة التي كان يسوقها “هتلر” إلى شعبه قبل أو بعد حربه على السوفيات، بدأ الناس يتساءلون عن مصير الحرب غير المنتهية. وقد كان هذا بالتوازي مع هدم الأسطورة المرعبة التي تقول إن هذه الحرب هي من أجل حرية الألمان، لكنها كلها أشياء جاءت بناء على تصور ساذج بامتلاك القوة المطلقة.
محرقة العدو ضد شعبنا ستكون بداية نهايته
وفي سياق شبيه تماما ربما تُكتب هذه الكلمات للرغبة في إعادة إنتاج أحداث تاريخية للمقاربة أو تخيل بديل للتاريخ، تمارس إسرائيل فيه الحماقة ذاتها في عمليات إبادة استمرت ثلاثة أشهر حتى الآن، وربما تلقى المصير ذاته التي لاقاه “هتلر”، في لحظة ظن فيها أنه يستطيع إبادة شعب بقوة السلاح وادعاء الأفضلية فقط.
يقول الناطق الرسمي باسم “كتائب عز الدين القسام” أبو عبيدة في إحدى خطاباته: محرقة العدو ضد شعبنا ستكون بداية نهايته.
وحتى لو لم تتحقق بهزيمة إسرائيل النهائية، فإنها -إلى جانب النتائج اليومية- تخبر العالم إلى أي مدى سقطت أساطير الصهيونية التي تبنتها الخطابات الغربية والأمريكية سنوات كثيرة، وحتى الخسارة الميدانية التي تحدث بالقتل العشوائي ستظل إلى الأبد وصمة عار في جبين الصمت العالمي، ووثيقة تأكيد على أن مجموعة صغيرة محتلة استطاعت أن تفرض كلماتها على العالم، في وقتٍ ما، سواء طال أو قصر، ستنتصر تماما كما انتصر الشعب الروسي بالمقاومة فقط على قوة “هتلر” التي لا تقهر.