جنود هوليود.. أنصاف الآلهة الذين يرسمهم البنتاغون في السينما

في العام 2010 كتبت الجندية الأمريكية “جينفر سييرا” من الفرقة 302 للشؤون العامة المتنقلة في موقع خاص بالجيش الأمريكي، مقالا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار في ذلك العام، وقالت: تحظى الأفلام ذات الطابع العسكري بتقدير أفراد الجيش في هوليود، فقد حضر جنود من الفرقة المتنقلة 302 الحدث لمقابلة نجوم الأفلام العسكرية لهذا العام، والتقاط وجهة نظرهم حول الجيش بعد صُنع هذه الأفلام.
كان جنود من الفرقة 302 حاضرين على السجادة الحمراء خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار في تلك السنة، من أجل توثيق لحظات شكر نجوم هوليود للجنود، وتقول “سييرا”: لم يكن الممثل المخضرم “وودي هارلسون” الذي رشح لأفضل دور ثانوي في فيلم “المبعوث” (The Messenger) للمخرج “أورين موفرمان” دائما داعما للجهود المبذولة في العراق وأفغانستان، ورغم ذلك عبّر “هارلسون” خلال مأدبة الغداء عن تقدير لأفراد الخدمة، وقال لم يكن الأمر كذلك إلا بعد أن أتيحت لي الفرصة من خلال تصوير فيلم “المبعوث” لقضاء الكثير من الوقت مع أفراد الجيش، حتى بدأت أدرك مدى عظمة هؤلاء الأشخاص، سأغوص في أعماق شخصية الفيلم، أشعر أنني أصبحت شخصا مختلفا.
يد البنتاغون.. أصابع ترسم صورة الجندي في هوليود
منذ وقت بعيد، كُشفت ظلال وزارة الدفاع الأمريكية بوضوح من وراء ستائر صناعة أفلام الحروب والأفلام ذات الطابع العسكري، ولم يعد يخفى على أحد أن يد البنتاغون حاضرة قبل بث أغلب تلك الأفلام، كي تنفض كل ما يمكن أن يسيء لصورة الجنود في أفلام هوليود.
يقول “دوغلاس راشكوف” الأستاذ المتخصص في نظريات الإعلام والاقتصاد الرقمي: إن تأثير البنتاغون في هوليود يتجاوز أفلام الدعاية على شاكلة “توب غان” (Top Gun)، وصولا إلى أخرى مثل “غودزيلا” (Godzilla)، و”المتحولون” (Transformers).
وقد استغلت وزارة الدفاع صناعة الأفلام السينمائية لخلق عالم سينمائي في خدمة الجيش. كان هذا الرأي هو تعليق “راشكوف” على فيلم وثائقي صدر في شهر مايو/ أيار من العام الماضي بعنوان “مسارح الحرب.. كيف سيطر البنتاغون والسي آي إيه على هوليود” (Theaters of War: How the Pentagon and CIA Took Hollywood) للمخرج “روجر ستال” الذي استعان فيه بباحثين ومنتجين ومحاربين قدامى، إضافة إلى مجموعة ضخمة من الوثائق الحكومية.
وقد استطاع الجزم بأن الجيش الأمريكي مارس سيطرة على تركيب آلاف الأفلام، حتى يبدو الجندي فيها مطابقا للرواية الرسمية، بينما كانت وزارة الدفاع الأمريكية تكنس بشكل منهجي جرائم الحرب والفساد والعنصرية والاعتداءات الجنسية والتعذيب التي ارتكبها الجنود عن نصوص الأفلام في هوليود، حتى بدا الجندي الأمريكي في أغلب الأفلام الأمريكية بطلا يدفع الشرور أينما حل، في فيتنام وفي بغداد وفي عمق أفريقيا.
“جون واين”.. بطل أفلام الحرب الذي لم يحمل بندقية قط
في العام 1999 ظفر الممثل الأمريكي الشهير “جون واين” بالمرتبة الثالثة عشر في قائمة النجوم الأساطير التي تضم مئة شخصية وضعها معهد الأفلام الأمريكي، لكن “واين” كان قد افتك مكانا أرفع بكثير قبل ذلك بعقود، فقد كان بطلا بلا منازع، ورمزا للحرب العالمية الثانية في ذاكرة الأمريكيين الذين عاشوا في تلك الحقبة، رغم أنه لم يكن أبدا جنديا، بيد أن الأفلام التي تقمّص فيها الجندي البطل رفعته إلى درجة الأسطورة.
ظهر الممثل الأمريكي “جون واين” في حزمة من أفلام الحرب، وكان دائما الجندي الشجاع الذي يقتلع عطف المشاهد ويخرجه بسهولة من دائرة أسئلة واقعية قد تجول بخاطره، مثل وحشية الحرب وجدواها، ففي فيلم “رمال إيوو جيما” (Sands of Iwo Jima) الذي أخرجه المخرج الكندي الأمريكي “ألان دوان” (1949).

تقمص “واين” دور قائد غير محبوب لدى جنوده في فرقة المشاة البحرية، لكنه بفضل شجاعته اكتسب احترام الجنود حين أسهم في النصر على اليابانيين، وقادهم إلى اللحظة الأسطورية الحاسمة التي تمكن فيها ستة جنود من رشق العلم في قمة جبل سوريباتشي.
قبل نهاية الفيلم، قنص جندي ياباني قائد الفرقة الذي كان يخبئ في أحد جيوب بدلته رسالة إلى ابنه، وهي لقطة لم تخل منها أغلب أفلام الحرب الأمريكية التي غالبا ما تعصف بعواطف الجمهور، حتى يكاد ينسى أكثر المعارك توحشا، فبعد تاريخ معركة إيو جيما بستة أشهر، قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مدينتي “هيروشيما” و”ناكازاكي” بقنبلتين ذريتين.
جسّد “جون واين” أيضا دورا في فيلم “النمور الطائرة” (Flying tigers) الذي أخرجه المخرج الأمريكي “ديفيد ميلر” (1942)، وهو فيلم دعائي بامتياز، ويروي قصة فرقة عسكرية من المتطوعين الأمريكيين الذين حاربوا في الصين ضد القوات اليابانية، قبل دخول الولايات المتحدة رسميا في الحرب العالمية الثانية بعد حادثة “بيرل هاربر”.
نال الفيلم استحسان الجمهور الأمريكي آنذاك، فقد عززت شجاعة الجنود في الفيلم الفخر لدى الأمريكيين، رغم أن تلك الفرقة من المتطوعين حاربت عدوا لم يعتدِ على أراضيها آنذاك.
“القبعات الخضراء”.. فيلم سيئ السمعة يُمجّد الجيش الأمريكي
عزّز “جون واين” -البطل الأسطوري في ذاكرة الأمريكيين- مكانه في ظل أفلام الحرب، فكان يتقمص دائما دور الجندي البارع الذي يقود بلاده للانتصار ضدّ الأعداء، وذلك في كل حقبة تخوض فيها الولايات المتحدة الأمريكية إحدى حروبها، فكان فيلمه “القبعات الخضراء” (The Green Berets) الذي أخرجه “واين” نفسه مع المخرج “راي كيلوغ” (1968) فيلما “شهيرا وسيئ السمعة” حسب وصف “تانر ميرليس” صاحب كتاب “قلوب وألغام.. إمبراطورية صناعة الثقافة الأمريكية”.
يقول الكاتب “ميرليس”: استمر هذا السرد مع نهج هوليود في الصراعات اللاحقة، بما في ذلك حرب فيتنام. مثال على ذلك فيلم آخر مشهور وسيئ السمعة لـ”جون واين”، وهو فيلم “القبعات الخضراء”. إن تمجيد الجيش الأمريكي ظاهرة أمريكية، لا توجد دولة في العالم تنتج صورا لنفسها باعتبار جنودها أبطالا مثل الولايات المتحدة، هذه ظاهرة ثقافية فريدة.
وفي كتاب “سينما الأمن الوطني.. الدليل الجديد الصادم على سيطرة الحكومة على هوليود”، يقول الكاتبان “ماثيو ألفورد” و”توم سيكر” إنه أثناء إنتاج فيلم “القبعات الخضراء” طلبت وزارة الدفاع من كاتب السيناريو حذف أي إشارة لدخول الجنود الأمريكيين إلى “لاوس”، بينما كان يفترض أن تدور أسئلة حول حقيقة أنه في العالم الحقيقي، كانت الولايات المتحدة تقصف سرا دولة محايدة على مدى السنوات الثلاث التي مضت، حسب الكاتبين.
يمثل فيلم “القبعات الخضراء” الذي أخرجه “جون واين” قصة مشوهة عن الكتاب الأصلي للكاتب “روبن مور” الذي يصف فيه مؤلفه تعذيب السجناء في فيتنام على يد فرقة المتطوعين الأمريكيين المعروفة بالقبعات الخضر، لكن فيلم “واين” خفف كثيرا حدة المشاهد العنيفة بطلب من وزارة الدفاع الأمريكية حسب كتاب “سينما الأمن الوطني.. الدليل الجديد الصادم على سيطرة الحكومة على هوليود”.
ويقول مؤلفا الكتاب: في النص الأصلي للرواية، يعامل السجين بوحشية من قبل ضابط فيتنامي جنوبي بموافقة الأمريكيين، لكن في نص الفيلم يتدخل “جون واين” لعدم تصوير العنف، فلا يتجاوز أكثر من صفعة.
“إنه محارب حقيقي في الحرب الباردة”
خلال الحرب العالمية الثانية والفترة التي تلتها، كان المخرج الأمريكي “فرانك كابرا” أحد أكثر المخرجين الذين سوقوا لبطولة الجنود الأمريكيين في أفلامه، مثل فيلم “اعرف عدوك – اليابان” (Know Your Enemy – Japan)، وهي أفلام حرب دعائية بامتياز، تظهر تضحية الجنود الأمريكيين في سبيل الدفاع عن الديمقراطية.
وقد أدت أعماله في نهاية المطاف إلى نيله وسام شرف الخدمة الذي قلّده إياه “ونستون تشرشل” نفسه، لكن رغم ذلك يظل الممثل والمخرج “جون واين” هو “البطل الأمريكي الأخير” حسب الباحث “فيديريك بايون” في بحثه “تجسيد العدو في السينما الأمريكية.. من فترة ما بعد الحرب حتى سقوط جدار برلين”.
يقول الكاتب “بايون”: إن “واين” هو شخصية تجسد بشكل مثالي القيم الوطنية التي دافع عنها خلال الحرب الباردة. جعله التواطؤ بين أدواره على الشاشة وشخصيته الواقعية شخصية أسطورية ومبدعة. إنه محارب حقيقي في الحرب الباردة، فقد كان له تأثير أكبر على الطريقة التي ينظر بها الأمريكيون إلى الصراع، أكثر من أي شيء آخر، فقد أدى أدوار الجندي، فكان رمزا قويا للوطنية والكفاءة والقوة. ويعتبر “واين” حقا نوعا من النموذج العسكري أو الجندي الأمريكي الحق.
“هوليود استطاعت جعل الأمريكيين أخيارا والنازيين أشرارا”
يقول “نيك كول” الأستاذ المتخصص في الديبلوماسية بجامعة كاليفورنيا: يمكن للأمريكيين أن يرووا قصة الحرب العالمية الثانية بطريقة تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، وهو الشأن ذاته بالنسبة للشعب البريطاني. نحن نحب سماع قصص عن الحرب العالمية الثانية، لأننا نحب أن نفكر في أنفسنا على أننا أناس طيبون، لكن بالنسبة لي، هناك عدد من التعقيدات في تلك القصة، بما في ذلك معاملة الأمريكيين لليابانيين على سبيل المثال، أو إلقاء القنبلة الذرية، أو الفشل في فهم الهولوكوست، والرد على ذلك بشكل مناسب، لكن هوليود تمكنت من إيجاد طرق لجعل الأمريكيين أخيارا، والنازيين أشرارا.
لقد حرص مخرجو هوليود طيلة فترة الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة على نقش نموذج واحد لصورة الجندي الأمريكي في أفلامهم.
يقول الباحث “فيديرك بايون”: تنقسم أفلام الحرب العالم إلى معسكرين، ويبدو المعسكر المقابل (أي العدو) هو الطرف الذي يخل بالنظام، في المقابل يبدو الجنود الأمريكيون دعاة السلام الذين يعملون بجد لترسيخ الأمن، فهم يحاربون العدو الذي يسعى إلى أن يُعرّض حياة الجندي الأمريكي للخطر، وبالتالي يعرّض النموذج السياسي والاقتصادي الذي تدافع عنه الولايات المتحدة للخطر. على الشاشة، على الرغم من انتهاء الحرب، يعاد الاحتفال بانتصارات الحلفاء ومختلف حلقات الحرب العالمية الثانية في عدد من الأفلام، من خلال سردية المنتصر. وفي الحرب العالمية الثانية، هناك حاجة للدفاع ضد تهديدات العدو وتعزيز القيم الوطنية. وهذا ما يبرزه التناقض بين إنسانية الجندي الأمريكي المتجسدة في تحضره من جهة، مقابل وحشية العدو. يعزز الخطاب السينمائي هذه الرؤية للمواطن-الجندي بصفات متعددة؛ شجاع ومنضبط ومطيع، وأي اعتداء عليه يجسد اعتداء على الجسد الاجتماعي بأكمله.
“إنه طفل”.. إنسانية أشد قناصي الجيش الأمريكي فتكا
في العام 2014، أخرج “كلينت إيستوود” فيلمه “قناص أمريكي” (American Sniper) الذي جسّد فيه دور البطولة الممثل “برادلي كوبر” دور “كريس كيال”، أشد قناصي الجيش الأمريكي فتكا، ويُروى أنه قنص 255 شخصا.
تدور أحداث الفيلم في العراق، وكعادة أغلب أفلام الحرب الأمريكية، فقد صوّر “إيستوود” الجندي القناص الفتاك بشيء من الإنسانية التي تظهر في تردده أمام قنص امرأة بالعباءة العراقية صحبة طفلها الذي كان يحمل قنبلة، فدار حوار بينه وبين زميله الذي حثه على قنص الطفل، لكنه عارض ذلك قائلا “إنه طفل”.
أنصاف الآلهة.. جندي الجيش الذي لا يُهزم في هوليود
لا يخفى أن يد البنتاغون تساهم في تشكيل صورة الجنود الأمريكيين في أغلب أفلام الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية، ففي فيلم “توب غان” (Top Gun) الذي أخرجه المخرج “توني سكوت” (1986)، قدمت البحرية الأمريكية نصائحها الفنية، وتدخّلت من أجل حذف مشهد تمرّد الجنود على متن سفينة بحرية في فيلم “مد قرمزي” (Crimson Tide) الذي أخرجه المخرج ذاته (1995).
يقول مؤلفا كتاب “سينما الأمن الوطني.. الدليل الجديد الصادم على سيطرة الحكومة على هوليود” إنه بين العامين 1911-2017، تلقى أكثر من 800 فيلم أمريكي دعما من البنتاغون، حتى تروّج الصورة المرغوبة للجنود الأمريكيين. ويضيف المؤلفان: كانت الحكومة العامل الحاسم في إنشاء مشاريع أفلام وإنهائها، وقد تلاعبت بالمحتوى بطرق أكثر جدية مما كان معروفا في أي وقت مضى.
وحسب الكتاب، فقد كان للجيش الأمريكي دور حاسم في فيلم “المتحولون 2” (Transformers 2)، إذ عقد اجتماعا لمناقشة دور الجيش في الفيلم حين كان نص الفيلم في مرحلة التطوير، كما قاموا بتحسين نص فيلم “المتحولون.. ظلام القمر” (Transformers: Dark of the Moon)، فقد رأى البنتاغون أن هذا الفيلم هو فرصة “لعرض شجاعة وقيم الجنود الأمريكيين والتكنولوجيا الممتازة للجيش الأمريكي للجمهور في العالم”.
من الواضح أن الجندي الأمريكي لا يُهزم أبدا في أغلب أفلام هوليود، فهو أسطوري يتحدى الموت وينجو منه بغرابة، لكن في المقابل لا يعلم كثيرون أن يد الجيش الأمريكي غالبا ما تمتدّ لتخط نهايات جنودها في الأفلام، حتى غير الأمريكية أحيانا، فتحرص على أنهم مثل أنصاف الآلهة مثلما فعلت في فيلم “العين الذهبية” (Golden Eye) الذي صدر في العام 1995، وكان جزءا من سلسلة أفلام “جيمس بوند”، فقد غيّر البنتاغون جنسية الأدميرال الأمريكي “غزينيا أوناتوب” الذي تعرّض للخداع والقتل، ليصبح كنديا.
“أعداء الولايات المتحدة حقيرون، والضحايا من غير الأمريكيين غير مهمين”
في فيلم “المتحدثون مع الريح” (Windtalkers) الذي صدر في العام 2002، أصرت وزارة الدفاع الأمريكي على حذف مشهد يطعن فيه أحد أفراد مشاة البحرية جنديا يابانيا في فمه من أجل استعادة قطع من الذهب، وطلبت أيضا حذف مشهد قتل جندي ياباني مصاب حاول الاستسلام، وذلك بإطلاق قاذفة صواريخ عليه، واستجاب مخرج الفيلم للطلبين.
يقول كتاب “سينما الأمن الوطني” عن فيلم ” قوانين الاشتباك” (Rules of Engagement) الذي أخرجه “ويليام فريدكين” وألّف قصته “جيمس ويب” المسؤول في البحرية الأمريكية في عهد الرئيس “ريغان”: يقدم الفيلم وجهة نظر يمينية عسكرية حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة. أعداء الولايات المتحدة حقيرون، والضحايا من غير الأمريكيين غير مهمين، بل إن الضحايا هم جناة متوحشون. تشير ذروة الفيلم إلى رسالة مضمونها أن الضحايا الأصليين للهجوم العسكري الأمريكي يمكنهم وينبغي عليهم مسامحة واحترام الفظائع الأمريكية.
وزارة الدفاع.. مكتب المصالح المتبادلة بين الجيش والسينما
يراهن منتجو أفلام الحرب في هوليود على دعم البنتاغون من أجل الحصول على معدات عسكرية للتصوير، أو حتى التصوير داخل القواعد العسكرية الأمريكية، وتستغل وزارة الدفاع الأمريكية حاجة المنتجين إلى معداتها العسكرية، أو حتى إلى نصائحها التقنية من أجل تعديل صورة جنودها في الأفلام.

وتعترف وزارة الدفاع الأمريكية في أحد المقالات التي نشرتها على موقعها يوم 28 فبراير/ شباط عام 2018، أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أنشأ الجيش مكتبا رسميا لهوليود في الوزارة، وأن عددا من الجنود كانوا جزءا من عملية صناعة الأفلام، بما في ذلك “فرانك كابرا” الذي أخرج فيلم “مقدمة للحرب” (Prelude To War)، وهو الفيلم الحكومي الرسمي عن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية.
ويقول المقال ذاته: في الواقع، كانت الوزارة تعمل مع صانعي الأفلام منذ ما يقارب مئة عام لسببين: أولا تصوير القصص العسكرية بدقة، وثانيا التأكد من عدم الكشف عن المعلومات الحساسة.
وقد أسهمت الإدارة العسكرية بشدة في تصوير الجندي الأمريكي والتأثير على صناعة القرار الفني في الولايات المتحدة، لكن الأخطر من ذلك هو كتابة التاريخ حسب الرواية الأمريكية، ومحو كل الجرائم الإنسانية للجيش الأمريكي.