عقد الثمانينيات.. سنوات من الدم والنار والانتفاضات العربية

شهدت حقب ما قبل الثمانينيات صعود حركات التحرر والاستقلال عن المحتل، ثم ما لبثت أن أصبحت انتكاسة كبيرة بتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وزيارة الرئيس السادات إلى القدس المحتلة، والعزلة التي فُرضت على مصر من محيطها العربي نتيجة هذه المعاهدة.

وجاء عقد الثمانينيات ليكرّس انكسار الهيبة المصرية، وانفراط عقد النظام العربي، واستفراد إسرائيل والغرب بالمشرق العربي، وتمزيق النسيج اللبناني بإشعال الحرب الأهلية، وتغذية الحرب العراقية الإيرانية وتشجيعها، ثم غزو العراق للكويت في 1990.
هذه الأحداث هي مدار فيلم أنتجته الجزيرة الوثائقية، وعرضته على منصاتها بعنوان “الثمانينيات.. الحياة السياسية، عقد الدم والنار”.
مصر.. معاهدة السلام وانتهاء الحلم العربي
يقول الكاتب فهمي هويدي عن معاهدة “كامب ديفيد”: إنها الحدث المدوّي الذي كانت له تأثيرات على المنطقة والعالم، وأحدث تحولات خطيرة، كانت لها أصداء قوية على مستقبل مصر والعالم العربي. لقد كانت الأنظمة العربية عموما تسعى لإضعاف دور المجتمع والهيئات والأحزاب، في مقابل تعظيم دور الدولة والنظام الحاكم، وبدا العالم العربي مقتصرا على الأنظمة الحاكمة دون الشعوب.

وتحدث القائد اليساري مدحت الزاهد عن التعديل الدستوري 1980، قائلا إنه جاء على غير هوى اليسار، بشقيه: الإسلام مصدر التشريع الرئيسي، لخطب ود الإسلاميين وعموم الشارع المتدين، ثم زيادة مدد الرئاسة. يومها عصف السادات بقيادات ورموز المعارضة وزج بهم في السجون، وحلّ مجلس الشعب، ذلك الجرح الأليم في الجسد المصري، الذي قاد إلى حادثة اغتيال السادات في 5 سبتمبر/ أيلول 1981.
ثم جاء نظام مبارك، فبدأ رحلة من التصالح وتهدئة الخواطر، دون تنازل عن الخط الاستبدادي، ونفَس المصالحة مع إسرائيل، ولو على حساب القضية الفلسطينية، والرفض المستمر لأي مظهر من مظاهر الديمقراطية، وقد شهدت أعوام ما بعد معاهدة السلام تغلغلا إسرائيليا في المجتمع المصري ومؤسساته.

أحدثت المعاهدة حالة غضب في الشارع المصري، تمثلت في تفجيرات نفذها شباب متدينون وناصريون ويساريون، وبرزت وقتها لافتة “تنظيم ثورة مصر”، التي نفذت 4 عمليات نوعية ضد إسرائيليين، آخرها وأهمها تلك التي أودت بحياة “دينيس وليامز” في حي المعادي بالقاهرة سنة 1986، وكان مديرا إقليميا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وفي مصر أيضا تفجرت أحداث الأمن المركزي 1986، حين تمردت قوات الأمن المركزي على خلفية تمديد خدمتهم لأَضعاف المدة. وفي 1989 عادت طابا للسيادة المصرية ضمن اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.
العراق والخليج العربي.. أيام الحرب وولادة مجلس التعاون
جاءت الحرب العراقية الإيرانية رد فعل على اتفاقية الجزائر 1975، التي تنازلت العراق بموجبها عن السيادة على شط العرب، فبقيت تلك العقدة تلاحق صدام حسين، وأراد محوها في أي فرصة تلوح له، وقد خلقت هذه الحرب محورين عربيين متناقضين، خليجي أردني اصطف مع العراق، وجزائري ليبي سوري يناصر إيران.
وفي تلك الحقبة ظهر تحالف عربي جديد هو مجلس التعاون الخليجي 1981، ولم يكن العراق عضوا فيه، وهو تحالف مبني على قواعد اقتصادية واجتماعية مشتركة. ويرى الباحث حيدر سعيد أن العراق كانت له نظرة مبدئية تجاه هذه الحلف الجديد، وهي أن الجامعة العربية ينبغي أن تكون المظلة الوحيدة التي تنضوي تحتها الدول العربية كافة.

وبعد حربه مع إيران توقع العراق أن يجد مكانا في مجلس التعاون الخليجي، لكن الدول الأعضاء ترددت في ضم العراق واليمن، لكونهما دولتين ذواتي أنظمة عسكرية، وليست ملكية مثل دول الخليج، كما أن صعوبة ظروف اليمن السياسية والاقتصادية، وكثرة الحروب التي تنشأ بين الأطراف فيها، جعلها مستبعدة من منظومة مجلس التعاون.
وضُرب المشروع النووي العراقي ضربة إسرائيلية قاسية في يونيو/ حزيران 1981، وكان يمكن استئناف العمل فيه، لولا خشية العراق ممن هم وراء إسرائيل من الدول الغربية وأمريكا، مع أن المشروع كانت ترعاه فرنسا.

كانت دول مجلس التعاون ترى العراق سدا في مواجهة إيران وتصدير الثورة الإسلامية إلى دول المنطقة، لكنْ لا أحد يستطيع إنكار أصداء هذه الثورة في مصر والمنطقة والعالم.
وفي كردستان العراق اتهم النظام العراقي فصائل مسلحة كردية بالوقوف مع إيران خلال الحرب، وأنها تلقت دعما وتسليحا من إيران، وكانت هذه الذرائع كافية للتعامل عسكريا معهم، وارتكاب مجازر متعددة بين 1988-1991، منها مذبحة “حلبجا”، ومعارك الأنفال التي راح ضحيتها 180 ألف مواطن كردي عراقي.
لبنان.. الحرب الأهلية وخروج المقاومة الفلسطينية
كان السلاح الفلسطيني في لبنان من أهم العناصر التي فجّرت الحرب الأهلية بين 1975-1982، فقد هجّر الاحتلال الإسرائيلي نحو 250 ألف لاجئ فلسطيني إلى لبنان، ثم تضاعف العدد 3 أضعاف في بداية السبعينيات.
ومع رحيل المقاومة الفلسطينية عن الأردن بعد أيلول الأسود 1970، كان يفترض أن تستقر في الجولان، ولكنهم دُفعوا دفعا إلى لبنان، من قبل أنظمة عربية على رأسها النظام السوري.
وقد شهد الجنوب اللبناني في 1981 حرب الاستنزاف، أو التراشق المدفعي بين القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة والقوات الإسرائيلية، وانتهت بعقد اتفاق رسمي، اعترفت فيه الأمم المتحدة أول مرة بوجود منظمة التحرير الفلسطينية طرفا في وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية.

وفي اجتياح 1982، صمدت القوات الفلسطينية، وبعد وصول القوات الصهيونية إلى بيروت قصفتها بوحشية، وحاصرتها 82 يوما، ومنعت عنها الماء والكهرباء والدواء والغذاء، وصبت نيرانها الكثيفة برا وبحرا وجوا، وانقسم اللبنانيون بين مقاوم لإسرائيل ومتواطئ معها.
برز يومئذ نجم المفاوض فيليب حبيب، الذي عمل على إخراج القوات الفلسطينية من لبنان، وفتح مسار التسوية السياسية التي ستكون منظمة التحرير الفلسطينية طرفا فيها.
وبعد مقتل بشير الجميل بيومين (14 سبتمبر/ أيلول 1982) حاصر الصهاينة مخيمات الفلسطينيين، ثم استباحت قوات الكتائب وقوات لحد مخيمي صبرا وشاتيلا، وأمعنت في قتل من بقي من النساء والأطفال والشيوخ في المخيمين، مستخدمين الفؤوس والسواطير في أبشع مجازر التاريخ الحديث، وكان الهدف واضحا، إنهاء الوجود الفلسطيني في لبنان، عسكريا وسياسيا وحتى بشريا.

وفي 1982 خرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت إلى المنافي في دول عربية وغيرها، وفي تونس تعامل الشعب بارتياح مع ضيوفهم من المقاومين الفلسطينيين، وشاركت منظمة التحرير بفاعلية في كل أشكال الدعم الشعبي التونسي للقضية الفلسطينية، من تظاهرات وتحركات نقابية وحزبية.
فلسطين.. انتفاضة الحجارة وإعلان الدولة
وفي أواخر 1987 اندلعت شرارة الانتفاضة الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عندما دعست آلية عسكرية لجيش الاحتلال عمالا فلسطينيين في قطاع غزة، فأثار ذلك مظاهرات واحتجاجات عارمة في القطاع، انتقلت سريعا إلى مدن وقرى الضفة الغربية، وأخذت شكل ثورة فلسطينية عامة امتدت سنوات عدة.
كان طابع الانتفاضة العام سلميا، وأطلق عليها “انتفاضة الحجارة”، سلاحها الحجارة والزجاجات الحارقة، وأشكال أخرى من العصيان المدني، والامتناع عن دفع الضرائب، ومقاطعة البضائع الصهيونية.

وكان العراق يومئذ على تواصل مع القضية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير، على عكس دول أخرى منها سوريا، فقد كانت علاقة حافظ الأسد بمنظمة التحرير متوترة، ولا سيما ياسر عرفات، وذلك منذ نكسة 1967.
أما اليمن بشقيه جنوبا وشمالا، فقد دعم القضية الفلسطينية وجميع فصائل منظمة التحرير، وكان الشماليون يدعمونها بصفتها قضية قومية، وأما الجنوبيون فقد حرصوا على دعم جانبها الثوري والتحرري.
وفي الجزائر عُقد المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يضم جميع الفصائل الفلسطينية عام 1988، وأعلن من خلاله قيام دولة فلسطين، وكانت الجزائر أول من اعترف بهذه الدولة الوليدة، وفي هذا المؤتمر تنازلت منظمة التحرير عن المناداة بدولة فلسطين على كل الأرض التاريخية لفلسطين، وأُلغي الميثاق الوطني الفلسطيني، وباتت الحلول السياسية مطروحة.

وبعد ذلك المؤتمر أعلن الملك حسين ملك الأردن فك الارتباط الإداري والقانوني بين الأردن والضفة الغربية، وأصبحت منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
السودان.. عقد الجفاف والانقلابات المتتالية
لما أراد جعفر نميري الخروج من أزماته الداخلية في السودان، أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية، فدخل في حرب شرسة مع مجمل مكونات المجتمع السوداني، وكانت تلك فرصة لقمع الحركة الوطنية في السودان، وامتلأت السجون بالرموز والمعارضين السياسيين، بحجة تطبيق قانون “العدالة الناجزة”.
وحين ضرب الجفاف السودان في 1984، أنكرت الحكومة وجود مجاعة بين أفراد الشعب، في حين كانت تصدر محاصيل الذرة للدول الخارجية أعلافا لدوابها، والشعب السوداني يعاني من المجاعة والفقر.

وحاولت هيئات إغاثية دولية تخفيف الأضرار الناجمة عن المجاعة في الجانب الإنساني، وتقديم المساعدة لمئات آلاف النازحين، الذين فروا من ديارهم بحثا عن مكان آمن.
وفي 1986 استولى المشير عبد الرحمن سوار الذهب على الحكم في السودان، وأجرى انتخابات نزيهة في الموعد المحدد، ومع أن الجماهير السودانية طالبت ببقائه في الحكم، فإنه وفّى بتعهداته واستقال بعد سنة. وفي 1989 حدث انقلاب المشير عمر البشير في السودان، فأنهى الحلم السوداني بحكم مدني متعدد الأحزاب.
المغرب.. تعديلات دستورية تكرّس المَلَكية
استهل عقد الثمانينيات في المغرب باستفتاء تعديل دستوري يحمل رسالتين سياسيتين: الأولى ضمان استمرارية المؤسسة المَلَكية، والثانية أن يكون التعديل غطاء لتمديد مأمورية المجلس التشريعي الذي كان ينبغي تجديده في 1981، وجرت الانتخابات التشريعية بعد 3 سنوات من موعدها الدستوري، أي في 1984.

وفي 1984 تفجرت ثورة الخبز في المغرب، على شكل هبّات شعبية، رافضة لارتفاع الأسعار والتضخم غير المسبوق، وقد واجهتها الحكومة بحملات قمع وتحجيم مفرطة.
تونس.. انسداد الأفق السياسي وسقوط بورقيبة
في أوائل الثمانينيات، وقعت بوادر انفراج سياسي في تونس، مع وجود هامش في الحريات والإعلام، لكن ذلك انتكس لاحقا.
وفي عام 1984 اندلعت انتفاضة الخبز، ومع أن المرحلة شهدت ارتياحا سياسيا، وبذلت حكومة محمد مزالي جهودا لتحسين ظروف العيش، بعقد توافقات مع اتحاد الشغل لزيادة الأجور، فإنها لم تستطع السيطرة على الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية، ولا سيما العجين ومشتقاته.

وانتقلت شرارة الانتفاضة من الجنوب التونسي حتى وصلت إلى العاصمة تونس، واستوعبها الحبيب بورقيبة بإلغاء قرار رفع الأسعار.
وفي 1987 تعامل الشعب مع تولي زين العابدين بن علي الحكم تعاملا إيجابيا، مع تحفظ بعض الفصائل السياسية، بسبب التجارب القاسية مع نظام بورقيبة، وكان بن علي ألقى بيانا تبنى فيه مطالب المعارضة، ورُفع الأذان أول مرة من خلال الإذاعة والتلفزة التونسية.
وقد حاول بن علي السيطرة على الاتحاد العام للشغل، وتدخل نظامه لصالح قائمة بعينها ضد قائمة يدعمها الإسلاميون في انتخابات 1988، وفازت القائمة التي دعمها النظام.
الجزائر.. أزمات أفضت إلى العشرية السوداء
كانت وفاة هواري بومدين لحظة فارقة في التاريخ الجزائري، ونُصب الشاذلي بن جديد خلفا له، فكرَّس سياسة الحزب الواحد.
وكان أول امتحان له “الربيع الأمازيغي”، فقد أُعلن عن محاضرة في الشعر الأمازيغي للشاعر وليد المعمَّري في جامعة تيزي أوزو، فتدخلت قوات الأمن لإيقاف المحاضرة، وتأجج صراع دموي أدى لاعتقال عشرات المتظاهرين، وحاول الرئيس تهدئة الأمور بإطلاق سراح عدد من المحتجزين.

وكان أول امتحان له “الربيع الأمازيغي”، فقد أُعلن عن محاضرة في الشعر الأمازيغي للشاعر وليد المعمَّري في جامعة تيزي أوزو، فتدخلت قوات الأمن لإيقاف المحاضرة، وتأجج صراع دموي أدى لاعتقال عشرات المتظاهرين، وحاول الرئيس تهدئة الأمور بإطلاق سراح عدد من المحتجزين.
ثم انفجرت الأزمة الاقتصادية في الجزائر 1986 بسبب انخفاض أسعار النفط، وظهرت يومها شريحة من المحتجين من طلاب الجامعات. وفي 1988 تفجرت موجة احتجاجات جديدة عمَّت المدن الجزائرية، بسبب تردي الحالة الاقتصادية وزيادة الأسعار نتيجة هبوط أسعار النفط.
وخرج الشاذلي بن جديد في خطاب للأمة الجزائرية تحدث فيه عن إصلاحات سياسية واقتصادية وتعددية حزبية ضمن دستور 1989.
ليبيا.. الحلم النووي الموءود في مهده
كان المشروع النووي الليبي استعراضا أكثر مما هو حقيقة واقعية، وقد أُنشئت “شركة سرية” لتطوير أبحاث نووية بتكنولوجيا باكستانية وتمويل ليبي، وأن يكون مكان التجارب في صحراء الجزائر، باتفاق بين معمر القذافي وهواري بومدين و”ذو الفقار علي بوتو”.

وعندما تسربت الأخبار جاء وزير الخارجية الأمريكي “هنري كيسنجر”، مهددا علي بوتو: “إذا لم تُلغ هذا الاتفاق سأجعلك أقصوصة”. وقد فعلها حقا، وأعدم الجنرال “بوتو” بتهم ملفقة، وخلفه الجنرال ضياء الحق، وانتهى المشروع النووي الليبي قبل أن يبدأ.
اليمن.. صراع على السلطة يلتهم آلاف السكان
في اليمن الشمالي، استعان علي عبد الله صالح بالقبيلة والعقيدة لتثبيت أركان حكمه، فمدّ “الإخوان المسلمون” يدهم إليه، لتكوين تحالف الجبهة الإسلامية.

وفي اليمن الجنوبي، وفي يناير/ كانون الثاني 1986، تسربت معلومات عن نية نائب رئيس اليمن الجنوبي علي عنتر أن يجهز عسكريا على الرئيس علي ناصر، ولكن لم تنجح الخطة، واشتعلت حرب بين أنصار الطرفين، وأودت بحياة 10 آلاف يمني، ومثلهم من الجرحى والمعاقين.
القرن الأفريقي.. موطن الصراعات التي لا تنتهي
في منطقة القرن الأفريقي، دخلت الدول العربية -الصومال وجيبوتي وجزر القمر- عقد الثمانينيات تحت حكم أنظمة استبدادية، سواء مدنية مثل جيبوتي، أو عسكرية انقلابية كما هو حال محمد سياد بري في الصومال، وأحمد عبد الله الذي جاء بانقلاب دبّره المرتزق الفرنسي “بوب دينر”، بموافقة من الحكومة الفرنسية.

وفي 1988 اندلعت الحرب الأهلية الصومالية، ودعمت أثيوبيا فصائل مسلحة في منطقة “هيرجيسا” شمال الصومال، لكن تصدت لها قوات نظام محمد سياد بري بالطيران والقوة المفرطة.
انهيار الاتحاد السوفياتي وتكريس منظومة القطب الواحد
في 1989 انهار جدار برلين، مؤذنا بانهيار الاتحاد السوفياتي، وتفكك المنظومة الاشتراكية الشرقية، وتشكل منذ تلك اللحظة عالم جديد أحادي القطب، بعد زمن كانت الشعوب فيه تحلم بصورة مغايرة من الرفاه والازدهار.
كانت تلك المدة تحمل بعض مظاهر الحضور العربي، ولكنه كان بداية الغياب الكلّي، في مشهدٍ كان ظاهره القوة والعنفوان، أما باطنه فاختراق كامل لنظرية الأمن القومي العربي.