الوثائقي: وماذا بعد؟

أمير العمري

الآن أصبحت لدينا منذ مدة، وسيلة جديدة نتاج التكنولوجيا الحديثة، هي الكاميرا الرقمية (الديجيتال)، ولم يعد الفيلم الوثائقي بالتالي، ينحصر فيما يمكن تسجيله على شرائط السيلولويد من أحداث أو مظاهر واقعية، كما كان الأمر في السابق، ولم يعد تصوير فيلم وثائقي يعتمد على طاقم متعدد الخبرات والمواهب والإمكانيات الفنية، بعد أن أتاحت الكاميرا الرقمية لأي شاب أن يصنع فيلمه الوثائقي وحده دون حتى خبرة أو معرفة مسبقة، فالجوانب الجمالية التي وضع أسسها غريرسون وفلاهرتي وفيرتوف وغيرهم لم تعد قائمة.

لم يعد المهم هو القدرة على إعادة صياغة علاقة الإنسان بالطبيعة في منطقة ما مثل القطب الشمالي أو الغابات الاستوائية، بل أصبح الأهم من مراعاة الجوانب الجمالية في تكوين الصورة وبناء المشهد، هي تلك القدرة على توثيق الحدث الذي يجري في الواقع وقت وقوعه، والذي يشجع على ذلك شبكات البث التليفزيوني التي ترحب باقتناء وشراء أي شريط يسجل أحداثا هامة ليس من الممكن إعادة تصويرها فيما بعد حدوثها، كما في حالة الشرائط العديدة التي صورت لحادث تفجير برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك في 2001 مثلا. أما نقاء الصورة والصوت فأصبح من الممكن التوصل إليهما بواسطة التلاعب في الشيفرات أو الأكواد الخاصة بالصور بواسطة ما تتيحه لنا التكنولوجيا الرقمية.

قراءة الدراسة كاملة


إعلان