من قطار لوميير إلى ساحات التغيير

رحلة الوثائقي بين السهولة والصعوبة
كريم بابا

تروم، عادة، المقارنة بين محطات تاريخية معينة الوقوف على جوانب الإشراق والنكوص في مسار الإنسان، وتقييم مستوى الإنتاج البشري في حقول ومجالات معينة، بمعنى أن الباحث والدارس لتطور منتوج ما، يستعمل في دراسته معايير ومناهج اكتسبها في مرحلة تاريخية تالية للمادة موضوع الدراسة.

وعليه، فإن تقييمنا لتاريخ الفيلم الوثائقي في شقه التقني، وبالضبط في جانب أدوات التصوير التي رافقت هذا النوع من السينما، والذي هو تاريخ الفن السابع بشكل عام وأصله كما يسميها الناقد المغربي بوشعيب المسعودي، سيقوم على مقاربته من زاويتين اثنتين: الأولى تخص الأدوات الجمالية لصناعة الفيلم الوثائقي، والثانية تتعلق بالمنتوج السينمائي الوثائقي في صيغته النهائية، مستحضرين في ذلك تغير الآلة والأداة التقنية المستعملة في إنتاجه (كاميرا، لوحة إلكترونية، هاتف محمول…).

فما هو المسار التاريخي الذي رسمه الفيلم الوثائقي انطلاقا من كاميرا الأخوين لوميير إلى الموبايل؟ وما هي المكانة التي ظلّت تحتلها التقنية في مختلف المراحل التاريخية للفيلم الوثائقي؟ وهل يمكن الحديث عن جماليات خاصة بالكاميرا وأخرى بالموبايل؟ وهل إنتاج الفيلم الوثائقي عبر الموبايل سهـّل الأمر على المنتجين أم العكس؟
الوثائقي عبر الموبايل سهـّل الأمر على المنتجين أم العكس؟

كاميرا لوميير ورهبة الجمهور
بناء على مختلف الأدوات التي واكبت ميلاد الفيلم الوثائقي إلى الآن، وأخذا بعين الاعتبار المستوى الذي كانت عليه التقنية في نهاية القرن 19 ميلادي، يجعلنا أقرب للجزم بأن السينما في تلك اللحظة التاريخية كانت ثورة كبرى في تاريخ البشرية، وتتويجا لما حققته الصناعة والإنتاج المادي لدى الغرب، لأن “قصة هذه الوسائل والحلول لا يمكن فصلها عن البشر الذين توصلوا إليها، كما أن منجزات هؤلاء الأشخاص مرتبطة تماما بالإطار الاجتماعي والثقافي الذي حققوا نجاحاتهم فيه”.

على اعتبار أن السينما “نشأت أول ما نشأت كصناعة، كتكنولوجيا موجهة بالأساس إلى الترفيه، واعتبرت في بداياتها كانحطاط للصورة الجمالية في بهائها، خصوصاً أن العالم كان يعيش غلياناً فنياً بين الرومانسية والانطباعية والإرهاصات الأولى للتكعيبية، فضلاً عن البوادر الأولى للصورة الفوتوغرافية الشمسية”.

قراءة بقية المقال PDF


إعلان