تلفزيون الواقع .. كيف تُصنع الشهرة من لا شيء؟
*أسماء الغول

لم يكن يعرف بائع التجزئة الأمريكي الشهير مارشال فيلد أن شعاره “الزبون دائما على حق”، سيصبح قاعدة على مر العقود لتبرير ثقافة استهلاكية عريضة ينخرط فيها العالم، وأن الجانب المشرق من الشعار الذي يؤكد على الشفافية ويرفض خداع الزبون لن يظهر للعلن، بل سيصبح هناك نظام استعبادي كامل خاضع لما يطلبه الزبون.
برامج التلفاز والقنوات الفضائية، وخاصة ما يسمى بـ”تلفزيون الواقع” هي واحدة من تجليات هذا النظام الذي ينصاع للزبون أو المُشاهد مهما كان ما يريده من تسطيح للحياة، وإضاعة الوقت في التسلية، وغالبا ما تصاحب هذه البرامج “بروباجاندا”، وحملة إعلانات تضمن كسب الإذعان المسبق للرأي العام، ليصبح المتلقي هو المُقرر والضحية في الوقت ذاته.
في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية انفجرت موضة برامج تلفزيون الواقع التي لاقت رواجاً كبيراً في أمريكا، وأصبحت برامج رئيسية في قنواتها المحلية، وانقسمت لنوعين؛ نوع يصور حياة عائلة عادية أو مغمورة بشهرتها، فيتابع يومياتها، وروتينها، والنوع الثاني يضع مجموعة من المواطنين العاديين، وأغلبهم من الشبان والفتيات في إطار تنافسي في مجال ما؛ سواء غناء أو طبخ أو مهارات إدارية، ويصور اعترافاتهم حول بعضهم البعض والأجواء السائدة، وكان برنامج “الأخ الأكبر” من أوائل هذه البرامج.
![]() |