طقوس السينما في جنازة الواقع

طارق خميس

مقدمة: خيبة نرسيس

منذ “نرسيس” المنحني فوق نبعه، مازال وهم القبض على الواقع الحي مستمراً، إنه وهم مفاجأة الواقع بغية تجميده، هذا ما يمهّد به بودريار ليعلن عن “موت الواقع” ، ليس الموت هنا يعني سقوط الواقع جسديّاً؛ بل يعني أنّ جسده أصبح قادراً على احتواء نقائضه. بات من المجاز أن يكون الواقع شيئًا واحدًا يمكن تسميته ووصفه، لقد التحق الزيف والوهم والمصطنع وما شابهها من أوصاف لتصبح واقعية هي الأخرى، وهذا يعني أنّه لم يعد بالإمكان الحديث عن “الواقع” الذي يشترط – بحكم تعريفه – فصل هذه العناصر عنه. نحن نتحدث عن رؤية للواقع تشمل كل شيء تقريباً، وهذا يعني توديعنا بلا رجعة للتصورات السابقة، التي ثابرت على الإمساك بالواقع عبر مناهج علميّة وفلسفيّة ظنّت ذلك ممكناً.

لقد هوت مطرقة التحطيم على الواقع مع “نيتشه”، حيث تضخّم معه مفهوم الحقيقة، ليشمل الوهم والخيال والاستعارات، والأمر نفسه سُحب على الواقع، فقد اتسّع مجاله ليشمل هذه العناصر أيضاً؛ بل أكثر من ذلك، أصبح المستقبل قطبا من أقطابه، وهذا المدلول النتشي للواقع باعتباره جريانًا وتدفقًا لا متناهيًا، سيكون له تأثير كبير على رؤية “جان بودريار” وفي بلورته لنظريته عن الواقعية- المفرطة.

الدراسة كاملة


إعلان