هل الوثائقي ابن واقعه بالضرورة؟
معالجة الواقع وثائقياً: هل الوثائقي ابن واقعه بالضرورة؟
معاد بادري – باحث في الإعلام والدراسات الثقافية
ملخص

تعالج الورقة مفهوم “الواقع” في الأفلام الوثائقية. وتنطلق من الادعاء بأن الوثائقي لا يمكنه تمثيل الواقع، ولا حتى محاولة ذلك. وأن دوره ينحصر في تقديم نظرة ذاتية محدودة مصاغة جماليا لجزء بسيط مما يعتقده صانعه واقعا. وتنطلق للاستدلال على ذلك من مفهومي “الواقع” و”الواقع الفائق”، والمصطنع والاصطناع عند بودريار، والتي تنفي كلها وجود صورة واحدة للواقع قابلة للقبض. وفي محاولتها للإجابة عن السؤال: هل الوثائقي ابن واقعه بالضرورة؟ تجيب بشكل مبدئي عن السؤال: هل الإنسان في الحياة المعاصرة ابن واقعه بالضرورة؟ ومن ثم تعالج مسألة التمثل والتمثيل عبر الصورة، والقدرة على نقل ما نراه واقعيا، وما إذا كانت عملية النقل هذه ممكنة، عبر اللجوء إلى طرح بودريار من جديد حول المصطنع والاصطناع، والنسخة التي تنسلخ عن الأصل، مقدمة نفسها أصلا جديدا لاغيا الأصل البدئي. ثم تقدم الورقة في الأخير قراءة في فيلم “شيكاغو 10” باعتباره وثائقيا مابعد حداثيا، تجاوز مسألة تمثيل الواقع، وتحدى نظم الوثائقي التقليدية المصرة إصرارا وهميا على قبض الواقع ونقله في صورة “موضوعية ومجردة”.
الكلمات المفتاحية: الواقع، الواقعية، الفيلم الوثائقي، بودريار، الواقع الفائق، التمثيل عبر الصورة، المصطنع، الاصطناع، شيكاغو10، الوثائقي مابعد الحداثي.
“لقد أصبحنا واقعيين أكثر من الواقع، بل إننا نعاني من قدْرٍ مزيّف ومبالغ فيه من الواقع” بودريار(تر2008)
![]() |