الواقعية والإبداع في السينما بين الروائي والوثائقي

د.عبدالله أبوعوض
أستاذ جامعي للفيلم الوثائقي والسينماتوغرافي بجامعة عبد المالك السعدي ـ المغرب

 

منذ البدايات الأولى لظهور الصورة الفوتوغرافية، أي من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، برز فريقان في اعتماد تشخيص هذا الظهور المتعلق بالصورة، ففريق يرى أن التصوير الفوتوغرافي ينقل نسخة مطابقة للأصل، ويشترط تقييد موضع الكاميرا بالموضوعية حتى لا يفسد النقل، وفريق يرى أن التصوير الفوتوغرافي يتيح للمبدع آفاقا عديدة مثل التي تمنحها مجالات أخرى لها علاقة بالصورة، شريطة التميز والإبداع تحت تأثير القالب الفني لخواص الكاميرا، وله كذلك أن يفتح فضاء التفنن لاستخلاص الحقيقة والجمال من الصورة الفوتوغرافية بما هي عليه، ويرون أن استخدام قدرات الكاميرا وتعميق الإحساس بالتعامل معها كآلة كشفية ناقلة،  هي مهمة من يحملها ويرافقها، لقطف أجمل صورة في نقل الحقائق. 

 

يمكن الحديث عن اتفاق شبه مطلق بين سائر النقاد المشتغلين في حقل السينما، أن الإنتاج السينمائي بشكل عام، ينقسم إلى قطاعين:
القطاع الأول: وهو الذي يبنى على الخيال، ويحتوي على الفيلم الروائي والفيلم الخيالي، حيث يعتمد في سرده السينمائي على مساحة واسعة في البناء الروائي والابتكار الإبداعي في مرتكزات الخيال، تتم عملية تحديد معالمه الفنية وموضوعاته الجمالية من قبل المؤلف، ليرتكز في يد المخرج كصناعة عملية تتجسد في الممثلين المحترفين الذين يترجمون شخصياته وأحداثه  ومواقفه، ويأخذ الشق الكبير في عملية إخراجه داخل الاستوديو حيث يعتمد الديكور كعنصر أساس من عناصر البناء الفيلمي بجانب بقية العناصر، ويمر الفيلم الروائي بمراحل إنتاج طويلة ومعقدة تأخذ الحيز الأكبر زمنيا، ثم مراحل توزيع تعتمد نظاما دقيقا، ويطغى عليه البعد المادي لتحقيق الربح، وهذا القطاع يعتمد مبدأ الربح والخسارة.

 

الدراسة كاملة


إعلان