صناعة الطائرات.. صراع الإمبراطوريتين العظيمتين في سوق النقل الجوي

بحكم الوضع الراهن الذي آل إليه النظام الاقتصاد العالمي، لا يكاد يوجد قطاع إلا وتهيمن عليه علامات تجارية معنية، وهو ما يُعرف في علم الاقتصاد بعملية احتكار القلّة على السوق، فعلى مستوى البضائع الرياضية من أحذية وملابس وحقائب، تحتلّ شركتا أديداس ونايك جزءا كبيرا من القطاع، وعلى مستوى المشروبات الغازية، فالتاريخ يشهد صراعا طويلا بين العملاقتين كوكاكولا وبيبسي، مع انعدام أيّ منافسة حقيقية من طرف آخر خارج سباق المنافسة.

وثمّة عدة أمثلة في قطاعات تجارية أخرى، لعلّ أشهرها قطاع تصنيع الطائرات الذي أخذ ينتعش في النمو إبان الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي، فالهيمنة التي أظهرتها شركتا بوينغ وأيرباص في هذا القطاع التجاري قلّ نظيرها في العالم.

 

تهيمن بوينغ وأيرباص بنسبة 99% على سوق الطائرات التجارية والمدنية الذي يُعد المزوّد الأول لإيرادات شركات الطيران العالمية، وهو ما يُعد أقصى مستويات احتكار السوق، ويُطلق عليه اصطلاحًا “الاحتكار الثنائي”. فضلا عن ضلوع الشركتين في منتجات وخدمات أخرى متعلقة بمجال الفضاء والأقمار الصناعية والطائرات المروحية وغيره.1

ويعود ذلك إلى تنافس طويل وشرس بين عملاق أمريكي اعتلى شأنه منذ أكثر من مئة عام، وآخر نتج عن تحالف أوروبي ليمثل قوّة جديدة في الساحة العالمية، إنه صراع إمبراطوريتي تصنيع الطائرات بوينغ وأيرباص.

إيطاليا.. استغلال الطيران للأغراض الحربية

استطاع الأخوان “رايت” التحليق بطائرتهما التي تعمل بالطاقة لأول مرّة في عام 1903 في سابقة تاريخية، وبعدها بعامين تمكنا من صناعة طائرة قادرة على التحليق لبضع دقائق، واضعين بذلك أولى علامات التحليق والطيران في سماء الأرض، لكن ذلك لم يحصد لهما التقدير المرجو، فالإعلام حينئذٍ كان مترددا من تصديق ادعاءاتهما في إمكانية صناعة جهاز قادر على التحليق على مسافات طويلة باستخدام الطاقة.

وكان ذلك ما دفع الأخ الأكبر “ويلبر رايت” في عام 1908 إلى الهجرة إلى القارة العجوز أوروبا، إذ كان يطمح بالحصول على الدعم الكافي، وفي غضون سنة وجد في فرنسا حاضنة شعبية وحكومية لاختراعه المبتكر، فعمل على عدد من الرحلات الجوية في سماء أوروبا مصطحبا جمهورا من الصحفيين ورجال الدولة على متن طائرته، وفي فترة وجيزة لمع اسم العائلة “رايت”، وبيعت طائراتهم على نطاق واسع قبل أن يعودوا أدراجهم إلى موطنهم.

في سابقة تاريخية، استطاع الأخوان “رايت” التحليق بطائرتهما التي تعمل بالطاقة لأول مرّة في عام 1903

ولم يمض الكثير من الوقت حتى بدأ استخدام الطائرات في المجال العسكري، متجاهلين بذلك القطاع المدني تماما، وكانت الحكومة الإيطالية أولى الدول التي وظفت الطائرات للأغراض الحربية، إذ استخدمت في عملية القصف ونقل الجنود في الحرب العثمانية الإيطالية في ليبيا.

ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى كانت عدّة دول قد زوّدت ترسانتها العسكرية بسلاح الطائرات، بل إنّ الطائرات الحربية قد لعبت دورا حاسما في حسم الصراع المتأجج، وفي سنوات الحرب استطاعت فرنسا أن تحتل المرتبة الأولى في تصنيع الطائرات بمعدل 68 ألف طائرة بين عامي 1914-1918. وفي وقت لاحق من الحرب طوّرت جلّ الدول المشاركة سلاحها الجوي وأنظمة الطيران، حتى تعددت الاستخدامات وبات هناك تنوع كبير حاضر في الطائرات الحربية مثل القاذفات الانقضاضية والقاذفات الاستراتيجية والقاذفات المحاربة وطائرات الهجوم الأرضي.

ما بعد الحرب العالمية.. سباق تحسين الطائرات التجارية

مع وقف إطلاق النار، شهد الطيران المدني نموًا هائلا على إثر أعداد هائلة من المطارات قد خلفتها الحرب، فضلا عن الطائرات التي أعيد توظيفها لأغراض شخصية ومدنية وأخرى تجارية.

كما ساهمت تصاميم الطائرات الثورية في ذلك الحين إلى رفع مستوى التجربة لدى الركّاب، فطائرة “دوغلاس دس-3” على سبيل المثال، أدخل مصمموها فكرة المقاعد المحشوة بالمطاط لامتصاص الاهتزازات، ثم قاموا بتبطين قالب الطائرة بعازل بلاستيكي، لتخفيف شدة الضوضاء القادمة من الخارج.

وشهد عام 1944 تصديق اتفاقية مخصصة بالطيران المدني، تقتضي توحيد كافة معايير السلامة في الطيران المدني، وهو ما نتج عنه توفير طائرات ركاب أكثر أمانا بأسعار معقولة ترأسها شركات النقل وخطوط الجو.2

تحتل طائرات الشركتين إيرباص وبوينغ 99% من مبيعات الطائرات في العالم

ومع دوران عجلة التطور الذي أصاب العالم، تبنّى عدد من الشركات النهج الرقمي وآخر إصدارات التكنولوجيا، ففي حقبة السبعينيات ظهرت برامج التصميم بمساعدة الحاسوب، وبرامج المحاكاة الحاسوبية التي ساهمت في إنتاج مواد أخف وزنا وأكثر صلابة لبناء الطائرات.

بالإضافة إلى إقحام مفهوم المواد المركبة، وهو مجموعة من المواد لا تنصهر ولا تذوب ولا تتداخل فيما بينها، بل تجتمع لتشكّل جسما مركبا بخصائص فيزيائية وكيميائية جديدة. وهيكل الطائرة بمجمله لا يتكوّن من مادة واحدة، بل مجموعة من المواد يجري تحديدها وفق متطلبات كلّ جزء من الهيكل. فطائرة بوينغ 787 “دريملاينر” (Dreamliner) التي دخلت الخدمة في عام 2011، تمكّن مهندسوها من تقليص وزنها إلى حد كبير، مما زاد من كفاءتها في استخدام الوقود.3

تأسيس بوينغ.. بداية السيطرة المطلقة على سوق الطيران

الحديث عن شركة تصنيع الطائرات بوينغ مقرون دوما بتاريخ نشأة الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تعد بوينغ أعرق الشركات في هذا المجال، فضلا عن أنها أضخم مزوّد للطائرات في العالم وفق ما تشير إليه بعض الإحصائيات، ويعود الفضل إلى المهندس ورجل الأعمال الأمريكي “ويليام إ. بوينغ” الذي كان يمتلك عدّة مصانع لتقطيع الخشب، قبل أن يؤسس شركته الخاصة “بوينغ” الواقع مقرها في مدينة سياتل أقصى الشمال في عام 1916.

في عام 1997 تمكنت بوينغ من الاستحواذ على أكبر منافسيها المحليين شركة “ماكدونيل دوغلاس”

ولظروف الحرب، حذت الشركة حذو بقية الشركات في ذلك الحين في الصناعة العسكرية، إلا أنّ الأمر تغيّر لاحقا، وتحوّل اهتمام الشركة نحو الطائرات التجارية، وقد ساهمت سياسة الشركة في عمليات الاستحواذ الواسعة على بقية الشركات المحلية في فرض سيطرة مطلقة على سوق الطائرات. ففي عام 1960 استطاعت بوينغ شراء “شركة فيرتول للطائرات” (Vertol Aircraft Corporation)، وكانت حينئذ أكبر صانع مستقل للطائرات الحربية.

وفي عام 1997 تمكنت بوينغ من الاستحواذ على أكبر منافسيها المحليين شركة “ماكدونيل دوغلاس”، بعملية اندماج صُنّفت في المرتبة العاشرة بضخامتها على مستوى البلاد، وخلال الستينيات والسبعينيات انتهجت الشركة سياسة التنوّع في التصنيع، فبدأت العمل في الفضاء الخارجي وصناعة المراكب البحرية، وفي مجال الزراعة وإنتاج الطاقة.4

ومما يمكن ملاحظته من طائرات بوينغ المدنية أنها دوما تبدأ وتنتهي بالرقم 7، ويُعزى ذلك إلى قرار الإدارة في ضرورة تجنب إرباك العملاء والموظفين على حدٍ سواء عند التعامل مع منتجات الشركات، فجاء القرار بترميز المنتجات وتصنيفها على النحو الآتي:

–         الطائرات التجارية، وتبدأ بالرمز 300 أو400.

–         طائرات محركات التوبو، وتبدأ بالرمز 500.

–         الصواريخ، وتبدأ بالرمز 600.

–         طائرات المحركات النفاثة، وتحمل الرمز 700، وهي طائرات بوينغ المعروفة.

ولأن فريق التسويق رأى بأنّ “700” بهذا الشكل يبدو مملا، فقد اقترحوا بأن ينتهي الرمز (العدد) بنفس الرقم الذي بدأ به، فيكون “707”، وهو ما بدا خيارا موفقا للغاية في عملية التسويق. وعلى الرغم من علامتها التجارية الضخمة، لم تفتح الشركة الأمريكية مقرا ومصنعا لها في أوروبا إلا حديثا، ويقع في مدينة شيفيلد في إنجلترا، مدعوما بشراكة بحثية مع جامعة شيفيلد.5

أيرباص.. حلف أوروبي ينافس عملاق الصناعة الأمريكية

بعد مناقشات مطوّلة بين حكومتي فرنسا وألمانيا حول تحالف أوروبي يضمن تأسيس شبكة حقيقية للتنقل السريع، أعلن عن انطلاق العملاق الأوروبي أيرباص في عام 1970، وكان في أعلى قائمة مهامها العمل على طائرة أيرباص A300، وهي أوّل منتجات الشركة وأوّل طائرة نفاثة ذات بدن واسع مزودة بمحركين. وفي ظرف 4 سنوات استطاعت الطائررنسة اقتحام السوق والخدمات التجارية لصالح خطوط الطيران الفية.

وعلى الرغم من أدائها العالي والمتقن، كانت شركات خطوط الطيران متخوفة من الإقبال على التعاقد مع شركة مغمورة ما زالت في طورها الأول، لذا كانت مبيعات الطراز الأول من شركة أيرباص متدنية للغاية مقارنة بما تلاه.

طائرة أيرباص A300 أوّل منتجات الشركة وأوّل طائرة نفاثة ذات بدن واسع مزودة بمحركين

وفي عام 1978 أعلنت أيرباص عن برنامجها اللاحق، وهو إصدار طائرة أيرباص A310، وهي طائرة متوسطة المدى ذات سعة أصغر، وسريعا ما حصدت رواجا لها، حتى أنها لم يتوقف تصنيعها وتصديرها إلا مع حلول عام 2007 بشكل رسمي من قبل الشركة.

وفي عام 1987 بدأت أيرباص العمل على طائرات بعيدة المدى عن طريق أيرباص A340 ذات المحركات الأربعة. وفي عام 2007 حققت الشركة تميّزا مستحقا بإعلانها عن أضخم طائرة على الإطلاق، وهي أيرباص A380، فلها طابقان بسعة قصوى تصل إلى 853 راكبا.

لقد تمكنت أيرباص من النهوض بفضل معونات حكومات الأعضاء الممثلين للشركة، وكانت تلك المساعدة على هيئة قروض قابل للسداد على المدى البعيد. ولم تفض الشراكة، أو بمعنى آخر، لم تبدأ الشركة تمويل مشاريعها بنفسها إلا مع حلول 1989. 6

قفزة في عالم النقل الجوي.. ثمار الصراع التجاري

في ظلّ انشغال بوينغ بالصراع مع منافسيها المحليين، كانت أيرباص تخطو بخطوات ثابتة في الضفة الأخرى من العالم نحو اقتحام السوق العالمي للطائرات، ولم يمض كثير من الوقت حتى اتضحت معالم السباق الثنائي الذي أوشك على الشروع، فأنتج قفزات ضخمة في قطاع الطيران، إذ ارتفع عدد المسافرين حول العالم في 1973 من 400 ألف إلى نحو 4 مليارات مسافر في عام 2016. 7

لقد وظّفت كلتا الشركتين كافة قدراتهما في محاولة فرض هيمنتها على الأخرى في جميع الأصعدة، وفي محاولة الحصول على النصيب الأكبر من سوق صناعة الطيران المتنامي بشدة، حتى أنّ كلتيهما تتهم الأخرى بأنّها تتلقى دعما من جهات حكومية بين الفينة والأخرى.

مقارة بين مبيعات شركة إيرباص الأوروبية بعيد ظهورها بأربع سنوات وبين مبيعات بوينغ الأمريكية

تهيمن بوينغ وأيرباص على نحو 99% من سوق الطائرات المدنية، مع توقع وصول دفعة جديدة من الطائرات خلال العشرين عاما القادمة بعدد يصل إلى 39 ألف طائرة، وبتكلفة 6 مليارات دولار، وهو ما يترك انطباعا عن مدى القفزات الاقتصادية المتوقع حدوثها خلال العقدين القادمين.

خطوط الطيران الأمريكية.. صفقة تضرب بوينغ في عقر دارها

على الرغم من وصول أيرباص متأخرة إلى الساحة، فقد استطاعت الشركة الناشئة أن تجد نفسها أمام العملاق بوينغ شيئا فشيئا، فمن حيث الإحصائيات استطاعت بوينغ منذ بدء تصديرها في 1968 حصد أكثر من 10 آلاف بيعة من أفضل منتجاتها، وهي طائرات من طراز 737. بينما كسرت طائرة A320 لأيرباص حاجز الـ8 آلاف في ظرف عقدين من الزمن فقط.8

بمقارنة أخرى، فإن الطائرة رقم 8 آلاف من طراز بوينغ 737 قد بيعت في عام 2014، أي بعد 46 سنة منذ صدور أوّل نسخة من الطائرة، وهو إنجاز حققته أيرباص خلال 30 عاما فقط.

بقيت طائرة بوينغ 747 عملاقة الطائرات حتى ظهرت أيرباص A380

بالإضافة إلى أنّ أيرباص تمتلك تنوّعا أكبر لعملائها، ولديها زخم كبير في المناطق التي لها إمكانات نمو عالية في آسيا وبلاد المحيط الهادئ، مثل الصين على وجه الخصوص. وتجني الشركة من هذه المنطقة دخلها الأعلى بنسبة 36.6%، بينما تجني من أوروبا 30% من مجموع أرباحها. أما بوينغ فسوقها بصورة عامة محتكر بصورة أكبر على النطاق المحلي في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تصل نسبة أرباحها نحو 45% من مجموع المداخيل.

وفي الفترة الماضية ازدادت حدّة الصراع بين الشركتين، ووصلت منتهاها حينما أقدمت شركة أيرباص على تأمين دفعة طائرات من طراز A320 لصالح خطوط الطيران الأمريكية، وهو تجاوز صريح على أراضي هي تحت نفوذ شركة بوينغ الأمريكية، وقد دفع ذلك الشركة الأخرى إلى البحث عن طائرة قادرة على قلب الطاولة وإعادة الأمور إلى نصابها.9

وتجري العادة بتخصيص تنافس فردي على مستوى بعض الطائرات من كلتا الشركتين، وأشهر تلك المنافسات:

–         بوينغ 787، وأيرباص A330.

–         بوينغ 777، وأيرباص A350.

–         بوينغ 747، وأيرباص A380.

ميدان الطيران العسكري.. سباق إلى قطاعات الدفاع والفضاء

تقدم الشركتان مشاركات في القطاع العسكري بجانب الطيران المدني، وعلى وجه الخصوص شركة بوينغ المتخصصة في الطائرات المروحية والعامودية، وأشهرها مروحية “إيه إتش-64 أباتشي” ومروحية “في-22 أوسبري”. فضلا عن تاريخ الشركة القديم في هذا المجال ومساهمتها في إمداد الجيش الأمريكي بمنتجاتها.

بينما توفّر أيرباص للاتحاد الأوروبي 8 أنواع فقط من المروحيات، أشهرهما مروحية ” يوروكوبتر تايغر” ومروحية ” إن إتش-90″ ونطاق انتشارهما محدود للغاية.

تنافس قوي بين بوينغ وأيرباص في مجال هياكل ومحركات مركبات الفضاء

وتمتلك أيرباص محاربة واحدة هي “يوروفايتر تايفون”، لكنها تفتقر للديناميكية الكافية لتلبية احتياجات المهام المختلفة، في حين أثبتت بوينغ علو كعبها في الطيران العسكري، فثمّة عدد من المحاربات التي تصنّف على أعلى مستوى مثل محاربة ” إف-15 إي سترايك إيغل” ومحاربة ” إف/إيه-18 هورنت”.

ولا ينبغي الإغفال عن ضلوع الشركتين في سوق صناعة الفضاء بشكل واسع، من تشييد المركبات الفضائية وبناء الأقمار الاصطناعية، وتنبثق شركة “بوينغ للدفاع والفضاء والأمن” من الشركة الأم بوينغ، وتقابلها شركة “أيرباص للدفاع والفضاء”.

وتحظى بوينغ بثقة كبيرة من لدن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، على أثر ترشيحها للمشاركة في صناعة صاروخ “نظام إقلاع للفضاء” (Space Launch System) لصالح مشروع “أرتميس” القادم الذي سيعيد الإنسان إلى سطح القمر، بعد أن هجره منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.

أكبر طائرة مدنية على وجه الأرض.. إطلالة على آفاق المستقبل

مع تنامي الطلب في سوق الطائرات نظرا لارتفاع الرحلات اليومية حول العالم، بات على شركات تصنيع الطائرات توفير ما يلبي حاجة المستخدم، ونجد اليوم أن الشركتين بوينغ وأيرباص تقفان على مفترق طرق. فشركة أيرباص اتخذت طريقها نحو التركيز على الحجم والطاقة الاستيعابية للطائرة، فنجد طائرة A380 قد شقّت طريقها صوب خطوط الطيران باهتمام كبير من قبل المهندسين، وهي أكبر طائرة مدنية على وجه الأرض حتى هذه اللحظة.

طائرة أيرباص A380  ذات الطابقين وبسعة قصوى تصل إلى 853 راكبا هي أكبر طائرة في العالم حتى اليوم

بينما نجد أن بوينغ قد صبّت تركيزها نحو الكفاءة، وعززّت من تصميم طائرتها 787، وتُثني الشركة على هذه الخطوة الاستراتيجية، فأسعار الوقود أخذت بالارتفاع بصورة غير معهودة خلال السنوات القليلة الماضية، مما زاد الطلب على هذه الطائرة على نطاق واسع.10

إنّ ما يخبئه المستقبل يقلق الشركتين كلتيهما على حد سواء، إما ببعض الحوادث المتكررة الناتجة عن أعطاب وسوء استخدام أو فشل في التعريف بتقنية مرفقة بالطائرة كما حدث مع شركة بوينغ، أو عقوبات وغرامات مالية ضخمة تنال الشركة بسبب التحايل مثل ما حدث مع شركة أيرباص. وإن استطاعت الشركتان تجاوز هذه المطبات، فإنّ هذا التنافس سيطول، وربّما نراه يرتقي إلى الفضاء، بكل ما تحويه الكلمة من معنى.

 

المصادر:

[1] دودو، برافين (2020). أيرباص وبوينج: قصة منافسين. تم الاسترداد من: https://www.aerospace-technology.com/features/airbus-vs-boeing/

[2] محررو الموقع (التاريخ غير معروف). الأخوان رايت. تم الاسترداد من: https://www.history.com/topics/inventions/wright-brothers

[3] محررو الموقع (2021). تاريخ الطيران. تم الاسترداد من: https://www.spartan.edu/news/history-of-aviation/

[4] فورست، ناتاشا (2020). اندماج عام 1997 الذي مهد الطريق لأزمة بوينج 737 ماكس. تم الاسترداد من: https://qz.com/1776080/how-the-mcdonnell-douglas-boeing-merger-led-to-the-737-max-crisis/

[5] أوكونل، براين (2020). تاريخ شركة بوينغ: تسلسل زمني وحقائق. تم الاسترداد من: https://www.thestreet.com/investing/history-of-boeing

[6] أمير، أمير (التاريخ غير معروف). أيرباص. تم الاسترداد من: https://www.britannica.com/topic/Airbus-Industrie

[7] محررو الموقع (التاريخ غير معروف). كيف يؤثر التنافس بين أيرباص وبوينغ على التنقل الجوي. تم الاسترداد من: https://www.fcmtravel.com/en-us/resources/insights/how-airbus-boeing-rivalry-changing-air-travel#:~:text=The%20rivalry%20began%20when%20Airbus,only%20major%20commercial%20aircraft%20manufacturers.

[8] دودو، برافين (2020). أيرباص وبوينج: قصة منافسين. تم الاسترداد من: https://www.aerospace-technology.com/features/airbus-vs-boeing/

[9] سينغ، جاي (2021). كيف أصبحت الخطوط الجوية الأمريكية أكبر مشغل لطائرات أيرباص من طراز A320 في العالم. تم الاسترداد من: https://simpleflying.com/american-airlines-a320-family/

[10] دودو، برافين (2020). أيرباص وبوينج: قصة منافسين. تم الاسترداد من: https://www.aerospace-technology.com/features/airbus-vs-boeing/