فيلم الوثائقية “الغياب” ينافس في مهرجان إدفا

بنات توفيق (يمنية وإيمان وخديجة) وجدن أنفسهن على موعد دائم مع الغياب؛ غياب الأب ثم غياب الأم

اختارت إدارة مهرجان إدفا العالمي للأفلام الوثائقية في أمستردام الفيلم الوثائقي “الغياب” للمخرجة التونسية فاطمة الرياحي، للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان ليتنافس مع 12 فيلما للفوز بجائزة “أفضل عمل أول”، وذلك في الدورة الـ31 للمهرجان التي تقام في الفترة من 14 حتى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

“الغياب” هو الفيلم الوثائقي الأول الذي تنتجه شبكة الجزيرة الإعلامية بشكل كامل، حيث وصل إلى المسابقة الرسمية لمهرجان إدفا ليكون أول أفلام الإنتاج الداخلي للجزيرة الوثائقية يشارك في مهرجان بهذا الحجم.

يسرد الفيلم قصة التونسي “توفيق” الذي شارك في القتال في حرب البوسنة ضد القوات الصربية، لكنه دخل السجن لمدة ست سنوات بعد عودته إلى تونس، لترحل زوجته إلى البوسنة وتتركه مع بناته الثلاث، فيجد نفسه مسؤولا عنهن، وتتنازعه الرغبة بين رعاية بناته وبين الانتقام ممن دمر حياته، فهو ويعاني صراعا يوميا من أجل ذلك.

 

أمام مخرجة الفيلم فاطمة الرياحي يبوح توفيق بمرارة ذلك الشعور. وبمرور الوقت يدرك أنّ مجرد البوح بما يراوده يشعره بالارتياح. تستثمر فاطمة شعوره لتطوير علاقته بالكاميرا التي تتحول إلى نافذة له إلى العالم بعد أن بقي في عزلته لسنوات، وبتطور العلاقة بين الطرفين تعايش فاطمة تأرجح توفيق بين هاجسي الانتقام أو طلب العدالة.

أما بنات توفيق (يمنية وإيمان وخديجة) فقد وجدن أنفسهن على موعد دائم مع الغياب؛ غياب الأب ثم غياب الأم، إضافة إلى غياب أي شعور بالأمان أو الاستقرار، فبعدما غُيّب والدهم لست سنوات لم يهنئوا سوى بأيام قصيرة قبل أن تبدأ سنوات غياب الأم.

استغرق إنتاج الفيلم ثلاث سنوات كاملة قضتها المخرجة فاطمة الرياحي في البحث والكتابة ومعايشة أبطال العمل والمراحل التي مرت بها حياتهم، كما استغرق تصوير الفيلم عامين ونصف بدءا من يناير/ كانون الثاني 2016 وحتى يوليو/تموز 2018.

الفيلم يروي قصة التونسي "توفيق" الذي شارك في القتال في حرب البوسنة ضد القوات الصربية

شارك الفيلم في العديد من الورش المهمة لتطويره، مثل “ورشة المنتجين” (Producers Lab) في مؤسسة الدوحة للأفلام عام 2016، وسوق عمان للأفلام عام 2017، وورشة “أكاديمية إدفا الصيفية” (IDFAcademy Summer school) العام الحالي.

تبلغ مدة الفيلم 90 دقيقة، وتم تصويره بالكامل في مدينة سيدي بوزيد التونسية، تلك المدينة التي شهدت الشرارة الأولى للثورة التونسية التي كانت باكورة ثورات الربيع العربي. كما يذكر بأن العرض العالمي الأول للفيلم سيكون في مهرجان إدفا العالمي للأفلام التسجيلية يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 في المسابقة الرسمية لفئة الظهور الأول.


إعلان