المغرب: اختتام سينما الهامش بجرسيف

جرسيف، مدينة تقع بين مدينتي فاس ووجدة بالمغرب، ويعود أصل تسميتها إلى الدلالة الأمازيغية حيث تدلّ تسميتها على كونها تتموقع بين نهرين. تحتضن هذه المدينة تظاهرة سينمائية سنوية تشق طريقها بنجاح، ولعلّ أهمية هذه التظاهرة ينبع من تسليط الضوء على الهامش. فبعيدا عن الأضواء، وفي جغرافيا منسية احتضنت مدينة جرسيف الدورة السادسة لملتقى سينما الهامش والذي يهتم بالسينما الأخرى، سينما شبابية بالأساس يحلم من خلالها الشباب المغربي أن يكونوا يوما أحد صنّاع الصورة على المستوى الوطني والدولي.
من أهم مميزات هذا الملتقى هو إتاحة الفرصة لشباب الإقليم من الانخراط في ورشات الإخراج والقراءة الفيلمية والسيناريو، وقد صرّح مدير الملتقى عبد العالي الخليطي للجزيرة الوثائقيّة أنّ: “عدد الشباب المشاركين في كل ورشة يفوق الأربعين، وهو دليل على تعطّش أهالي مدينة جرسيف للسينما واهتمامهم بهذا الفن، كما أنّ الهدف من هذا الملتقى هو توفير الفرصة للفرجة السينمائية لساكنة المدينة والالتقاء بصنّاع السينما حيث أتيحت الفرصة لتسليط الضوء على تجربتي حسن بن جلوّن وداود أولاد السيد”.
وقد تكونت لجنة التحكيم من المخرج حسن بن جلون، والأستاذ الجامعي يوسف آيت همو، والممثلة خلود البطيوي، وتوّج بجائزة العمل المتكامل الفيلم القصير “عذر” لدلال العراقي في ما تحصّل المخرج الحسين شاني على جائزة الإخراج عن فيلمه “كابوس دالما”. دورة سادسة تحت شعار “سينما الهامش وإحياء الذاكرة المحلية” أكدت أنّ السينما الحقيقية تبدأ من خلال التكوين القاعدي ونشر الثقافة السينمائية، فالسينما ليست شرطا أن تكون بهرجا بل إنّ الإبداع الحقيقي يولد من ثنايا الهامش والمهمشين.