الثورة اليمنية.. ما زالت تنتظر أن تؤتي أكلها
خاص-الوثائقية

بعد حكمه اليمنيين 33 عاما، ألقى علي عبد الله صالح باليمن في آخر السلّم لتحتل أدنى المراتب في مؤشرات دولية كمؤشر التنمية البشرية. وعندما اقترحت الحكومة اليمنية تعديلات دستورية تسمح لنجله بخلافته على كرسي الرئاسة وإكمال المسيرة التي بدأها والده، فإنها كمن سكبت البنزين على النار فأوقدت لهيب الثورة اليمنية. فماذا تعرف عن ثورة اليمنيين بعد مرور ثمانية أعوام على انطلاقها؟
في منتصف يناير/كانون الثاني 2011 شهدت البلاد مظاهرات عديدة طالبت بتغيير الحكومة، وخرجت مظاهرات أكثر عدوانية في جنوب اليمن.
وفي 27 يناير/كانون الثاني خرج نحو 16 ألف يمني في صنعاء طالبوا بتغيير الحكومة، وذلك ردا على اقتراحات الحكومة لتعديل الدستور.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع وخوفا من أن تخرج الأمور عن السيطرة كما حدث في تونس ومصر، أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى ولن يترشح نجله كذلك.

في 11 فبراير/شباط -وهو يوم سقوط مبارك- تعالت أصوات اليمنيين لإسقاط رئيسهم وتغيير نظامه، وكانت الانطلاقة يومذاك، فنظم الآلاف من الشباب وقوى المجتمع المدني وبعض أنصار المعارضة والحراك الجنوبي مظاهرات في عدد من المحافظات الجنوبية والوسط أطلق عليها “جمعة الغضب”. فوقعت صدامات مع قوات الأمن ومؤيدين للرئيس صالح واعتقل كثيرون.
في 16 فبراير/شباط تواصلت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام صالح وسقوط قتيلين وعشرة جرحى في مدينة تعز برصاص قوات الأمن التي تدخلت لتفريق المتظاهرين.
وفي اليوم نفسه أصدر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بيانا طالب فيه الشعب اليمني باستغلال الفرصة للتحرك الجاد والواعي والمسؤول لتغيير الواقع وإزاحة سلطة علي عبد الله صالح.
في 18 مارس/آذار شهد اليمن جمعة دامية؛ فقد تجمهر مئات الآلاف في ساحة التغيير عقب صلاة الجمعة، وانتشر قناصة على أسطح الأبنية المحيطة بالساحة وأطلقوا النار على المعتصمين بعد الصلاة مما أدى لمقتل ٥٢ وجرح ٦١٧، وأفادت مصادر طبية بأن معظم القتلى والجرحى أصيبوا بطلقات في الرأس والعنق والصدر.

وفي مساء اليوم نفسه عقب الاعتداء أعلن الرئيس صالح في مؤتمر صحفي حالة طوارئ لمدة شهر.
في 23 مايو/أيار وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن اليمنية ومسلحين موالين لشيخ قبائل حاشد صادق الأحمر.
في 24 مايو/أيار استُهدف منزل الشيخ الأحمر بالمدفعية الثقيلة لتستمر المواجهات بين الطرفين وتؤدي إلى مقتل ٦٩ من بينهم ٥١ من مناصري الأحمر.
في 3 يونيو/حزيران وقع هجوم على المسجد الخاص بالقصر الرئاسي في العاصمة صنعاء أثناء تأدية الرئيس صالح صلاة الجمعة فيه، مما أدى إلى إصابة الرئيس اليمني وعدد من مساعديه وسط تضارب الأنباء عن مقتله.
في 5 يونيو/حزيران تولى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بالنيابة بعد مغادرة الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج.
في 18 سبتمبر/أيلول انطلق رصاص الأمن ليسكن أجساد آلاف المتظاهرين في صنعاء، وهو ما خلّف ٢٦ قتيلا، وذلك بعد عودة الرئيس صالح من رحلة العلاج في السعودية.

في 23 نوفمبر/تشرين الثاني وقع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية التي شملت تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية خلال تسعين يوما، كما تضمنت منح صالح حصانة من أي ملاحقة قضائية.
في 25 فبراير/شباط 2012 أدى عبد ربه منصور هادي اليمين الدستورية أمام البرلمان رئيسا لليمن بعد انتهاء التصويت في انتخابات بمرشح وحيد.
انتهت هنا حكاية علي عبد الله صالح الرئيس، ولكن لم تنته حياته السياسية، فقد بقي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي، وتحالف مع الحوثيين في الحرب التي شنتها عليهم دول التحالف بقيادة السعودية.
في 4 ديسمبر/كانون الأول 2017 كانت نهايته، فقد انقلب على الحوثيين الذين رصدوه وقتلوه مع عدد من مقاتليه.

ولا تزال اليمن تترنح منذ ذلك الحين بين فقر وجوع وقتل ودمار، ولا أحد يعلم كيف سيؤول إليه حالها في خاتمة المطاف.