الأوسكار الجائزة الفنية الأرفع.. ماذا تعرف عنها؟
من المتوقع إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ91 في 24 فبراير/شباط الجاري، وسيكرم فيه صناع الأعمال السينمائية الناجحة التي تم ترشيحها عن عام 2018. وتقدم هذه الجوائز “أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة” الأمريكية.
وتعتبر الأوسكار الجائزة الأهم في عالم السينما رغم وجود العديد من الجوائز الأخرى، مثل جوائز غولدن غلوب وجوائز مهرجان كان وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، إضافة إلى مهرجان فينيسيا الذي يعد المهرجان الأقدم في السينما، غير أن الفوز بالأوسكار يبقى حلما يراود كل ممثل أو عامل في مجال صناعة الأفلام السينمائية. فما هي جائزة الأوسكار؟ وكيف بدأت فكرتها؟
رحلة الـ91 عاما
الأوسكار جائزة تمنحها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة للمتفوقين في المجالات المختلفة لصناعة السينما. وبدأ الاحتفال بالأوسكار للمرة الأولى عام 1929، ويتم اختيار المرشحين للجائزة عن طريق أعضاء الأكاديمية الذين يزيد عددهم عن 5000 عضو والتصويت للفائز في اقتراع سري، وذلك عن الأفلام الصادرة في العام الماضي من تسليم الجائزة.
وبدأت حكاية تمثال “أوسكار” عام 1927 عندما أقامت الأكاديمية حفل عشاء في أحد فنادق لوس أنجلوس للبحث في كيفية تكريم صنّاع الأفلام، وأجمع أعضاء الأكاديمية على ضرورة أن يتم ترميز تمثال يُقدم كجائزة للمبدعين في السينما، فصمم الرئيس التنفيذي للفنون في مؤسسة “إم غي إم” سيدريك غيبون تمثالا على شكل فارس يمسك سيفًا ويقف على أسطوانة عرض أفلام تتكون من خمس دوائر ترمز إلى عناصر صناعة الفيلم، وهي التمثيل والإخراج والإنتاج والكتابة والفنيات، ثم كلّف النحات “جورج ستانلي” بتنفيذ التمثال بأبعاده الثلاثة وحوله إلى منحوت يصل ارتفاعه إلى 35 سنتيمترا ووزنه نحو أربعة كيلوغرامات، وهو مصنوع من البرونز ومطلي بطبقة من الذهب.
وكان أول من حصل على جائزة الأوسكار الممثل الألماني “إميل جانينغز” الذي فاز بجائزة أفضل ممثل في السنة الافتتاحية للجوائز. ومنذ أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار في 16 مايو/أيار 1929 وُزع 348 تمثالا.
وتعددت الروايات إزاء تسميه التمثال بالأوسكار، فقد كانت الجائزة تسمى بجائزة الاستحقاق لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، لكن اسمها تغير إلى جائزة الأوسكار منذ 1934.
وتقول الرواية الأولى إن أمينة مكتبة الأكاديمية التي تمنح الجائزة قالت حين رأت التمثال للمرة الأولى إنه يشبه عمّها أوسكار، أما الرواية الثانية فتقول إن الممثلة الراحلة “بيت ديفيس” اختارت أن يُسمى التمثال على اسم زوجها هارمون أوسكار.
فئات الجائزة
توزع جوائز الأوسكار على 24 فئة، هي:
- أفضل فيلم
- أفضل ممثل
- أفضل ممثلة
- أفضل ممثل مساعد
- أفضل ممثلة مساعدة
- أفضل مخرج
- أفضل سيناريو
- أفضل سيناريو مقتبس
- أفضل تصوير
- أفضل تصميم
- أفضل مونتاج
- أفضل موسيقى تصويرية
- أفضل أغنية
- أفضل تصميم أزياء
- أفضل مكياج وتصفيف شعر
- أفضل مزج للصوت
- أفضل تأثيرات بصرية
- أفضل فيلم بلغة أجنبية
- أفضل فيلم رسوم متحركة
- أفضل فيلم رسوم متحركة قصير
- أفضل فيلم قصير
- أفضل فيلم وثائقي
- أفضل فيلم وثائقي قصير
- أفضل فيلم حي قصير
وكي يرشح فيلم لهذه الجائزة يجب أن يكون قد عُرض في صالات السينما في السنة السابقة من أول يناير/كانون الثاني وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأول، وألا يقل طول الفيلم عن 40 دقيقة حتى يتنافس على جائزة الأفلام الطويلة وإلا فسوف يصنف كفيلم قصير، كما يجب أن يُعرض في مقاطعة لوس أنجلوس الأمريكية، وأن يعرض في السينما أولا.
لماذا الأوسكار؟
رغم وجود العديد من الجوائز الفنية والمهرجانات العالمية فإن مهرجان الأوسكار يحظى بشعبية أكبر سواء من الجمهور أو من العاملين في السينما.
ويُرجع البعض تلك الحظوة إلى طبيعة لجنة التحكيم في الأوسكار التي تختلف عن لجان التحكيم في أي جائزة أخرى. فبينما تعتمد جائزة غولدن غلوب مثلا على آراء النقاد بشكل أساسي في ترشيح واختيار الأفلام الفائزة، وتدقيق النقاد على التقنيات المتخصصة في الأفلام التي لا تهم الجمهور في شيء، تأتي لجنة الترشيحات في الأوسكار لتقييم الأفلام بعيون المشاهدين وليس النقاد، وذلك لأنها تتشكل من 5000 عضو من صناع السينما والعاملين بالفعل فيها، فهم من يقوم بالتصويت على الأفلام الفائزة، وهذا ما يجعل تلك الجائزة مهمة لصناع السينما من ممثلين ومخرجين وغيرهم إذ إن تقييمهم يقوم به زملاؤهم.
وتلعب الشهرة العالمية لأفلام هوليود دورا في اهتمام الجمهور بهذه الجائزة، فاعتماد الأوسكار أساسا على أفلام هوليود المعروضة في السينما جعل جمهور السينما في كل أنحاء العالم مهتم بتقييم تلك الأفلام التي شاهدها بنفسه.