وحدة التحقيقات بالجزيرة تفوز بجائزة “كينيدي” لأفضل عمل استقصائي

فازت وحدة التحقيقات بشبكة الجزيرة الإعلامية بجائزة كينيدي للأعمال الصحفية المتميزة عن فئة “أفضل عمل استقصائي” لسلسلة “كيف تروج لمجزرة”. ومنحت الجائزة للمنتج التنفيذي بالوحدة، بيتر تشارلي، في حفل أقيم بالعاصمة الأسترالية سيدني، يوم الجمعة 9 أغسطس/آب.
وكشفت السلسلة الاستقصائية الفائزة، محاولات رئيسة الحزب الشعبوى الاسترالى”أمة واحدة”، بولين هانسون، الحصول على مبالغ مالية من الرابطة الوطنية الأمريكية للبنادق، وغيرها من المنظمات المؤيدة لحمل السلاح في الولايات المتحدة الأميركية.
أعدت السلسلة في ضوء السخط الشعبي المتنامي بسبب حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة، ويحتوي على محادثات صُورت سرا، ويظهر فيها أعضاء الحزب الأسترالي اليميني “أمة واحدة”، وهم يسعون للحصول على ما يصل إلى عشرين مليون دولار من مجتمع مناصري السلاح في أميركا، ويعرضون وقف العمل بقوانين صارمة ضد السلاح تم تشريعها في أستراليا بعد مذبحة وقعت هناك عام 1969.
ومن بين المجموعات التي التقاها ممثلو “أمة واحدة” الرابطة الوطنية للبنادق (NRA)، التي تندد من حين لآخر بقوانين السلاح في أستراليا، وتطالب بإبطال تلك التشريعات.
وتمكن الفيلم من الوصول إلى قلب “لوبي” السلاح في الولايات المتحدة، وداخل حزب “أمة واحدة” عبر محقق سري اسمه رودجر مولر، حيث تظاهر بأنه ناشط مؤيد للسلاح في أستراليا، وادعى أنه يعمل من أجل إعادة النظر في تشريعات الأسلحة النارية في البلد.
أنشأ مولر منظمة ذات قاعدة شعبية باسم “حقوق السلاح في أستراليا”، وقام على مدى ثلاثة أعوام باستخدام شخصية المدافع عن السلاح لكسب صداقة مسؤولين في “لوبي” السلاح، وفي حزب “أمة واحدة” الذي اقترح بشكل مستقل تخفيف قوانين الأسلحة النارية في أستراليا.
وأثناء حوار حول الأثر المحتمل لتلقي تبرعات نقدية من الرابطة الوطنية للبنادق؛ سجل مولر حديثاً لستيف ديكسون، أحد قادة حزب أمة واحدة في كوينزلاند بأستراليا، وهو يقول “لو أنهم (أي الرابطة الوطنية للبنادق) أعطونا عشرة ملايين دولار فسيكون بإمكاننا الفوز بقنطار من المقاعد، بالإضافة إلى عدد كبير من المقاعد داخل مجلس الشيوخ”. وذلك المال من “لوبي” السلاح “يضمن لك ميزان القوة. أقصد، بإمكانك أن تتحكم في الحكومة كلها بشكل تام”.
أما كبير المستشارين في حزب “أمة واحدة” جيمز آشبي، فقدر أن عشرة ملايين دولار أميركي من “لوبي” السلاح في الولايات المتحدة ستعني أنك “ستفوز بعشرة مقاعد في مجلس الشيوخ”.
وطلب من زعيم حقوق السلاح في أستراليا أن يبقي تفاصيل نقاشاتهم واجتماعاتهم سراً، وألا يسطر منها شيئاً على الورق، قائلاً “يمكن لرسائل الإيميل أن تستحضر”.
وفي لقاء مع “الرابطة الوطنية للبنادق” في واشنطن، قال ستيف ديكسون -في إشارة إلى مشاعر الناس المناهضة للسلاح في أستراليا- “إذا لم نغير الأمور، فسوف ينظر الناس إلى أستراليا ويقولون حسناً، لا بأس بأن يسيروا هم في طريق عدم السماح بامتلاك السلاح، لا بأس بأن يتخذوا هم ذلك السبيل الصائب سياسياً. وسيكون ذلك بمثابة السم، الذي سيسممنا جميعاً ما لم نضع له حدا”.
خلال زيارتهم إلى واشنطن، تلقى مسؤولو حزب “أمة واحدة” نصيحة محددة من “الرابطة الوطنية للبنادق” حول الطريقة الأنجح لصياغة رسالة مؤيدة للسلاح في أستراليا.
نُصحوا بأن يزرعوا في الصحافة أخبارا مؤيدة للسلاح، وزُودوا بصيغ من الكلمات لمواجهة غضب الجمهور إذا حصل إطلاق نار جماعي هناك. كما حصلوا على نصيحة حول كيفية نشر “القوات البرية” في سبيل “تجزئة الخطاب بحيث لا يكون رد فعل الناس المبدئي تجاه السلاح سلبياً”.
تجدر الإشارة إلى أن فيلم “كيف تروج لمجزرة؟” عُرض بعد أيام من مجزرتي مسجدين بنيوزيلندا، ارتكبهما مواطن أسترالي متطرف، وإثر المجزرتين منعت نيوزيلندا الأسلحة الهجومية ونصف الآلية.
وتفرض أستراليا قيودا صارمة تحد من اقتناء الأسلحة، بعد مذبحة جماعية قتل فيها مسلح 35 شخصا في موقع سياحي في تسمانيا عام 1996.
وتصدر استقصائي الجزيرة عناوين الصفحات الأولى لأهم الجرائد الأسترالية، وتناولته مواقع إخبارية وقنوات فضائية عالمية في تغطيات خاصة. وأرغمت المعلومات التي كشفها أحد كبار معاوني بولين هانسون على الاستقالة.
وأكد الزميل فيل ريس، مدير وحدة التحقيقات بالشبكة بالوكالة، أن الفوز بجائزة كينيدي للأعمال الصحفية المتميزة “إنجاز مهم يثبت تميز العمل الصحفي الاستقصائي الذي تنتجه الوحدة”.
يذكر أن السلسلة رشحت كذلك لجائزة كينيدي عن فئة “أفضل سبق صحفي لهذا العام”، كما نال المنتج بيتر تشارلي ترشيحاً لجائزة كينيدي عن فئة “صحفي العام”.